ماذا يريد الزاوي وأمثاله!!؟
01-09-2018, 10:57 AM
ماذا يريد الزاوي وأمثاله!!؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نشر:( الروائي الجزائري، أمين الزاوي)، مقالا في جريدة:(ليبرتي) الناطقة بالفرنسية، عنونه بـ:" من فضلكم أوقفوا هذا البدو الإسلامي الذي يهدد مدننا"!!؟، قال فيه:"إن الجزائريين هم أسوأ أعداء التمدن!!؟".
وأضاف الزاوي:" أن أغنام العيد التي تغزو شوارع العاصمة هذه الأيام، استيطان إسلامي رجعي، شوه شكل المدن ذات الطراز الفرنسي، حيث عبّر قائلا:" لقد أفسدنا غنائم الحرب، هذه المدن الاستعمارية الجميلة”.
وسخر من الجزائر التي احتضنت قبل بضعة أسابيع، مؤتمرا دوليا، موضوع المدن الذكية، بالإشارة إلى أنها لا يعقل أن تكون مدينة ذكية والخراف تغزو شوارعها.
وعبر مدير المكتبة الوطنية سابقا عن استيائه الشديد، كوننا لم ننجح طوال فترة الاستقلال، في بناء مدينة واحدة، شبيهة لمدن فرنسا، حيث اعتبر:" أن العرب مدمرون للحضارة، لذلك تجدهم يصلون في مسارح الغناء، ويتبعون الأغنام في الشوارع!!؟".
ردود أفعال مستهجنة:
مقال الزاوي أثار الكثير من ردود الفعل و الانتقادات في أوساط المثقفين والإعلاميين الجزائريين، حيث كتب الإعلامي:( محمد يعقوبي) مقالا: دعا فيه أمين الزاوي بالعودة إلى المنطقة الرمادية من خلال مواقفه المتسامحة، التي مكنته من كسب ود الإسلاميين والعلمانيين على حد سواء لعقود من الزمن.
ويرى:(مدير جريدة الحوار):" أن الزاوي أراد ينتهج سلوك العلمانيين الذين يسعون للفت الانتباه بعد أن ينطفئ بريقهم من خلال سلوكهم مسلك الصدمة للمجتمع المحافظ، بالطعن في المقدس، لينتفض بعدها متشددوا التيار الإسلامي، فيقومون بتكفيره وتهديده، وتتحرك المنظمات الدولية للمطالبة بحمايته، فيستعيد بريقه ويعود للواجهة، بعد سنوات من النسيان!!؟".
أما:( رئيس تحرير مجلة الشروق العربي: حسان زهار)، فقد كتب قائلا:
" مرة أخرى: أمين الزاوي يهاجم شعيرة الأضحية، ويصف تواجد كباش العيد بالعاصمة بالهمجية والتخلف، برأيه أن البداوة الإسلامية هي تصنع هذه الظواهر، وأن التخلف الحاصل ليس بسبب العلمانجية الذين حكموا البلاد منذ قرابة ستين سنة من الاستقلال، وإنما هي بسبب جنس العرب الذين جاؤونا بهذا الإسلام، الذي جاءنا بدوره بكل ظواهر البداوة والتخلف .. أليست بريجيت باردو: أكثر شرفا وأنقى سريرة!!؟، سحقا".
وكتبت:( الصحافية: الضاوية خليفة): موجهة كلامها للزاوي بالقول:
“إذا أراد الشهرة: طعن في الدين، و انتقد الفرض واستخف بالسنة، لا يخشى الله، ولكنه بالمقابل يخشى “الدولة”، ولا يقوى على ذكرها …
عن الذين نصبوا أنفسهم دعاة التحضر والتحرر أتحدث، في الميراث:[ للذكر مثل حظ الأنثيين ]، و في الأضحية هي: ليست عادة متداولة في المجتمع، بل شعيرة تقرب العبد من ربه، [ ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه]".
وأما:( الكاتب: بشير ضيف الله)، فقد تهكم من مقال الزاوي معنونا رده بـ:
" أمين الزاوي مرهف وحساس!!؟"، ومما قاله فيه:
" صديقنا أمين الزاوي غايضو الحال ياسر عالخرفان المذبوحة..مرهف وحساس… -بالمناسبة لقد حج ذات سنة على نفقة الدولة الجزائرية باسم الرئيس – لكن لم أسمع له صوتا بشأن بؤس المشهد السياسي الجزائري وحتى الثقافي!!؟".
وكتب:( الدكتور: بومدين جلالي) تعليقا على مقال الزاوي:
"على الذين يسكنهم الشقاء من الجزائر المسلمة، وهي تحضّر بحيوية وفرح لاستقبال عيد الأضحى المبارك: وفق الشريعة الإسلامية السمحة – كما فعل أسلافنا الميامينطيلة تاريخنا الإسلامي الطويل الجميل – أن يعيشوا في شقائهم الاختياري المؤسس على الحقد الأعمى والعداوة المجانية طوال ما رغبوا في ذلك، أو يغادروا الجزائر المسلمة إلى بلد غير إسلامي، ويرتاحوا بصورة نهائية…
إننا لن نغير ديننا: إرضاء لأهوائهم، ولن نحرّف منه شعيرة واحدة: كي يكونوا سعداء، ولن نستبدل مرضاة الله تعالى وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحترام هوية الشعب الجزائري بنزوات بعض المرضى المعقدين حضاريا وثقافيا… والمجد – كل المجد – للجزائر المسلمة وشعبها المسلم الملتزم بدينه في السراء والضراء، ولو انفجرت قلوب أمثال: أمين الزاوي وأميرة بوراوي من جراء حقدها وعداوتها وشقائها".
وأما:( الإعلامي: محمد برغل)، فقد خاطب:( الزاوي) قائلا:
" لم أعرفك يا أمين الزاوي، وأنت بهذا الخطاب المتعالي، وكأنك تحصر التحضر في الحضر، وكأن كل من جاء إلى الحضر من غير حضر، من البدو طبعا، كمثلي أنا: لا يجوز له أن يحن إلى البداوة الإسلامية، أو كما سميتها أنت.. من خلال قطعان الكباش، كما سميتها أنت، والأضاحي كما أسميها أنا، فالكبش كبش والأضحية أضحية.. أنت تصر يا سي أمين الزاوي وأنت الناطق بلساني ولسان الآخرين ببراعة، تصر على أن تؤسلم البدو، وتؤسلم الجهل، وتؤسلم التخلف، وتجعل من حضرك ومدينتك: شيئا مقدسا لا يجب أن تطاله الأسلمة، أو كما تسميها أنت!!؟".
وبعد تلك الخرجة الغريبة العجيبة المريبة التي أحدثها:" الزاوي" قبيل عيد الأضحى، رأينا نشر بعض المقالات المتميزة الكاشفة لغرض خرجته تلك!!؟،
و:" خرجة الزاوي" تدخل ضمن حملة شعواء متواصلة للعلمانيين على شعائر الإسلام باسم:" الحداثة والتنوير!!؟"، ونقاش هؤلاء متواصل، إذ أنه غير محصور في شعيرة الأضحية، فالأضحية كانت محطة واحدة من سلسلة التجاذب الفكري العقدي بيننا وبين هؤلاء، وننبه إلى أن لنا ملاحظات على بعض ما ورد في تلك المقالات، وإن كنا نتفق مع أصحابها على أغلب ما سطروه فيها، وإلى المقصود بتوفيق الحق المعبود:
إلى الصديق أمين الزاوي عد إلى بيتك، فإن الوزارة لن تعود!!؟
محمد يعقوبي
ربطتني صداقة جميلة مع أمين الزاوي منذ استلمت رئاسة تحرير الشروق العام 2006، وربما يعود لي الفضل في استكتابه أدبيا لسنوات، وأشهد أنه: التزم طيلة السنوات التي تعاملت فيها معه بالخط الافتتاحي للجريدة حتى كدنا نقول:" أنه تأسلم ..!!؟"، بل أكثر من ذلك: أزعم أنني أدمجته في منتديات وندوات لا يحضرها إلا الإسلاميون!، وأذكر أنني بسهولة أقنعته: أن يحضر تكريم:( الشيخ: عبد الرحمان شيبان) حتى أنه ألقى كلمة من أجمل ما ألقي في تلك القاعة المكتظة، وفعل الشيء نفسه في تكريمية:( الهادي الحسني) على ما أذكر، وكأني به في تلك السنوات: كان يخفي ذلك التطرف العلماني الذي يظهر عليه من حين إلى آخر!!؟.
وحتى عندما اختاره رئيس الجمهورية لأداء فريضة الحج رفقة نخبة من المثقفين سنة 2005: انتظرنا أن يعتذر الزاوي عن هذه الرحلة المقدسة مثلما اعتذر عنها:( زميله في العلمانية: رشيد بوجدرة)، بل على العكس من ذلك تماما: قبلها الزاوي، وعندما عاد من البقاع: أتحفنا بحلقات مبهرات أدبيا عن تلك الرحلة لا تزال في أرشيف الشروق لمن أراد أن يطلع عليها.
