تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
رشيد قوارف
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 26-09-2008
  • المشاركات : 52
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • رشيد قوارف is on a distinguished road
رشيد قوارف
عضو نشيط
قبسات من نضال المرحوم محمد الصالح يحياوي.
24-02-2021, 03:20 PM
ذكريات، لن يمحوها التاريخ، ولا النسيان بحلوها ومرّها، لأنها ظلت راسخة، وستظل ثابتة في منطقة “بروكا”، حسب المنطق الفلسفي، هذه الذكريات التي صنعها ويصنعها الرجال الأبطال البسالى، وخاصة إبان الثورة التحريرية المجيدة، وما قدموه من تضحيات جسام في سبيل الوطن من أجل نيل الحرية والاستقلال، لكي لا يجرها التاريخ إلى غياهب النسيان، وندونها كتابيا، ونتداولها شفاهيا، لنقلها للأجيال القادمة والصاعدة لنخبرهم ما قاساه آبائنا واخواننا المجاهدين والشهداء، لنعيش في نعمة وحرية واستقرار.اليوم نعرج لأحد الأبطال البسالى الجزائريين، أصيل عين الخضرة، ثائر في منطقة الأوراس، إحدى قلاع المقاومة ومعقل الثوار. إنه الرمز الشهيد الحي، المجاهد محمد الصالح يحياوي رحمه الله، هذا الأخير تاريخه حافلا بالبطولات والإنجازات، لنلقي الضوء عن بعض الجوانب الخفية عن مسيرته وحياته بمدينة عين التوتة وضواحيها، وعلاقاته المتينة مع بعض الأصدقاء المجاهدين من سكانها، وإن قد يعتبرها البعض جوانب هامشية، إلا أنها تحمل في جعبتها الكثيرمن الاسرار، عندما تحلل منطقيا من طرف المؤرخين والمهتمين بتاريخ الثورة الجزائرية، وخاصة المنطقة الأولى أوراس نمامشة. كانت لمحمد الصالح يحياوي علاقات قوية وحميمية تربطه مع ثلة من مجاهدي وشهداء عين التوتة على غرار المجاهد الضابط ناصر قدور (رائد) والمجاهد رداح الخضراوي “رئيس خلية ومنسق مع الضباط” وعلاوة شاغي، والشهيد قوارف لخضر الكاتب العام للولاية الأولى أوراس نمامشة وسي محمود عريوات رحمهم الله، ورابح شادي ومحفوظ قادري أطال الله في عمرهما. حيث كان العقيد يتنقل من مكان إلى آخر مقاتلا، محاربا قائدا … و في إحدى الأيام عندما كان الراحل يحياوي، ورفاق الجهاد في مهمة استخباراتية غامضة بمدينة عين التوتة، فانكشف أمرهم من وشاية عميل لفرنسا، فبحسه الثوري استطاعوا الإفلات من قبضتهم بطريقة عجيبة، وبعدها بقرابة عدة أسابيع، وقع اشتباك مسلح بين مجموعة صغيرة من المجاهدين والعدو الفرنسي بدوار عين السباخ بـ: لبريكات (عين التوتة)، أصيب يحياوي برصاص العدو واستطاع الفرار بمساعدة رفيقه رداح الخضراوي، حيث توجهوا نحو بيت السيد بوعرعارة مختار المدعو “بوعقلين” بعين السباخ، ثم أخذتهم زوجة السيد بوعرعارة المدعوة عائشة التي مازالت على قيد الحياة وعمرها 99 سنة، وانزلتهما بالحبل داخل البئر لمدة ساعتين وكان الخضراوي يضع يده على فمه، تجنبا لصراخه من شدة الألم من الجرح. في صيف 1955 بنفس الدوار، التقى كل من محمد الصالح يحياوي رفقة والحاج محمد السعيد، وحيحي المكي ورضا حوحو، وبن بعطوش الطيب، هذا الأخير الذي نفذ أول عملية فدائية بمدينة عين التوتة بتصفيته الخائن العميل خطاب، كما كانت معهم ممرضتان من تبسة في لقاء يناقشون موضوع ما بخصوص الثورة، بعدها بليس البعيد رزقت زوجة رداح مولودا ذكر، فشاء القدر أن يسمى هذا المولود من طرف محمد الصالح يحياوي بإسمي “فرحات ولزهر” لأن يحياوي كان متأثرا بفرحات عباس، ومعجب أشد الاعجاب بقدرات القتالية والنضالية للزهر شريط.لكن اذا تمعنا جيدا أن العقيد ألتحق رسميا بالجبل سنة 1956،و كان له حضور في اجتماعات رسمية مع المجاهدين قبل التحاقه كيف نفسر ذلك؟ هل كان محمد صالح يحياوي عضوا فاعلا و فعالا في المنظمة المدنيةos وعضو في الخلايا الشعبية؟ ان كان ذلك منطقي لماذا لم يشر الاعلام بذلك عن طريق الكتاب و المؤرخين هل كان العقيد شخصية مهمة و ثوريةقبل التحاقه؟ لنترك الإجابة للمختصين على الأقل نعرف بعض الحقائق المخفية عن شخصيته…..كما يروي لي أحد المجاهدين من بلدية معافة المجاهدة، مازال على قيد الحياة، أنه عندما حوصر محمد الصالح يحياوي، رفقة جماعته (المجاهدون) من طرف الجيش الفرنسي في منطقة جبلية وعرة، رمى المجاهد القوي البنية إبراهيم زيتوني من فوق علو كبير حبلا، ليتسلق الجمع الواحد تلو الاخر، ونجوا من الموت والاعتقال بأعجوبة، حيث يعتبر هذا الجبل المنفذ أو الواجهة الوحيدة للهروب في مكان يسمى (تافيوت) بمعافة، ثم أخذوا طرقهم سالمين باتجاه ثنية النار، كما يضيف أحد المجاهدين على قيد الحياة، كنّا نلتقي مع المجاهد يحياوي في مكان يسمى الشافات بقرب من مركز المجاهدين بعين التوتة، ونجلس سويا، ونستمع للراديو بصوت عيسى مسعودي (صوت العرب يناديكم من قلب الجزائر) ويضيف محدثنا، أن يحياوي يشرح لنا كل كلمة نطق بها المذيع بحماس كبير، ويوضح لنا كل صغيرة وكبيرة، ثم يتنهد، والله ليحياوي ذاكرة بعير. للإشارة أن هذه البرامج، كانت وراء تجنيد النخب والشعوب العربية لصالح الثورة الجزائرية، وإعطاء نفس جديد للثورة.في احدى المعارك الضارية، بالأوراس وتحديدا بالقرب من إقليم لارباع في “تاكربوشت” المطلة على “ثافوست”، أصيب محمد الصالح يحياوي إصابة بليغة برصاص العدو، أثناء المعركة حيث نقل الجريح من قبل مجاهدين لتلقي العلاج، أحدهما كان يسمى “أحمد لموشي” إلى مركز شيحة أحمد والمسمى “ثيفران نايث ناصر” بلارباع، فوجد هناك المجاهد محبوبي الصالح المدعو “عروة” فوضع هذا الأخير يده على راس محمد الصالح يحياوي وقال له: ستشفى إن شاء الله، وتصبح مسؤولا في الدولة الجزائرية، للتذكير أن صاحب المركز أحمد شيحة، ألقي عليه القبض من طرف الجيش الفرنسي، متهمونه بالانخراط في عصابة، وإيواء الفلاقة، وتهريب أحد المبحوثين عنهم (يحياوي وآخرين)، حيث نقل إلى مركز التعذيب القريب من آريس لمدة اربع أشهر، ثم رموه في الغابة ظنا منهم أنه سيموت حتما، لكن القدر أن وجده أحد المجاهدين في حالة يرثى لها، وتعجبوا كيف أنه مازال حيا، رغم العذاب الأليم، لم يبح بأية كلمة أوسر بخصوص الثورة والمجاهدين. وبعد الاستقلال تقلد المجاهد الصالح يحياوي العديد من المسؤوليات الهامة كعضو مجلس الثورة الذي أسسه الراحل هواري بومدين سنة 1965، كما شغل العقيد منصب الرجل الأول في جبهة التحرير الوطني، كما كان أحد مرشحي لتولي رئاسة البلاد بعد وفاة الهواري بومدين، وكان مسؤولا عن المنظمات الجماهرية للحزب الواحد، وتولى عدة مناصب عسكرية حيث واصل في تكوين أجيال من الضباط لخدمة الجزائر. حيث لم ينس محمد الصالح يحياوي الرفقاء أثناء الثورة،التحريرية فتحولت اللقاءات الأخوية والحميمية، من مدينة عين التوتة إلى الجزائر العاصمة، خصوصا أيام العطل، حيث كان يلتقي الرفقاء في محل كبير لبيع المثلجات، القريب من محكمة سيدي أمحمد شارع عبان رمضان. المحل الذي كان يسمى الكأس الفضية coupe d argent لمالكه الضابط محمد عريوات محمد المدعو (سي محمود) الشقيق الأكبر للفنان القدير عثمان عريوات.كانت اللقاءات تضم الصديق الحميم ليحياوي رداح الخضراوي(مسؤول لجنة، ومنسق مع ضباط الجيش) والقريب منهم علاوة شاغي رحمهما الله، وكذلك شادي رابح، ومحفوظ قادري أطال الله في عمرهما، حيث كانوا يتبادلون أطراف الحديث عن الماضي الاستعماري الأليم، وأحيانا يناقشون أوضاع الجزائر المستقلة وغيرها من الأمور … أحيانا كان العقيد يشكو آلاما في ظهره وقدميه، من الإصابات التي تعرض لها أثناء الثورة، فنصحه أحد الأطباء الخواص بالتداوي بالذهاب إلى الحمامات المعدنية، لما فيها من فائدة لتخفيف الآلام والأوجاع، فأصبح بين الفينة والأخرى، يذهب إلى حمام الصاحين ببسكرة، برفقة صديق من بريكة المدو سلالي العربي (مدير مدرسة المكفوفين) حيث نتج عن هذا العلاج نتائج إيجابية.إن محمد الصالح يحياوي بطل من أبطال الجزائر، ضحى بالنفس والنفيس من اجل الجزائر، ودافع عنها بالبندقية ثائرا، وبالفكر والأخلاق والبناء مستقلا (الاستقلال)، وبفضله تخرجت على يده المئات، بل الآلاف من الضباط الجزائريين، بدورهم الان هم حماة الوطن حاليا، في كل شبر من الجزائرالطاهرة ، فقدنا العقيد ولم نفقد ما ترك لنا.فعلى الدولة الجزائرية الشعبية الديمقراطية الالتفاف، وتخليد هذه القامة السياسية العسكرية والأخلاقية، على الأقل مؤسسة كبيرة تحمل اسمه لما قدمه من تضحيات للجزائر العظيمة، ومن جهة أخرى أحياء مآثره وذكراه كل سنة، وبتخصيص ملتقيات يتدارس فيها الجميع، قيم ونضالات هذا البطل، وانشاء باسمه جائزة وطنية لم عالمية من طرف الدولة لتخليده.

قوارف رشيد كاتب صحفي……….
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 01:39 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى