معركة خـانـوه
02-10-2017, 01:06 PM




معركة خـانـوه
.......................
- فى أواخر أيام سلطان الهند (إبراهيم لودهى) انتهز الأمراء الراجبوتيون الهندوس فترةَ ضعف دولة المسلمين فعقدوا بينهم حلفا لمناهضة حكم المسلمين هناك والقضاء على الإسلام بالهند ، وتزعّمهم الأمير الهندوسى (رانا سانجا) أمير مملكة "ميوار" الذى سطع نجمه وقتها نظرا لشجاعته الفائقة وامتداد رقعة بلاده وجيشه القوى البالغ 120 ألف هندوسى و500 فيل ،
- بعد استيلاء السلطان المغولى (محمد بابر) على "أكرا" و"دلهى" من سلطانها (إبراهيم لودهى) تمثَّل له الخطر الأكبر فى (رانا سانجا) الذى أعدّ العدة للزحف على أكرا عاصمة (بابر) فأرسل كتائبه للاستيلاء على حصون دولبور و قاليور و بايانا القوية التى تشكل الحدود بلاده الخارجية ، وكان الأمراء الأفغان المسلمون هناك قد تحالفوا مع الأمير الهندوسى أملا فى الثأر من (بابر) بعد هزيمتهم فى معركة "بانى بت" !!
- يقول السلطان (بابر) فى مذكراته - بابرنامه - أن الجيش الهندوسى بلغ 200 ألف جندى ، وكان الراجبوت الهندوس يشتهرون بالشجاعة والقتال حتى الموت فظهر الخوف فى بعض جيش (بابر) وزاد من ذلك علماء التنجيم بتنبؤاتهم المتشائمة ؛ فبدأ السلطان يرفع معنويات جنوده فأعلن توبته عن شرب الخمر وسكب كل مخازن الخمور على الأرض وأخذ مواثيق من الأمراء والجنود بالحلف على المصحف على القتال حتى الموت ، وكانت المعركة فى "خانوه" غرب أكرا بالهند ،
- قبل المعركة قام (بابر) بتثبيت العربات بسلاسل حديدية على الطراز العثمانى لتوفير المأوى للخيول وتخزين المدفعية التى لم تكن الهند تعرفها فى ذلك الوقت ، وجُعلت فجوات بين العربات لانطلاق الفرسان فى الوقت المناسب ، ووضع شِباكا من خلفها رجال البنادق وكانت هى الأخرى جديدة لا يعرفها الهنود ، وفى 16 مارس 1527م بدأت المعركة حيث قاتَلَ (رانا سانغا) بطريقة تقليدية هاجم فيها أجنحة الجيش المغولى فتم منعه من الاختراق باستبسال الجنود المسلمين فى ردّ الهندوس مرة بعد مرة ،
- فى إحدي تقدمات الراجبوت وحلفائهم الأفغان تم احتواؤهم ونفّذ (بابر) تكتيكا عسكريا بارعا استخدم فيه مدفعيته ورجال البنادق فزلزل به جيش الراجبوت الهندوس وحلفاءهم وأذاقهم هزيمة كارثية ، وفرّ (رانا سينغا) مُصابا ليموت بعد عدة شهور ، وبعد فوزه أمر (بابر) بإقامة برج من جماجم العدو - كما كان يفعلها جده تيمورلنك ضد خصومه - تسجيلا لانتصاره الكبير ولإرهاب أعدائه ،
- بانتصار المسلمين الكاسح فى هذه المعركة التى تعد من أهم الوقائع الحاسمة فى تاريخ الهند زال خطر الراجبوت الهندوس وتمكن السلطان (محمد بابر) من تثبيت وجوده فى الهند وإنشاء دولة قوية للمسلمين هناك ظل يحكمها أحفاده الذين خضعت لهم شبه القارة الهندية كاملة حتى احتلها الإنجليز فى العصر الحديث ،
.......................
- جدير بالذكر أنه فى معركة "بانى بت" السابقة لهذه الواقعة كان من ضمن غنائم السلطان ماسة (كوهينور) الشهيرة التى قدر السلطان قيمتها فى مذكراته بأنها تعادل نصف نفقات الدنيا فى عصره فأعطاها لابنه (همايون) ثم مازالت سلاطين المغول بالهند تتداولها حتى سقطت بأيدى البريطانيين فزينوا بها تاج ملكتهم (فيكتوريا)


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع
التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 02-10-2017 الساعة 02:52 PM