تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد 79
محمد 79
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 18-10-2007
  • المشاركات : 5,350
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • محمد 79 is on a distinguished road
الصورة الرمزية محمد 79
محمد 79
شروقي
رد: للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
13-08-2012, 02:26 AM
السلام عليكم و رحمة الله

أول مرة علمت بقصة حادثة اخلاص كانت منذ سنوات في أحد المواضيع لا أذكر ان كان الدردشة الشروقية أو موضوع أخر و لقد تأثرت كثيرا و بقيت قصتها منذ ذلك الحين راسخة في ذهني و لقد كنّا نحاول مع بقية الأعضاء من دون أن نشعر التخفيف عنها قدر الامكان حتى تنسى و لو القليل من محنتها و غربتها.فهي و لله الحمد امرأة صابرة و محتسبة و نسأل الله أن يعوضها عن مصيبتها خيرا في الدنيا و الأخرة.
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
17-08-2012, 01:20 PM
السلام عليكم
جزء من القصة موجود في الموضوع الأصلي
http://montada.echoroukonline.com/sh...185724&page=33
نتمنى الصحة و العافية لأختنا و جدتنا إخلاص و كل إخواننا و أخواتنا في المنتدى
و نرجوا من الله أن يتقبل منا صالح الأعمال و يتجاوز عنا سيئاتنا برحمته.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أميرة الحب
أميرة الحب
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-05-2009
  • الدولة : within every heart ..knows love
  • العمر : 31
  • المشاركات : 1,676
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • أميرة الحب is on a distinguished road
الصورة الرمزية أميرة الحب
أميرة الحب
شروقي
رد: للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
17-08-2012, 08:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله
والله توقفت يداي عن التحرك وكلماتي ووو.... وأي وسيلة للتعبير لكي عن مدى اعجابي بكي يا صامدة يا قوية
أو بالأحرى يا مثال للمرأة الجزائرية والله أفتخر بكونك جزائرية وحفيدة الشهداء لقوتك وصمودك وفوق كل هذا لحفاظك على دينك واسلامك واعتزازك به يا صامدة
توقفت كلماتي خوفا من أن لا تفيكي حقكي
في الحقيقة عندي زمان من الي قريت هذا الموضوع لكن لم أجد كلمات أهنئك بها في ذاك الوقت
الان ان قلت لكي اصبري سأجدكي تعطينا دروسا في الصبر
وان قلت لكي الله وذكره في عونك لوجدت لسانك رطبا من ذكره
لكن كل ما سأقوله لكي بارك الله فيك وفي والديكي اللذان ربياك

.................
جزاك الله كل الخير

بدون ان أنسى صاحب الموضوع
مكشور اخي
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
18-08-2012, 11:43 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الحب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
والله توقفت يداي عن التحرك وكلماتي ووو.... وأي وسيلة للتعبير لكي عن مدى اعجابي بكي يا صامدة يا قوية
أو بالأحرى يا مثال للمرأة الجزائرية والله أفتخر بكونك جزائرية وحفيدة الشهداء لقوتك وصمودك وفوق كل هذا لحفاظك على دينك واسلامك واعتزازك به يا صامدة
توقفت كلماتي خوفا من أن لا تفيكي حقكي
في الحقيقة عندي زمان من الي قريت هذا الموضوع لكن لم أجد كلمات أهنئك بها في ذاك الوقت
الان ان قلت لكي اصبري سأجدكي تعطينا دروسا في الصبر
وان قلت لكي الله وذكره في عونك لوجدت لسانك رطبا من ذكره
لكن كل ما سأقوله لكي بارك الله فيك وفي والديكي اللذان ربياك

.................
جزاك الله كل الخير

بدون ان أنسى صاحب الموضوع
مكشور اخي

هي فعلا مدرسة للصبر نتعلم منها.
فبارك الله لها في عمرها و جازاها عنا ألف خير.
فقد يسر الله لها نيل شيء وصفه الرسول الكريم بمقولة :خير مما طلعت عليه الشمس.
فهنيئا لها إن شاء الله و نحسبها فازت بمفازة عظيمة و نحسبها إن شاء الله من الصالحات و لا نزكي على الله أحدا.
فتقبل الله منها و أثابها بما هي أهل له و جمعنا في الفردوس الأعلى إن شاء الله.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية khelifa_48_dz
khelifa_48_dz
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-10-2008
  • الدولة : بلد المليون ونصف مليون شهيد
  • العمر : 37
  • المشاركات : 1,631
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • khelifa_48_dz is on a distinguished road
الصورة الرمزية khelifa_48_dz
khelifa_48_dz
شروقي
رد: للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
18-08-2012, 02:00 PM
قصة قد ما هي محزنا قد ما تفرح
انا شخصيا فرحت لاصرار وشجاعة
الاخت اخلاص لاعادة بناء حياتها
من جديد واعطت مثال ناجح لدوي
الاحتياجات الخاصة وكسرت حاجز
الفشل ... اخلاص اختاه انت معدن
المراة الجزائرية الاصيلة.
اقولها هده الكلمة ليفهم بعض ضعفاء
القلوب العجر ليس في الجسم لانه
يستطيع ان يفعل دو الاحتياجات الخاصة
ما لم يفعله الاصحاء .
لان العجز في العقول وليس الاجسام
  • ملف العضو
  • معلومات
أبوصهيب المهندس
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 22-07-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 98
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • أبوصهيب المهندس is on a distinguished road
أبوصهيب المهندس
عضو نشيط
  • ملف العضو
  • معلومات
mihoubi
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 30-07-2009
  • الدولة : أرض الله الواسعة
  • المشاركات : 346
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • mihoubi is on a distinguished road
mihoubi
عضو فعال
رد: للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
26-08-2012, 09:31 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لغريب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
حاولت جمع قصة جدتنا حورية في هذا الموضوع للتسهيل على من يتابع قصتها االتي تستحق أن يسشتفيد منها كل الأعضاء القدماء و الجدد..
مجرد أجتهاد و لا يضاف من القصة سوى ما يمضي عن نشره أكثر من أسبوع و تكتب مشاركة لجدتنا بعده...فكل من تعجبه -و أكيد كل من قراء الموضوع ستعجبه- عليه الذهاب للموضوع الأصلي ليقراء آخر مشاركة.
http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=185724

بسم الله الرحمان الرحيم

لنبدا كلام الجدة:


اليوم المشهود
الأوّل من شهر جوان قدّر لي الله أن أكون فيه ضحيّة إرهاب بشِع و أفقدني رجليّ الإثنين وسيلة تنقّلي المجّانيّة في عزّ شبابي
و انظممت دون سابق إنذار إلى فئة ذوي الإحتياجات الخاصّة حتّى لا أقول المعاقين لأنّني أمقت هذه الكلمة و سُجّل إسمي في قائمتها.
ساعتها فقط أحسست بفقدان نِعمة عظيييمة نسيت أن أشكر الخالق سبحانه و تعالى عليها يوما
و شعرت بعدئذ بما يشعره كلّ من إبتلاه الله في صحّته، هذه الأخيرة الّتي لا تُقدّر بثمن و تهون أمامها كلّ الإبتلاءات الأخرى
ما عاد طبعا الإبتلاء في الدّين ندعوه سبحانه أن لا يبتلينا في ديننا
أردت من مقدّمتي أعلاه أن أفتح هذه الصّفحات و إرتأيت أن أسمّيها - صمود و تحدّ
أذكر من خلالها يومياتي مع عالمي الجديد، عالم الإعاقة و أبتغي من طرحي هذا رِفع همّة كل من أشعرته إعاقته باليأس و القنوط
إذا كانت الكلمة الطّيّبة صدقة فما بالكم لو قيلت لمن يستحقّها
.............
كنت في العشرينات كلّي حيويّة و نشاط، معلّمة في مدرسة و محقّقة إجتماعيّة في جمعيّة خيريّة
أعشق الحركة و التّنقّل مستخدمة وسيلة تنقّلي المجانيّة رجليّ، هذه النّعمة العظيمة الّتي حباني بها المولى عزّ و جلّ .
و ذات يوم صيفيّ حار و على غير العادة قرّرت أخذ الحافلة للعودة إلى البيت بعد يوم شاق قضيته في المدرسة مع براعمي الصّغار
إنتظرت في موقف الحافلات قرابة السّاعة و أنا بين أخذ و ردّ مع نفسي:
سئمت الإنتظار سأذهب مشيا
لا لا اصبري ستأتي الحافلة فأكيد لن تطيقي المشي مع هذه الحرارة
بل سأذهب
إبقي
و كأنّ شيئا ما كان يشدّني للبقاء، فعلا كان قدري الّذي كنت أجهله
أطلّت علينا الحافلة من بعيد - كي هلال العيد - و الكلّ في إنتظارها على أحرّ من الجمر
لم يكن الأمر سهلا و أنا أخوض معركة الدّخول إليها أمام أجسام ضخمة لرجال أقوياء
و أخيييرا دخلت رفقة صديقتين لي، لم يهمّني الأمر أن أبقى واقفة حتّى لو كنت على رجل واحدة، المهم أنّني دخلت
و ما كنت أعلم أنّها كانت آخر الخطوات لي
توقّفت الحافلة في محطّتين متواليتين و نقص الرّكاب و بقيت أنتظر آخر المحطّة
فجأة .. دويّ هائل صمّ الآذان
و كأنّ أحدهم رمى بي في بئر عميييق مظلم و صدى الأصوات يرنّ في أذني
فهِم الجميع أنّه إنفجار قنبلة وضعها إرهابيّ لا حسّ له و لا شعور و نزل قبلنا مخلّفا وراء جُرمه هذا جثثا للموتى و جرحى و و

................
إنفجرت القنبلة الّتي وضعها ذاك الّذي لم يتّقِ في ركّابها الله و نزل
تساءلت بعدها: كيف كان إحساسه و هو يرى تلك الصّور المؤلمة في نشرة الأخبار
تلك الجثث الممزّقة و المفحّمة .. و الأطراف المبتورة و الدّماء المتطايرة
منظر مهول فعلا ..
هرع مواطنونا الكرماء بمدّ يدّ العون و المساعدة إلى حين وصول سيّارات الإسعاف
كان حظّي أن حملني أحدهم بعد أن رآني أتلفّظ بالشّهادتين لأنّني إعتقدتها خاتمتي، حملني في في سيّارته إلى مستشفى مصطفى الجامعي فهو الأقرب من مكان الإنفجار ..
لم أعبأ بما حدث لي لكن كان كلّ تفكيري في عائلتي طلبت من الممرّضين الإتّصال بهم
لكن لحالة الطّوارئ الّتي كانوا عليها لم يلبّوا طلبي ..
مرّت السّاعات عاد أبي إلى البيت و عند باب العمارة صادف جارتنا و أخبرته بخبر تلك القنبلة حوقل و لم يكن يعلم أنّ فلذة كبده أصيبت فيها .. سبحان الله
تأخّر الوقت و لم أعد إلى البيت، قلِقت أمّي كثييرا و أختي الكبرة فما كان من هذه الأخيرة إلاّ الإتّصال بالجمعيّة للإستفسار عنّي، أخبروها أنّني خرجت منذ ساعات، قالت: لكنّها لم تعُد.
فعلِموا ساعتها أنّ مكروها أصابني و خرجت إدارة الجمعيّة للبحث عنّي في المستشفى إلى أن وجدوني و اتّصلوا بأهلي و أخبروهم ..
هبّت عائلتي لزيارتي .. دخلت عليّ أمّي حامدة الله على أنّها وجدتني حيّة، أخذت منديلها و مسحت وجهي من ذاك السّواد النّاتج عن الإنفجار.
قلت لأمّي: سامحيني قلّقتك
حضنتني مبتسمة قائلة: لستِ مسؤولة على ما أصابكِ و انتقم الله ممّن فعلها ..
و قضيت هكذا أوّل ليلة لي في المستشفى بعد أن بتروا رجليّ إثر حروق بليغة ألمّت بهما مخافة أن يتفاقم الأمر و ألقى حتفي ..
.............
بقيت إثنا عشر يوما في جناح بيشار بالمستشفى الجامعي تقوم أختي على رعايتي بسبب تهاون الممرّضين و عدم إحساسهم بالمسؤوليّة أو ربّما أعدّوني من الأموات بسبب الحالة الخطيرة الّتي كنت فيها فلم يريدوا تضييع الوقت معي.
خلال تلك الأيّام كنت أتلقّى زيارات لا تُعدّ إلى أن إستغربت من كانت تقاسمني الغرفة و سألت أختي: ماذا كانت تشتغل أختك؟
أجابتها: في جمعيّة خيريّة و أولائك النّسوة قدمن مع بناتهنّ اللّواتي درّستهنّ أختي
إعتقدت تلك المرأة أنّني شخصيّة معروفةcupidarrow
سخّر لي الله في تلك الأونة شيخ الجمعيّة الّذي قام بإتّصالاته إلى أن وصل إلى وزير الصّحة حيث أمر بإرسالي إلى الخارج للعلاج على نفقة الدّولة.
لم يكن بحوزتي جواز سفر و وثائقي إلتهمتهم النّيران و لا صور شمسيّة فما العمل؟
فكّر والدي أن يذهب إلى المكان الّذي جمعوا فيه مخلّفات الحادث و قال له أحدهم: كيف ستجد ما تبحث عنه وسط هذا الرّكام؟؟؟!
لم ييأس والدي و شمّر على ذراعيه و بدأ البحث إلى أن وجد صورتي في بطاقة الجمعيّة و كانت المفاجأة حيث إحترق كلّ شيئ إلاّ تلك الصّورة فسبحان الله فعلا العمل الخيري يستحيل أن يذهب سدى و ها هي هذه الصّورة تكون سببا لإستخراج الجواز و هكذا بدأ العدّ التّنازلي للسّفر.
...........

