الابتكار والتميز والنجاح.. بصمات غزية بسواعد الشباب
17-02-2016, 02:58 PM
رغم ألم الحصار ووجع الحروب على غزة، إلا أن ذلك كله عجز أن يكسر الإرادة الغزية في العمل والابتكار والحصول على براءة الاختراع.
الحصار الخانق على غزة جعل شبابها يطلقون عقولهم بالتفكير في عالم الإبداع، من خلال الإنجاز الذي شهد له القاصي والداني، ليتحدوا الحصار عملاً لا بمجرد القول.
مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" تعرفت على مشاريع مميزة كانت ضمن حاضنة مشروع "مبادرون" لدعم وتطوير الأفكار الريادية.
المكافحة الحيوية
في وجود ما يحيط المنتجات الزراعية من آفات كثيرة تضرها، فتحيلها إلى مُنتج هالك، ذلك جعل استخدام المبيدات الحشرية الصناعية أمرًا لا خيار فيه للقضاء عليها، رغم خطورتها على صحة الإنسان.
هذا الأمر دفع الفتاة الغزية هالة محيسن، التوصل إلى إنتاج مبيدات حيوية، للتخلص من آفات المحاصيل الزراعية بطريقة آمنة بيئيًّا في إطار المكافحة الحيوية للزراعة، ذلك جعله أول منتج غزي يعمل على مكافحة "حفار أنفاق" نبات الطماطم بطريقة آمنة.
وحول فكرتها تقول: "سعيت لإيجاد مقاومة حيوية لحشرة "التوتا أبسلوتا"- أفة مدمرة لنبات الطماطم- باستخدام فطر (البافاريابيسيتا).
وأشارت إلى أن هذه الآفة تعمل على إحداث خسارة كبيرة بالمنتج تصل نسبتها إلى 50%، وهو ما جعل العديد من المزارعين يعملون على استخدام مواد كيميائية للتخلص من هذه الآفة التي تؤثر على البيئة والتربة والمياه الجوفية، إضافة إلى الخطر الكبير الذي يصيب الإنسان.
براءة اختراع
وأضافت أنها عملت على تجربة المُنتج للتأكد من نجاحه، الأمر الذي نقلها من أوراق البحث والتجارب المخبرية حتى تم التوصل إلى منتج المكافحة الحيوية.
وأوضحت أن المشروع يهدف إلى التقليل من استخدام المواد الكيمائية، واستخدام المواد الطبيعية مثل الفطر (كائن حيوي) في القضاء على هذه الحشرة بطريقة آمنة لا تضر بالبيئة والإنسان والحيوان والتربة.
وبينت أن المبيد الحيوي يتم تحويله إلى سائل يرش على نبات الطماطم للقضاء على الحشرة، وبيضها بالوقت ذاته، ما يسهم في حماية المحاصيل الزراعية من التلف.
وذكرت أنها سجلت براءة اختراع في الوزارات المعنية للمنتج، وذلك كخطوة أولى في طريق تسويقه إلى العالم العربي، وتعميم الفائدة على الجميع.
"صلّح وعمّر"
وأما فكرة "صلّح وعمّر" فكانت عبارة عن حلقة الوصل بين الحرفيين وسوق العمل؛ حيث توصل الشاب محمد البنا خريج من كلية الهندسة، وشقيقه نضال خريج تحليل نظم الحاسوب، إلى هذه الفكرة لخدمة الكثير من الفئات.
وعن فكرته يقول محمد البنا: "تتمثل فكرة المشروع بموقع إلكتروني يهتم بالعمل الحرفي من جميع النواحي، والذي يعتبر من أضخم القطاعات في قطاع غزة، ويسعى إلى خدمة جميع الفئات؛ حيث يقوم الحرفيون بتسويق أعمالهم من خلاله".
وذكر أن فكرة المشروع انطلقت بناء على دخول التكنولوجيا في كافة مناحي الحياة، واستشعارًا بحاجة المجتمع الفلسطيني لمثل هذه الخدمات جراء الصعوبة في الوصول إلى الحرفيين المناسبين، وإيجاد الديكورات الجميلة.
فرصة عمل
وأوضح أنها تسهم في مساعدة العديد من الشباب العاطلين عن العمل، وتوجيههم للعمل الحرفي باستغلال قدراتهم وأوقاتهم، ويتميز بأنه الموقع الأول في تقديم الخدمة بهذا النوع في قطاع غزة.
ويضيف: "ويهدف المشروع إلى مساعدة الزوار على تعلم الصيانة المنزلية لكل شيء بأنفسهم، ومساعدتهم على البحث عن الحرفي المناسب، كما يساعد الحرفيين في تطوير أنفسهم من خلال عرض الخبرات".
وأشار إلى أنه يوجد العديد من الأقسام التي تمثل دليلاً للحرفيين، يحتوي على أسمائهم، وصور لأعمالهم، وبياناتهم، وقسم "صلح بنفسك"؛ حيث يعرض دروسًا تعليمية في إصلاح الأعمال البسيطة والأساسيات لكل مهنة.
وبين أنه يوجد قسم "منزل أحلامك" والذي يحتوي على أحداث الديكورات والصور التي تناسب المجتمع الفلسطيني والحرفيين القادرين على إنجازها. كما يوجد قسم لوظائف الحرفيين، والذي يختص بطلبات العمل الخاصة بالحرفيين.