عن الاعجاز العلمي في القران الكريم
23-06-2013, 09:57 AM
المؤيدون للإعجاز العلمي في القرآن الكريم
والمؤيدون للإعجاز العلمي فئتان:
- فئة المؤيدين للإعجاز العلمي لمجرد اعتقادهم بالإعجاز المطلق للقرآن الكريم وإيمانهم بأنه مجمع الحقائق وكنز المعارف المحتوي على أمثلة لكل العلوم، وللأسف فإن حظهم قليل من الإدراك الموضوعي للإعجاز العلمي وللفهم القائم على معرفة العلوم الكونية. ويمكن أن نطلق عليهم المؤيدون إيمانياً، وهم السلف من علماء المسلمين بسبب عدم توافر العلوم الكونية لديهم ولغيرهم من العلماء الذين عاشوا في هذه العصور.
- وفئة المؤيدين للإعجاز العلمي إيماناً بمعجزة القرآن الكريم، بالإضافة لتوافر العلوم الكونية لديهم والتي فهموا بها مدلول الآيات القرآنية ذات الإشارات العلمية فهماً صحيحاً، وهم العلماء الذين عاشوا في عصور الاكتشافات الكونية وتفر المعارف عن أمور الفطرة سواء كانوا من المتخصصين في العلوم الطبيعية أم كانوا من علماء الدين الذين توافرت لديهم المعارف الكونية. ويمكن أن نطلق عليهم "المؤيدون إيماناً وعملاً" ولا شك أن المؤيدين من الفئة الثانية أكمل فهماً للإعجاز العلمي من الفئة الأولى، وذلك مصداقاً لقوله سبحنه وتعالى:(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)[سورة الزمر].
وينطلق التأييد للإعجاز العلمي من قناعات لدى المؤيدين نذكرها باختصار فيما يلي:
1- الإيمان بالإعجاز المطلق للقرآن الكريم وبوجهيه: البياني والموضوعي وبالإعجاز العلمي المتفرع عنها.
2- كل ما جاء بالقرآن الكريم حق وصدق والموجودات والظواهر والسنن الكونية تطابق الإشارات العلمية القرآنية وهي بتلك المطابقة تثبت وتأكّد مصداقية القرآن في حديثه عن الكون وكافة المخلوقات، كما تعطي للإعجاز استمرارية كلما تكشف أمر في الكون وكان مطابقاً للإشارة العلمية بالقرآن الكريم.
3- وبجانب الأدلة العقلية التي ذكرناها، توجد الأدلة النقلية من القرآن الكريم ممثلة في جملة من الآيات القرآنية نذكر بعضها في ما يلي:
قوله سبحانه وتعالى: ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء.... ) [سورة الأنعام]
وقوله سبحانه وتعالى: (ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء.... ) [سورة النحل]
هذا وقد سبق وتحدثنا عن الآيات التي تشكل دليلاً نقلياً على الإعجاز العلمي.
مقتطفات من أقوال المؤيدين للإعجاز العلمي
لقد تنوعت ثقافات وتخصصات المؤيدون للإعجاز العلمي كما تنوعت معتقداتهم مما يثبت أن الإعجاز العلمي انتشر بين العقول كحقيقة علمية واستقر على ساحة الفكر كمنهج علمي يقبل عليه العلماء ويقبلونه. وسنكتفي لعدد قليل من المؤيدين كما سنختصر أقوالهم، ونحيل إلى ما ذكرناه من المؤلفات وإلى غيرها مما لم نذكره، وهي حافلة بالأقوال والشواهد التي تؤكد حقيقة الإعجاز العلمي ونقدم أقوال المؤيدين فيما يلي:
1- يقول الدكتور / محمد إبراهيم الجيوشي (1): إن القرآن الكريم قد أسبغ الحديث في السور المكية عن إنشاء الله سبحانه وتعالى للمخلوقات إنساناً أو حيوناً أو نباتاً أو جماداً، ومزج هذا الاستدلال بكثير من الإشارات التي يستفيد منها العلماء في مجالات تخصصاتهم، سواء كانوا علماء أجنة أو نبات أو فلك.... الخ (2)
ويقول أيضاً: كان مدار البحث في القرآن منصب على بلاغته وأسلوبه إلا أن الحقيقة أن التحدي بالقرآن لم يقتصر فقط على هذه الناحية البلاغية، بل شمل إلى جانب ذلك إخباره بالغيبيات واشتماله على النظم والقوانين التي يصلح عليها أمر الناس في معاشهم ومعادهم، واشتماله على النظم والقوانين التي يصلح عليها أمر الناس في معاشهم ومعادهم واشتماله على الحقائق الكونية التي تنكشف للناس بعض جوانبها يوماً بعد يوم كلما تقدمت المعارف الإنسانية وازدادت حصيلة البشر من العلوم الطبيعية والإنسانية... كل ذلك يكشف عن جانب من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والذي لا شك فيه أن هناك جوانب كثيرة من جوانب الإعجاز ستنكشف للناس باتساع دائرة المعارف والعلوم والمكتشفات في حقائق الكون والحياة.
2- يقول الدكتور / محمد عبد المنعم القيعي:... وأصحاب العلوم الكونية على اختلاف تخصصاتهم يجدون في القرآن الكريم الإشارات اللماحة إلى بعض الحقائق من غير تعرض للتفصيل حتى لا يقفوا ببحوثهم عند نقطة معينة.
3- يقول الشيخ / محمد عبد العظيم الزرقاني: القرآن الكريم يحض على الانتفاع بالكون... إقرأ قوله سبحانه وتعالى: (ألم أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً ) [سورة النور] قل لي بربك ألا يمتلكك العجب حين تقرأ هذا النص القرآني الذي يتفق وأحدث الكشوف العلمية في الظواهر الكونية... اثبتوا العلم ثم اطلبوه في القرآن فإنكم لا شك يومئذ واجدوه.
4- يقول الشيخ / مصطفى المراغي: والزمان كفيل بتأييد قضايا الكتاب الكريم مهما طال عليها الأمد، وكلما تقدم العلم ذكر صدق ما أخبر به...
5- يقول حجة الإسلام / أبو حامد محمد الغزالي: العلوم كلها داخلة في أفعال الله وصفاته، وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته، وهذه العلوم لا نهاية لها، بل كل ما أشكل فيه النظار في النظريات والمعقولات ففي القرآن إليه رموز ودلالات عليه، يختص أهل الفهم بدركها.
6- كان فخر الدين الرازي ( 606 – 544 هـ) قد أعلن أن القرآن لا يعبأ لا بالعلوم الدينية، ورفض التفسير العلمي، ولكنه عندما انتقل إلى العلم التطبيقي أكثر من التفسير العلمي وقال: ربما جاء بعض الجهال والحمقى وقال: إنك أكثرت من تفسير كتاب الله من علم الهيأة والنجوم...
7- وأعلن محمد بن عبد الله، المعروف بابن أبي الفضل المرسي ( 655 – 570 هـ ) أن القرآن جمع علوم الأولين والآخرين...، ثم قال: وقد احتوى علوم مثل الهيأة والنجامة وفيه أصول الصنائع.
8- ويقول محمد بن أحمد الشربيني الخطيب ( 1570 – 977هـ ): لا نهاية لأسرار علوم القرآن، ففي كل زمن يكتشف منها جديد لم يعرفه السابقون.
9- وألف محمد بن أحمد الطبيب الاسكندراني ( 1306هـ ) عدة كتب تتناول الآيات الكونية، يستنبط من يقروها أن القرآن يحوي أسرار العلوم والكون وهو يقول في أحد كتبه:.... والقرآن تحدث بهذه العلوم في فروعها المختلفة ونظرياتها واكتشافاتها الحديثة قبل أن يعرفها العلم البشري وهذا من الإعجاز بالأخبار الغيبية.
10- وأعلن محمد بن عبد الله الآلوسي ( 1270 - 1217 هـ ): أن الله ذكر في القرآن جميع ما يحتاج إليه من أمر الدين والدنيا وعالج الألوسي في تفسيره كثيراً من المسائل العلمية والكونية، وذلك عند تفسيره للآيات القرآنية المتعلقة بهذه الموضوعات.
11- وألّف أحمد مختار باشا ( 1337 – 1253هـ ) كتاباً باللغة التركية سماه الرافعي ( سرائر القرآن ) بناه على سبعين آية فسرها بآخر ما انتهى إليه العلم الحديث في الطبيعة والفلك، وأعلن أن في القرآن إشارات وآيات بينات في مسائل ما برحت العلوم الطبيعية نحاول الكشف عن كنهها.
12- وقال الشيخ / محمد بخيت المطيعي: إن القرآن شامل لجميع العلوم الباحثة عن دقائق الأعيان الكونية في العوالم كلها، سماوية وأرضية وجوية وجسمانية... ولا شيء مما قاله علماء الهيئة يصادم شيئاً من الآيات والأحاديث، بل إن كلاً منها كما يتمشى ما قاله علما الهيئة القديمة، يتمشى مع ما قاله علماء الهيئة اليوم. وقد صرح بذلك في كتابين ألفهما وهما: ( تنمية العقول الإنسانية لما في القرآن من العلوم الكونية والعمرانية ) و ( وتوفيق الرحمن للتوفيق بني ما قاله علماء الهيئة وبين ما جاء في الأحاديث الصحيحة وآيات القرآن ).
13- وأعلن مصطفى صادق الرافعي ( 1356 – 1298هـ ) قائلاً القرآن الكريم معجزة في تاريخ العلم كله.. ولعله متحققاً بالعلوم الحديثة لو تدبر القرآن وأحكم النظر فيه وكان بحيث لا تعوزه أداة الفهم لاستخرج منه إشارات كثيرة تومئ إلى حقائق العلوم...
14- يقول الدكتور / عبد العزيز إسماعيل: حقاً إن القرآن الكريم ليس بكتاب طب أو هندسة أو فلك أو أي علم من العلوم الطبيعية، ولكنه يضم آيات تحتوي على كثير من الحقائق التي لم يعلمها العلماء إلا حينما كشف العلم الحديث عن معناها بعد مرور ألف سنة على ظهور الدين الإسلامي. وهناك آيات لم تتقدم العلوم لتفسيرها إلى الآن وستنكشف كلما تقدمت العلوم ويشير القرآن إلى سنن طبيعية، وبما أنه صادر من واضع السنن الطبيعية، سبحانه وتعالى وهو الواضع للسنن كلها، فإن جميع ما في القرآن حق، وإن لم يدرك ذلك وقت نزول القرآن إلى على طريق الإجمال أو التأويل.
وقد خاطب القرآن الناس على قدر عقولهم، على أنه لم يقل إلاً حقاً.... ويقول الشيخ / محمد مصطفى المراغي معقباً لعله يكون لكتاب الدكتور / عبد العزيز إسماعيل تأثيراً عظيماً في التدليل على إعجاز القرآن من الناحية الطبية.
15- يقول الدكتور / محمد وصفي: ما زالت معجزات القرآن العلمية يكشفها العلم... وسنرى اليوم الذي ببحث فيه العالم في الكتاب الكريم عن بغيته ويحاول استخراج كنوز العلوم والفنون من بين كلماته ومعانيه.
16- ويقول الشيخ / محمد عبد الله دراز: إن القرآن استخدم الحقائق الكونية الدائمة في الدعوة إلى الإيمان وإلى الفضيلة، والقرآن في مسلكه بين مجالات اللوم لا يتأرجح أبداً، والحقائق التي يسوقها كانت وستظل لا تقهر.
17- يقول الدكتور / عبد الرزاق نوفل: الإعجاز العلمي للقرآن لا يقتصر على إيراد الآية للحقيقة العلمية قبل أن يجيء بها العلم بالمئات من السنين، ولكننا نجد أن الآية الواحد تحمل أكثر من حقيقة واحدة وتشير إلى أكثر من معنى واحد من المعاني العلمية – وهذا وجه من إعجاز القرآن العلمي.
18- ويقول الدكتور / محمد حسين الذهبي عن التفسير العلمي للقرآن الكريم: هو التفسير الذي يحكم الاصطلاحات العلمية في عبارات القرآن ويجتهد في استخراج مختلف العلوم والآراء الفلسفية منها.
19- ويقول الدكتور /عفيفي عبد الفتاح بارة: القرآن كتاب هداية وإرشاد... ومع ذلك لم تخل آياته من حقائق كثيرة في المسائل الطبيعية والطبية والجغرافية، عرف بعض أسرارها في العصر الحديث.
20- ويعلن الشيخ / محمد الغزالي بأن من أسرار إعجاز القرآن الكريم احتواؤه على أسرار علمية، لم تهتد العقل إليها بعد عصر القرآن إلا بمعونة الآلات والأدوات الدقيقة.
21- يقول الأستاذ الدكتور / محمد أحمد الغمراوي: العلم الكوني تفسير لآيات القرآن الكريم الكونية، وفي القرآن آيات تنطوي على حقائق علمية لم تثبت إلا حديثاً، وكل منها معجزة علمية قرآنية تثبت بالعقل والحس الملموس لا باللغة فقط... والقرآن بذلك سبق العلم الحديث إلى حقائق كونية... ويتوقف على فقه الآيات الكونية تيسير الدعوة إلى دين الله في هذا العصر، عصر العلم الحديث... والتفسير العلمي ليس بدعة ابتدعها أصحابها في هذا العصر، بل تجد بين قدامى المفسرين من ينتهجه مطبقين في عصرهم، ما يقابل العلم الحديث في عصرنا كالزمخشري وكذلك الفخر الرازي الذي يمتلئ تفسيره بالتفسير العلمي، وكالشيخ محمد عبده في تفسيره....
والإعجاز العلمي شمل كل ما عدا الناحية البلاغية، فهو يشمل الناحية النفسية وكيف اقتاد القرآن النفس ويقودها طبق قوانين فطرته، ويشمل الناحية التشريعية وكيف نزلت أحكام الفطرة طبق قوانين الفطرة للأفراد والجماعات، ويشمل الناحية التاريخية التي لم يكن يعلمها البشر وكشف عنها التنقيب، ثم يشمل الناحية الكونية، ناحية ما فطر الله عليه الإنسان والكائنات في الأرض، وما فطر عليه الأرض وغير الأرض في الكون، وهذا فهمنا للناحية العلمية على أوسع معانيها.... والواقع إن موضوع إعجاز القرآن لا يزال بكراً برغم كل ما كتبه فيه.
22- يقول الشيخ / عبد المجيد الزنداني: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو علم الله الذي يصف أسرار الخلق في شتى الآفاق، يقرر البداية ويصف أسرار الحاضر ويكشف غيب المستقبل الذي ستكون عليه سائر المخلوقات، وعندما دخل الإنسان في عصر الاكتشافات العلمية، وامتلك أدق الأجهزة للبحث العلمي، وأخذ يبحث عن الأسرار المحجوبة في آفاق الأرض والسماء، وفي مجالات النفس البشرية، فإذا ما تكاملت الصورة وتجلت الحقيقة ظهرت المفاجأة الكبرى وبتجلي أنوار الوحي الإلهي الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل عشرات القرون بذكر هذه الحقائق في آية من القرآن أو في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدقة علمية معجزة وعبارات مشرقة
إن التفسير العلمي هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجمت صحته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي فهو إخبار القرآن الكريم والسنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.... وهكذا يظهر اشتمال القرآن الكريم أو الحديث النبوي على الحقيقة الكونية التي يؤول إليها معنى الآية القرآنية أو الحديث، ويشاهد الناس مصداقها في الكون، فيستقر عندها التفسير ويعلم بها التأويل، كما قال سبحانه وتعالى: ( لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون... ) [سورة الأنعام] وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون تزيد المعنى المستقر وضوحاً وعمقاً وشمولاً، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلام، وكلمات القرآن تتعد معانيها...
23- وقال أحمد عبد السلام الكرداني: لا يجوز أدباً أن تحول الغيرة على القرآن الكريم – كما يزعم البعض – دون إظهار الإعجاز العلمي لآيات القرآن، بالمطابقة التامة بين ظاهر معناها الحرفي وبين الثابت اليقيني من حقائق العلم الحديث.
24- ويقول محمد إسماعيل إبراهيم: إعجاز القرآن – من ناحيته البيانية والعلمية – حقيقة كبرى يتجلى وضوحها لكل من درس علوم القرآن واستطاع أن يزداد بما وصل إليه العلماء المتخصصين في مباحث العلوم الطبيعية أو الاجتماعية أو النفسية.
25- ويقول الدكتور / عبد الله شحاته: من إعجاز القرآن إشاراته إلى علوم لم يعرفها السابقون... ورغم أن المقصود الاسمي منه هو الهداية فقد حوى مع ذلك أصول الإعجاز التشريعي والنفسي والبياني والعلمي...
26- يقول الدكتور / موريس بوكاي: تناولت القرآن منبهاً بشكل خاص إلى الوصف الذي يعطيه إلى حشد كبير من الظواهر الطبيعية لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات، والتي لم يكن ممكناً لأي إنسان في عصر محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون عنها أدنى فكرة، وأذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرات. وقد قرأت إثر ذلك مؤلفات كثيرة خصصها كتاب مسلمون للجوانب العلمية في نص القرآن... إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه مثل هذا النص لأول مرة هو ثراء الموضوعات المعالجة: فهناك الخلق، وعلم الفلك وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض، وعالم الحيوان، وعالم النبات، والتناسل الإنساني... وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة، لا نكشف في القرآن أي خطأ. وقد دفعني ذلك لأن أتساءل لو كان كاتب القرآن إنساناً، فكيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة ....
27- يقول دكتور / روجيه جارودي: إنني تتبعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم التطبيقية والطبية التي درستها منذ صغري وأعرفها جيداً، فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة... ولقد أسلمت لأنني تيقنت أن محمد صلى الله عليه وسلم أتى بالحق الصراح من قبل ألف سنة... ولو أن كل صاحب فن من الفنون أو علم من العلوم، قارن كل الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلم، كما فعلت أنا لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً خالياً من الأغراض.
28- ويقول الشيخ محمد محمد أبو شهبة: لو كان المسلمون فهموا واستفادوا مما جاء في القرآن لكان المسلمون أسبق الأمم إلى الكشوف العلمية والاختراع.
الخلاصة:
مما سبق عرضه من المؤيدين للإعجاز العلمي – وهم كما قلنا يختلفون في الثقافات ما بين تخصصات في العلوم الدينية وتخصصات في العلوم الكونية – نقدم التلخيص التالي:
1- القول بالإعجاز العلمي ممتد عبر التاريخ الإسلامي، وقام بالتفسير العلمي للقرآن الكريم بعض قدامى المفسرين، وهو مطلب معاصر يتفق عليه المتخصصون في العلوم الدينية والمتخصصون في العلوم الكونية، ويرون أن المكتشفات والمعارف العلمية الحديثة تعين على فهم وتفسير الآيات الكونية بالقرآن الكريم.
2- يتفق المؤيدون للإعجاز العلمي على أن القرآن الكريم كتاب هداية وليس بكتاب لتدريس العلوم الكونية، وما جاء به من إشارات علمية إنما هو من باب الاستيعاب للحقائق الكونية. وأن القرآن استخدم الحقائق الكونية في الدعوة إلى الإيمان والفضيلة وهذه الحقائق الكونية تقف شاهداً على صدق القرآن الكريم، ليظل حجة على الناس كلما انتشرت العلوم الطبيعية ويصبح ذلك من عناصر خلوده.