تسجيل الدخول

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم
الجانب المهمل في التكفل الاجتماعي الخاص بكبح جماح جائحة كورونا.

لا احد منا ينكر المساعي الجادة للدولة فيما يتعلق بالتصدي لجائحة كورونا، بالفعل كانت الجزائر من اوائل الدول التي تصدت بكل قواها لوباء كورونا و في وقت مبكر. تجلى ذلك في انتهاج اسلوب الحجر الصحي كبادرة اساسية و تسخير الاطقم الطبية و الصحية حيث توالت التعليمات بعدم التساهل مع الوباء نظرا لخطورته و سرعة انتشاره. كل ذلك مرفوقا بحملة تحسيسية بالحجم الذي يليق بالحد من انتشاره و كل ذلك كان بمثابة جوانب منيرة في قرارات الدولة التي شعرت بمسؤوليتها في وقت مبكر و باسلوب جدي و الحمد لله.
الجانب الذي كان يفترض ان يرافق كل ذلك... هو الرعاية النفسية التي حتى و ان كانت ضمن الخدمات التي رافقت المرضى، مع انه لا علم لنا بذلك الا انه كان يفترض ان ترافق المجتمع برمته ذلك لان التاثير النفسي الذي رافق الوباء لم يقص شخصا في المجتمع، مسه المرض او لم يمسه.. و عليه فان الجانب النفسي اهتز عند كل الجزائريين و كان اكثر شمولية من اضرار الجانب العضوي.
- يموت المريض بالوباء فاول من يتاثر نفسيا ، هم عائلته و اقربائه .. و لذلك تاثيره النفسي عليهم جميعا .
- مكوث كثير من الاولياء لفترة طويلة بالبيت مع الاهل له اجابياته، كما له بعض السلبيات التي اثرت على الماكثين بالبيت لفترة اطول..
- بعض الاولياء كانوا يرتادون المقاهي كمتنفس من روتين العمل و ثقل كاهلهم من غلبات الحياة فيحكون و يضحكون مع اصحابهم و مع ايام الحجر لم يعد ذلك المتنفس موجود ،مما جعلهم يسببون تشنجات كثيرة لعائلاتهم.
- المساجد و صلاة الجماعة و المرافقة الاسبوعية لخطبتي الجمعة هي الاخرى كانت متنفسا اسبوعيا لكثير من الناس اذ كانت الجمعة ملتقي اسبوعي لكثير من الناس... و ذلك نوعا من التزاور الخفيف .. كما ان صلاة الجمعة كانت بمثابة دعوة للتامل و التخفيف من كثير من اعباء الحياة كفرجة اسبوعية لكثير من الناس.
- غلق المدارس الذي بموجبه بقي الاطفال و الطلبة لفترة اطول مع الاهل زاد من قلق بعض الاسر التي كانت تمدها المدرسة بخدمات نفسية لابنائها كفرجة من ضيق البيت و روتين العائلة.

كل ذلك و غيره كان بمثابة عوامل لها تاثيراتها النفسية على مختلف شرائح المجتمع مما زاد حتى من تزايد الصراعات بين بعض الازواج . صراعات ناتجة عن التشنجات و الضغوطات النفسية و المكوث لوقت طويل في البيت.. مما كان يستوجب مرافقة نفسية للمجتمع على المستوى الاعلامي و برامجه و على مستوى تفعيل المصحات النفسية و الزامها بالمرافقة الاجتماعية .. و لان الصدمات و العقد و الامراض النفسية لا تظهر الا بعد انقضاء مدة اطول نوعا ما.. فان تجليات تلك الضغوطات ربما لا قدر الله ستظهر بعد رفع الحجر الصحي و هذا ما يجب علينا ان نتفطن اليه قبل فوات الاوان .

تقبلوا تحيات اخوكم / العراب النبيل.

السلام عليكم ورحمة اللت وبركاته

شكرا أستاذ على الإلتفاتة الجميلة ..
يبدو أن الحجر سيرفع قريبا ونأمل أن يتخطى العالم هذه الجائحة بعقلانية وأن يراجع قرارات نفسه ..فعلى الأغلب كل ما يحدث من خراب في الأرض يكون سببه الإنسان بالدرجة الأولى.
أما عن الحالة النفسية فكلامك صواب ..والكثير من الأسر تأثرت ماديا وهذا هو العامل الأكبر الذي أثر على نفسية الكثير منهم ..وهناك من توفى أقربائه حتى وإن لم يكن بسسب كورونا فإنهم لم يستطيعوا اتباع الجنازات في ظل الحجر المنزلي..
نسأل الله لنا العفو والعافية وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين ويتقبلهم عنده من الشهداء ويلهم ذويهم جميل الصبر والسلوان.

تحياتي ..

آيات ديزاد... شكرا لمرورك الطيب الكريم و إضافتك الرائعة للموضوع بالفعل فإن الجانب المادي هو الآخر كان عبئا على الجميع مما جعله يزيد من حدة القلق و التوترات النفسية و في الآخير نترحم عن كل موتانا بسبب هذا الوباء و نحتسبهم جميعا من الشهداء و الهمنا و ذويهم جميل الصبر و السلوان.... الف شكر لك بنيتي.