أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق الحلقة السادسة:( 58- 78)
19-06-2013, 04:40 PM
أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق
الحلقة السادسة:( 58- 78)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد:
فهذه هي الحلقة السادسة من سلسلة:" أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق"، تتضمن:(21 إلزاما) من:(الإلزام:58) إلى(الإلزام:78)، نسأل الله تعالى أن ينفع بها كما نفع بأصلها.

58 )- ورد في كتاب:" نهج البلاغة" الذي تقدره الشيعة ما يلي :" ومن كتاب له - عليه السلام - إلى معاوية : إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسمَّوه إماماً: كان ذلك لله رضاً، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى، ولعمري يا معاوية: لئن نظرت بعقلك دون هواك: لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى فتجن ما بدا لك والسلام".انظر كتاب:"صفوة شروح نهج البلاغة": (ص593)..
ففي هذا دليل على:
1- أن الإمام يختار من قبل المهاجرين والأنصار، فليس له أي علاقة بركن الإمامة عند الشيعة!!؟..
2- أن عليا قد بويع بنفس الطريقة التي بويع بها أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
3- أن الشورى للمهاجرين والأنصار، وهذا يدل على فضلهم ودرجتهم العالية عند الله، ويعارض ويخالف الصورة التي يعكسها الشيعة عنهم.
4- أن قبول المهاجرين والأنصار ورضاهم ومبايعتهم لإمام لهم يكون من رضا الله، فليس هناك اغتصاب لحق الإمامة كما يدعي الشيعة، وإلا فكيف يرضى الله عن ذلك الأمر!!؟..
5- أن الشيعة يلعنون معاوية رضي الله عنه، ولم نجد عليًا رضي الله عنه يلعنه في رسائله!!؟.

59 )- لا يستطيع الشيعة أن ينكروا أن:" أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين": قد بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وأن الله أخبر بأنه قد رضي عنهم، وعلم ما في قلوبهم.قال تعالى:{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}.[الفتح: 81]، فكيف يليق بالشيعة بعد هذا: أن يكفروا بخبر الله تعالى، ويزعموا خلافه!!؟، فكأنهم يقولون:" أنت يا رب لا تعلم عنهم ما نعلم!!!؟؟؟" ـ والعياذ بالله ـ.

60 )- بينما نجد الشيعة يتقربون إلى الله بسب كبار الصحابة، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة:" أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم"، لا نجد سنيًا واحدًا يسب واحدًا من آل البيت، بل يتقربون إلى الله بحبهم، وهذا ما لم يستطع الشيعة إنكاره، ولو بالكذب!!؟.

61 )- طالما ردد الشيعة في كتبهم عن مقتل الحسين رضي الله عنه أنه:" مات عطشانا في المعركة"، ولذلك تراهم يكتبون على مخازن المياه العبارة التالية :" اشرب الماء وتذكر عطش الحسين!!؟؟".
والسؤال: مادام الأئمة حسب مفهوم الشيعة يعلمون الغيب!!؟:
ألم يكن باستطاعة الحسين أن يعلم حاجته إلى الماء أثناء القتال، وأنه سوف يموت عطشاً، وبهذا يستطيع أن يجمع كمية من الماء كافية للمعركة!!؟.
ثم : أليس توفير المياه أثناء القتال يدخل في باب الأخذ بالأسباب والله يقول:{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ }.[الأنفال:60].

62 )- لقد اكتمل دين الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }.[المائدة: 3]، ومذهب الشيعة إنما ظهر بعد وفاته صلى الله عليه وسلم!!؟.

63 )- لقد أنزل الله عز وجل براءة عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك الشهيرة، وطهرها من هذا السوء، ثم نجد بعض الشيعة لا زالوا يرمونها بالخيانة ـ والعياذ بالله ـ.انظر: «تفسير القمي» (2/377)، و«البرهان» للبحراني (4/358).
وهذا كما أن فيه طعنًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيه طعن بالله عز وجل الذي يعلم الغيب، ولم يخبر نبيه بأن زوجته خائنة!!؟ ـ حاشاها من ذلك ـ.
وبئس المذهب مذهبًا يطعن في زوجات خير البشر وأمهات المؤمنين.

64 )- إذا كان لعلي وولديه رضوان الله عليهم كل تلك الخوارق التي ترويها كتب الشيعة، وهم ينفعونهم الآن وهم أموات ـ كما يزعمون ـ فلماذا لم ينفعوا أنفسهم وهم أحياء!!؟.
فقد وجدنا عليًا رضي الله عنه لم يستقر له أمر الخلافة، ثم مات مقتولاً، ووجدنا الحسن كذلك يضطر للتنازل عن الخلافة لمعاوية، ووجدنا الحسين يتعرض للتضييق ثم للقتل ولم يحصل له مبتغاه، وهكذا من بعدهم،فأين تلك الخوارق التي كانت عندهم!!!؟.

65 )-- يزعم الشيعة أن فضائل علي متواترة عن طريق الشيعة، وكذا النص على إمامته. فيقال:أما الشيعة الذين ليسوا من الصحابة، فإنهم لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمعوا كلامه، فنقلهم هو نقل مرسل منقطع إن لم يسندوه إلى الصحابة لم يكن صحيحا، والصحابة الذين تواليهم الشيعة: نفر قليل بضعة عشر أو نحو ذلك، وهؤلاء لا يثبت التواتر بنقلهم!؟، والجمهور الأعظم من الصحابة الذين نقلوا فضائله تقدح الشيعة فيهم وتتهمهم بالكفر!!!؟
ثم يلزمهم إذا جوزوا على الجمهور الذين أثنى عليهم القرآن الكذب والكتمان!!؟، فتجويز ذلك على نفر قليل أولى وأجوز!!؟

66 )- يدعي الشيعة أن:" أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم": كان قصدهم:" الرياسة والملك"، فظلموا غيرهم بالولاية، فيقال لهم :هؤلاء لم يقاتلوا مسلما على الولاية، وإنما قاتلوا المرتدين والكفار، وهم الذين كسروا كسرى وقيصر، وفتحوا بلاد فارس وأقاموا الإسلام، وأعزوا الإيمان وأهله وأذلوا الكفر وأهله، وعثمان وهو دون أبي بكر وعمر في المنزلة طلب الثوار قتله وهو في ولايته، فلم يقاتل المسلمين، ولا قتل مسلما على ولايته وخلافته.
فإذا جوّز الشيعة على هؤلاء أنهم كانوا ظالمين في ولايتهم أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، لزمهم أن يقولوا مثل ذلك في علي رضي الله عنه!!؟.

67 )-- لقد كفرت القاديانية بادعائها النبوة لزعيمها، فما الفرق بينها وبين الشيعة الذين يزعمون لأئمتهم خصائص الأنبياء وزيادة!!؟.
أليس هذا مدعاة للكفر!!؟، أويذكرون لنا الفروق الجوهرية بين الإمام والرسول!!؟، وهل جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبشرنا باثني عشر ـ إماماً ـ:" أقوالهم كأقواله وأفعالهم كأفعاله معصومون مثله تماماً!!؟؟".

68 )- كيف يُدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة رضي الله عنها!!؟، وأنتم تتهمونها بالكفر والنفاق والعياذ بالله!!؟، أليس هذا دليلاً على حبها ورضاه عنها!!؟.
69 )- مثله: كيف يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، وهما ـ في نظركم ـ كافران!!؟، والمسلم لا يدفن بين الكفار، فكيف بالنبي صلى الله عليه وسلم!!؟، لم يحفظه الله من مجاورة الكافرين في مماتة ـ حسب زعمكم ـ.!!!؟؟؟
ثم أين علي رضي الله عنه من ذلك كله!!!؟، لماذا لم يعارض هذا الأمر الخطير!!؟.
يلزمكم: أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما مسلمان، وقد أنالهم الله هذا الشرف لشرفهم عنده وعند رسوله صلى الله عليه وسلم ـ وهذا هو الحق ـ، أو أن يكون عليًا رضي الله عنه قد داهن في دينه!!؟ وحاشاه عن ذلك، وإلا فكيف لنبي مختار أن يدفن معه كفره فجار كما تزعمون!!!؟؟؟.

70 )- يدعي الشيعة أن النص على إمامة علي رضي الله عنه، واستحقاقه الخلافة ثابت في القرآن ولكن الصحابة كتموه!!؟.
وهذه دعوى باطلة؛ لأننا وجدنا الصحابة رضي الله عنهم لم يكتموا الأحاديث التي يستشهد بها الشيعة على إمامة علي؛ مثل حديث:" أنت مني بمنزلة هارون من موسى" وغيره من الأحاديث المشابهة، فلماذا لم يكتموها أيضًا!!؟.

71 )- لقد كان الخليفة الحق بعد رسول الله هو أبو بكر الصديق؛ والدليل على هذا:
1- اتفاق الصحابة وإجماعهم على طاعته وانقيادهم لأوامره ونواهيه، وتركهم الإنكار عليه، ولو لم يكن خليفة حقا: لما تركوا ذلك، ولما أطاعوه، وهم من هم زهدًا وورعًا وديانة، وكانت لا تأخذهم في الله لومة لائم.
2- أن عليًا رضي الله عنه ما خالفه ولا قاتله، ولا يخلو: إما أن يكون تركه لقتاله خوفًا من الفتنة والشر، أو لعجز، أو لعلمه أن الحق مع أبي بكر.
ولا يمكن أن يكون تركه لأجل اتقاء الفتنة وخوف الشر؛ لأنه قاتل معاوية رضي الله عنه، وقتل في الحرب الخلق الكثير، وقاتل طلحة والزبير رضي الله عنهما، وقاتل عائشة رضي الله عنها حين علم أن الحق له، ولم يترك ذلك خوفًا من الفتنة!!؟.
ولا يمكن أن يكون عاجزًا؛ لأن الذين نصروه في زمن معاوية كانوا على الإيمان يوم السقيفة، ويوم استخلاف عمر، ويوم الشورى، فلو علموا أن الحق له: لنصروه أمام أبي بكر رضوان الله عليه؛ لأنه أولى من معاوية رضي الله عنه بالمحاربة والقتال.
فثبت أنه ترك ذلك لعلمه:" أن الحق مع أبي بكر رضي الله عنهما".

72 )- يدعي الشيعة أن معاوية رضي الله عنه كان كافرًا مرتدًا!؟ ويلزمهم لو كان الأمر كما يقولون: القدح في علي وابنه الحسن رضي الله عنهما، وتوضيح هذا:
أن يكون عليٌّ مغلوبًا من المرتدين، وأن الحسن قد سلم أمر المسلمين إلى المرتدين، بينما نجد أن خالد بن الوليد قد حارب المرتدين زمن أبي بكر وقهرهم، فيكون نصر الله لخالد على الكفار أعظم من نصره لعلي!!؟، والله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم واحدًا منهما، فيكون أفضل عند الله منه، بل إن جيوش أبي بكر وعمر وعثمان ونوابهم كانوا منصورين على الكفار، بينما علي عاجز عن مقاومة المرتدين!!؟. أيضاً: فإن الله سبحانه وتعالى يقول:{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }ـ[آل عمران:139]، ويقول:{ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ـ} [محمد:35]، وعلي رضي الله عنه دعا معاوية إلى السلم في آخر الأمر، لما عجز عن دفعه عن بلاده، وطلب منه أن يبقى كل واحد منهما على ما هو عليه، فإن كان أصحابه مؤمنين، وأولئك مرتدين ـ كما تزعم الشيعة ـ وجب أن يكون أصحابه هم الأعلون، وهو خلاف الواقع!!؟.

73 )- إن الشيعة تعجز عن إثبات إيمان علي وعدالته، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا صاروا من أهل السنة؛ لأنه إذا قالت لهم الخوارج وغيرهم ممن يكفرون عليًا أو يفسقونه : لا نسلم أنه كان مؤمنًا، بل كان كافرا أو ظالما ـ كما يقول الشيعة في أبي بكر وعمرـ لم يكن لهم دليل على إيمانه وعدالته إلا وذلك الدليل على إيمان أبي بكر وعمر وعثمان أدل.
فإن احتجوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده، فقد تواتر ذلك عن هؤلاء، بل تواتر إسلام معاوية وخلفاء بني أمية وبني العباس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم للكفار.
فإن ادعوا في واحد من هؤلاء النفاق: أمكن الخارجي أن يدعي في علي النفاق!!؟
وإن ذكروا شبهة ذكر ما هو أعظم منها!!؟.
وإن قالوا ما تقوله أهل الفرية من أن أبا بكر وعمر: كانا منافقين في الباطن، عدوين للنبي صلى الله عليه وسلم: أفسدا دينه بحسب الإمكان، أمكن الخارجي أن يقول ذلك في علي، ويوجه ذلك بأن يقول كان يحسد ابن عمه ـ والعداوة في الأهل ـ وكان يريد فساد دينه، فلم يتمكن من ذلك في حياته وحياة الخلفاء الثلاثة حتى سعى في قتل الخليفة الثالث وأوقد الفتنة، حتى تمكن من قتل أصحاب محمد وأمته بغضا له وعداوة، وكان مباطناً للمنافقين الذين ادعوا فيه الإلهية والنبوة، وكان يظهر خلاف ما يبطن لأن دينه التقية، ولهذا كانت الباطنية من أتباعه وعندهم سره، وهم ينقلون عنه الباطن الذين ينتحلونه!!؟.
وإن أرادوا إثبات إيمانه وعدالته بنص القرآن عليه، قيل لهم: القرآن عام، وتناوله له ليس بأعظم من تناوله لغيره، وما من آية يدعون اختصاصها به إلا أمكن أن يدعى اختصاصها واختصاص مثلها أو أعظم منها بأبي بكر وعمر، فباب الدعوى بلا حجة ممكنة، والدعوى في فضل الشيخين أمكن منها في فضل غيرهما.
وإن قالوا: ثبت ذلك بالنقل والرواية، فالنقل والرواية في أولئك أشهر وأكثر، فإن ادعوا تواترا فالتواتر هناك أصح، وإن اعتمدوا على نقل الصحابة فنقلهم لفضائل أبي بكر وعمر أكثر!!؟.

74 )- يزعم الشيعة أن عليًا كان أحق الناس بالإمامة لثبوت فضله على جميع الصحابة ـ كما يدعون ـ ولكثرة فضائله دونهم، فنقول: هبكم وجدتم لعلي رضي الله عنه فضائل معلومة؛ كالسبق إلى الإسلام والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسعة العلم والزهد، فهل وجدتم مثل ذلك للحسن والحسين رضي الله عنهما في مقابل سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمر وغيرهم من المهاجرين والأنصار!!؟.
هذا ما لا يقدر أحد على أن يدعيه لهما، فلم يبق إلا دعوى النص عليهما، وهذا مالا يعجز عن مثله أحد، ولو استحلت الأموية ـ مثلا ـ أن تجاهر بالكذب في دعوى النص على معاوية لكان أمرهم في ذلك أقوى من أمر الشيعة؛ لقوله تعالى:{ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} [الإسراء:33]. فسيقولون: المظلوم هو عثمان بن عفان، وقد نصر الله معاوية لتوليه دم عثمان!!؟.

75 )- تزعم الشيعة أن أبا بكر وعمر اغتصبا الخلافة من علي وتآمرا عليه لكي يمنعوه منها..الخ افترائهم.
نقول: لو كان ما ذكرتموه حقا: فما الذي دعا عمر إلى إدخاله في الشورى مع من أدخله فيها!!؟، ولو أخرجه منها كما أخرج سعيد بن زيد، أو قصد إلى رجل غيره فولاه: ما اعترض عليه أحد في ذلك بكلمة!!؟.
فصح ضرورة بما ذكرنا أن القوم أنزلوه منزلته غير غالين ولا مقصرين، رضي الله عنهم أجمعين، وأنهم قدموا الأحق فالأحق والأفضل فالأفضل، وساووه بنظرائه منهم.
ويؤكد هذا: البرهان التالي؛ وهو: أن علياً رضي الله عنه لما تولى بعد قتل عثمان رضي الله عنه، سارعت طوائف المهاجرين والأنصار إلى بيعته، فهل ذكر أحد من الناس أن أحدا منهم اعتذر إليه مما سلف من بيعتهم لأبي بكر وعمر وعثمان!!؟، أو هل تاب أحد منهم من جحده للنص على إمامته!!؟، أو قال أحد منهم: لقد ذكرت هذا النص الذي كنت أنسيته في أمر علي!!؟.

76 )- لقد نازع الأنصار رضي الله عنهم أبا بكر رضي الله عنه ودعوا إلى بيعة سعد بن عبادة رضي الله عنه، وقعد علي رضي الله عنه في بيته لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فلا يخلو رجوع الأنصار كلهم إلى بيعة أبي بكر من أن يكون بسبب من هذه الأسباب :
1- أن يكون بالقوة.
2- أو أن يكون عن ظهور حق أبي بكر بالخلافة؛ فأوجب ذلك الانقياد لبيعته.
3- أو فعلوا ذلك لغير معنى، ولا سبيل إلى قسم رابع بوجه من الوجوه.
فإن قال الشيعة: إنما بايعوه بالقوة!!؟: فهذا كذب؛ لأنه لم يكن هنالك قتال ولا تضارب، ولا سباب ولا تهديد ولا سلاح، ومحال أن يرهب الأنصار وهم أزيد من ألفي فارس أبطال: كلهم عشيرة واحدة، قد ظهر من شجاعتهم ما لا مرمى وراءه، وهو أنهم بقوا ثمانية أعوام متصلة محاربين لجميع العرب في أقطار بلادهم، موطنين على الموت متعرضين مع ذلك للحرب مع قيصر الروم بمؤتة وغيرها، محال أن يرهبوا أبا بكر ورجلين أتيا معه فقط لا يرجع إلى عشيرة كثيرة، ولا إلى موال، ولا إلى عصبة ولا مال، فيرجعوا إليه وهو عندهم مبطل!؟، بل بايعوه بلا تردد ولا تطويل.
وكذلك: يبطل أن يرجعوا عن قولهم، وما كانوا قد رأوه من أن الحق حقهم، وعن بيعة ابن عمهم، فمن المحال: اتفاق أهواء هذا العدد العظيم على ما يعرفون أنه باطل دون خوف يضطرهم إلى ذلك، ودون طمع يتعجلونه من مال أو جاه، ثم يسلمون كل ذلك إلى رجل لا عشيرة له ولا منعة، ولا حاجب ولا حرس على بابه ولا قصر ممتنع فيه، ولا موالي ولا مال.
وإذ قد بطل كل هذا: فلم يبق إلا أن الأنصار رضي الله عنهم: إنما رجعوا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنهم: لبرهان حق صح عندهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا لاجتهاد كاجتهادهم، ولا لظن كظنونهم.
فإذا بطل أن يكون الأمر في الأنصار، وزالت الرياسة عنهم، فما الذي حملهم كلهم: أولهم عن آخرهم على أن يتفقوا على جحد نص النبي صلى الله عليه وسلم على خلافة علي!!؟، ومن المحال أن تتفق آراؤهم كلهم على معونة من ظلمهم وغصبهم حقهم!!؟.

77 )- بما أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد نجحا في تنحية علي رضي الله عنه عن الخلافة ـ كما تزعم الشيعة ـ، فما هي المكاسب التي حققوها لأنفسهم!!؟.
ولماذا لم يخلف أبو بكر أحد أولاده على الحكم، كما فعل علي!!؟.
ولماذا لم يخلف عمر أحد أولاده على الحكم كما فعل علي!!؟

78 )- لقد وجدنا أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان رضي الله عنهم، أمه: فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عنهم، فجدته هي فاطمة رضي الله عنها، وجده عثمان بن عفان رضي الله عنه!!؟
وهنا سؤال محرج للشيعة: هل يصح عندهم أن يكون لفاطمة رضي الله عنها حفيدٌ ملعونٌ!!!؟؟؟، لأن بني أمية عند الشيعة ـ ومنهم محمد الذي ذكرناه سابقًا ـ هم:"الشجرة الملعونة في القرآن!!؟". (انظر:«الكافي»:(5/7), «كتاب سليم بن قيس»: (ص362).