وشهدت سنوات إدارة الزاوي للمكتبة الوطنية قمة استعماله لهذه التقية، حيث بدا متسامحا فاتحا ندوات المكتبة لرموز جمعية العلماء مثلما فتحها لأدونيس ورموز المدرسة اليسارية.. وحتى من خلال برنامجه الإذاعي المعروف لسنوات:( شعب يقرأ .. شعب لا يجوع ولا يستعبد): ظل الزاوي يلقي الضوء على عشرات الرموز والمراجع الدينية: لخبرته بما يطلبه الجمهور ..!!؟.
أقول هذا الكلام، لأقدم قراءتي الخاصة لما أقدم عليه مؤخرا من استهتار بشعائر الإسلام، وبخاصة: سخريته من أضحية العيد، وهي أراء ليست بالجديدة سبقته إليها:( خليدة تومي) خلال التسعينات في كتاب تصف فيه الإسلام، بدين الدم!!؟، وأجهدت نفسها في الربط بين ختان الأطفال وأضحية العيد .. وربط ذلك بما قامت به “الجيا” سنوات التسعينات!.. إنما الجديد بالنسبة لي بالنظر إلى معرفتي بالزاوي هو: في الجرأة على قول ذلك من رجل يعيش منذ الثمانينات متخفيا في ثوب المتسامح القادر على إعطاء نموذج التعايش بين كل الأفكار والمدارس..!!؟.
والحقيقة أن لهذه الجرأة وهذا التطرف الاستفزازي سببان:
الأول: أن الزاوي فقد الأمل نهائيا في منصب وزير، وهو المنصب الذي أجبره طيلة العقدين الماضيين: أن يلبس عباءة المتسامح القادر على التعاطي بعدل مع كل الحساسيات الفكرية، وهي: رسائل كلفت الزاوي أنه خسر العلمانيين من تياره، ولم يكسب الإسلاميين من الذين كان يتودد إليهم، على غرار اتهام البعض لصديقي إبراهيم صديقي من المعترضين على تعيينه محافظا لمهرجان وهران للفيلم العربي، بأنه خسره الشعر، ولم تكسبه السينما..!!؟.
فتطرف الزاوي الذي صرخ به هذه الأيام في رأيي هو: صرخة في وجه الإسلاميين الذين هادنهم لسنوات، ولم يستفد منهم شيئا، وفِي وجه النظام الذي خذله ..!!؟.
أما السبب الثاني في رأيي، فهو: ما يجنح إليه العلمانيون في العادة: للفت الانتباه لهم بعد أن يتغشاهم الغبار وينساهم الناس، من خلال سلوكهم مسلك الصدمة للمجتمع المحافظ مباشرة بالطعن في المقدس، والهدف في العادة: ليس الأضحية ولا الإسلام، بل الهدف هو: استفزاز متشددي التيار الإسلامي، فيقومون بتكفيره وتهديده، ثم تتحرك التنظيمات الدولية للمطالبة بحمايته، ومن ثمة: يعود له البريق الذي فقده بالنوم في العسل لسنوات!!؟، وهو ما يقوم به كثيرون في مصر وتونس: للفت الانتباه إليهم على غرار:( إسلام البحيري ونوال السعداوي)، ويجب أن ندرك أن أكثر شيء يمكن أن يؤذي الزاوي في الفترة الأخيرة هو: حديث الناس بكثرة عن:( السعيد جاب الخير وكمال داوود) مثلا، بينما: لا أحد يذكره منذ سنوات لا بخير ولا بشر، ومن شأن صدمة كهذه -يعتقد الزاوي- أن تعيده للواجهة، خاصة أن بعض أقرانه من جيله في تياره قد سبقوه بالعمق والمضمون على غرار:( واسيني الأعرج ويسمينة خضرا): اللذان يحصدان الجوائز في كل بقاع الأرض، بينما: ظل وهج الزاوي مربوطا بالصحافة أكثر من الكتاب والإبداع!!؟.
لذلك علينا: أن ننتبه إلى أن الضجيج الحاصل حول ما كتبه الزاوي هذه الأيام هو بالضبط: المراد والهدف، بل أكثر من ذلك: الرجل في انتظار زوبعة التكفير حتى يستطيع وتياره: أن يرفعوا شعار الحداثة في مقابل الظلامية والتكفير!!؟، وهو: المطب الذي نُحشر فيه عادة ونخرج منه منهزمين في كل مرة!!؟.
فقط أريد أن أقول للصديق أمين الزاوي:" عد إلى المنطقة الرمادية، ففيها سيستمع إليك الجميع، ويقرأ لك الجميع حتى إن اختلفوا معك، وما بينك وبين نفسك من خصومة دينية، سنتركه لخالق الخلق هو: أولى بحساب عباده.
عد يا أمين، فإني أخشى أن لا يقرأ لك بعد اليوم سوى:( زوجتك المبدعة: ربيعة جلطي، وابنتك المغنية: لينا ..!!؟).
يتبع إن شاء الله.