العاصفة .. قصة قصيرة
22-05-2018, 09:39 PM
العاصفة
قصة قصيرة
بعد ان دخل الجمهور صالة العرض،الابواب كاتمة الصوت تم يصادها، لمنع دخول الاصوات القادمة من الخارج،صمت تام يسود صالة العرض الا من بعض المندسين اللذين دخلو الصالة المكيفة لغرض النوم.
لحظات مضت على دقات الساعة لتعلن ازاحة الستارورويدا رويدا ظهر للجمهورمن خلف الستاراعضاء الفرقة الموسيقية يقف امامهم بكل هيبة المايسترو او قائد الاوركسترا،وخلف الفرقة شاشة عرض سينمائي تعرض مشاهدا تنسجم مع ايقاعات الموسيقى.
رفع قائد الفرقة العصا ايذانا ببداية العزف،وعلى انغام موسيقى هادئة ظهرت على شاشة العرض مشاهد مدينة كبيرة يشطرها النهر العملاق الى شطرين الزوارق تجوب النهر ذهابا وايابا والاضواء الملونة تسبح في النهر لتضفي على المشهد جمالا وروعة.
تصاعدت وتيرة العزف وكأن اوتار الآلات الموسيقيه تتقطع، وكلما تتصاعد يشتد معها العصف ، عصف حمل معه رمال الصحراء، كانها برادة الحديد تكاد تحفر في الوجوه،وهنا اشار قائد الفرقة بعصاه لتهدئة العزف وخفض الاصوات،وبدأ الهدوء يخيم على اجواء صالة العرض والجمهور.
انطفأت الاضواء للحظات وساد الصمت مع الظلام وبدأت النفوس تهدأ لحظة بعد لحظة،ثم عاودت الاضواء الى شاشة العرض وتحركت مرة اخرى عصا القائد لتعلن بداية مشهد آخر.
تتجمع هالات من الغيوم السوداء والبيضاء على انغام موسيقى ترافقها اصوات الرعد ومشاهد البرق
ولما اهتزت تساقطت الامطار وحملت الرياح رذاذ المطر ونثرته بلطف على وجوه الجمهور الذي صار يشعر بالانتعاش.
شعور الجمهور في داخل صالة العرض يتنوع باستمرار بفعل المؤثرات الصوتية والمشاهد من الحزن الى الفرح ومن الخوف الى الاطمئنان ومن الجفاف الى الانتعاش، ومادامت الابواب موصدة فان الشعور بالخوف يتبدد والشعور بالحزن يزول.
لكن عاصفة الصحراء لم يحدثها العزف على اوتار الموسيقى بل احدثها دوي الانفجارات وعصف القنابل،عصف اقتلع الابواب الموصدة وايقظ الصراخ والعويل المندسين في صالة العرض واصابهم الذهول لانهم لم يجدوا حولهم سوى الركام.
آيار2018