ما هو مصير إسلام سليماني بعد عودته إلى إنجلترا؟
21-05-2020, 02:55 PM




كل الأرقام الرائعة التي سجلها إسلام سليماني، وتركته مع توقف الدوري الفرنسي بسبب جائحة كورونا، في المركز الثاني، كأحسن ممرر في الدوري الفرنسي بعد الظاهرة الأرجنتينية ونجم باريس سان جيرمان دي ماريا، وكواحد من أحسن الهدافين في البطولة، بالرغم من الفترة الوجيزة التي لعبها بسبب تهميش المدرب الجديد للنادي له، وأيضا البطاقة الحمراء التي تلقاها، والإصابات التي أبعدته عن الميادين، إلا أن نادي موناكو رفض الاحتفاظ باللاعب، وحتى السعي للاستفادة من خدماته لموسم آخر، وهذا بنصيحة من مدرب موناكو الجديد الإسباني مورينو الذي يقول بأنه لا يريد اللعب بمهاجم صريح لأسباب فنية، وهو ما أعاد إلى السطح التهميش الذي يعاني منه اللاعبون الجزائريون في فرنسا، كما حدث لنبيل بن طالب وسفيان فيغولي وحتى لرياض محرز.
إسلام سليماني حقق مع موناكو في ظرف وجيز جدا ما لم يحققه أي لاعب في الدوري الفرنسي، وكانت حياة جديدة للاعب عانى من تجربته الإنجليزية المضطربة سواء مع ليستر سيتي أو نيوكاستل، وبعد التتويج باللقب القاري انفجر في إمارة موناكو وكان المزوّد الأول لهداف الدوري الفرنسي، التونسي الأصل والدولي في منتخب الديكة، وسام بن يدر، وهو ما جعل مكانة بغداد بونجاح في خطر، ولولا مشكلة كورونا التي زلزلت عالم الكرة، لربما استعاد مكانته الأساسية مع المنتخب الوطني، الذي لم ينعم فيه بمكانة أساسية في بطولة أمم إفريقيا في مصر ومع ذلك سجل هدفا وقدّم تمريرتين حاسمتين.
في السادس عشر جوان القادم سيدق إسلام سليماني باب ربيعه الثاني والثلاثين، وهي آخر الخراطيش لمهاجم يعتمد على الألعاب السماوية، ولا يمكنه اللعب في مكان آخر غير منصب رأس الحربة، وقد تكون إنجلترا البلد الذي يليق بإسلام سليماني، الذي وجد اهتمام بعض الأندية الإنجليزية في فترات متقطعة مثل كريستال بالاس في الميركاتو الصيفي السابق، وتوتنهام ومانشستر يونايتد في الميركاتو الشتوي السابق، لكن اللاعب بقي في موناكو، قبل أن يجد نفسه في دوامة مع المدرب الجديد للفريق الإسباني مورينو الذي خلف المدرب البرتغالي جارديم صديق إسلام سليماني، قبل أن تحل مصيبة كورونا التي أخلطت الأوراق وجعلت موناكو المعروف عنه شراء اللاعبين لأجل معاودة بيعهم وهم في سن مبكرة في صورة البرتغالي بيرناردو سيلفا والفرنسي مبابي، وهو ما لا يتوفر في إسلام سليماني الذي بلغ الثانية والثلاثين من العمر، يختار التفريط فيه.
يعتبر حاليا إسلام سليماني أهم لاعب محلي قام بمشوار كروي جيد، حيث لعب في ثلاث دوريات مختلفة، بدءا من البرتغال إذ تقمص ألوان ثالث نادي في البلاد التي هي حاليا بطلة أوروبا وهو نادي سبورتينغ لشبونة الذي لعب له كريستيانو رونالدو، كما انتقل إلى ليستر سيتي وهو حائز على لقب الدوري الإنجليزي ويشارك في رابطة أبطال أوروبا، ولعب لموناكو الذي وصل منذ ثلاث سنوات إلى نصف نهائي رابطة أبطال أوروبا وتقمص ألوانه عدد من نجوم العالم وعلى رأسهم الظاهرة الفرنسية مبابي، وكانت لإسلام سليماني في كل هذه الأندية بصمة مؤثرة، كما شارك في كأس العالم في البرازيل وكان صاحب الهدف الذي أوصل الجزائر إلى ثمن نهائي المونديال لأول مرة في تاريخ الجزائر، وتوّج مسيرته بالتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا، حيث لعب أساسيا أمام منتخب تنزانيا وسجل في المباراة هدفا وقدم تمريرتين لآدم وناس كانتا حاسمتين، ودخل احتياطيا أمام كوت ديفوار في الشوط الثاني ولعب الوقت الإضافي وكان ضمن مسجلي ركلات الجزاء التي أوصلت “الخضر” إلى نصف النهائي، ودخل في اللقاء النهائي أمام السنغال بديلا لبغداد بونجاح.
يطمح إسلام سليماني في البقاء في أعلى مستوى أو على الأقل ضمن أندية البطولات الأوربية الكبرى للموسم القادم والذي بعده، فهو يدرك وجود الكثير من النجوم في نفس منصبه من يكبرونه سنا مثل أغويرو وكافاني وسواريز، ويأمل إسلام سليماني في البقاء في القمة حتى يستفيد من شهور لعب أخرى مع المنتخب الوطني، لأن مشروعه رفقة جمال بلماضي، هو تحطيم الرقم القياسي كأحسن هداف تاريخي لـ”الخضر”، الذي بقي صامدا لقرابة عشرين سنة في حوزة ابن وهران عبد الحفيظ تاسفاوت، وبلوغ كأس العالم 2022 في قطر بالرغم من أن سنّه سيكون قد تجاوز الرابعة والثلاثين بعدة أشهر.
ب.ع