السّفـــــر الّذي طال



بعد قضاء إثنا عشر يوما في المستشفى الجامعي في حالة يُرثى لها، حُدّد يوم سفري الّذي كان في 13/06، رافقتني جارتي رحمها الله و أسكنها فردوسه الأعلى فلم يرد والديّ أن ترافقني غيرها، بحكم أنّ لها دراية في مجال الطّبّ و الأهم كنّا نعتبرها كأمّ ثانيّة لنا و ليست مجرّد جارة.
وصلت سيّارة الإسعاف إلى المطار و بعد القيام بكلّ الإجراءات اللاّزمة و حين وصلنا إلى باب الطّائرة مُنعنا من الدّخول، و طُلب من جارتي تصريح الطّبيب بالسّماح لي بالسّفر فالحالة الّتي رأوني عليها من المفروض يتعذّر عليّ السّفر.
ما العمل و لم يبقَ إلاّ دقائق على إقلاع الطّائرة و الوقت لا يسمح بالعودة إلى المستشفى و إحظار ما طلبوه؟؟؟
و تتدخّل مشيئة الله مرّة ثانيّة حينها و بعد أن كادوا يعيدونني من حيث أتيت، إذ بطبيب معي كان على متن الطّائرة يتحمّل مسؤوليّة إمضاء تلك الورقة و لله الحمد و المنّة سامحوا لي بالسّفر.
ساعتان و نصف خلتهم أيّام من شدّة الألم الّذي كنت أعانيه، وصلنا مطار بروكسل و تمّ نقلي إلى مستشفى بروكمان لكنّهم تفاجؤوا بالحروق البليغة والّتي كانت من الدّرجة الأولى و الّتي أصابت فخذيّ، سمحوا لي بالمبيت ليلة واحدة و في صبيحة الغد نقلوني إلى أكبر مركز للحروق بالمستشفى العسكري الملكة أستريد.
و اضطرّوا إدخالي في غيبوبة بسبب شدّة الآلام الّتي كنت أعانيها
قال أحد الأطباء لجارتي: لماذا تركوا حالتها تصل إلى هذه الدّرجة؟؟؟
و لماذا لم ينضّفوا الجراح؟؟ فقد إضطررنا بسبب التّلويث الّذي أصاب فخذيها أن نقطع كلّ ما تعفّن.
رثوا لحالتي و إحمرّ وجه جارتي خجلا لأنّ سمعة الجزائر في اللّعب، لكنّها الحقيقة و لا مفرّ منها.
عادت جارتي بعد أيّام قليلة إلى الجزائر فلم يكن لوجودها جدوى و أنا في غرفة الإنعاش، غائبة عن الوعي و لا أشعر بمن حولي.
عادت وخلّفتني وراءها غريبة الأهل و الدّيار لأواجه مصيري بمفردي بقلب يملؤه الإيمان.
.................

