تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
03-08-2015, 10:43 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karim ibn karim مشاهدة المشاركة
متابعون بشغف

واصل استاذ

كلماتك هذه

كحبات المطر
على الارض الجدباء

تحياتي

مرحبًا بالرجل الطيب، والأخ العزيز/ كريم بن كريم،و ابن الكرام.
وما دام شهد على متصفحي من هم في علم وفهم كريم الرجل المثقف.
فإن ذلك يحثني على المواصلة.
وكما يقال لا يعرف قدر الرجال إلاّ من كان رجلاً
وكذلك أنت يا كريم.
لك تحياتي كلها، ومحبتي لك تسبقها.


  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
04-08-2015, 09:14 AM

ما زال ابن الجوزي بخواطره يصول ويجول:
فصل أهمية الزمن
ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة.
ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة، من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: " نية المؤمن خير من عمله " .
وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات. فنقل عن عامر بن عبد قيس أن رجلاً قال له: "كلمني"، فقال له: "أمسكِ الشمس".
وقال ابن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي، فقال: "يا بني دعني، فإني في وردي السادس".
ودخلوا على بعض السلف عند موته، وهو يصلي، فقيل له.
فقال: الآن تطوى صحيفتي.
فإذا علم الإنسان ـــ وإن بالغ في الجد ـــ بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته.
فإن كان له شيء من الدنيا، وقف وقفاً، وغرس غرساً، وأجرى نهراً، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون الأجر له. أو أن يصنف كتاباً من العلم، فإن تصنيف العالم ولده المخلد.
وأن يكون عاملاً بالخير، عالماً فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به.
فلذلك الذي لم يمت.
قد مات قومٌ وهم في الناس أحياء.
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
04-08-2015, 09:15 AM

وصاحبنا لا يزال يرد على الإمام ويقول:
على رسلك يا إمامنا.
أنه قال من قبلنا: "الوقت كالسيف إن تقطعه قطعك"، بل غدر بك ولم ينفع ما معك.
وماذا جمعت في دنياك فهو ليس لك.
ترحل وقد تركت ما أقمت من حدائق، زاهية كبساط ونمارق، وحصون وقصور، عليها الحسن كمقصور، و فتنك منظرها الجميل، وقضيت عمرك زهوًا بها من صبحك إلى وقت الأصيل.
وعملت منها بهجة وإشراقا، وألبستها نضرة وإيراقا.
وغرك الأمل.
وهناك من يعلم السر وأخفى يقول:
" كم تركوا من جناتٍ وعيون، وزروعٍ ومقامٍ كريم، ونعمةٍ كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوما آخرين "
إي والله ! سبحانك ربي! ما أعظمك " وأورثناها قوما آخرين "
كانوا هنا، ورحلوا، وقد:
رفعوا الأنامل "للشهادة " وكبّروا ** فبدا الخشوعُ بخوفهم يترنّمُ
وبدت سواكب دمعهم مسبولةً ** خوفًا لما قد أخّروا أو قدّموا
هذي " حياة " المتقين وغيرهم ** نائي الفؤاد لسانه يتكلّم.
وهكذا الحال.
والعمر يمضي.
وهناك في الأعماق من ينادي:
"لو دامت لغيرك لما وصلت إليك "
ولكن عند البعض وكأنه ينادي من مكانٍ بعيدٍ.
ولا يزالون وراء الفانية يلهثون حتى وإن ردّ الواحد منهم إلى أرذل العمر وأقترب، وبات على خطوتين من القبر وقرُب، وهو يظن أن عمره ما له نظير، به بهجة ونضير، وبدر شبابه مستدير.
وهو لا يدري.
أن زمانه في ملذات الدنيا أضاعه، وعمره بأبخس الأثمان باعه
والسعيد من أحسن في الدين والدنيا إذا اجتمعا
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
04-08-2015, 12:54 PM

ويواصل ابن الجوزي " صيد خاطره " وهو يقول:
فصل شرف العالم غناه بعمله
رأيت من أعظم حيل الشيطان ومكره، أن يحيط أرباب الأموال بالآمال، والتشاغل باللذات القاطعة عن الآخرة وأعمالها.
فإذا علقهم بالمال ء تحريضاً على جمعه، وحثا على تحصيله ء أمرهم بحراسته بخلا به.
فذلك من متين حيله، وقوي مكره.
ثم دفن في هذا الأمر من دقائق الحيل الخفية، أن خوف من جمعه المؤمنين، فنفر طالب الآخرة منه، وبادر التائب يخرج ما في يده.
ولا يزال الشيطان، يحرضه على الزهد، ويأمره بالترك، ويخوفه من طرقات الكسب، إظهاراً لنصحه وحفظ دينه. وفي خفايا ذلك عجائب من مكره.
وربما تكلم الشيطان على لسان بعض المشايخ الذين يقتدي بهم التائب، فيقول له: اخرج من مالك وادخل في زمرة الزهاد.
ومتى كال لك غداء أو عشاء، فلست من أهل الزهد، ولا تنال مراتب العزم.
وربما كرر عليه الأحاديث البعيدة عن الصحة والواردة على سبب ولمعنى.
فإذا أخرج ما في يده. وتعطل عن مكاسبه، عاد يعلق طموحه بصلة الإخوان. أو يحسن عنده صحبة السلطان، لأنه لا يقوى على طريق الزهد والترك إلا أياماً، ثم يعود الطبع فيتقاضى مطلوباته، فيقع في أقبح مما فر منه.
ويبذل أول السلع في التحصيل دينه وعرضه، ويصير متمندلاً به، ويقف في مقام اليد السفلى.
ولو أنه نظر في سير الرجال نبلائهم، وتأمل صحاح الأحاديث، عن رؤسائهم، لعلم أن الخليل عليه الصلاة والسلام كان كثير المال، حتى ضاقت بلدته بمواشيه.
وكذلك لوط عليه الصلاة والسلام، وكثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والجمع الغفير من الصحابة.
وإنما صبروا عند العدم، ولم يمتنعوا من كسب ما يصلحهم، ولا من تناول المباح عند الوجود.
وكان أبو بكر رضي الله عنه يخرج للتجارة والرسول صلى الله عليه وسلم حي.
وكان أكثرهم يخرج فاضل مما يأخذ من بيت المال، ويسلم من ذل الحاجة إلى الإخوان.
وقد كان ابن عمر لا يرد شيئاً، ولا يسأل.
وإني تأملت أكثر أهل الدين والعلم على هذه الحال، فوجدت العلم شغلهم عن المكاسب في بداياتهم، فلما احتاجوا إلى قوام نفوسهم ذلوا، وهم أحق بالعز.
وقد كانوا قديماً يكفيهم بيت المال فضلات الإخوان، فلما عدمت في هذا الأوان، لم يقدر متدين على شيء إلا يبذل شيء من دينه.
وليته قدر فربما تلف الدين لم يحصل له شيء.
فالواجب على العاقل أن يحفظ ما معه، وأن يجتهد في الكسب ليربح مداراة ظالم، أو مداهنة جاهل، ولا يلتفت إلى ترهات المتصوفة، الذي يدعون في الفقر ما يدعون.
فما الفقر إلا مرض العجزة، وللصابر على الفقر ثواب الصابر على المرض.
اللهم إلا أن يكون جباناً عن التصرف، مقتنعاً بالكفاف، فليس ذلك من مراتب الأبطال، بل هو من مقامات الجبناء الزهاد.
وأما الكاسب ليكون المعطي لا المعطى، والمتصدق لا المتصدق عليه، فهي من مراتب الشجعان الفضلاء.
ومن تأمل، هذا علم شرف الغنى ومخاطرة الفقر.
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
04-08-2015, 12:58 PM


وما زال صاحبنا يقرأ ما جادت به قريحة ابن الجوزي، ثم يحلل ويرد عليه:
ذرني يا إمام أن انظر إلى الموضوع من جهة أو زاوية أخرى، ولكن الأفكار كما هي تتناقح فلا محالة ستتلاقح.
ولوضع الصورة في إطارها، والفكرة في مسارها.
فهذا ما كتبته يوما في هذا الأمر:
قالوا: أنّ قاعدة الدين الإسلامي في شموله هي مصالح العباد في الدارين، وذلك دفعًا لما قد يتأوّله البعض، حتى لا يذهب بعضهم على أنّ دين الإسلام لم يُؤمر فيه إلاّ بأمر الآخرة والزهد في الدنيا وترك الاشتغال بها، بل التجرد للعبادة فقط.
ورفعًا لما يتوهمه بعض الفلاسفة وخصوصًا جلّ المستشرقين منهم، الذين أرادوا أن يحكموا على الإسلام بما حكموا بها على بعض الأديان الأخرى وخصوصًا " مسيحيّتهم "، وللأسف الشديد تبعهم ودار في فلكهم بعض المحسوبين على الإسلام:
"من أنه ـــــــ أي، الإسلام ــــــ غير صالحٍ لإدارة مصالح الدنيا
ولذلك ــــ كما زعموا ويزعمون ــــــ يلزم التفريق بين الدين والأمور السياسية، من أبسطها إلى أعظم معضلاتها، وكذلك الأمور الإدارية مع كل الحقوق ونظام الحكم بأجمعها، زيادة عن العلوم والفنون والفلسفة منها، وكذلك الصناعات والأمور الفلاحية والأعمال النافعة ".. أهـ
وعندما يتأمل أهل المشورة والرأي في كلامٍ مثلما سبق.
يجد أن كل ذلك ـــ أي، ما ذهب إليه هؤلاء وأولئك ــــــ ما هو سوى كلام باطلٍ وخيالٍ ما أشبه ما يكون هو من الخرافة بمكان.
وكم كان صادقًا بصير معرّة النعمان وهو ينشد ويقول:
والنجمُ تستصغر الأبصار رؤيته ** ولعيب العين لا للنجم في الصغير.
وليس القول سوى أن يقول أي عاقل:
أن جهل هؤلاء بأصول الدين، وكذلك عدم معرفتهم بقواعد التحري والبحث والاستنباط منها، أو تضليل ومغالطة خلق الله وخصوصًا فيما حث عليه ديننا الإسلامي، حتى يكون لهم مسوغًا ليزعموا به " حجة " على " عدم صلاحية الدين " لكل ما يزعمون ويلفقون، وكأنهم يضللون الناس، على أن ما أمر وتكلمّ به الإسلام هي أقوال " خارجة عن دائرة صلاحيته " في الامور السياسية والمدنية.
بينما التمدن الحقيقي نابع من الإسلام في كل مجالات الحياة في الأعمال الدنيوية التي هي الممر بالعمل الصالح إلى الجزاء الأخروي، يقول جلّ في علاه:
" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، م يجزاه الجزاء الأوفى، وأن إلى ربك المنتهى".
ذهب أهل العلم، أنّ كلّ عملٍ من الأعمالِ أو حرفة أو صنعة من صنائع الحياة لا يمكن أن يستفيدَ به المجتمع أو الأفراد إلاّ بنسبة إتقانه، أو القيام بحقّه على أكمل وجهٍ.
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
" إِنّ اللَّه تعالى يُحبّ إذا عمِل أحدكم عملاً أن يُتقِنه"
وكذلك استعماله في أكمل أوجهه ذلك العمل، وعدم التعرض لعمله ولا يمكن لعمل أي عملٍ إلاّ بعد دراية وعلمٍ كافٍ الذي يجعل النفس تطمئن لذلك، وترتاح عندما تحس بالقدرة عليه، بشرط أن يكون ذلك العمل فيه المنفعة العامة التي تكون الغالبة على مضرته، كما أنه لابد أن تكون الحاجة إلى ذلك العمل حاجة صحيحة غير رياءٍ، ولا ذلك العمل يقصد به الأذى أو ضرر الخلق، وإلاّ لكان ذلك العمل مضرًّا، وتركه أحرى.
وكل ما ذكر عبارة عن نمطٍ لمقارنة الأعمال المعنوية أو المادية بأسرها.
ويدخل تحت ذلك أدنى الأعمال والصنائع والحرف وكذلك الوظائف وأوسطها إلى كل درجاتها حتى أعاليها.
فكل صنعة أو حرفة أو وظيفة لها اشتراك في منافع المجتمع بحسب تعلّقها به ومنفعته منها بنسبة تزيد أو تنقص حسب الحاجة لها.
وخلاصة ذلك.
فإذا حصل لعملٍ على مقتضى تلك لا يجد المرء في الدنيا مجتمعًا سعيدًا أسعد من المجتمع العامل بها، ولن يعمل بها مجتمع مطلقَا إلاّ إذا كان به من سمات التدين الصحيح، أو كان ذلك المجتمع متديّنًا بدينٍ يقضى به بتقوى الله تعالى في كل عملٍ بما يناسبه؛ أن يعتقد أنّ كلّ عملٍ عظيمٍ كان أو عملٍ حقيرٍ هو أمانة من أمانات الله التي يجد مراعاتها ورعايتها.
و من أو ل أعمال المراعاة أو الرعاية عدم الإقدام عليها إلاّ بعد العلم بها، والعلم بقدرة النفس على ذلك العمل، وكذلك حسن النية، والقصد فيه، وأنّ كل فردٍ مجزي على ذلك بالثواب على حسن القيام، وكذلك مجزي باللوم أو حتى بالعقاب عن القصور الذي قد يتعمّده، وأنه لا يفوته من الجهتين شيء فذلك بالطبع سائق له على العمل بالأصلح، زاجر له عن القصور على ذلك إن كان عمدًا.
وليمكن من معرفة المصلح من غير المصلح المتعمد فلابد من أحتياج المسلم إلى حكومة إسلامية، حتى تقضي بين الناس في أمور دنياهم ،
ولا يتأتّى ذلك إلاّ القيام بإنشاء قوة التي تسهل على أحوال الناس من قوات من الأمن، وأناس في العدالة للقضاء بين الناس.
وكل ذلك هو تدبير أمور المجتمع الذي يساعد على التعاون والتناصر على تعميم الفضائل، والعمل على دفع ودرء الرذائل.
فإن كان كل ذي عملٍ أو صاحب تجارة، أو صنعة أو حرفة أو وظيفة في مأمورية المأموريات، أو مهمّة من المهمّات، أو وظيفة من الوظائف لا يقدم إلاّ بعد معرفة ما يتكلّف به، وكذلك معرفة الصلاحية الكافية من نفسه للقيام بواجبات ذلك العمل، ثم يُرى أنه مسؤول عن نتيجة أعماله مكافئًا على خيرها وشرها أمام حكومته بالامور الرسمية الشرعية، وأمام الله بالأمور الدينية.
عندما يحس الفرد أن ذلك يظهر ذلك بين البشر في الأولى أي الحياة الدنيا، ويظهر ذلك في الأخرى أي بين يدي الله الذي لا تخفى عليه خافية، ولا تُنسى عنده ماضية من سيئة أو حسنة في الدار الآخرة، وأنه يجزى بعمله فلا بخافٍ أنه يفوته ثواب ذرة من خيرٍ ، أو أنّ ينجو من عقابٍ يناسب ذرة من شرٍّ ، أو بأي حيلةٍ من الحيل إلاّ بالرجوع إلى الحكم الشروع.
فإن هذه الأحوال تدعو إلى تكاثر أعمال الخير وتنشيط أهلها، كما تجبر على تقليل أو عدم القيام على أعمال الشر وتضعيف أو تقييد عزائم مرتكبيها، فيتمّ الاستباق إلى الخير ليصير وكأنه مَلكة راسخة للمجتمع وبين أفراده.
تلك المَلكة التي لا يقوى على مقاومتها أهل الشرور إلاّ نادرًا.
ولا يخفى حال المجتمع الذي يكون على هذه الصفة على المشتغلين بعلوم الإدارة والحقوق والتجارة والاقتصاد وتدبير سياسة الحكم ورقي الأمم وتطورها إلاّ من عمل لدنياه كما هو يعمل لآخرته

  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
05-08-2015, 12:45 AM

وقال علاّمتنا:
فصل الندم على ما فات
تأملت أحوال الفضلاء، فوجدتهم - في الأغلب - قد بخسوا من حظوظ الدنيا، ورأيت الدنيا - غالباً - في أيدي أهل النقائص.
فنظرت في الفضلاء، فإذا هم يتأسفون على ما فاتهم مما ناله أولو النقص، وربما تقطع بعضهم أسفاً على ذلك.
فخاطبت بعض المتأسفين فقلت له: ويحك تدبر أمرك، فإنك غالط من وجوه.
أحدها: أنه إن كانت لك همة في طلب الدنيا، فاجتهد في طلبها تربح التأسف على فوتها، فإن قعودك - متأسفاً على ما ناله غيرك، مع قصور اجتهادك غاية العجز.
والثاني: أن الدنيا إنما تراد لتعبر لا لتعمر، وهذا هو الذي يدلك عليه علمك ويبلغه فهمك. وما يناله أهل النقص من فضولها يؤذي أبدانهم وأديانهم. فإذا عرفت ذلك ثم تأسفت على فقد ما فقده أصلح لك، وكان تأسفك عقوبة لتأسفك على ما تعلم المصلحة في بعده، فاقنع بذلك عذاباً عاجلاً، إن سلمت من العذاب الآجل.
والثالث: أنك قد علمت بخس حظ الآدمي في الجملة، من مطاعم الدنيا ولذاتها بالإضافة إلى الحيوان البهيم.
لأنه ينال ذلك أكثر مقداراً ، مع أمن، وأنت تناله مع خوف، وقلة مقدار.
فإذا ضوعف حظك من ذلك كان ذلك لاحقاً بالحيوان البهيم، من جهة أنه يشغله ذلك عن تحصيل الفضائل. وتخفيف المؤن يحث صاحبه على نيل المراتب.
فإذا آثرت - مع قلة الفضول - الفضول، عدت على ما علمت بالإزراء، فشنت علمك، ودللت على اختلاط رأيك...

  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
05-08-2015, 12:47 AM


وهذا ما ردّ به صاحبنا:
ويح إمامنا، وحامل لواء خواطرنا.
وهل ينفع الندم على ما فات؟ والتجهيز للرحيل لما هو آت؟
لعمري فليس كل بهرجة الدنيا مما يدوم شكره، أو يساق مهره.
وكم من قائلٍ:
اِعلم يا أمجد الأمجاد، وأجود الاجواد أن الدنيا معيوبة، وهي رأس الفتن، وشجرة المحن.
ثم الصادق المصدوق ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ قال:
" حب الدنيا رأس كل خطيئة"
كما أنه جاء في الاثر ومصادر الخبر:
" وتسمى والدة الموت تقتل أولادها بنفسها تهب ثم تسترجع تعدو ولا تفي تنادي كل يوم أنا المركب القموس أنا الفتنة الدهياء، أنا بيت الافاعي أنا حية الوادي أنا أهين من أكرمني وأكرم من أهانني وأخذل من توكل علي فالدنيا جيفة وبنوها مثل الكلاب يتكالبون ويتهارشون على جيفها تهارش الكلاب على الجيف فما رؤى في عالم الله تعالى أخلف وأكذب من الدنيا ولقد كان نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام تمنى أن يرى صورتها"
وأن المتشبث بها هو كما تظاهر بالتدين وقد ساء خلقُه، وانتظر صبحًا تبلدت غيوم فلقه، أو كمن يريد أن يحلّ عقدًا توّلى الدهر شده، أو يشب في دنياه ضرامًا أصلد الزمان زنده.
وهذه الدنيا ونواقصها.
ترى فما المرء بأمره فاعل، ولآخرته هو جاعل؟
ذرهم وأمانيهم.
فإن الكريم إذا نهض لفضيلة لم يقف، وإذا عاهد على تطليق الدينا لم يُخلِف
ومن عباد الله من طلّقها طلاقًا بائنًا، وعمل على الأخرى.
ألا أن الدهر شر كلُّه، مفصّله ومجملُه.
وهناك من همه الحرص عليه.
وهناك يجري وراء شهواته ويماري في أمرٍ كان محتومًا.
وكذلك هناك من أجل شيء هو إلى زوال يعيش في خنوعٍ حتى ولو صاحب لئامًا، وأرتكب حرامًا.
وليته اِتعظ بمن قال:
"والله ، والله ، مرتين ، لحفر بئرين بإبرتين ، وكنس أرض الحجاز بريشتين ، ونقل بحرين زاخرين بمنخلين ، وغسل عبدين أسودين حتى يصيرا أبيضين ـ هذه كلها مستحلات ـ أهون عليّ من طلب حاجة من لئيم لوفاء دين"
وصدق شاعرنا إذ قال:
إذا كانت النفوس كبارًا ** تعبت في مرادها الاجسام.
والدنيا هي هي.
فكيف الندم على ما فات؟

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
05-08-2015, 11:41 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة

وصاحبنا لا يزال يرد على الإمام ويقول:
على رسلك يا إمامنا.
أنه قال من قبلنا: "الوقت كالسيف إن تقطعه قطعك"، بل غدر بك ولم ينفع ما معك.
وماذا جمعت في دنياك فهو ليس لك.
ترحل وقد تركت ما أقمت من حدائق، زاهية كبساط ونمارق، وحصون وقصور، عليها الحسن كمقصور، و فتنك منظرها الجميل، وقضيت عمرك زهوًا بها من صبحك إلى وقت الأصيل.
وعملت منها بهجة وإشراقا، وألبستها نضرة وإيراقا.
وغرك الأمل.
وهناك من يعلم السر وأخفى يقول:
" كم تركوا من جناتٍ وعيون، وزروعٍ ومقامٍ كريم، ونعمةٍ كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوما آخرين "
إي والله ! سبحانك ربي! ما أعظمك " وأورثناها قوما آخرين "
كانوا هنا، ورحلوا، وقد:
رفعوا الأنامل "للشهادة " وكبّروا ** فبدا الخشوعُ بخوفهم يترنّمُ
وبدت سواكب دمعهم مسبولةً ** خوفًا لما قد أخّروا أو قدّموا
هذي " حياة " المتقين وغيرهم ** نائي الفؤاد لسانه يتكلّم.
وهكذا الحال.
والعمر يمضي.
وهناك في الأعماق من ينادي:
"لو دامت لغيرك لما وصلت إليك "
ولكن عند البعض وكأنه ينادي من مكانٍ بعيدٍ.
ولا يزالون وراء الفانية يلهثون حتى وإن ردّ الواحد منهم إلى أرذل العمر وأقترب، وبات على خطوتين من القبر وقرُب، وهو يظن أن عمره ما له نظير، به بهجة ونضير، وبدر شبابه مستدير.
وهو لا يدري.
أن زمانه في ملذات الدنيا أضاعه، وعمره بأبخس الأثمان باعه
والسعيد من أحسن في الدين والدنيا إذا اجتمعا
السلام عليكم

راقني جدا ما نثرت هنا معان قيّمة تغذي الروح استوقفتني سانحتك هذه فلله دره من كلام فالانسان الذي يعيش لاجل آخرته عاكفا على النظر الى السماء وموعدها وقصّر في خدمة نفسه وغيره بما اتاح له الله من حق الحياة وآلائها ونقيضه الذي يعيش لدنيا الزوال ويجعلها اكبر همه ومبلغ علمه كلاهما اسوء من بعض والا لما أنزلنا الله الى الارض وعمرها بمخلوقاتها ؟؟؟ غاية خلق الانسان واستخلافه في الارض انما لتكون له له عبادة متميزة عن بقية خلقه عبادة قوامها العمل الصالح ونفع غيره فيكون بذلك ادى رسالة وجوده كما ارادها الله .
[SIGPIC][/SIGPIC]
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
05-08-2015, 10:25 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني أريس مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

راقني جدا ما نثرت هنا معان قيّمة تغذي الروح استوقفتني سانحتك هذه فلله دره من كلام فالانسان الذي يعيش لاجل آخرته عاكفا على النظر الى السماء وموعدها وقصّر في خدمة نفسه وغيره بما اتاح له الله من حق الحياة وآلائها ونقيضه الذي يعيش لدنيا الزوال ويجعلها اكبر همه ومبلغ علمه كلاهما اسوء من بعض والا لما أنزلنا الله الى الارض وعمرها بمخلوقاتها ؟؟؟ غاية خلق الانسان واستخلافه في الارض انما لتكون له له عبادة متميزة عن بقية خلقه عبادة قوامها العمل الصالح ونفع غيره فيكون بذلك ادى رسالة وجوده كما ارادها الله .




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ويح المثقفة الفاضلة/ أماني أريس
أنا أقلّ مما خلعتِ عليّ من قولٍ بكثير.
ولكنكِ كبيرة قدرًا.
فلا محالة ترين كل شيءٍ في مقامكِ
يا ذات المقام.
تحياتي

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-07-2007
  • الدولة : بلجيكا
  • المشاركات : 33,077
  • معدل تقييم المستوى :

    53

  • إخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the roughإخلاص is a jewel in the rough
الصورة الرمزية إخلاص
إخلاص
مشرفة سابقة
رد: إن هي إلاّ خواطر وسوانح .
06-08-2015, 10:27 AM
مرة التقى عارفان بالله، فقال أحدهم للآخر:
كيف أنتم والنعمة؟
فأجاب الآخر:
نحن إذا أُعطينا شكرنا، وإذا مُنعنا صبرنا.
فرد عليه الذي هو يحاوره:
هذا حالُ الكلابِ عندنا.. أما نحن إذا ما أُعطينا آثرنا، وإذا مُنعنا شكرنا.
أثّرت فيّ جدّا هذه المقولة!!

و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته
مرحبا بأخ أخته الفاضل
طلبت منّا الدّعاء فأسأله سبحانه أن يؤتيك سؤلك منه
و يجازيك عن كلّ حرف بعشر حسنات إلى سبعمائة و الله يضاعف لمن يشاء
و نفع بك و بعلمك.
متابعة بشغف ...
تحيّة تليق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:14 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى