الاباحية في الفن والأدب
24-05-2009, 09:08 AM
الاباحية في الفن والأدب
بقلم بن اسماعين زليخة
اري ان ظاهرة التطرف في ادبنا تعد دخيلة ، لم يفرضها واقع ملح وليست هي انتقاء شعبي بل هي افراز فردى صدرت عن بعض النفوس الانهزامية ثقافيا رفضت الهزيمة بطريقة سلبية وراحت تتحدى الموضوعية والذاتية معا. وبان ذلك واضحا في تصريحات زعمائها في التلفزيونية وأرائهم التى نقراها على صفحات المجلات والجرائد. ولسنا ضد افراد معينين حتى لو استشهدنا ببعض اقوالهم ، ولكن نريد ان نفند الظاهرة نفسها التى تسللت الي عقولنا دون مبرر.
يقول احدهم:انا مقيد بالطفولة ومرتبط بها ، والكاتب القدير هو الذي لا يعرف كيف يتخلص من طفولته... كان الطفولة جنس فقط... الطفولة ايضا كتب ومدارس ومعاملات واستعمار وسلب حقوق....
يقول غيره: كبت الجنس هو السبب في خلق عاهات عندنا... الشهوانية عند الانسان العربي محور اساسى لهواجسه ويكاد يقترب هذا الهاجس من العصاب .
واسمع ايضا : الكاتب عندنا يخاف من ظله ويستعمل الرقابة ضد نفسه وحاولت ان افضح هذا النفاق الاجتماعي .
و ايضا :العقد الجنسية مرتبطة بالتخلف العقلي عندنا؟؟؟
واسمع ما يضحكك ويبكيك ويجننك: المرأة اكثر تضررا ...يجب ان تناضل في سبيل حريتها الجنسية وعبودية الولادة...
هكذا تكلم فنانونا وأدباؤنا ومن يتمرد على السلعة الافتزازية فما عليه إلا ان يفند بالحجج التي تحبط مخطط المتاجرة بأحلام القراء وتدفعهم الى التفسخ الذي يجعل الانسان يفتقر الى المرجعية والانتماء، ويدفع الى التبعية حيث يعجز الانسان عن ان يكون قوة مؤثرة وفاعلة وحيث يصاب بالاغتراب الذي يجعل الفرد غائبا عن ذاته الحقيقية ، ويتركه في وضع يختلط عليه فيه ما يشعر به حقا، وما يحبه وما يعتقده ، وما هو عليه في الحقيقة .
قراءة الاقوال اعلاه أدمت دماغي وشلت اعصابي ونطت الى ذاكرتي حكاية شعبية تقول: وضع صبي حلزونا في النار فلما احدثت صفيرا قال: أتطاوعك نفسك ان تصفري وبيوتك تحترق؟ فتساءلت : أيجوز لاديبنا ان يرمي قراءه في غيبوبة الجنس ومشاكل الطفولة ،والمعارك على رأسه تدور ؟ والمشانق حول عنقه تنصب ؟ اعترف اني بليدة لا افهم كيف يغيب اديبنا، وهو الفنان الحساس، عن الواقع ،ويسمح لنفسه بالمتاجرة بثقافة لا تنمو إلا في الظلام والبرك المحجرة... أليس من خير له ان ينشر التوعية بين قرائه لما يحاك حولهم من مخططات لسلب اراضيهم وثرواتهم، ؟
التطرف في الادب هو التفكير المنحرف عن الاعتدال وهو غير معتاد في ثقافتنا ولكي يقبل ويجد مكانا في عقولنا يجب ان يتغلب بالإقناع دون استفزاز... التفكير المتطرف لا يزعج عندما يكون شعورا فرديا، وإنما عندما يصبح سلوكا جماعيا عاما يؤلف مصيبة.
قد يقول بعضهم التطرف في دنيانا ليس انحرافا وإنما صيغة ايديولوجية تعبر عن امراض حضارية اقتصادية اجتماعية او سياسية ..فهو عندهم تحد واستغاثة...الحقيقة لا يجوز لاديبنا ان ينقل الانسان الي حيث لا تفرد ولا ابداع ولا غيرية فاعلة . منذ ان خلق الانسان وبين الناس متحرون ومكبوتون... كانت الرذيلة وكان الانحراف وكانت الكرامة والعفة ولا زال كل ذلك .
ان الاباحية انساق وراءها بعضهم ويريد ان يمنحها حق اللجوء في ادبنا وفننا وعقولنا في الوقت الذي بدأت هذه الافكار تحتضر بين حماتها، وفي الوقت الذي بدأت تختفي من افكار الغرب... لقد بدا زعماء الجنس يهربون من حياتهم فهذا ( اسكينري )صاحب كتاب العالم الثاني يشبه المدينة الفاضلة) ركل زعماء الجنس – فروود ، ودرسن السويدي زعيم تحرير الجنس السينمائي – بنظريته ، {مثير- استجابة }،واقنع قومه بتجاربه بقوله: على الغرب ان اراد ان يحل مشاكله الاخلاقية المرعبة ان يعيد توجيه قيمه بالتضحية باستقلال الفرد. وكيف ما كانت اخلاقه وآراؤه فانه يعترف ان الانسان لا يمكن ان يعيش بدون اخلاق.
هذا الغرب الذي انساق بعضهم وراءه اختلط عليه الامر فمن الحرية المطلقة الى نفي الوجود الانساني . لقد بدا يراجع نفسه في مشاكل اخلاقه ، والواقع حدثنا عن تسمم اخلاق الاباحيين وعن ارتمائهم في العدمية التي تركت نفوسهم تنبح تعوي في صحراء قاحلة فلا قيم ترجع لها ولا اسرة تطمئن اليها .
مشكلة الجنس لا حضور لها عند الانسان العربي إنها مشكلة المترفين – عندما تشبع الكرش تقول للرأس غني – اما الانسان العربي لم يحقق مكانه في الحياة بعد... لا زال يجري والسياط يلهبه والمؤامرات تدبر على جيوبه وعقله وأعصابه... باسم العولمة والكمال مع ان الكمال عندهم عجرفة وثبات على التخلف والخطأ والدروشة طالما كل ذلك يخدم مصالحهم .
مال الانسان العربي وتحرير الجنس ؟ لازالت غرائزه الضرورية مهددة { غريزة الجوع مثلا... غريزة تحقيق الذات؟ } ووراء كل ذلك التخلف العلمي والحضاري والاقتصادي.. هناك مثل شعبي يقول: ما ينقصك ايها العريان ؟ الخاتم يا مولاي ...
ان ظاهرة الاباحية نشأت في تلك البلدان عن ظروف و حروب وويلات اتت على مبادئهم ...ثم بعد ذلك حققوا ذواتهم وأكلوا وشبعوا وارتووا معرفة وعلما واستنتجوا من تجاربهم ثم امنوا. اما نحن ما زلنا نعاني التبعية الاقتصادية ومصيرنا ما زال ينتظره مصير الهنود الحمر... لا زالت اعضاء جغرافيتنا مهددة بالبتر هل من حقنا ان نحصد النتائج دون ان نمر بالتجارب؟ غير معقول ان يخطر على بالنا هذا الغليان الاباحي البليد... وهذا الادب الابله، حتى لو قدر علينا ان نسير وراء الغرب فلماذا لا نعمل بنظرية{ فروود } نفسه الذي يقول: كبح الغرائز يؤدي الي السمو النفسي والتقدم الحضاري ؟ اذا كان لابد مما له بد فعلينا ان نقاوم الافكار بالمناقشة والمنافسة وإصلاح الغباوة . ان الذين يربطون الاباحية باسم العلم والعولمة مرة وباسم التقدم والتحضر مرة، نقول لهم : منذ ان خلقت الحيوانات وهي متحررة جنسيا ومع ذلك لم تتقدم ولم تخترع شيئا... ونقول لهم : ان التاريخ علمنا انه لم ينجح من سار على غباوة و ظلام غرائزه وإنما نجح من سار علي ضوء عقله ووعيه... ولم ينبع العباقرة من المتحررين جنسيا، ونقول لهم لا عاش السلم مادامت الحرب قائمة في بلداننا، وليسقط السلم مادام وطيس المعارك حاميا في نفوسنا... وما دامت ساحة الصراع قائمة في عقولنا وقلوبنا ،لن نؤمن بسلم على حسابنا، وسنبقي كالنار تحت الرماد حتى تتساوى الرؤوس وترد الحقوق .
اما المرأة فلا اعتقد انها في حاجة الى من يدافع عن حقها في السقوط هي ليست شهرزاد قرن الواحد والعشرين ... ترفض ان تعيش حاضرا بلا مستقبل ...ان كان للمرأة نضال فليكن من اجل رد اعتبارها وتحرير عقلها من التبعية والتخلف... ونضالها يكون ضد خلفيات الرأي العام المشترك ،المتراكمة في التفكير.
وان كان لها كفاح فضد التربية المروضة التى جعلتها تعتقد، حقا، ان المرأة المثالية هي تلك المرأة (النعجة ) المغلوبة على امرها، الشيء الذي أثر سلبا على ثقافة الذكر – لان منعها من حقها جعلها تفشل في اعداد جيل واعي متعلم.
وان كان لها مطلب فبحقوق ضرورية تتعلق بتحقيق ذاتها وكيانها كانسان كامل يكمل المجتمع، خصها الله بسورة (المجادلة ) وخاطبها كما خاطب الذكر: (المؤمنون والمؤمنات القانتون والقانتات....) لكن مع الاسف هناك من يخلط بين الرجولة والذكورة...
المرأة مستهدفة في دينك وأخلاقها وثقافتها وحتى انتمائها، وهناك من يريد إبعادها عن دينها ويعمل على انحراف أخلاقها، والعبث بتفكيرها ، كما يهدف الى غرس ثقافات سقيمة في عقلها ووجدانها، لتصبح مشوهة الثقافة ومعتلة التدبير... وهناك من يبث ثقافة الاستكانة والهوان في نفسها...
ان كانت للمرأة مقاومة فضد الوحش الناطق الذي سن لها القوانين في غيابها...قوانين لا تخدم إلا نزواته ومصالحه الفردية... قوانين جعلت علاقتها بالرجل علاقة القوي بالضعيف. ( انا اقوى اذن انا موجود)وان كان لها رفض فضد الشعراء الذين يغمسونها ويملسونها ويقولبونها كالعجينة... وكما يحلو لهم: فهي الارض وهي السماء وهي الشجرة والحجارة... وهي الشيطان في حالة غضبه وهي الملك في حالة رضاه. وينسى ان المراة انسان كبقية الناس وهي نصف المجتمع.
مشكلة المرأة تكمن فيما تكدس في نفسها على ممر العصور وجعلها تعتقد نفسها محمية دون ان تدري ان القوى التى تحميها تخفي وراءها استغلالا مريرا مخضبا حكم عليها بالرضوخ الدائم والتشويه وضياع كرامتها، ومن يعجز عن ان ينفع نفسه فلن ينفع وطنه وأمته... .
ان مشكلة الانسان العربي لم تنتج عن الكبت وانما نتجت عن الفراغ الفكري والعلمي وعن عدم القيام بالمسؤولية وهو امر ورثناه عن اوضاع حجرت فكرنا وعطلت عقلنا عن القيام بوظيفته، ومن الطبيعي ان العقل الذي لا يعمل يظل يكرر نفسه ويصاب بالنكوص .
اعتقد ان الوقوف ضد خطاب الجنس لا يعود الى نفاق اجتماعي او الرقابة كما يعتقد زعماء الجنس عندنا ، وإنما يعود الى طبيعة موضوعية، والمطالبة بتحرير الجنس لا تعبر إلا عن وجهة نظر خاصة. والصعوبة لا تكمن في الجرأة على تحرير حطاب الجنس وإنما الصعوبة تكمن في تحرير النفس من عنف الاهواء...
.والزيف القائم في الدعوة الاباحية يظهر لك عندما تمس هذه الفلسفة ابناء زعمائها ، فإنهم يتنكرون لمبادئ امنوا بها اولا، ثم راحوا يبرهنون على صحتها ، وكان الاجدر بهم ان يبرهنوا على صحتها ثم يقتنعون بها .
ان الذي يزعم ان الكبت سبب العاهات عندنا يكذبه الواقع العالمي ...ها هو الغرب يعاني من نتيجة التحرر الجنسي : السويد متحرر جنسيا بنسبة %98 ومع ذلك تدل الاحصائيات علي ان عدد المصابين بأمراض الهستريا يفوق المصابين في البلدان المكبوتة .وقد سجلت البلدان المتحررة زيادة في الانحرافات العدوانية بسبب للإفراط... ويؤكد العالم الاجتماعي {كولون ولسون} صاحب كتاب{ الدافع الجنسي } ان الاباحية ادت الي مرض ارتكاب الجرائم دون دافع... والصحف تطلعنا يوميا علي الزيادة في الانتحار وقتل الازواج والأبناء لان الافراط في العرض ادى الي الزيادة في الطلب ونتج عنه الملل والبحث عن الشذوذ.
Zoulikha2
بقلم بن اسماعين زليخة
اري ان ظاهرة التطرف في ادبنا تعد دخيلة ، لم يفرضها واقع ملح وليست هي انتقاء شعبي بل هي افراز فردى صدرت عن بعض النفوس الانهزامية ثقافيا رفضت الهزيمة بطريقة سلبية وراحت تتحدى الموضوعية والذاتية معا. وبان ذلك واضحا في تصريحات زعمائها في التلفزيونية وأرائهم التى نقراها على صفحات المجلات والجرائد. ولسنا ضد افراد معينين حتى لو استشهدنا ببعض اقوالهم ، ولكن نريد ان نفند الظاهرة نفسها التى تسللت الي عقولنا دون مبرر.
يقول احدهم:انا مقيد بالطفولة ومرتبط بها ، والكاتب القدير هو الذي لا يعرف كيف يتخلص من طفولته... كان الطفولة جنس فقط... الطفولة ايضا كتب ومدارس ومعاملات واستعمار وسلب حقوق....
يقول غيره: كبت الجنس هو السبب في خلق عاهات عندنا... الشهوانية عند الانسان العربي محور اساسى لهواجسه ويكاد يقترب هذا الهاجس من العصاب .
واسمع ايضا : الكاتب عندنا يخاف من ظله ويستعمل الرقابة ضد نفسه وحاولت ان افضح هذا النفاق الاجتماعي .
و ايضا :العقد الجنسية مرتبطة بالتخلف العقلي عندنا؟؟؟
واسمع ما يضحكك ويبكيك ويجننك: المرأة اكثر تضررا ...يجب ان تناضل في سبيل حريتها الجنسية وعبودية الولادة...
هكذا تكلم فنانونا وأدباؤنا ومن يتمرد على السلعة الافتزازية فما عليه إلا ان يفند بالحجج التي تحبط مخطط المتاجرة بأحلام القراء وتدفعهم الى التفسخ الذي يجعل الانسان يفتقر الى المرجعية والانتماء، ويدفع الى التبعية حيث يعجز الانسان عن ان يكون قوة مؤثرة وفاعلة وحيث يصاب بالاغتراب الذي يجعل الفرد غائبا عن ذاته الحقيقية ، ويتركه في وضع يختلط عليه فيه ما يشعر به حقا، وما يحبه وما يعتقده ، وما هو عليه في الحقيقة .
قراءة الاقوال اعلاه أدمت دماغي وشلت اعصابي ونطت الى ذاكرتي حكاية شعبية تقول: وضع صبي حلزونا في النار فلما احدثت صفيرا قال: أتطاوعك نفسك ان تصفري وبيوتك تحترق؟ فتساءلت : أيجوز لاديبنا ان يرمي قراءه في غيبوبة الجنس ومشاكل الطفولة ،والمعارك على رأسه تدور ؟ والمشانق حول عنقه تنصب ؟ اعترف اني بليدة لا افهم كيف يغيب اديبنا، وهو الفنان الحساس، عن الواقع ،ويسمح لنفسه بالمتاجرة بثقافة لا تنمو إلا في الظلام والبرك المحجرة... أليس من خير له ان ينشر التوعية بين قرائه لما يحاك حولهم من مخططات لسلب اراضيهم وثرواتهم، ؟
التطرف في الادب هو التفكير المنحرف عن الاعتدال وهو غير معتاد في ثقافتنا ولكي يقبل ويجد مكانا في عقولنا يجب ان يتغلب بالإقناع دون استفزاز... التفكير المتطرف لا يزعج عندما يكون شعورا فرديا، وإنما عندما يصبح سلوكا جماعيا عاما يؤلف مصيبة.
قد يقول بعضهم التطرف في دنيانا ليس انحرافا وإنما صيغة ايديولوجية تعبر عن امراض حضارية اقتصادية اجتماعية او سياسية ..فهو عندهم تحد واستغاثة...الحقيقة لا يجوز لاديبنا ان ينقل الانسان الي حيث لا تفرد ولا ابداع ولا غيرية فاعلة . منذ ان خلق الانسان وبين الناس متحرون ومكبوتون... كانت الرذيلة وكان الانحراف وكانت الكرامة والعفة ولا زال كل ذلك .
ان الاباحية انساق وراءها بعضهم ويريد ان يمنحها حق اللجوء في ادبنا وفننا وعقولنا في الوقت الذي بدأت هذه الافكار تحتضر بين حماتها، وفي الوقت الذي بدأت تختفي من افكار الغرب... لقد بدا زعماء الجنس يهربون من حياتهم فهذا ( اسكينري )صاحب كتاب العالم الثاني يشبه المدينة الفاضلة) ركل زعماء الجنس – فروود ، ودرسن السويدي زعيم تحرير الجنس السينمائي – بنظريته ، {مثير- استجابة }،واقنع قومه بتجاربه بقوله: على الغرب ان اراد ان يحل مشاكله الاخلاقية المرعبة ان يعيد توجيه قيمه بالتضحية باستقلال الفرد. وكيف ما كانت اخلاقه وآراؤه فانه يعترف ان الانسان لا يمكن ان يعيش بدون اخلاق.
هذا الغرب الذي انساق بعضهم وراءه اختلط عليه الامر فمن الحرية المطلقة الى نفي الوجود الانساني . لقد بدا يراجع نفسه في مشاكل اخلاقه ، والواقع حدثنا عن تسمم اخلاق الاباحيين وعن ارتمائهم في العدمية التي تركت نفوسهم تنبح تعوي في صحراء قاحلة فلا قيم ترجع لها ولا اسرة تطمئن اليها .
مشكلة الجنس لا حضور لها عند الانسان العربي إنها مشكلة المترفين – عندما تشبع الكرش تقول للرأس غني – اما الانسان العربي لم يحقق مكانه في الحياة بعد... لا زال يجري والسياط يلهبه والمؤامرات تدبر على جيوبه وعقله وأعصابه... باسم العولمة والكمال مع ان الكمال عندهم عجرفة وثبات على التخلف والخطأ والدروشة طالما كل ذلك يخدم مصالحهم .
مال الانسان العربي وتحرير الجنس ؟ لازالت غرائزه الضرورية مهددة { غريزة الجوع مثلا... غريزة تحقيق الذات؟ } ووراء كل ذلك التخلف العلمي والحضاري والاقتصادي.. هناك مثل شعبي يقول: ما ينقصك ايها العريان ؟ الخاتم يا مولاي ...
ان ظاهرة الاباحية نشأت في تلك البلدان عن ظروف و حروب وويلات اتت على مبادئهم ...ثم بعد ذلك حققوا ذواتهم وأكلوا وشبعوا وارتووا معرفة وعلما واستنتجوا من تجاربهم ثم امنوا. اما نحن ما زلنا نعاني التبعية الاقتصادية ومصيرنا ما زال ينتظره مصير الهنود الحمر... لا زالت اعضاء جغرافيتنا مهددة بالبتر هل من حقنا ان نحصد النتائج دون ان نمر بالتجارب؟ غير معقول ان يخطر على بالنا هذا الغليان الاباحي البليد... وهذا الادب الابله، حتى لو قدر علينا ان نسير وراء الغرب فلماذا لا نعمل بنظرية{ فروود } نفسه الذي يقول: كبح الغرائز يؤدي الي السمو النفسي والتقدم الحضاري ؟ اذا كان لابد مما له بد فعلينا ان نقاوم الافكار بالمناقشة والمنافسة وإصلاح الغباوة . ان الذين يربطون الاباحية باسم العلم والعولمة مرة وباسم التقدم والتحضر مرة، نقول لهم : منذ ان خلقت الحيوانات وهي متحررة جنسيا ومع ذلك لم تتقدم ولم تخترع شيئا... ونقول لهم : ان التاريخ علمنا انه لم ينجح من سار على غباوة و ظلام غرائزه وإنما نجح من سار علي ضوء عقله ووعيه... ولم ينبع العباقرة من المتحررين جنسيا، ونقول لهم لا عاش السلم مادامت الحرب قائمة في بلداننا، وليسقط السلم مادام وطيس المعارك حاميا في نفوسنا... وما دامت ساحة الصراع قائمة في عقولنا وقلوبنا ،لن نؤمن بسلم على حسابنا، وسنبقي كالنار تحت الرماد حتى تتساوى الرؤوس وترد الحقوق .
اما المرأة فلا اعتقد انها في حاجة الى من يدافع عن حقها في السقوط هي ليست شهرزاد قرن الواحد والعشرين ... ترفض ان تعيش حاضرا بلا مستقبل ...ان كان للمرأة نضال فليكن من اجل رد اعتبارها وتحرير عقلها من التبعية والتخلف... ونضالها يكون ضد خلفيات الرأي العام المشترك ،المتراكمة في التفكير.
وان كان لها كفاح فضد التربية المروضة التى جعلتها تعتقد، حقا، ان المرأة المثالية هي تلك المرأة (النعجة ) المغلوبة على امرها، الشيء الذي أثر سلبا على ثقافة الذكر – لان منعها من حقها جعلها تفشل في اعداد جيل واعي متعلم.
