كل هذه المهازل ولم يحدث شيء!
أما عن الشعوب وردة فعلها فحدث ولا حرج… أي شعب تريد؟ العراقي ؟ أم الأمريكي؟
هاهم الأكراد وعلى شاكلتهم الأرفاض. ألم تزج بهم أمريكا في محرقة بعد انتهاء حرب السيطرة على الخليج عام 1991؟ ألم تعطيهم بعض السلاح وقالت لهم هيا قوموا بما لم نقم به ونحن من ورائكم سندعمكم. وعندما هاجوا وماجوا وتمركزوا في بؤرة غضب صدام تركتهم ليواجهوا مصيرهم الأسود في زمن قياسي وعدد قتلى قياسي أيضاً.
الجواب نعم. فلماذا إذا قام نفس الأشخاص ونفس الشعب بوضع نفس اليد مع نفس المخادع لأداء نفس الدور؟ (وهم والله أعلم سيلاقون أيضا نفس المصير السابق ولكن بأرقام قياسية مختلفة) ألا يتعلمون ألا يعقلون؟ لماذا ذاكرتهم عن صدام مثل ذاكرة الجمال ( وحقده أيضاً) بينما هم ببراءة الأطفال تجاه الأمريكان؟
أما عن الشعب الأمريكي فأيضاً حدث ولا حرج…
مثبت (وبالوثائق الرسمية!) أن الحكومة هي مدبر تفجير مركز التجارة العالمي عام 1998 في نيويورك. وتسبب في هذه الفضيحة العميل المزدوج (عماد سالم) الذي اخترق بعض الجماعات الإسلامية وأقنعهم بعملية التفجير وساعدهم بالحصول على المتفجرات والمخططات حسب تعليمات الأف بي أي الذين دسوه لهذه المهمة وقالوا له أنهم يريدون أن يقبضوا على هذه الجماعات بالجرم المشهود (متلبسين). ولكن عندما أعطى الأف بي أي عماد سالم صواعق تفجير فعّالة بدل المموهة (الفارغة) ليسلمها للمنفذين ارتاب عماد سالم كثيراً وشك في نوايا الأف بي آي فقام بتسجيل لقائه معهم ليحمي نفسه... وفعلاً وكما توقع انفجرت العبوات ولم يقبض على المنفذين قبل التفجير.
ولم ينهار البرج حينها لأن المنفذين وضعوا السيارة المفخخة أبعد قليلا عن المكان المطلوب الذي هو محدد في الحقيقية من الأف بي آي! وطبعاً أظهر عماد سالم التسجيلات وقد اعترف بها الأف بي آي! وهذا كله مثبت في جلسات المحكمة ! وهي منشورة وليست سراً! هل حدث شيء؟ لا!
بل على العكس درسوا أخطاءهم وقرروا الاعتماد على أنفسهم هذه المرة وعادوا عام 2001 لنفس المكان وبنفس الهدف! ونجحوا هذه المرة في إسقاط البرجين وقتلوا عشرات الآلاف من مواطنيهم. وأشعلوا كل ما ترى الآن...
ومن المدهش أن أدلة إدانتهم هذه المرة (وبراءة القاعدة!) أكثر بكثير من المرة السابقة عام 1998 إلا أن الصمت والتغطية أكبر بكثير من السابق. نعم… الحكومة الأمريكية ولا أحد سواها وبالحجة والبراهين وبثقة 100% وقطعاً ويقيناً.. وعندي من الأدلة القطعية ما هو جدير بأن يخصص له عمل مستقل... فإن سمحت ظروفي أفعل إن شاء الله.
صدقني أعلم ردة فعل الكثير منكم تجاه هذا الموضوع وأعلم أيضاً كل الذي قيل فيه. ولكني أيضاً أعلم ما الذي أقوله تماماً! فالمشكلة الحقيقية هي أن الإنسان عدو ما يجهل.
فلو أن الذي عندي عندكم ما استغربتم من كلامي هذا أبداً لأنه رغم هوله إلا أنه لا يمثل إلا جزئ يسير جداً من الحقيقة. بل إني وللأسف لا أجرؤ على مجرد ذكر كثير من الحقائق هنا وبهذه الطريقة المقتضبة...لأنكم بالتأكيد ستظنون (وأنتم معذورون) أني أهذي أو جننت مما قد يؤثر سلباً على موضوع هذه الصفحة. والله المستعان.
ولكن أقول أتعرفون ما الذي يدهشني حقيقة! ليس هذا العمل أو غيره وليس غباء (أو استغباء) العالم. ولكن الذي كنت وما زلت أجد صعوبة في فهمه حتى الآن هو نوع هذا الشر...إنه مطلق وخالص لدرجة مذهلة حقاً حتى إني وصلت لقناعة مفادها أن التكوين البشرى قاصر عن إدراكه فما بالكم بفعله؟
وبعد هذا الاستطراد بإمكانكم الآن أن تتغاضوا عن القسم الأخير (أي موضوع 2001) ولنبقى في 1998 فقط لأنه مثبت رسمياً. وبالرغم من ذلك ماذا حدث؟ لا شيء!
تستغرب أن حكومة حقوق الإنسان (بل عبادة الشيطان) تقتل مواطنيها؟ نعم! بالتأكيد نسيتم أن الحكومة قتلت في عام 1993 قرب مدينة (واكو) في ولاية (تكساس) 76 شخصاً (من بينهم 26 طفلاً) مستخدمة المدرعات والطائرات ولم يحدث شيء!
ماذا أقول؟ ما قولك هل الرئيس الأمريكي عندهم أهم أم صدام؟
اتهم كلينتون بأنه يقدم تسهيلات لتجارة المخدرات وأنه مرتبط بجرائم قتل بشكل مباشر كما في تحقيق (ستار) وبقي في مكانه. ولعلمهم بسفاهة وقذارة الشعب الأمريكي اختزلت القضية إلى فضيحة مونيكا وملحقاتها ثم انتهى الموضوع ولم يحدث شيء.
بوش ينجح بالتزوير الذي انكشف جزء منه للعالم أجمع في ولاية فلوريدا. حتى أن بعض الدول الصغيرة في أفريقيا أخذت تشمت في أمريكا وتصرح أنها تريد أن ترسل مراقبين للإنتخابات الأمريكية (على غرار ما تكرره أمريكا وتفعله مع دول العالم المستضعفة) ! ماذا كانت ردة الفعل؟ لم يحدث شيء!
فضيحة الاحتيال المالي وسرقة المليارات ثم إعلان الإفلاس في عدة شركات أهمها شركة (إنرون) التي لم يبق أحد تقريباً في الإدارة الأمريكية إلا واشترك فيها … ماذا كانت ردة الفعل؟ لم يحدث شيء!
علناً نهاراً جهاراً تعطى العقود النفطية لشركات بوش وتشيني وكأن أمريكا والعراق إقطاعية …. ولم يحدث شيء.
في بلد يقولون أن دستوره وربه وحياته ومماته هي "الحرية" تنشأ وزارة تحاكي وزارة الداخلية في الدول القمعية وبصلاحيات وقوانين الطوارئ التي منها التنصت دون إذن قضائي وكذلك الاعتقال لأجل غير مسمى لمجرد الإشتباه . أين مقدساتهم ماذا فعلوا لحمايتها؟ لا شيء.
قتل من العلوج الأمريكان الآلاف بالعراق وأفغانستان ثم هاهم يضعوهم في أكياس بلاستيكية ويرموهم في مقابر جماعية ثم يقولون لشعبهم عشرات القتلى فقط. أين أهلهم أين إعلامهم أين حقوقهم وشعاراتهم أين وأين ….
كل هذا ولم يحدث شيء.
شعوبهم كالأنعام بل أضل. يجعجعون كثيراً ربما ولكن في النهاية كل ما يهم الفرد الأمريكي هو شيئين فقط لا ثالث لهما وهما راتبه ثم ملذاته. وهو مستعد لعمل أي شيء مقابل أن لا يتأثر هذان الأمران.
بهذين الشيئين يشترون الشعب الأمريكي. من ذهب منكم لأمريكا يعلم تماماً أنه لا توجد حرية عندهم إلا في شيئين وهما الكلام والسفالة وما عدى ذلك فبلادنا فيها حرية أكثر منهم بكثير.
نحن في زمن عجيب غريب الأرض كلها مسحورة … الغباء والطمس سمة البشر في هذا العصر… و إلا فكيف لأمريكا أن تُعبد وتُعظم بعد أن أذلها ثلة قليلة من ضعاف أهل الأرض في أفغانستان. عورتها انكشفت أمام الجميع!
لقد عَقَلَ بعض العرب في الجاهلية أكثر مما يعقل كثير من سكان عصر الفضائيات والحاسوب. فهاهو الجاهلي مستلق في إحدى الأمسيات يتأمل محاسن الصنم الإله... وإذا بثعلب صغير يقفز هنا وهناك يبحث عن مكان يقضي به حاجته فلم يجد أنسب من الصنم ليبول عليه! فماذا فعل الأعرابي؟ لم يطارد الثعلب ولم يقدم أولاده وأهله وماله قرابين للإله واعتذاراً وترضية. لا! ولأنه لم يكن عنده فضائيات وإعلام ساحر! فكر وقدر ثم قال:
أإله يبول الثُعلبانُ برأسه ؟ لقد ذُلّ من بالت عليه الثعالب!
هذا غيض من فيض. الموضوع يحتاج لبحوث وتوثيق ولكن هذا ما أسعفتني به ذاكرتي…
وبعد هذا تريد أن يهتز البيت الأبيض على افتراض انكشفت كذبة اعتقال صدام؟ هذا سخف!
ما هو مصير الأسير؟
لا يعلم الغيب إلا الله. إن كان هناك أسير أصلاً فأتوقع (وقد أكون مخطئاً) إن الأسير وصل إلى مرحلة لا يمكن للأمريكان أن يقدموه للعامة. لأنهم سيضطرون لحقنة بالكثير من السموم والمخدرات قبل الظهور التي تؤثر على تصرفاته وأفعاله بحيث سيلاحظ أنه غير سوي. ولهذا فأنا متطلع بشغف لأرى كيف سيخرج هؤلاء العلوج من هذه الورطة. سيكون الأمر ممتعاً والله أعلم. وقد يكون تراجيدياً كأن يقتلوه لتنتهي القضية.
وأحب أن أضيف نقطة صغيرة من باب الإنصاف. وهي أن المعتقل وبلا شك من أقرب المقربين لصدام وهو بمثابة الصديق الحميم. وهذا الشخص والحق يقال هو أسد حقيقي. لقد مثل دور صدام في الأخطار ليحميه وهاهو يقع في الذي كان يحمي صدام منه. لا تعتقدوا لحظة أن هذا الشخص هو دمية أو أنه كان يؤدي وظيفة فقط. والله أعلم...
.........................يتبع