الحقيقة المرّة



شهرين هي المدّة الّتي قضيتها في غرفة الإنعاش، نائمة ليل نهار توقّف قلبي لحظتها مرّتين، فقَدَ جميع من حولي من أطباء و ممرّضين أمل بقائي حيّة، لكن إرادة الله كانت أكبر و كان يعود قلبي للخفقان من جديد، و بعد أن تأكّدوا من إستقرار الحالة قرّر الطّبيب أن يخرجوني من الغيبوبة الّتي أدخلوني فيها فالخطر قد زال.
هم إعتبروها معجزة و أنا في ما بعد كنت متأكّدة أنّها دعوات أمّي البعيدة عنّي و المنفطر قلبها عليّ هي من إستجاب لها الخالق. و دعاء كلّ من كنت أعرف أيضا.
إستيقظت من الغيبوبة نظرت إلى سقف الغربة و إلى من كان حولي من ممرّضين مبتسمين ينظرون إليّ، أظنّني تكلّمت بالعربيّة أكيد فلم أكن أعلم بما حدث لي ردّوا عليّ بلغة ما سمعتها من قبل علِمن في ما بعد أنّها الفلامانيّة، كِدت أجنّ، و علامات إستفهام تدور بخلدي:
ماذا حدث؟
و من هؤلاء؟
و أين أنا؟
و ما هذه اللّغة؟
فجاءت الإجابة من عند أختي بعد أن إتّصل بي أهلي عن طريق الهاتف ما كنت أستطيع التّحدّث و لا حتّى حمل السّمّاعة كانت الممرّضة تساعدني على ذلك.
المهم أنّني سمعت صوتهم، و بعد إتّصالات أخرى أجابتني أختي على كلّ تلك الأسئلة و فهمت ما حدث. لكنّها لم تخبرني ببتر رجليّ.
كنت أشعر بآلام حادّة في رجليّ و أخبرت الممرّضين بذلك فاستغربوا و تبادلوا النّظارات و انصرفوا و أرسلوا لي طبيبة نفسانيّة لتخبرني بالحقيقة.
كان إسمها ماري كريستين لم أرتح لها مذ رأيتها، و ازداد كرهي لها لأنّها أخبرتني بما حدث لي ببرودة دم.
بعد أن قلت لها أشعر بآلام في رجليّ، ردّت قائلة: لكنّك فقدتِ رجليك.
الله أكبر فقدت رجليّ؟؟؟!!!
قلت في قرارة نفسي: هي تكذب عليّ و يبدو أنّها عنصريّة لأنّها رأت الخمار على رأسي فأرادت تحطيم معنوياتي
كنت أريد أن أتأكّد من صحّة الخبر و لذلك أردت التّأكّد بنفسي، عندما يأخذوني لتغيير الضّمادات في صبيحة الغد سأحاول أن أرفع رأسي قليلا و هم يحملونني ليضعوني على المِغسل لأنّني لم أكن أستطيع تحريك و لا جزء من جسمي، و طبّقت ما فكّرت فيه و يا لهول ما رأيت: لم أر لا السّاقان و لا القدمان و حروق بليغة على الفخذين.
أدرت رأسي و قلت: اللّهمّ أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرا منها و نزلت دمعة من عيني حارّة، رأتها الممرّضة فمسحتها و ابتسمت.
ها أنا قد علمت الحقيقة المرّة، فكيف أبلغها الآن لأهلي و كانت هذه بالنّسبة لي أصعب.


السالم عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي وخيرا فعلت
هذه القصة، هذه الاخت ، هذهالجدة الصغيييييييييييييييييرة تحتاج منا كل انتباه واهتمام، إنه اصطفاء بالبلاء، إنها الدروس والعبر، إنها المعاني الساميات للإيمان بالله والصبر والاحتساب
والله تعجز كلاتي، وينعقد لساني أمام هذا الجلال لمثل هذا الموضوع.
هو عظيم عظيم، وكان الخطب جسيما أليم، وكان الصبر أشما قائما يتهدج لحظات ربانية بقول حكيم من الذكر الحكيم.
هي أختنا الحبيبة، وهذا بلاؤها...وهذا إيمانها واصطبارها ورضاها، وفوق ذلك دعوتها لدين الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
آه منك يا كلمات ...تخونيني لحظة حاجتي الماسة إليك للتعبير عما يختلج الفؤاد من المشاعر الساميات لهذه الأخت الصالحة.
هنيئا لك إخلاصنا ما أنت فيه وجعلك الرحمن سيدة في الدنيا وسيدة على الحور في أعلى الجنان.
يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك
  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
26-08-2012, 11:26 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mihoubi مشاهدة المشاركة
السالم عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي وخيرا فعلت
هذه القصة، هذه الاخت ، هذهالجدة الصغيييييييييييييييييرة تحتاج منا كل انتباه واهتمام، إنه اصطفاء بالبلاء، إنها الدروس والعبر، إنها المعاني الساميات للإيمان بالله والصبر والاحتساب
والله تعجز كلاتي، وينعقد لساني أمام هذا الجلال لمثل هذا الموضوع.
هو عظيم عظيم، وكان الخطب جسيما أليم، وكان الصبر أشما قائما يتهدج لحظات ربانية بقول حكيم من الذكر الحكيم.
هي أختنا الحبيبة، وهذا بلاؤها...وهذا إيمانها واصطبارها ورضاها، وفوق ذلك دعوتها لدين الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
آه منك يا كلمات ...تخونيني لحظة حاجتي الماسة إليك للتعبير عما يختلج الفؤاد من المشاعر الساميات لهذه الأخت الصالحة.
هنيئا لك إخلاصنا ما أنت فيه وجعلك الرحمن سيدة في الدنيا وسيدة على الحور في أعلى الجنان.
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
و فيك بارك الله على مرورك.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
  • ملف العضو
  • معلومات
جليس القلم
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 17-11-2011
  • الدولة : بلادي وان جارت عليا عزيزة
  • المشاركات : 801
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • جليس القلم is on a distinguished road
جليس القلم
عضو متميز
رد: للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
27-08-2012, 01:21 AM
اصدقك القول ايها الكريم وانا اقرأ فصول وتفاصيل القصة
فاتلون معها احمر واصفر اتالم واضمحل ثم اضحك وابتسم
وافتخر واحس بان العظمة الحقيقية هي ذاك العنفوان
المتدفق في لحظة الألم والفاجعة
فذاك الايمان المتجزر في العمق
هو مصدر الإلهام والاستمرار لقد كان للقصة وقع قوي
وصدى ودوي فريد النظير يزلزل الارض من تحت صخرة صماء
فتتحرك فما بالك لو كان انسان مثلنا ضعيق يشعر ويحس ويتالم
والله يعجز اللسان عن وصف الشعور والتعبير أيعبر عن المصاب ام العظمة
والقوة والصلابة والايمان الذي يكمن في صاحبة الحادثة
انها قمة المفخرة التي يجب ان نفتخر بها وقمة العظمة التي يجب
ان نعظمها فكانت الفتاة المؤمنة الصبورة الراضية المرضية وكانت
المواطنة الحاملة للهوية والراية الوطنية هنيئا لنا وللجزائر بامثالها
فهناك أصحا لو قرصتهم بعوضة لا سمعت منهم ما لا يسمع ولو اطالتهم
حبة رمل لأقعدتهم وعوقتهم فهم المعاقين حقا
فالسلامة الحقيقية هي سلامة العقل ونضج الفكر والامن والسلم
وهناك اناس الغفلة اعمتهم ومات الضمير عندهم فاصبحت
ايديهم تتقن فقط زراعة الشوك والاذى ولا يهمهم ان تطال
اشواكهم مثل هذه الصخرة العظيمة المرأة الكريمة
التي احتوت في داخلها همة وعظمة كل الجزائريين مفخرة وعظمة
ووطنية وانتماء لا يسعنى الا ان اقول هنيئا لنا بمثل هائولاء العظماء
التي جسدتهم صاحبة القصة في شخصها الكريم

  • ملف العضو
  • معلومات
لغريب
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 14-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,951
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لغريب will become famous soon enough
لغريب
مشرف شرفي
رد: للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
01-09-2012, 05:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله.
نظرا لزيادة أختنا إخلاص لمقطع آخر و صورة من صور الصمود و الصبر..
قمت بنقل الجزء الذي قبلها بعنوان مقتطفات رمضانية في أول الموضوع...
بقية الموضوع بعنوان الرجلان الإصطناعيان..

http://montada.echoroukonline.com/sh...185724&page=35

تابعوه لمعرفة نعمة الله علينا و أننا مقصرون في شكر نعمه.
تذكرت قصة هنا...
دخل رجل وليمة .
فعندما وضع الطعام شاهد رجلا جالس لا يأكل.
فلما أطلع عليه و دقق و جد أن الرجل يداه مبتورتان...
فكر الرجل أن ما يراه أمرا عاديا لأنه ألفه و لم يجرب فقدانه هو في الحقيقة نعمة عظيمة لم يوفها حقها من شكر لله..
فتصوروا ما يلزم هذا الرجل لتناول وجبة أو شرب كأس ماء....و ما يلزمه من وجبات في اليوم..
مع مقتضى هذه الوجبات من حاجة....
فماذا عن باقي النعم؟؟؟
فالحمد لله على كل النعم ما ظهر منها و ما بطن و ما علمنا و ما لم نعلم....
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
[/CENTER]
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 03:47 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى