الضمير
26-12-2008, 08:30 PM
في منبت الصراع القائم فينا تتبطن الحقائق وتذوب تحت اليات التجاذب والتنافر،فنقسوا على ذواتنا طوعا او على الاخرين كرها، لكان عقولنا بضاعة فيها لغيرنا اكثر مما لنا فيها ،اذ بات العقل الامر الناهي تحت رحمة الغرائز تفعل به ماتشاء،ذلك لان صاحبنا الضمير مات البارحة ،ومراسيم تشييع جنازته اليوم، ومن ثم تعين على كل واحد منا في هذا الماتم-رياءا- ان يدلوا بدلوه ناصحا او واعضا كمايرى هو.
اقترب القلب من العقل، وهمس في اذنه:-
اذكرسيدي انك في كثير من المناسبات التابينية كنت خطيبا ،فهل لك ان تثلج صدورنا اليوم;وهذاالمغفور له منا، ويجب ان نكون كذلك.
العقل :- سئمت من هذه الرسميات، واريد ان ابتهج،فلا تلح علي، لانني احاول ان انسى .
احس العقل حينها بقوة تجثم عليه من كثرة المساءلة فقال:- دعوني وحدي ولانكثروا الكلام ،ثم اشار الى القلب طالبا منه ان يحضر له خمرا او افيونا.
الرئة كانت حاضرة بالمجلس :-سيدي اعارض، لاني لااحتمل الدخان
-لما تعارضين في هذا فقط، والخمرة....!
-لاباس ان كان خمرا.
المعدة:-اح ،اح،اح سيدي انا ايضا احتج عن الخمر فلاباس ان كان افيونا.
العقل :- رويدكما..رويدكما خففا عنكما هذه الحساسية فنحن من قتل الضمير، وانتم تعرفون السبب ،ام تريدون ان اوضح....قاطعه القلب: يا جماعة،ياجماعة نحن هنا لنعزي اهل الفقيد لالنتشاجر.
مسحة من الكابة خيمت كالقمامة،ثم سرعان مانجلت كادت ان تكدر صفو العلاقات لولا جتمية المصير المشترك،نفاق ونفاق لايجسر احد الاتيان به، محبة وتعاطف الامس صار اليوم كراهية، اعتقاد خاطئ ومنطق ابله حين يعد تهذيب اياهم على الصوم والصبر قهر وظلم.
و لئن مات اليوم فلابد ان يكون عيدا لاولهم واخرهم ،يتبادلون فيه كل مالذ وطاب وبالفعل اقيمت لاجل ذلك بروتوكولات وعقدت اجتماعات ووزعت خلالها صنوف الماكولات، حتى انه استدعي لهذا الحفل البهيج الاف من محبي الشهوات ، جاءوا من كل حدب وصوب،شربوا حتى الثمالة وغدا من لايشرب الخمر ياكل او يدخن والذي لاهو من اولائ ولا من هؤلاء يتفرج.
كان الرب الفاشل يتشدق بملء فيه..ثملوني بالخمر لست اخشى عبادا،
اخنقوني افيونا لست اخشى الضميرا، ثم انشد قول الشاعر:- اليوم خمر
وغدا امر.
لم يكفه هذا حتى انه تنطع عن الدين وقال لزجاجته لما تدحرجت:-سيري على بركة الله،فاينمابركت نبني معبدنا ، وقال وقال.....
ومرت السنون وجاء اليوم الموعود اليوم الذي تكبر وتصحوا فيه ضمائرنا، واعلن امام الملا انه ستكون مجاوبة للعقل عم فعل وقيل:مااغباك ايها العقل وما اتفهك حين تفكر بتفكير الساذجين.
بقلم:/بعيجة البشير