تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> الرد على من قال أن علي أفضل من أبي بكر -رضي الله عنهما-

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
بيبرس
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 27-03-2007
  • المشاركات : 74
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • بيبرس is on a distinguished road
بيبرس
عضو نشيط
الرد على من قال أن علي أفضل من أبي بكر -رضي الله عنهما-
15-05-2007, 02:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي إلا بالله
سئل الشيخ تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن الشيخ مجد الدين عبد السلام ابن تيمية - رحمهم الله تعالى - عن رجل شريف متمسك بالسنة لكنه يحصل له أحيانا ريبة في تفضيل أبي بكروعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- فيغلب على ظنه أن علياً - رضي الله عنه - أفضل منهم، ويستدل بقوله صلى الله عليه و سلم: ((أنت مني وأنا منك))
وبقوله صلى الله عليه و سلم : ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) وهارون كان من موسى بمنزلة رفيعة ولم يكن عنده أعز منه.

وبقوله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويُحِبُّه الله ورسوله يفتح الله على يده)) فأعطاها لعلي.
وبقوله صلى الله عليه و سلم : ((من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأدر الحق معه كيفما دار))
أفتونا.
الحمد لله رب العالمين. يجب أن نعلم أولاً أن التفضيل إنما يكون إذا ثبت للفاضل من الخصائص ما لا يوجد للمفضول، فإذا استويا في أسباب الفضل وانفرد أحدهما بخصائص لم يشركه فيها الآخر كان أفضل منه، وأمّا ما كان مشتركا بين الرجل وغيره من المحاسن فتلك مناقب وفضائل ومآثر لكن لا توجب تفضيله على غيره، وإذا كانت مشتركة فليست من خصائصه.
وإذا كانت كذلك ففضائل الصديق - رضي الله عنه - الذي ميّز بها خصائص لم يشركه فيها أحد، وأما فضائل علي - رضي الله عنه - فمشتركة بينه وبين الناس غيره.
وذلك أن قوله صلى الله عليه و سلم: ((لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا، لا تبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر، إن أمنّ الناس عليَّ في صحبته لي وذات يده أبو بكر)) أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي سعيد وقصة الخلة في الصحيح من وجوه متعددة
وهذا الحديث فيه ثلاث خصائص لم يشرك أبا بكر فيها غيره:
قوله صلى الله عليه و سلم: ((إن أمنّ الناس علينا في صُحبته وذات يده أبو بكر)) بيّن فيه أنه ليس لأحد من الصحابة عليه من حق في صحبته وماله مثل ما لأبي بكر رضي الله عنه.
الثاني: قوله: ((لا تبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر))، وهذا تخصيصٌ له دون سائر الصحابة، وقد أراد بعض الكذابين أن يروي لعلي - رضي الله عنه - مثل ذلك، لكن الصحيح الثابت لا يعارض بالضعيف الموضوع
الثالث: قوله: ((لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا)) فإنه نص أنه لا أحد من البشر يستحق الخلة لو كانت ممكنة إلا أبو بكر، ولو كان غيره أفضل منه لكان أحق بالخلة لو كانت واقعة.
وكذلك أمره لأبي بكر أن يُصَلِّي بالناس مدة مرضه من خصائصه التي لم يشركه فيها أحد، ولم يأمر النبي صلى الله عليه و سلم أمته أن تصلي خلف أحد في حياته بحضرته إلا خلف أبي بكر
وكذلك تأميره له من المدينة على الحج ليقيم السنة ويمحو أثر الجاهلية، فإن هذا من خصائصه
وكذلك قوله في الحديث الصحيح: ((أُدع لي أباك أو أخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي)) ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر)) وأمثال هذه الأحاديث كثيرة تبين أنه لم يكن في الصحابة من يساويه.
وأما قوله صلى الله عليه و سلم: ((أنت مني وأنا منك)) فهذه العبارة قد قالها لغيره من المؤمنين، كما قالها - عليه الصلاة و السلام – لجليبيب الذي قتل عدة من الكفار: ((هذا مني وأنا منه))
وفي الصحيحين: ((إن الأشعريين إذا كانوا في السفر ونقصت نفقة عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد ثم قسموه بينهم بالسويّة؛ هم مني وأنا منهم)) فقد جعل الأشعريين أبا موسى وأبا عامر وغيرهما منه وهو منهم، كما قال لعلي: ((أنت مني وأنا منك))
وقال تعالى: والذين ءامنوا من بعدُ وهاجروا وجــهدوا معكــم فأولئـك منكم وقال تعالى: ألم تَـرَ إلى الذين تولَّوا قوماً غضب اللهُ عليهم ما هم منكم ولا منهم وقال تعالى : ويحلِفون بالله إنَّهم لمنكم وما هم منكم .
وقال صلى الله عليه و سلم: ((من غشنا فليس منا، ومن حمل علينا السلاح فليس منا)) ونحو ذلك، وهذا يقتضي أن السليم من هذه الكبائر يكون منا، وهذه العبارة تستعمل في النوع الواحد فيقال: هذا من هذا، إذا كان من نوعه، فكل من كان من المؤمنين الكاملين الإيمان فهو من النبي صلى الله عليه و سلم والنبي منه.
وقوله صلى الله عليه و سلم في قصة بنت حمزة: ((أنت مني وأنا منك)) وكقوله لزيد ابن حارثة ((أنت أخونا ومولانا)) ومعلوم أن هذا ليس مختصا بزيد بل كل من كان من مواليه يطلق عليه هذا الكلام لقوله تعالى:فإن لم تَعلموا ءاباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم فكذلك قوله لعلي: ((أنت مني وأنا منك)) وليس ذلك من خصائصه، بل من كان موافقاً للنبي صلى الله عليه و سلم في كمال الإيمان كان من النبي صلى الله عليه و سلم والنبي منه.
وكذلك قوله: ((لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله)) هو من أصح الأحاديث وهو أصح حديث روي في فضائل علي - رضي الله عنه - أخرجاه في الصحيحين وقد زاد فيه بعض الكذابين: ((إن الراية أخذها أبو بكر وعمر فهربا))
وفي الصحيح أنه لما قال صلى الله عليه و سلم: ((لأعطين الراية رجلا)) قال عمر: (( ما أحببت الإمارة إلا يومئذٍ )) واستشرف لها عمر وغيره، ولو جاء منهزماً لما استشرف لها، فهذا الحديث رد على الناصبة الواقعين في علي - رضي الله عنه - تباً لهم؛ فإنه مؤمن تقي يحب الله ورسوله، [ويحبه الله ورسوله] ولكن ليس هذا من خصائصه، بل كل مؤمن كامل الإيمان يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وقد قال تعالى: فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وهؤلاء الذين قاتلوا أهل الردة وإمامهم أبو بكر - رضي الله عنه - وفي الصحيح أنه قال صلى الله عليه و سلم للأنصار: ((والله إني لأحبكم))
وفي الصحيح أن عمرو بن العاص سأله: أي الناس أحبّ إليك؟ قال: ((عائشة)) قال: فمن الرجال؟ قال: ((أبوها)). وهذا فيه أن أبا بكر أحبّ الرجال إليه، وهذا من خصائصه رضي الله عنه
وكان أسامة بن زيد يسمى الحبّ ابن الحبّ لحبّ النبي صلى الله عليه و سلم له ولأبيه . وأمثال هذه النصوص التي تبين أنه ليس كل شخص عرف أنه يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يجب أن يكون أفضل الخلق؛ فإن هذا الوصف ثابت لخلائق كثيرين، فليس هذا من خصائص الشخص المعين.
