من أساليب مواجهة حملة الدعوة الى الإسلام
24-04-2007, 02:27 PM
السلام عليكم وبعد :
إن المتتبع لنشاط الدول التي أقامها الغرب على أنقاض دولة المسلمين الخلافة، يلمس مباشرة الهدف الذي أُنشئت هذه الدول من أجله، والذي ألا وهو مواجهة حملة الدعوة الى الإسلام. يُلمس هذا في الإعلام المعلن أنه رسمي، والإعلام الرسمي الذي يمثل دور المعارضة سواء كان هذا في التلفزيون أو الإذاعة أو الصحف والمجلات، وفي النشاط الدؤوب من المحاضرات والندوات والمؤتمرات.
كما وأن المتتبع لنشاط هذه الدول القائمة في العالم الإسلامي يلمس التنوع والتجديد المستمر في الأساليب، حتى لتكاد هذه الأساليب تخفى على كثير من الناس لكونها تستهدف حملة الدعوة الى الإسلام، ولا أقول الإسلام السياسي، لأنها حقيقة تقريرية تلك التي تثبت أن الإسلام إن لم يكن سياسيا فإنه ليس بالإسلام. لأن الناحية السياسية وصف للإسلام وحقيقة من حقائقه، والإسلام إن جزّيء أوتُرك جزء منه لا يعود إسلاما.
وهذه الأساليب التي يُسار فيها لتحقيق نفس الهدف وهو مواجهة حملة الدعوة الى الإسلام، ولم أقل العمل للقضاء على الإسلام، لأن الإسلام لا يُقضى عليه من خلال القضاء على حملة الدعوة له.
هذه الأساليب متكررة ومتنوعة ومتجددة وكثيرة، ولن يغطيها مقال واحد ولذلك سنناقش في هذا المقال أسلوبين فقط ،لأن القائمين على التفكير المستمر في وضع هذه الأساليب يراهنون على أن يمل حملة الدعوة، ويراهنون على جهل الناس، وعلى أمور يوجدونها في نفسيات الناس أفرادا وجماعات وشعوبا.
الأسلوب الأول :
تغييب عمالة الحكام السياسية :
من المعلوم أن التاريخ لم يشهد واقعا للحكام، كما هو واقع الحكام العملاء اليوم، فقد كان الحكام هم ورعاياهم في جهة والأعداء في جهة أخرى، فإذا حصلت لهم هزيمة ما، انهزم الشعب هو وحاكمه، وعمل هو وحاكمه ضد الأعداء. ولكن أن يعمل الحاكم على تصخير مقدرات شعبه السياسية والإقتصادية والعسكرية لصالح دولة كافرة ، فيعمل ضد شعبه كالجاسوس حتى يبقى شعبه ضعيفا متخلفا، فهذا الواقع لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل.
هذا الواقع هو من أشد ما ابتليت به الأمة الإسلامية وظل الكفار يحاذرون أن تكتشف الأمة عمالة حكامها فتنفضّ عنهم ويصبح العمل على إبقاء الأوضاع مستقرة في المستعمرات يكلف الدول المستعمرة الحملات تلو الحملات، وتسيل دماء المستعمرين في سبيل الحفاظ على الأوضاع مستقرة في مستعمراتهم، فالأفضل ايصال عملائهم الى السلطة، يمثلون الخروج بتأثير منهم، و يمثلون أنهم أعطوهم الإستقلال رغم أنوفهم ويمدونهم بالسلاح، يسلحون به فئة مرتزقة من الأمة حولهم، فيؤمنون الإستقرار لمصالح الدول المستعمرة بدماء المسلمين ، الأخ ضد أخيه ،كما فعل الإنجليز مع عميلهم الماسوني كمال أتاتورك ـ الذي ألغى الخلافة سنة 1924 ـ عندما ساعدوه على هزم اليونان حتى يصنعوا منه بطلا في تصور الناس ريثما تسمح الفرصة لهم بتنصيبه حاكما على المسلمين في تركيا.
ظل الكفار يخشون هذا الإنكشاف، حتى جاء اليوم الذي وقف فيه العملاء في خندق واحد مع أسيادهم ـ علانية ـ ضد أمتهم ، ضد حملة الإسلام الحقيقيين، الذين كانوا وما زالوا الوحيدين الذين يهددون النفوذ الغربي في بلاد المسلمين، أما غيرهم من الحركات فلم تكن تعلن العداء للغرب إلا لتخدع بعض أبناء المسلمين ردحا من الزمن، فالكفر ملة واحدة.
وحتى عندما كان الصراع محتدما وله جعجعة بين الحكام العملاء لم يكشفوا عمالة بعضهم البعض إلا بالقدر البسيط وحتى في أحرج لحظات الصراع بين الحكام العملاء لم يلجأوا الى وضع النقاط على الحروف كيلا تمتلك الأمة المفاتيح الحقيقية لأسباب ماتراه وتُساق إليه من صراعات بين الحكام العملاء لصالح أسيادهم.
سُئل عميل أمريكا حسني مبارك في مؤتمر صحفي أثناء حرب الخليج الثانية ـ وقد اصطف أبناء مصر المسلمين الى جانب أبناء نجد والحجاز المسلمين الى جانب أبناء سوريا المسلمين وعلى رأسهم مبارك وفهد وحافظ تحت إمرة الأمريكان لضرب العراق ـ عن السبب الذي يكمن وراء تردد الملك حسين (ملك الأردن السابق) على بريطانيا، فهو حتى حين يغادر عمّان الى أمريكا أو أي بلد أوربي فلا بد أن يمر على لندن قبل رجوعه الى عمّان، فقال : ( آه صحيح، أنا معاك، دي حاجة تحير فعلا ). إن حسني مبارك طبعا غير صادق فيما قال، فهو يعرف تماما الإجابة الصحيحة، لكنه لا يكشف عنها، وإن بلغ الصراع بينه وبين عملاء الإنجليز حد القتال، فليكن ذلك، أما أن يكشف للأمة حقيقة تستفيد منها في فهم الأمور، فهذا محال، فهو يفدي ضلال عمالته للغرب بروحه.
وقد رأى العالم الإسلامي وسمع بأذنيه كيف وقف حكام كل من مصر والسعودية والأردن ضد حزب الله في حربه ضد حفدة القردة والخنازير يهود، دون حياء أو خجل بل خوفا على سقوط عروشهم، و كأن لسان حالهم يقول: نحن حكاما عملاء، لا نحب الخير لهذه الأمة، ومصالحنا من مصالح من نصبنا، أي الغرب، كل هذا تحت غطاء أنهم جهابذة السياسة وينصحون باستعمال العقلانية وعدم التهور في مواجهة العدو الصهيوني الكافر.
وقد راهن الغرب وعملاؤه على أن الزمن كفيل بجعل الأمة الإسلامية تنسى كيف أُنشئت هذه الدول الكرتونية وتنسى أن حكامها عملاء يسوسون بلادهم لصالح دول أخرى.
فلقد أصبحوا يدّعون أنهم حكام البلاد الفعليين، وهم يقومون فعلا برعاية ما هم مقتنعون به من مصالح بلادهم، ويهزأون ممن يتحدث عن الإستعمار والمستعمرين، ويظهرونه وكأنه يتحدث عن قصص ألف ليلة وليلة. بل إنهم جعلوا من الخيانة وجهة نظر لهم، فهم الذين يختارون الحكم بغير ما أنزل الله بناء على اجتهاد منهم لصالح شعوبهم، ويتهمون من يتطرق لعمالتهم أنه يريد تفريق الأمة ويلجأ الى التجريح وإعلان العصيان والخروج عن ولاة الأمور، ويصفون من يتطرق لموضوع العمالة لتوضيح الأمور بأنه مسكون بعقلية التآمر ( نظرية المؤامرة)، وأن كل شيء مخطط له من السابق، فلا شيء مخطط له مسبقا ولا عمالة هناك بل كل ما يُقام به من الأعمال السياسية والخيانات هي أمور مبنية على رؤية مستقبلية تتسم بالعقلانية كما هي عن اجتهاد اقتضته الظروف ومصلحة البلاد والعباد.
لذلك يستطيع نظام عميل كنظام إيران أن يتبجح بأنه نظام إسلامي، ومن يقول غير ذلك فهو مختلف معه بالرأي، هذا كل ما هنالك. وفي غياب واقع العمالة السياسية، يستطيع أن يدعي أنه يواجه الغرب، وهو أداة في أيدي الغرب كما هو الحال مع السودان أو العراق قبل الإجتياح الأمريكي أوبعده. فالفضيحة التي وقعت في عهد ريغان والتي أُطلق عليها اسم ( ايرانغايت) قد كشفت كيف أن النظام الإيراني كان يتبجح بالموت لأمريكا ،وأمريكا الشيطان الأكبر وغيرها من الشعارات الكاذبة، في حين أن النظام كان قد أبرم صفقة شراء أسلحة من أمريكا، دون أن نذكر ما صرح به الرئيس السابق لإيران خامنئي عندما قال قبل أشهر أنه " لو لا إيران لما استطاعت أمريكا أن تجتاح العراق أوتبقى فيه ".
إذن لا بد من مخاطبة الأمة باستمرار بلغة كشف العملاء وبيان واقع عمالة الحكام في البلاد الإسلامية حتى يعرف أبناء المخالفين للمسلمين فكريا من علمانيين أنهم إنما يسيرون خلف حكام عملاء وليس الخلاف بيننا وبينهم هو خلاف فكري فقط، بل نحن مخلصون وهم خائنون.
تغييب الصراع بين الإسلام والكفر :
من المعلوم أن الفكر إذا ظل مغيبا في بطون الكتب ولم يُحمل لإحداث الصراع، فسيبقى لا خطر له في الواقع، لذلك فإننا نجد دول العالم الإسلامي تروج لأفكار من شأنها أن تميت الصراع من مثل : حوار الأديان، وحوار الحضارات، والكونية، وانتهاء عصر الإديولوجيات، والتسامح الديني والمصالحة الوطنية وغيرها من الأفكار الزائفة.
إن رواج مثل هذه الأفكار يجعل الأمة الإسلامية لا تحمل الإسلام لتصارع به الأديان والأفكار الأخرى، رغم أن الإسلام نفسه فيه الكثير من الأفكار التي تتقصد هذا الصراع وتدعو له :" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله "، و إن تقبل المسلمين لهذه العلاقة الإنسانية هو تنازل عن الإسلام حتى إنك لتجد بعض الحركات الإسلامية تنزع هذه النزعة لإخماد الصراع لأنها تجمعها قواسم مشتركة مع أفراد أو حركات غير إسلامية، وتبشر ليل نهار بالتعددية وقبول رأي الآخر، وأن المسلمين هم مسلمون عقيدة وحضارة وغير المسلمين هم مسلمون حضارة !
هل يعنون النصارى فقط ؟ ربما كانوا كذلك ولكنهم لا يستطيعون إخراج اليهود من التعددية ومن الحضارة، ولماذا يخرجونهم ؟ وإن أخرجوهم اليوم ـ ادعاءا ـ فسيأتي اليوم الذي يجدون فيه قواسم مشتركة مع اليهود. أليس البلاء الحقيقي أساسا من الدول الغربية الصليبية ؟ وأليس اليهود سوى صنيعة للأنظمة الغربية الرأسمالية الصليبية ؟
ودمتم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن المتتبع لنشاط الدول التي أقامها الغرب على أنقاض دولة المسلمين الخلافة، يلمس مباشرة الهدف الذي أُنشئت هذه الدول من أجله، والذي ألا وهو مواجهة حملة الدعوة الى الإسلام. يُلمس هذا في الإعلام المعلن أنه رسمي، والإعلام الرسمي الذي يمثل دور المعارضة سواء كان هذا في التلفزيون أو الإذاعة أو الصحف والمجلات، وفي النشاط الدؤوب من المحاضرات والندوات والمؤتمرات.
كما وأن المتتبع لنشاط هذه الدول القائمة في العالم الإسلامي يلمس التنوع والتجديد المستمر في الأساليب، حتى لتكاد هذه الأساليب تخفى على كثير من الناس لكونها تستهدف حملة الدعوة الى الإسلام، ولا أقول الإسلام السياسي، لأنها حقيقة تقريرية تلك التي تثبت أن الإسلام إن لم يكن سياسيا فإنه ليس بالإسلام. لأن الناحية السياسية وصف للإسلام وحقيقة من حقائقه، والإسلام إن جزّيء أوتُرك جزء منه لا يعود إسلاما.
وهذه الأساليب التي يُسار فيها لتحقيق نفس الهدف وهو مواجهة حملة الدعوة الى الإسلام، ولم أقل العمل للقضاء على الإسلام، لأن الإسلام لا يُقضى عليه من خلال القضاء على حملة الدعوة له.
هذه الأساليب متكررة ومتنوعة ومتجددة وكثيرة، ولن يغطيها مقال واحد ولذلك سنناقش في هذا المقال أسلوبين فقط ،لأن القائمين على التفكير المستمر في وضع هذه الأساليب يراهنون على أن يمل حملة الدعوة، ويراهنون على جهل الناس، وعلى أمور يوجدونها في نفسيات الناس أفرادا وجماعات وشعوبا.
الأسلوب الأول :
تغييب عمالة الحكام السياسية :
من المعلوم أن التاريخ لم يشهد واقعا للحكام، كما هو واقع الحكام العملاء اليوم، فقد كان الحكام هم ورعاياهم في جهة والأعداء في جهة أخرى، فإذا حصلت لهم هزيمة ما، انهزم الشعب هو وحاكمه، وعمل هو وحاكمه ضد الأعداء. ولكن أن يعمل الحاكم على تصخير مقدرات شعبه السياسية والإقتصادية والعسكرية لصالح دولة كافرة ، فيعمل ضد شعبه كالجاسوس حتى يبقى شعبه ضعيفا متخلفا، فهذا الواقع لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل.
هذا الواقع هو من أشد ما ابتليت به الأمة الإسلامية وظل الكفار يحاذرون أن تكتشف الأمة عمالة حكامها فتنفضّ عنهم ويصبح العمل على إبقاء الأوضاع مستقرة في المستعمرات يكلف الدول المستعمرة الحملات تلو الحملات، وتسيل دماء المستعمرين في سبيل الحفاظ على الأوضاع مستقرة في مستعمراتهم، فالأفضل ايصال عملائهم الى السلطة، يمثلون الخروج بتأثير منهم، و يمثلون أنهم أعطوهم الإستقلال رغم أنوفهم ويمدونهم بالسلاح، يسلحون به فئة مرتزقة من الأمة حولهم، فيؤمنون الإستقرار لمصالح الدول المستعمرة بدماء المسلمين ، الأخ ضد أخيه ،كما فعل الإنجليز مع عميلهم الماسوني كمال أتاتورك ـ الذي ألغى الخلافة سنة 1924 ـ عندما ساعدوه على هزم اليونان حتى يصنعوا منه بطلا في تصور الناس ريثما تسمح الفرصة لهم بتنصيبه حاكما على المسلمين في تركيا.
ظل الكفار يخشون هذا الإنكشاف، حتى جاء اليوم الذي وقف فيه العملاء في خندق واحد مع أسيادهم ـ علانية ـ ضد أمتهم ، ضد حملة الإسلام الحقيقيين، الذين كانوا وما زالوا الوحيدين الذين يهددون النفوذ الغربي في بلاد المسلمين، أما غيرهم من الحركات فلم تكن تعلن العداء للغرب إلا لتخدع بعض أبناء المسلمين ردحا من الزمن، فالكفر ملة واحدة.
وحتى عندما كان الصراع محتدما وله جعجعة بين الحكام العملاء لم يكشفوا عمالة بعضهم البعض إلا بالقدر البسيط وحتى في أحرج لحظات الصراع بين الحكام العملاء لم يلجأوا الى وضع النقاط على الحروف كيلا تمتلك الأمة المفاتيح الحقيقية لأسباب ماتراه وتُساق إليه من صراعات بين الحكام العملاء لصالح أسيادهم.
سُئل عميل أمريكا حسني مبارك في مؤتمر صحفي أثناء حرب الخليج الثانية ـ وقد اصطف أبناء مصر المسلمين الى جانب أبناء نجد والحجاز المسلمين الى جانب أبناء سوريا المسلمين وعلى رأسهم مبارك وفهد وحافظ تحت إمرة الأمريكان لضرب العراق ـ عن السبب الذي يكمن وراء تردد الملك حسين (ملك الأردن السابق) على بريطانيا، فهو حتى حين يغادر عمّان الى أمريكا أو أي بلد أوربي فلا بد أن يمر على لندن قبل رجوعه الى عمّان، فقال : ( آه صحيح، أنا معاك، دي حاجة تحير فعلا ). إن حسني مبارك طبعا غير صادق فيما قال، فهو يعرف تماما الإجابة الصحيحة، لكنه لا يكشف عنها، وإن بلغ الصراع بينه وبين عملاء الإنجليز حد القتال، فليكن ذلك، أما أن يكشف للأمة حقيقة تستفيد منها في فهم الأمور، فهذا محال، فهو يفدي ضلال عمالته للغرب بروحه.
وقد رأى العالم الإسلامي وسمع بأذنيه كيف وقف حكام كل من مصر والسعودية والأردن ضد حزب الله في حربه ضد حفدة القردة والخنازير يهود، دون حياء أو خجل بل خوفا على سقوط عروشهم، و كأن لسان حالهم يقول: نحن حكاما عملاء، لا نحب الخير لهذه الأمة، ومصالحنا من مصالح من نصبنا، أي الغرب، كل هذا تحت غطاء أنهم جهابذة السياسة وينصحون باستعمال العقلانية وعدم التهور في مواجهة العدو الصهيوني الكافر.
وقد راهن الغرب وعملاؤه على أن الزمن كفيل بجعل الأمة الإسلامية تنسى كيف أُنشئت هذه الدول الكرتونية وتنسى أن حكامها عملاء يسوسون بلادهم لصالح دول أخرى.
فلقد أصبحوا يدّعون أنهم حكام البلاد الفعليين، وهم يقومون فعلا برعاية ما هم مقتنعون به من مصالح بلادهم، ويهزأون ممن يتحدث عن الإستعمار والمستعمرين، ويظهرونه وكأنه يتحدث عن قصص ألف ليلة وليلة. بل إنهم جعلوا من الخيانة وجهة نظر لهم، فهم الذين يختارون الحكم بغير ما أنزل الله بناء على اجتهاد منهم لصالح شعوبهم، ويتهمون من يتطرق لعمالتهم أنه يريد تفريق الأمة ويلجأ الى التجريح وإعلان العصيان والخروج عن ولاة الأمور، ويصفون من يتطرق لموضوع العمالة لتوضيح الأمور بأنه مسكون بعقلية التآمر ( نظرية المؤامرة)، وأن كل شيء مخطط له من السابق، فلا شيء مخطط له مسبقا ولا عمالة هناك بل كل ما يُقام به من الأعمال السياسية والخيانات هي أمور مبنية على رؤية مستقبلية تتسم بالعقلانية كما هي عن اجتهاد اقتضته الظروف ومصلحة البلاد والعباد.
لذلك يستطيع نظام عميل كنظام إيران أن يتبجح بأنه نظام إسلامي، ومن يقول غير ذلك فهو مختلف معه بالرأي، هذا كل ما هنالك. وفي غياب واقع العمالة السياسية، يستطيع أن يدعي أنه يواجه الغرب، وهو أداة في أيدي الغرب كما هو الحال مع السودان أو العراق قبل الإجتياح الأمريكي أوبعده. فالفضيحة التي وقعت في عهد ريغان والتي أُطلق عليها اسم ( ايرانغايت) قد كشفت كيف أن النظام الإيراني كان يتبجح بالموت لأمريكا ،وأمريكا الشيطان الأكبر وغيرها من الشعارات الكاذبة، في حين أن النظام كان قد أبرم صفقة شراء أسلحة من أمريكا، دون أن نذكر ما صرح به الرئيس السابق لإيران خامنئي عندما قال قبل أشهر أنه " لو لا إيران لما استطاعت أمريكا أن تجتاح العراق أوتبقى فيه ".
إذن لا بد من مخاطبة الأمة باستمرار بلغة كشف العملاء وبيان واقع عمالة الحكام في البلاد الإسلامية حتى يعرف أبناء المخالفين للمسلمين فكريا من علمانيين أنهم إنما يسيرون خلف حكام عملاء وليس الخلاف بيننا وبينهم هو خلاف فكري فقط، بل نحن مخلصون وهم خائنون.
تغييب الصراع بين الإسلام والكفر :
من المعلوم أن الفكر إذا ظل مغيبا في بطون الكتب ولم يُحمل لإحداث الصراع، فسيبقى لا خطر له في الواقع، لذلك فإننا نجد دول العالم الإسلامي تروج لأفكار من شأنها أن تميت الصراع من مثل : حوار الأديان، وحوار الحضارات، والكونية، وانتهاء عصر الإديولوجيات، والتسامح الديني والمصالحة الوطنية وغيرها من الأفكار الزائفة.
إن رواج مثل هذه الأفكار يجعل الأمة الإسلامية لا تحمل الإسلام لتصارع به الأديان والأفكار الأخرى، رغم أن الإسلام نفسه فيه الكثير من الأفكار التي تتقصد هذا الصراع وتدعو له :" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله "، و إن تقبل المسلمين لهذه العلاقة الإنسانية هو تنازل عن الإسلام حتى إنك لتجد بعض الحركات الإسلامية تنزع هذه النزعة لإخماد الصراع لأنها تجمعها قواسم مشتركة مع أفراد أو حركات غير إسلامية، وتبشر ليل نهار بالتعددية وقبول رأي الآخر، وأن المسلمين هم مسلمون عقيدة وحضارة وغير المسلمين هم مسلمون حضارة !
هل يعنون النصارى فقط ؟ ربما كانوا كذلك ولكنهم لا يستطيعون إخراج اليهود من التعددية ومن الحضارة، ولماذا يخرجونهم ؟ وإن أخرجوهم اليوم ـ ادعاءا ـ فسيأتي اليوم الذي يجدون فيه قواسم مشتركة مع اليهود. أليس البلاء الحقيقي أساسا من الدول الغربية الصليبية ؟ وأليس اليهود سوى صنيعة للأنظمة الغربية الرأسمالية الصليبية ؟
ودمتم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من مواضيعي
0 إمبراطورية العار ...الرأسمالية الغربية الفاحشة
0 إمبراطورية العار ...الرأسمالية الغربية الفاحشة
0 هذا هو تاريخنا الذي نعتزّ به
0 من أجل فهم صحيح للإسلام
0 تحدي الإسلام للنظام العالمي ؟
0 على كل من يكفّر إخواننا الشيعة بالجملة قراءة هذا
0 إمبراطورية العار ...الرأسمالية الغربية الفاحشة
0 هذا هو تاريخنا الذي نعتزّ به
0 من أجل فهم صحيح للإسلام
0 تحدي الإسلام للنظام العالمي ؟
0 على كل من يكفّر إخواننا الشيعة بالجملة قراءة هذا
التعديل الأخير تم بواسطة عبيد الله ; 24-04-2007 الساعة 02:46 PM