وان كان لها مطلب فبحقوق ضرورية تتعلق بتحقيق ذاتها وكيانها كانسان كامل يكمل المجتمع، خصها الله بسورة (المجادلة ) وخاطبها كما خاطب الذكر: (المؤمنون والمؤمنات القانتون والقانتات....) لكن مع الاسف هناك من يخلط بين الرجولة والذكورة...
المرأة مستهدفة في دينك وأخلاقها وثقافتها وحتى انتمائها، وهناك من يريد إبعادها عن دينها ويعمل على انحراف أخلاقها، والعبث بتفكيرها ، كما يهدف الى غرس ثقافات سقيمة في عقلها ووجدانها، لتصبح مشوهة الثقافة ومعتلة التدبير... وهناك من يبث ثقافة الاستكانة والهوان في نفسها...
ان كانت للمرأة مقاومة فضد الوحش الناطق الذي سن لها القوانين في غيابها...قوانين لا تخدم إلا نزواته ومصالحه الفردية... قوانين جعلت علاقتها بالرجل علاقة القوي بالضعيف. ( انا اقوى اذن انا موجود)وان كان لها رفض فضد الشعراء الذين يغمسونها ويملسونها ويقولبونها كالعجينة... وكما يحلو لهم: فهي الارض وهي السماء وهي الشجرة والحجارة... وهي الشيطان في حالة غضبه وهي الملك في حالة رضاه. وينسى ان المراة انسان كبقية الناس وهي نصف المجتمع.
مشكلة المرأة تكمن فيما تكدس في نفسها على ممر العصور وجعلها تعتقد نفسها محمية دون ان تدري ان القوى التى تحميها تخفي وراءها استغلالا مريرا مخضبا حكم عليها بالرضوخ الدائم والتشويه وضياع كرامتها، ومن يعجز عن ان ينفع نفسه فلن ينفع وطنه وأمته... .
ان مشكلة الانسان العربي لم تنتج عن الكبت وانما نتجت عن الفراغ الفكري والعلمي وعن عدم القيام بالمسؤولية وهو امر ورثناه عن اوضاع حجرت فكرنا وعطلت عقلنا عن القيام بوظيفته، ومن الطبيعي ان العقل الذي لا يعمل يظل يكرر نفسه ويصاب بالنكوص .
اعتقد ان الوقوف ضد خطاب الجنس لا يعود الى نفاق اجتماعي او الرقابة كما يعتقد زعماء الجنس عندنا ، وإنما يعود الى طبيعة موضوعية، والمطالبة بتحرير الجنس لا تعبر إلا عن وجهة نظر خاصة. والصعوبة لا تكمن في الجرأة على تحرير حطاب الجنس وإنما الصعوبة تكمن في تحرير النفس من عنف الاهواء...
.والزيف القائم في الدعوة الاباحية يظهر لك عندما تمس هذه الفلسفة ابناء زعمائها ، فإنهم يتنكرون لمبادئ امنوا بها اولا، ثم راحوا يبرهنون على صحتها ، وكان الاجدر بهم ان يبرهنوا على صحتها ثم يقتنعون بها .
ان الذي يزعم ان الكبت سبب العاهات عندنا يكذبه الواقع العالمي ...ها هو الغرب يعاني من نتيجة التحرر الجنسي : السويد متحرر جنسيا بنسبة %98 ومع ذلك تدل الاحصائيات علي ان عدد المصابين بأمراض الهستريا يفوق المصابين في البلدان المكبوتة .وقد سجلت البلدان المتحررة زيادة في الانحرافات العدوانية بسبب للإفراط... ويؤكد العالم الاجتماعي {كولون ولسون} صاحب كتاب{ الدافع الجنسي } ان الاباحية ادت الي مرض ارتكاب الجرائم دون دافع... والصحف تطلعنا يوميا علي الزيادة في الانتحار وقتل الازواج والأبناء لان الافراط في العرض ادى الي الزيادة في الطلب ونتج عنه الملل والبحث عن الشذوذ.
Zoulikha2
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا
من مواضيعي
0 الهُوية؟
0 أين أمتنا من النحل الياباني!
0 عدت با نوفمبر وعودك محمود!
0 الكفرة الفجرة؟
0 دعه يسقط!
0 الشهيد
0 أين أمتنا من النحل الياباني!
0 عدت با نوفمبر وعودك محمود!
0 الكفرة الفجرة؟
0 دعه يسقط!
0 الشهيد