وأما قوله: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)) فحديث صحيح، وهذا قاله في غزوة تبوك لما استخلفه على المدينة فطعن الناس فيه وقالوا: إنما استخلفه لأنه يبغضه فكان النبي صلى الله عليه و سلم إذا خرج من المدينة استخلف عليها رجلاً من أمته، وكان يكون بها رجال من المؤمنين يستخلفه عليهم، فلما كان عام تبوك لم يأذن لأحد من المؤمنين القادرين في التخلف، فلم يتخلف أحد بلا عذرٍ إلا عاص لله ورسوله، فكان ذلك استخلافا ضعيفا، فطعن فيه المنافقون بهذا السبب، فبين النبي صلى الله عليه و سلم أني لم استخلفك لنقص قدرك عندي فإن موسى استخلف هارون وهو شريكه في الرسالة، أفما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى فتخلفني في أهلي كما خلف هارون أخاه موسى.
ومعلوم أنه استخلف غيره قبله، وكان أولئك منه بهذه المنـزلة، فلم يكن هذا من خصائصه. ولو كان هذا الاستخلاف أفضل من غيره لم يخف ذلك على علي - رضي الله عنه - ولم يخرج إليه وهو يبكي ويقول: (( أتخلفني في النساء والصبيان )). ومما بين ذلك أنه بعد هذا الاستخلاف أمّر عليه أبا بكر عام تسع، فإن هذا الاستخلاف كان في غزوة تبوك في أوائلها، فلما رجع من الغزو وأمّر أبا بكر على الحج ثم أردفه بعلي فلما لحقه قال: (( أميرٌ أو مأمور )) قال: (( بل مأمور )) فكان أبو بكر يصلي بعلي وغيره، ويأمر عَلَى علي وغيره من الصحابة يُطيعون أبا بكر، وعلي يتعاطى نبذ العهود التي كانت بين النبي صلى الله عليه و سلم وبين المشركين، لأن العادة كانت جارية أنه لا يعقد العقود ولا يحلها إلا رجل من أهل بيته، ولهذا قال صلى الله عليه و سلم: ((لا يبلغ عني العهد إلا رجل من أهل بيتي)) للعادة الجارية.
ولم يكن هذا من خصائص علي - رضي الله عنه - بل أي رجل من عترته نبذ العهد حصل به المقصود، لكن علي أفضل بني هاشم بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان أحق بالتقديم من سائر الأقارب، فلما أُمر أبو بكر عليه بعد قوله: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)) علمنا أنه لا دلالة في ذلك على أنه بمنزلة هارون من كل وجه؛ إذ لو كان كذلك لم يُقدَّم عليه أبو بكر لا في الحج ولا في الصلاة كما أن هارون لم يكن موسى يقدِّم عليه غيره، وإنما شبهه به في الاستخلاف خاصّة، وهذا أمر مشترك بينه وبين غيره.
وقد شبّه النبي صلى الله عليه و سلم في الصحيح أبا بكر بإبراهيم وعيسى، وشبّه عمر بنوح وموسى لما أشارا عليه في أسارى بدرٍ: هذا بالفدى وهذا بالقتل. وهذا أعظم من تشبيه علي بهارون، ولم يوجب ذلك أن يكونا بمنزلة أولئك الرسل مطلقا، ولكن تشابها بالرسل: هذا في لينه في الله وهذا في شدته في الله، وتشبيه الشيء بالشيء لمشابهته به من بعض الوجوه كثير في الكتاب والسنة وكلام العرب.
وأما قوله: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار))
فهذا الحديث ليس في شيء من الأمهات إلا في الترمذي وليس فيه إلا: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) وأما الزيادة فليست في الحديث، وقد سئل عنها الإمام أحمد - رحمه الله - فقال: (( الزيادة كوفية ))
ولا ريب أنها كذب لوجوه:
أحدها: أن الحق لا يدور مع شخص معين بعد النبي صلى الله عليه و سلم لا مع أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي - رضي الله عنهم –؛ لأنه لو كان كذلك كان بمنزلة النبي صلى الله عليه و سلم يجب اتباعه في كل ما يقوله، ومعلوم أن عليا كان ينازعه أصحابه وأتباعه في مسائل كثيرة ولا يرجعون فيها إلى قوله، بل فيها مسائل وجد فيها نصوص عن النبي صلى الله عليه و سلم توافق قول من نازعه، كالمتوفى عنها زوجها وهي حامل، فإن عليا – رضي الله عنه – أفتى أنها تعتد أبعد الأجلين وعمر وابن مسعود – رضي الله عنهما – وغيرهما أفتوا بأنها تعتد بوضع الحمل وبهذا جاءت السنة وسئل النبي صلى الله عليه و سلم - وكان أبو السنابل يفتي بمثل قول علي - رضي الله عنه - فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((كذب أبو السنابل قد حللت فانكحي)) قوله لسبيعة الأسلمية لما سألته عن ذلك.
وقوله: ((اللهم انصُر من نصره، واخذل من خذله)) خلاف الواقع؛ فإن الواقع ليس كذلك، بل قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا وأقوام لم يقاتلوا معه فما خذلوا كسعد ابن أبي وقاص الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيرا من بلاد الكفار ونصرهم الله تعالى.
وكذلك قوله: ((والِ من والاه، وعادِ من عاداه)) مخالف لأصول الإسلام؛ فإن القرآن قد بين أن المؤمنين مع اقتتالهم وبغي بعضهم على بعض هم إخوة مؤمنون كما قال تعالى: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقــتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحبُّ المقسطين. إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم فكيف يجوز أن يقول النبي صلى الله عليه و سلم للواحد من أمته: ((اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه)) والله تعالى قد أخبر أنه ولي المؤمنين والمؤمنون أولياؤه وأن بعضهم أولياء بعض، وأنهم إخوة وإن اقتتلوا وبغى بعضهم على بعض.

وأما قوله: ((من كنت مولاه فعليٌّ مولاه)) ففي علماء الحديث من طعن فيه كالبخاري وغيره، ومنهم من حسنه كأحمد بن حنبل والترمذي وغيرهما.
فإن كان النبي صلى الله عليه و سلم لما قال ذلك أراد به ولاية يختص بها أو لم يرد به إلا الولاية المشتركة وهي ولاية الإيمان التي جعلها الله بين المؤمنين. وتبين بهذا أن عليا - رضي الله عنه - من المؤمنين المتقين الذين يجب موالاتهم ليس كما تقول النواصب أنه لا يستحق الموالاة، والموالاة ضد المعاداة ولا ريب أنه يجب موالاة جميع المؤمنين، وعلي من سادات المؤمنين كما يجب موالاة أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة المهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم - ولا يجوز معاداة أحد من هؤلاء، ومن لم يوالهم فقد عصى الله ورسوله ونقص إيمانه بقدر ما ترك من موالاتهم الواجبة، وقد قال تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون . ومن يتولَّ الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون وهذه موجبة لموالاة جميع المؤمنين.
وحديث التصدق بالخاتم في الصلاة كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة، وذلك مبين من وجوه كثيرة مبسوطة في غير هذا الموضع
وأما قوله في يوم غدير خم: ((أذكركم بالله في أهل بيتي)) فهذا حديث رواه مسلم وليس هذا من خصائص علي بل هو مساوٍ لجميع أهل البيت : علي وجعفر وعقيل وآل العباس، وأبعد الناس عن هذه الوصيّة الرافضة؛ فإنهم من شؤمهم يعادون العباس وذريته، بل يعادون جمهور أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم ويعينون الكفار عليهم، كما أعانوا التتار على الخلفاء من بني العباس، فهم يعاونون الكفار ويعادون أهل البيت، وأما أهل السنة فيعرفون حقوق أهل البيت ويحبونهم ويوالونهم ويلعنون من ينصب لهم العداوة.
وأما آية المباهلة فليست أيضاً من خصائصه - رضي الله عنه - بل قد دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين كما رواه مسلم ودعوتهم لم تكن لأنهم أفضل أمته بل لأنهم أخص أهل بيته. كما روى مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه و سلم أدى زكاة علي وفاطمة والحسن والحسين وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)) فدعا لهم دعوة خصهم بها.
ولما كانـت المباهــلة بالنساء والأبناء والأنفس ودعا هؤلاء، ولفظ الأنفس يعبّر بها عن النوع الواحد كما قال تعالى: لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا يعني عامة وقال تعالى: فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم أي يقتل بعضكم بعضا.
وهذا مثل قوله: ((أنت مني وأنا منك)) ليس المراد أنه من ذاته، ولا ريب أن أعظم الناس قدرا من الأقارب هو علي - رضي الله عنه - فله مزية القرابة والإيمان ما لا يوجد لبقيّة القرابة والصحابة فدخل بذلك في المباهلة، وذلك لا يمنع أن يكون في غير الأقارب من هو أفضل منه؛ لأن المباهلة وقعت بالأقارب، فلهذا لم يباهل بأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - ونحوهم.
وأما قوله تعالى: هذان خصمانِ اختصموا في ربهم ففي الصحيح عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنها نزلت في المختصمين يوم بدر، وأول من برز من المؤمنين علي وحمزة وعبيدة بن الحارث - رضي الله عنهم - برزوا لعتبة وشيبة والوليد بن عتبة
وهذه فضيلة مشتركة أيضاً بين علي وحمزة وعبيدة بن الحارث، بل سائر البدريين يشاركونهم في هذه الخصومة، ولو قدر أنها نزلت في الستة المبارزين فلا يدل على أنهم أفضل من غيرهم، بدليل أن النبي صلى الله عليه و سلم والحسن والحسين وأبا بكر وعمر وعثمان [وغيرهم] ممن هو أفضل من عُبيدة ابن الحارث باتفاق أهل السنة
فهذه منقبة لهم وفضيلة، وليست من الخصائص التي توجب كون صاحبها أفضل من غيره.
وأما سورة هل أتى وقول من يقول: إنها نزلت لما تصدقوا على مسكين ويتيم وأسير، ويذكرون أن ذلك كان لما تصدقت فاطمة - رضي الله عنها - بقوت الحسن والحسين. وهذا كذب؛ لأن سورة هل أتى مكية بالإجماع، والحسنين إنما ولدا بالمدينة بعد غزوة بدر باتفاق أهل العلم، وبتقدير صحتها فليس هذا ما يدل على أن من أطعم مسكينا ويتيما وأسيرا كان أفضل الأمة وأفضل الصحابة، بل الآية عامة مشتركة بين كل من فعل هذا الفعل، وهي تدل على استحقاقه لثواب الله تعالى على هذا العمل وغيره من الأعمال كالإيمان بالله والصلاة في مواقيتها والجهاد في سبيل الله تعالى أفضل من هذا العمل بالإجماع
وهذا جواب هذه المسائل والله تعالى أعلم.
واعلم أن كل ما يظن أن فيه دلالة على فضيلة غير أبي بكر إما أن يكون كذبا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وإما أن يكون لفظا محتملا لا دلالة فيه، وأما النصوص المفصلة [لأبي بكر] فصريحة مع دلائل أخرى من القرآن والإجماع والاعتبار والاستدلال والله أعلم.
