أحلام ذبابة
15-11-2008, 11:00 AM


كانت الغرفة مكتضدة على غير العادة . من على مجلسه المتوسط للقاعة التفت عمي اسماعيل على يمينه ليلاحظ وجود وجوها لم يرها من قبل تعج بها المقاعد من الأسفل الى الأعلى، ثم استدار على يساره ليرى المشهد نفسه. على غير العادة أيضا لم يكن يسمع ضجيج محركات السيارات في الخارج و لا صوت الآلات المكانيكية التي كانت عادة تقوم بأشغال عمومية على المباني المحادية للمبنى الدي يتواجد فيه. السبب لم يكن توقف السيارات عن السير و لا انتهاء الأشغال و أنما ضوضاء أحاديث هؤلاء الأشخاص الدين كسروا الصمت المعهود عند غيابهم. تنهد عمي اسماعيل و نظر الى كأس الماء الخاص به ليلاحظ أن ذبابة وقعت فيه . لا تزال حية...و تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تخلص نفسها من قبضة الماء الواقعة فيه، من دون جدوى. من الباب الخلفي دخل شيخ القاعة و جلس في كرسي يرأس الجمع. قرأ خطابا قصيرا ثم نظر الى الجمع و قال : "الآن ادعوكم للتصويت على التعديل، المصوتون بنعم؟" في العادة كان هدا السؤال ينتج حركة أتوماتكية من الحضور تتمثل في رفع الدراع الأيمن الى الأعلى، و لكن هده المرة...لا شيئ. نظر الشيخ الى الجمع الغفير من تحت نظاراته الطبية مستغربا، تم فحص الميكروفون الدي خاطب من خلاله الحضور، دقه ثلاتة مرات، انه يعمل ! أعاد السؤال: " المصوتون بنعم؟" و لا حركة ! نزع الشيخ نظاراته و حدق في الحضور من اليمبن الى الشمال، من الأعلى الى الأسفل، نظراته التي كانت مند قليل عندما سأل السؤال للمرة الأولى تعبر عن الثقة و اللامبالاة اصبحت الآن نظرات ممزوجة بالحيرة و القلق. "المصوتون بنعم !" هده المرة نبرته لم تكن على منحى سؤال بل أمر، و لكن و لا حركة في القاعة. ابتسم عمي اسماعيل و بدأ يفكر في كيفية الآحتفال بهدا اليوم الدي سيقولون فيه "لا". كفت الذبابة عن التخبط الآن. نظر اليها عمي اسماعيل تطفو على الكأس حين سمع السؤال يطرح : "المصوتون بـ لا؟" رفع عمي اسماعيل ذراعه بفخر بابتسامة عريضة، حينها لاحظ صمتا رهيبا في القاعة و أن الكل ينظر اليه في دهشة، و لاحظ أنه الوحيد ذي الدراع المرفوعة. همس الشخص الذي بجانبه في اذنه : " مالك يا سي اسماعيل؟ هل جننت؟ لقد اجمعنا على التعديل مند برهة، هل كنت نائما؟"
التعديل الأخير تم بواسطة روان علي شريف ; 16-11-2008 الساعة 09:02 PM