حديث الصباح.. الإعصار القادم
06-10-2018, 12:00 PM

تظل قضايا حقوق الإنسان في ظل الظروف و الأوضاع الراهنة تطرح بشكل أو بآخر حسب رؤية المفكرين و المنظرين و ماهي الضمانات التي يقدمها كل واحد منهم، حيث أصبحت تشكل إحدى المواضيع الأساسية التي تشغل بال الساسة و الرأي العام على كل المستويات، تقول تقارير أنه في السنوات القادمة لن يكون هناك سوى 20 بالمائة من سكان العالم يمكنهم العمل و العيش في رغد و سلام، و الباقي يعيشون في فقر مدقع، أي أن 80 بالمائة لا يمكنهم التفكير في المستقبل و ليس من حقهم أن يعارضوا أو ينتقدوا، لأن همهم الوحيد هو ضمان خبزهم اليومي، في ظل تنامي السكان، وسط الحروب الأهلية الداخلية و العرقية و الاقتصادية .
فقد ارتبط مفهوم حقوق الإنسان بقضايا التحرر و مبدأ السيادة فردية كانت أم جماعية، و هذا يعني عدم التدخل في شؤون الآخر، و احترام وجوده كفرد في المجتمع، في ظل التغيرات التي يشهدها العالم، فلا ينبغي أن نقيد الآخر و منعه من ممارسة حريته الفردية، أو فرض عليه نمط معين من التفكير، و كأننا نريد إجباره أن يعيش حياتنا نحن و كما نريد نحن و نرغب، و قد حرصت المنظمات حكومية كانت أو غير الحكومة مثل المنظمة العربية لحقوق الإنسان على احترام حقوق الإنسان و الحريات و الدفاع عنها، و أبرمت في هذا الشأن اتفاقيات و مواثيق، و وضعت شروطا تلتزم بها كل الدول التي توقع على هذه الاتفاقيات، باعتبار أن حقوق الإنسان تعد ركيزة محورية للتنمية.
و قد تطرق العديد من الباحثين إلى إشكالية حقوق الإنسان من كل النواحي السياسية، الاقتصادية ، الدينية ، الفكرية و الثقافية، و حصروها في إطارها الديمقراطي، و هو ما سار عليه برهان غليون عندما تحدث عن إشكالية العلاقة بين الديمقراطية و حقوق الإنسان، و كانت رؤيته من زاوية أن الإنسان لا يستطيع بناء مجتمع إلا إذا توفر عنصر الحرية و الديمقراطية، و هذا يتطلب معرفة النظام السياسي الذي يعيش فيه المجتمع لمعرفة الضمانات الحقيقية التي ينبغي توفرها، و لتجنب فخ العولمة ، ذلك بالتحكم في ثورة المعلومات ، خاصة و أن الألفية الثالثة تميزت بثورة المعلومات، في عالم شديد التعقيد، لا يدركه إلا من يتحكم قي العلم و التكنولوجيا كأسلوب حياة، فهل تدرك الشعوب العربية ما فتها من تطور في كل المجالات، و من ثم يمكنها أن تواجه الإعصار القادم؟.
علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..