جلسة التصويت على الدستور "لا حدث" وأزمة الحليب تشغل الجزائريين
07-02-2016, 10:56 PM
ذ

استطلاع: حكيمة حاج علي

صحافية بقسم المجتمع بجريدة الشروق اليومي


لم تستقطب جلسة التصويت على الدستور المنعقدة أمس في قصر الأمم اهتمام الجزائريين، حيث ظلت "لا حدث" لدى الكثيرين، فيما انشغل معظمهم بالإضراب المرتقب لموزعي الحليب وكذا غلاء المعيشة، التي تطبع يوميات الجزائريين في ظل سياسة التقشف.
في جولة استطلاعية قامت بها "الشروق" في بعض شوارع وأحياء العاصمة، لمسنا عدم مبالاة الجزائريين بالدستور الجديد، حيث عبر الكثيرون عن انشغالات أخرى تتعلق بالارتفاع الفاحش للأسعار، وبعض الأمور المتعلقة بالظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها معظم المواطنين هذه الأيام، فيما اعتبره البعض الآخر مجرد "كلام فارغ" لن يستفيد منه المواطن البسيط ولن يغير شيئا في الظروف القاهرة التي تطبع يومياته، وهو رأي "جمال مزاري"، موظف في شركة خاصة التقينا به أمام مركز البريد بالقبة، قال لنا إنه يعلم أن جلسة التصويت على الدستور قد تمت أمس بحكم مطالعته اليومية للجرائد، إلا أنه لا ينتظر شيئا من دستور قال عنه إنه "أخيط على مقاسهم" على حد تعبيره، مضيفا "لا علاقة لي بما جاء في دستورهم، أنا مهتم بتوفير لقمة عيش صغاري في ظل التقشف".

أما "نورة مداح" ماكثة بالبيت فقالت إنها لم تسمع بالحدث، إلا أنها تعلم أن لاشيء سيتغير في البلاد، وأن هذا الدستور سيكون مثل سابقيه، قائلة "اللي فيه الخير ربي يجيبو".

وترى "نعيمة محمودي" عاملة في شركة وطنية أن الدستور الجديد لن يغير شيئا في سياسة التقشف التي فرضت على الزوالي فقط، لذا فهو لا يهمها، مؤكدة أن جل اهتماماتها في الوقت الحالي ترتكز على كيفية مواجهة غلاء المعيشة التي حولت حياة الكثير من الزوالية إلى جحيم، وهو ما يجب أن يعمل المسؤولون على إيجاد حل له، بدل "حكاية الدستور" التي لا تسمن ولا تغني من جوع على حد قولها .

في حين قال "يوسف خامت" موظف في شركة خاصة إنه لم يكن يعلم بموعد جلسة التصويت على الدستور بالرغم من اطلاعه على بعض المواد، إلا أنه أبدى تشاؤمه قائلا "أنا غير متفائل بما سيأتي به الدستور الجديد"، وأضاف سيأتي بالأمور السلبية فقط، بما أنه سيكون مجرد حبر على ورق على حد تعبيره.

وتطول قائمة المواطنين الذين لا يعلمون أن نهار أمس كان موعدا لانعقاد جلسة التصويت على الدستور الجديد، حيث قال "مصطفى عمرون" تاجر ببلدية حسين داي إنه لم يكن يعلم بهذا الحدث ولا يهمه الأمر بتاتا، مضيفا أن أمر البلاد قد "انتهى" على حد وصفه، بعد أن أصبح الزوالي وحده في "فم المدفع"، والمعني الوحيد بمواجهة غلاء المعيشة.

وإذا كان تعديل الدستور خارج اهتمام شريحة واسعة من الجزائريين فإن "أزمة الحليب" وما شكله تهديد الموزعين بالدخول في إضراب، صنع الحدث بامتياز وجاء على لسان كل من التقيناهم في شوارع العاصمة، على غرار "مولود فاهم"، رب عائلة، قال لنا إنه يفكر حاليا في كيفية توفير الحليب لفلذات أكباده بعد أن قرر الموزعون الإضراب في الأيام القادمة، وهذا هو الأهم لديه في الوقت الحالي.