وزير خارجية فرنسا: "الجزائريون لم يبلغوني بزيارة المعلم.."
31-03-2016, 05:08 AM

عبد السلام سكية

صحافي ورئيس قسم الشؤون الدولية بجريدة الشروق اليومي


نفى وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك ايرو، لقاءه بمسؤول الدبلوماسية السورية وليد العلم، خلال زيارتهما الجزائر في الساعات الماضية، ليؤكد ايرو أن الملف السورية يشكل مسألة خلافية بين بلاده والجزائر، هذه الأخيرة وصفت زيارة المعلم بالطبيعية، وقالت إن البلدين يوجهان محتلا جديدا كما واجها المحتل الصهيوني في وقت سابق.
وعبّر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، الذي يزور الجزائر، عن غبطته لسيطرة قوات النظام السوري على تدمر وطرد عناصر تنظيم داعش منها، مؤكداً أن هذا "الانتصار لا يُعفي دمشق من مسؤولياتها"، وأضاف "استعادة تدمر انتصار لبشار الأسد، ولكنها انتصار أيضاً للتحالف".

وأكد الوزير الفرنسي قائلاً: "لا نملك إلا أن نغتبط بعودة تدمر، لكن عندما استولى داعش عليها في ماي 2015 لا يمكن الحكم أن النظام في دمشق دافع عنها دفاعاً قوياً.. هذا أمر مؤسف. لو كان رد الفعل قوياً من دمشق لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، ولكان بالإمكان التصدي للاستيلاء على تدمر".

وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوسائل إعلامية فرنسية، بعد لقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن "انتصار النظام في تدمر لا ينبغي أن يبرئه من مسؤولياته".

وقالت لوبوان الفرنسية في تحليلها لهذه الزيارة، إن الجزائر تدعم الأسد، فيما تكرِّر باريس أن بشار "لا يمكن أن يكون مستقبل سوريا"، وتابعت أن جان مارك أيرولت قال حول هذه المسألة "هذه هي النقطة التي نختلف حولها، فالجزائريون لا يجعلون منها موضوعاً ذا أولوية".

وعن المصادفة التي جمعت بين وزير الخارجية السوري ونظيره الفرنسي في الجزائر، أكد أيرولت أنه لم يلتقِ وليد المعلم، مضيفا، إن "الجزائريين يفعلون ما يرونه مناسبا لسياستهم.. ولم يكن لدي لا الرغبة ولا الفرصة للاجتماع بالوزير السوري".

من جانبه، ثمَّن وزير الخارجية رمطان لعمامرة "المؤشرات الإيجابية التي تطبع مسار الحوار بين الإخوة السوريين"، واصفا زيارة نظيره السوري وليد المعلم للجزائر بـ"الطبيعية"، حيث التقى فيها الوفد السوري مع عدد من المسؤولين، ومنهم الرئيس بوتفليقة، الذي نقل إليه المعلم رسالة من الأسد.

وذكر لعمامرة بأن سوريا تمر "بمرحلة خاصة من تاريخها المعاصر مثمِّنا بالمقابل "المؤشرات الإيجابية" التي تطبع مسار المفاوضات بين الإخوة السوريين، وقال بهذا الخصوص الأوضاع في سوريا ''تتطور نحو الأفضل وهناك وقف للأعمال العدائية وبداية للحوار ورغبة من الإخوة السوريين في أن يطّلعوا على تجربة الجزائر فيما يتعلق بالوئام والمصالحة الوطنية".

وعلى المستوى الثنائي، أشاد لعمامرة بالعلاقات "المتجذرة" التي تربط البلدين "مروراً بالأمير عبد القادر الجزائري وقوافل المناضلين الذين غادروا الجزائر في مرحلة ما من تاريخنا واتجهوا إلى وطنهم الثاني سوريا ليعيشوا هناك"

وشدّد لعمامرة على قوة التلاحم بين الشعبين الجزائري والسوري حيث قال "لقد قاومنا مع بعض الاحتلال الإسرائيلي وتوسّعه في الأمة العربي، وشاءت الأقدار أن نجد أنفسنا معرضين إلى نفس الامتحانات التي خرجنا منها منتصرين".

وأشاد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بالاهتمام الذي توليه القيادة الجزائرية لضرورة انفراج الأزمة السورية في أقرب الآجال، وأشار إلى أنه لمس لدى المسؤولين الجزائريين الذين التقى بهم،"اطلاعا عميقا" على ما يجري في سوريا، وهو ما اعتبره "مؤشرا على أن القيادة في الجزائر مهتمّة بخروج سوريا من هذه الأزمة بأسرع ما يمكن".