اشكاليات تغيير الذات فى المجتمع..من والى الايجاب
23-05-2009, 07:18 PM
بسم الله ..والسلام عليكم

كان تناولنا فى المقال السابق عن الذوات الانسانية واصنافها .. وكان تصنيفها من الاعلى الى الاسفل وقلنا ان الهدف يكمن فى الادراك الديق للوجود فى الحيات وبالتالى تمكننا من سواءا قيادة انفسنا او من حولنا قيادة راشدة مسؤولة ..بحيث كان التصنيف والاعادة افادة وليست لبغية الاجترار و ملئ الفراغ وانما نستذكرها بغية الحاجة لتناولها فى هذا الموضوع

الحاجة للمنطق ..ونجده عند الحيوان

كان لابد لنا ان نجد معيار منطقى ربانى يمكننا من اكتشاف معادلة التحكم فى الذات المجتمعية وقد نجدها عند مخلوق من مخلوقات الله عز وجلى وهو الابقار
فلو نتامل فى الابقار و منتوج الحليب الذى نستهلكم ولا يستغنى عنه ايا كان ..سنجد منتوجها السنوى نسبه اللبى هى الاقل ثم تليها نسبة الزباد ومن ثم تاتى الفيتامينات والبروتينات ..ومن بعد نجد نسبة كبيرة من الماء اي الاكسجين ..والاخير نسبة قليلة من الميكروبات والجراثيم ..هذه هى التركيبة الحيوانية الطبيعية التى وجدت عليها ولن تجد فى سنة الله تبديلا..وكل هذا لديها جهاز مناعة يوازن ويحفض الناتج المتواصل

وكذالك فى المجتمعات

بعد ان تم تحليل منطقى يمكن استخدامه وجدنا ان عنصري اللبى والزباد اهم عناصر المقاومة للامراض ومقدرة ب3 بالمئة وعنصر ى الفيتامينات والبروتينات ثانى نسبة قد تصل الى 24 بالمئة واعلى نسبة هى الماء ومقدارها 70 بالمئة واخيرا الميكروبات والجراثيم مقدرة ب 3 بالمئة
اذا نحن كمجتمع وكانسان مخيرين ومطالبين بتصنيع التركيبة الذاتية بانفسنا لحماية الجسد الاجتماعى من الاختلال ومن بعد الاصابة من الامراض وهذا يمكننا اسقاطه كالتالى
مطالبين ببناء3 بالمئة من الصفوة اي الذات الريادية والقيادية ..ثم نحن مطالبين ببناء 24 على الاقل ذوات متقلبة والاخريات 70 بالمئة بين الخربانة و الفارغة ..ومن ثم من المنطقى وسنة الله فى خلقه ومن بلائه للبشر سنجد 3 بالمئة من الذوات العدوانية.. وناكد هنا ان هذا المنطق اقل تقدير ويجب ان نجده وشرط اساسى للتغير والنهوض وليس الذوات المرجوة ومن خلال هذا المقياس نبدا البناء الذاتى والاصلاح

جدلية الحق والباطل

الكثير من البشر يعتقد ان الوصول الى المجتمع المثالى او الملائكى هدف سهل المنال وهذا من المستحيل والا هنا وقعنا فى رئى فى اكبر شرك بالله وهو التدخل فى تغير سننه ونسينا اننا فى هذه الحياة دار ابتلاء ويجب ان نعلم اننا نواجه ونسير من ازمة لازمة قوتنا ووجودنا هو فى كيفية تسييرها او تفاديها او التاقلم معها فقد والكل ياجر باذن الله..ويجب ان نعلم ان جدلية هذه الحياة هو الصراع بين الحق والباطل المتمثل بين الفئتين القليلتين بين البشر فى الطرفين وما باقى الكثرة الكثيرة من البشر والذوات ما هى الا ارقام و قطع تتداولها وتسيرها الذوات الاخرى من الطرفين الاولى والاخيرة
لان سنن المجتمع والحياة لايستطيعان التوقف ولابد ان يذهب برمته الى المجهول سلبيا او ايجابيا ..وقولنا ان الطرفين القلة القليلة من المجتمع هما من يدفعان بالمجتمع الى المجهول ..فذالك بسبب قدرتهما وامتلاكهما لعنصر الدفع والمغامرة عكس اواسط المجتمع فهى تابعة فقط ..فالمعادة هنا تكمن فى احقية امتلاك وسائل الدفع بالمجتمع ومدى سلطة وقوة الطرفين ..والاختلاف هنا يكمن فى ان اصحاب الحق يمتلكون الادراك وبامكانهم السير نحو المجهول باستخدام العقل ..خلاف الاخيرة اصحاب الباطل لايمتلكون الادراك ولا العقل بمنطقى سيسير نحو المجهول ايضا وايضا بسبب ان كلا العنصرين يمتلكان الخارطة الذهنية الا انهما تعملان بصورة معاكسة ..اجاب -ايجاب ... سلب -سلب والبقاء للاقوى وللحق طبعا

نضرية منطقية لديناميكية بناء الذات المجتمعية المنشودة

علمنا التاريخ ونموذج عضيم من ثورتنا المباركة سنتناوله لاحقا ان المجتمع يسير من طرف قلة من صفوة المجتمع ..هؤلاء الصفوة وحدهم من لديهم قيادة المجتمع الى بر الامان بشرط وحيد وهو وجود جهاز المناعة الاجتماعى بحيث يمكن من وضع صمام الامان على الفئة السرطانية الموجودة طبيعيا فى جسده وكى لا تقلب المجتمع رئسا على عقب وتعيث فيه فسادا واى خلل غير مقبول وتجاوز فى الاهمال تلقائيا ستفك هذه الصمامات عن هؤلاء الذوات العدوانية لتستلم زمام القيادة وتصبح قدوة بحد ذاتها وربما تصل لدرجة من المستحيل الاصلاح فيها وهذا ما نسميه انهيار المجتمعات ..ومعيار هذا الجهاز المناعى فى المجتمع هو الاخلاق المتمثل نحن فى ديننا فى الاسلام

نموذج من امثلة فى التاريخ

العشرة قرون من الحضارة الاسلامية.. وهذا دليل ان المسلمين كانوا متحكمين جيدا فى صناعة الذات الانسانية وماسبب السقوط الا وفشل فى صناعتها او التهاون

ثورتنا المجيدة .. درسنا ان من اهم عناصر النجاح فى ثورتنا المباركة وجود عنصر جهاز المناعة والمجسد فى هيئة علماء المسلمين ومجموعة 22 وهم كانوا من صفوة وزباد المجتمع واستطاعوا ان يسيروا بمجتمع لم يكن اصلا يعتقد انه بمقدوره الاستقلال وقرئنا ايضا ان هناك من نفوس فى المجتمع لم تكن تريد هذه المغامرة وهناك من عمل ضد وطنه ..هذه سنن الحيات وطبائع البشر الا ان الله وبجهازها المناعى -الاخلاق الاسلامية- جنبت وطننا ضياع هويته وكيانه ووجوده

عندما ينقلب منطق الفئر الذى ما ان وقع على شيئ الا وهو مفسده

يصاب المجتمع وعبر التاريخ وهذا امر طبيعى الى منزلقات او تهاون او ضعف فى جسد المجتمع من انتاج فئة الصفوة اصحاب الحق وبالتالى منطقيا يموت جهاز المناعة -الاخلاق- الذى كان يحرس المجتمع ..فتلقائيا تزال هته الصمامات التى كانت على الذوات العدوانية لتستعمل الخارطة الذهنية السلبية لديها وتستلم حينئذنا زمام المبادرة والسير نحو المجهول ووحدها من تتحرك لان الباقى لايملكون عناصر التغيير كما قلنا وسيعتبرونهم القدوة الا القليلة المحايدة او المعتزلة او الهاربة من الوضع الجديد الغير المؤلوف..وعندها لانستغرب انهيار الاخلاق والاقتصاد وضهور العنف فى المجتمعات لان الصفوة تتغنى به فلماذا نلم التلميذ الذى يحمل سكين ويستخدمه فى المدرسة طالم ان هناك من قدوته من يتغنى به وهذا حاصل فى المجتمعات ..ولماذا نلم ضهور الرشوى فى الطبقات المتوسطة وفى الادارة والصفوة تعقد الصفقات بالدولارات والملايين ولماذا نلم التبرج والانحلال طالما ان مريدة وهم الصفوة فى المجتمع والقدوة وتصنع لهم امبراطوريات اعلامية فى قمة التعرى والانحلال ويسمون نجوما وووو قد تطول القائمة

فى اخر المقال

اذن ..اقتنعنا ان تقوية الباطل لن يكون الا لضعف فى الحق انفسم بانهيار الاخلاق -جهاز المناعة- والمجتمع هو وحده المسؤول عن حماية نفسه سواء بالصيانة او صناعة ذوات من جديد طالما اننا نملك خزان لاينتهى من الاخلاق وهو القرءان وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وان يتسلموا اهل الحق ومن واجب مسؤولياتهم امام الله والتاريخ وليعلموا انهم لم يخلقوا سوى لهذه الغاية النبيلة والسير بهذه الخلائق البريئة للمجتمع المنشود والراقى ولهذا جعل ربنا عز وجلى درجة العالم اكثر ب700 مرة من درجة العامى وهذا دليل لعضمة المسؤولية والتضحية الازمة لاجل ذالك

فى المقال القادم ..باذن الله سنحاول الربط وكيف نعرف تجبر وضهور فئة على فئة ومضاهر صورتها فى المجتمع بدون الرجوع الى احصائيات للغرض نفسه او لنقل كيف نشخص صورة المجتمع المريض او فى طريق المرض وهذا لاجل الدراسات المستقبلية..وشكرا