[سبب تسمية الرافضة]
وإنما سموا رافضة لأنهم رفضوا أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - ولم يرفضهما أحد من أهل الأهواء غيرهم، والشيعة دونهم وهم الذين يفضلون عليا على عثمان - رضي الله عنهما - ويتولون أبا بكر وعمر، فأما الرافضة فلها غلو شديد في
علي ذهب فيه بعضهم مذهب النصارى في المسيح
وقد أحرقهم عليّ - رضي الله عنه - بالنار
ومن الروافض المغيرة بن سعد مولى بجيلة قال الأعمش دخلت على المغيرة بن سعد فسألته عن فضائل علي - رضي الله عنه – فقال لي: إنك لا تحتملها، قلت: بلى، فذكر آدم عليه السلام فقال: علي خير منه، ثم ذكر من دونه من الأنبياء عليهم السلام فقال: علي خير منهم، حتى انتهى إلى محمد صلى الله عليه و سلم فقال: علي مثله، فقلت: كذبت عليك لعنة الله، قال: قد أعلمتك أنك لا تحتمله.
ومن الروافض من يزعم أن عليا في السحاب، فإذا أظلتهم سحابة قالوا: السلام عليك يا أبا الحسن،

الخاتمة :
تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في هذه الرسالة القيمة وبيّن فيها أن الصديق – رضي الله عنه – أفضل الصحابة، بل أفضل هذه الأمة على الإطلاق بعد نبيها، لأنه جاءت في حقه أحاديث صحيحة صريحة لم يشركه فيها غيره من الصحابة وتميز بها؛ كثبوت الخلة لأبي بكر – رضي الله عنه – لو كان للنبي صلى الله عليه و سلم خليل، وكذلك أمره صلى الله عليه و سلم لأبي بكر أن يصلي بالناس مدة مرضه، وكذلك تأميره له على الحج سنة تسع من الهجرة.
بينما غيره من الصحابة وردت في فضله أحاديث هي مشتركة بينه وبين غيره.

فائدة :
ويحسن بنا أن نختم هذه الرسالة القيمة بأثر جاء بسند صحيح وعلى لسان عليّ رضي الله عنه نفسه، وفيه ذكر فضائل الشيخين ومنزلتهما في الإسلام، فالمسألة قد حكم فيها صاحب الشأن، وفيه أن مسألة التفضيل لها جذور تاريخية قديمة، وأنها ليست مجرد تفضيل بل تستخدم من بعض أهل الأهواء للطعن في كبار الصحابة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما.
فعن سويد بن غَفلة قال: مررت بنفر من الشيعة وهم يتناولون أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - وينتقصونهما، قال: فدخلت على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقلت له: يا أمير المؤمنين إني مررت آنفا بنفر من أصحابك وهم يذكرون أبا بكر وعمر بغير الذي هما له من الأمر أهل، ولولا أنهم يرون أنك تضمر لهما بمثل ما أعلنوا ما اجتروا على ذلك، فقال علي: أعوذ بالله أن أُضمِر لهما إلا الحسن الجميل، لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل، أخوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وصاحباه ووزيراه - رحمة الله عليهما - ثم نهض دامعا عيناه يبكي قابضا على يديّ حتى دخل المسجد، وصعد المنبر فجلس عليه متمكنا قابضا على لحيته ينظر فيها - وهي بيضاء - حتى اجتمع له الناس، ثم قام فتشهد بخطبة بليغة موجزة، ثم قال: ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش، وأبوي المسلمين بما أنا عنه متنزه وعما يقولون بريء وعلى ما يقولون معاقب، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لا يحبهما إلا مؤمن تقي، ولا يبغضهما إلا فاجر رديء؛ صحبا رسول الله صلى الله عليه و سلم على الوفاء والصدق، يأمران وينهيان ويقضيان ويعاقبان، ولا يجاوزان رأي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرى مثل رأيهما رأيا، ولا يحب كحبهما أحدا، مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنهما راض، ومضيا والمؤمنون عنهما راضون، أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر على صلاة المؤمنين فصلى بهم تسعة أيام في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلما قبض الله نبيه صلى الله عليه و سلم واختار له ما عنده، ولاّه المؤمنون ذلك، ثم أعطوه البيعة طائعين غير كارهين، أنا أول من سن ذلك من بني عبد المطلب، وهو لذلك كاره، يود لو أن أحدنا كفاه ذلك، كان والله خير من بقي وأرحمه رحمة وأرأفه رأفة وأبينه ورعا وأقدمه سنا وإسلاما، شبهه رسول الله صلى الله عليه و سلم بميكائل رحمة، وبإبراهيم عفوا ووقار، فسار بنا سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى مضى على ذلك - رحمة الله عليه -، ثم ولي الأمر بعده عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - واستأمر المسلمين في ذلك، فمنهم من رضي ومنهم من كره فكنت فيمن رضي، فلم يفارق الدنيا حتى رضي من كان كرهه وأقام الأمر على منهاج النبي صلى الله عليه و سلم وصاحبه، يتبع آثارهما كاتباع الفصيل أثر أمه، كان والله رفيقا رحيما بالضعفاء والمؤمنين، عونا وناصرا للمظلومين على الظالمين، لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم ضرب الله بالحق على لسانه، وجعل الصدق من شأنه حتى إن كنا لنظن أن ملكا ينطق على لسانه، أعز الله بإسلامه الإسلام، وجعل هجرته للدين قواما، ألقى الله له في قلوب المنافقين الرهبة، وفي قلوب المؤمنين المحبة، شبهه رسول الله صلى الله عليه و سلم بجبريل: فظا غليظا على الأعداء، وبنوح حنقا مغتاظا على الكفار، الضراء في طاعة الله آثر عنده من السراء في معصية الله. من لكم بمثلهما - رحمة الله عليهما - ورزقنا المضي على سبيلهما، فإنه لا يبلغ مبلغهما إلا باتباع آثارهما، والحب لهما، فمن أحبني فليحبهما ومن لم يحبهما فقد أبغضني وأنا منه بريء، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة، إنه لا ينبغي أن أعاقب قبل التقدم، ألا فمن أُتيت به يقول هذا بعد اليوم فإن عليه ما على المفتري، ألا وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق وعمر الفاروق، ثم الله أعلم بالخير أين هو، أقول قولي هذا ويغفر الله لي ولكم
  • ملف العضو
  • معلومات
علي الخليجي
زائر
  • المشاركات : n/a
علي الخليجي
زائر
رد: الرد على من قال أن علي أفضل من أبي بكر -رضي الله عنهما-
16-05-2007, 05:44 AM
اللهم صلى على محمد وآل محمد

اين تكلمة الحديث في خيبر؟؟
الحديث يقول لاعطين الراية غدا الى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه))

لماذا حذفت كلمة كرار غير فرار وعلى ما تدل هذه ؟؟
هذا اولا

اما عن افضلية علي فيكفيك الحديث القائل
(( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة وابوهما خير منهما))
فاذا كان الحسنان افضل من في الجنة قاطبة وابوهما افضل منهما فكيف بابي بكر وعمر وباقي الصحابة؟؟

ثم ان حديث سد الابواب التي تطل على المسجد الا باب علي وليس باب ابي بكر وقد تحدث الناس في ذلك فقال صلى الله عليه وآله وسلم والله مافتحت والا اغلقت ولكن امرت بامر فاتبعته وهذا هو المشهور
وان شئت ان احدثك عن علي عليه السلام فيكفيك ماقاله بن حنبل ماذا اقول في رجل اخفى اولياؤه فضائله خوفا واخفاها اعداؤه حسدا فظهر منها ما ملأ الخافقين
هذا هو الذي يقال له الامام علي ويقال له رضي الله عنه وكرم الله وجهه وصلى الله عليه فمن يوازيه فضلا وقدرا ومنزلة بعد اخيه رسول الله صلى الله عليه وآله
  • ملف العضو
  • معلومات
علي الخليجي
زائر
  • المشاركات : n/a
علي الخليجي
زائر
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر
الساعة الآن 12:17 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى