الهجاء .الهواجس والذاتية في قصيدة : وما هو الا زعمهم .
24-05-2008, 02:12 PM
الهجاء والهواجس والذاتية في قصيدة :
وما هو الا زعمهم
وما هو الا زعمهم
عنوان القصيدة :
القصيدة تقرأ من عنوانها ، حيث جاءت في غرض الهجاء
من الشعر العمودي ..للشاعر سعاد . س ،
تحليل القصيدة :
قصيدة رائعة وجميلة ..
واضحة المعنى والرموز غارقة في الذاتية التي تنبذها سعاد
لغيرها بحكم ثقافتها واختصاصها .. يتجلى فيها الهجاء صراحة..
فتذكرنا بما دار بين الأخطل وجرير ..
وتذكرنا بالعصبية التي تفرق بين الخلان والصحب ..
الذي يعرف سعاد .. يعرف أن مقدمة القصيدة ما هي إلا
عبارة عن هموم تحملها الشاعرة بسبب تأثرها
بالمحيط الذي عاشته سابقا ولا تزال تحتفظ بالجزء الكبير
منه .. وربما ساعد المحيط المشحون الذي تعيشه منتديات
الشروق بسبب تدخل البعض في تفاعل الشاعرة وعودتها
إلى الماضي الذي بنته يوم إشرافها على منتديات الشروق
الأدبية حيث دخلت صراعا كانت نهايته عبارة عن دراما
جعلتها تكتب عنه وتحاول مع من ساندها إنشاء مدونات
ومنتديات .. لكن الصراع انتهى كما بدأ .. وعادت أخيرا
إلى الشروق ليتحسن أخيرا مستواها في ميدان الشعر لكنها
لا زالت تتموقع بين غرض الهجاء تارة والمدح تارة أخرى
وهما المظهر الكلاسيكي للشعر العربي ..
وساعد تأثرها بأحمد مطر .. وبحكم غربتها وتأثير المجتمع
الأوروبي في بعض السلوك التي انتقلت إليه من طرف أجدادنا
العرب كالوفاء والصدق والأمانة والمعاملة وغيرها من الخلال
التي تراها تنعدم في مجتمعنا ولو جزئيا .
هل من سبيل للخروج محررا؟
قال الحبيب فزاد في أشواقي
فنظرت في ســحرٍ أقطّر شـــــهده ُ
عطرا تــــكون صحونـــه أوراقي
الناسُ ضاعتْ بين عـــــلمٍ نافع
و علوم فلــــســـــفة ولا من واقِ
زرعوا نباتا في الحـــــقول كأنّه
شوكٌ ولا ثـــــــمر بذي الأسواق
هنا وبعد المقدمة يعرف القارئ الذي تابع مجريات
الأحداث ما المقصود ؟ .. ومن المقصود ؟ .
والمقدمة هذه يلاحظ فيها تأثرا بقصائد نزار قباني
السياسية التي يوظف فيها شعرا ينحو إلى مجاراة
شعراء العرب في الحماسة والفخر .
وهي تصوير لما يحمله الكاتب من إنتاج وعلم
ولكن عدم الاهتمام به يجعله كالشوك بلا ثمار .
وهنا تغرق في الذاتية وتذكار الماضي لكنها لم تك منصفة
حين تتكلم بضمير الجمع ..
زعمــــــوا بأني قد قَتلتُ رسولهم
و أنا بـــــصدري طـــعنة وبساقي
قالوا جميعا إنـــــــها مجنونــــــــةٌ
ثم تفصل بين أعدائها ورفاقها
و دمي استباحوا بعضهمْ ورفاقـــي
ما كنت أعــــــــــلم أنني في بيتهم
ســـــفاحة أٌدعى وحــــــــقّ الباقي
ثم تصور الأصدقاء في نوع ثالث تسميه : من خانها
حيث تلتقي معه مرة أخرى وهو تخيل نفسي شتتها بين
الأعداء والرفاق والخائنين على حد تعبيرها .. وكأنها
تعيش حربا نفسية يبدو فيها الصراع غير متكافئا .
ما كـــنت أعلم أنــــــــني قهراً أنا
ظني بمن خــــــــــان الوفاء ألاقي
هنا بين اليأس والاستسلام تهدأ ثورتها لتناجي نفسها
وما قامت به من مشاكسات تعتبرها حربا على ما تسميه
القبح الذي أصابها من الأعداء .. وتسلم أمرها لله ..
يا سيفيَ المبـــــــــتور كم قاسمتني
حربا على القــــــــبح القبيح وواقي
سّلمـــــت أمري للإله و نـــــــقمه..
فهو الرحـــــــــيم وخالق الأرزاق
ثم تواصل هجومها على من تراهم في صورة من أساء
إليها وكأنه اغتصب منها شيئا ويطلب الصفح لكنها
لا تقبل ..
لن أطــــلب الغـــفران ممن كــلّهم
و كأنــــهم من معــــــشر الـــــسرّاق
والسبب هو أنها لا تثق في من حولها فهم يثيرون غضبها
ثم يطلبون منها الصفح على أنها كبوة حصلت ..
لتقول لي النوقُ الســــــمان سألتها:
"كــم كـــبوة بظهــــــــور كل مناقي؟"
وكان من هاجسها أن تسمي في الأخير هؤلاء بالنوق وهو ما يدل
على تخوفها منهم بدليل أن الناقة تبدو طويلة ولا تظهر عيوبها ..
وبعد أن أطلقت عليهم الأوصاف التالية : القتلة / الخائنون / القبح /
السراق .. الخ.
لن تظهــــر النوق العيوب و إن بدت
هذي شــــــــؤون الله فــى الآفــــــاق
تلك هواجس مختلقة صورتها سعاد في قصيدة هجاء
ذاتية يبدو فيها العداء الواضح وهو من العيوب التي
لابد للشاعر أن يتنزه عنها لأن العدو الحقيقي اليوم
لا يكمن في كاتب أو مثقف .. فلو أن كل واحد منا
اهتم بمثل ذلك لضاع الجوهر وعدنا إلى عصر الانحطاط .
لكنها في الأخير تبدو خاطرة أرادت من ورائها إظهار قدرتها
وتمكنها من الهجاء .. وهي هنا كشاعرة جيدة .
ملاحظات على القصيدة :
وأقترح فقط تغيير بعض الكلمات
لتظهر في حلة أبهى وأروع :
حربا على القــــــــبح القبيح وواقي
ربما : حربا على القُبَّاح ِ والفُسَّاق
سّلمـــــت أمري للإله و نـــــــقمه.. ( ونقمتي)
"كــم كـــبوة بظهــــــــور كل مناقي؟" ( مناق).
ربما الكلمة من ناق / مناق /
كل سيبحر بحثا عن حقيقته
ما أوسع البحر لم ييأس من السفن
قد يلتقي الغر والمغرورفي زمن
فيه تساوى لباس العرس بالكفن
ما أوسع البحر لم ييأس من السفن
قد يلتقي الغر والمغرورفي زمن
فيه تساوى لباس العرس بالكفن
