مرّت ببالي
11-03-2016, 02:01 PM
كشاف هيا طلق المحيا
أدي إلى الهدى رسالة الفدى
بأيد سفره كرام برره
كشاف هيا هيا يا كشاف
القول منّا يمين
والظن منّا يقين
نأتم بالصالحين
نعتز بالخالدين
من كل جنس من كل دين
كشاف هيا هيا يا كشاف
مرّت ببالي هذه الأبيات تذكرت معها الأيام التي قضيتها في فرقة للكشافة بالحي الذي كنت أقطنه وسني لايتعدى الخامسة عشر.
انطلقنا ذات يوم من احدى ضواحي العاصمة مشيا على الأقدام ، مرتدين الطقم الكشفي الجميل ، متوجهين لمقبرة العاليا في زيارة لقبرالرئيس الراحل هواري بومدين ، وعدنا أيضا سيرا على الأقدام ، وأذكر كيف تورمت قدماي ليلتها وماكان علي سوى إدخالهما
في إناء من المياه الساخنة المملحة وأنا أتأوه من شدة الألم .
كما أتذكر يوما للإنتخابات البلدية بإحدى المتوسطات حيث أوكلت لنا مهمة التنظيم والسهر على راحة الناخب حتى يؤدي واجبه الإنتخابي على أكمل وجه .
عملنا ابتداءا من الساعة السابعة صباحا إلى غاية السابعة مساءا ذكورا وإناثا على قدم وساق كخلية نحل ، ولم نأخذ قسطا من الراحة إلاّ تلك الدقائق التي أخذناها مع وقت الغذاء.
كان الجو حماسيا لدرجة أننا لم نشعر بالتعب .
كان هذا في سبعينات القرن الماضي ، أما اليوم فلا أرى الأولياء يتحمسون لإنظمام أبنائهم للحركة الكشفية للأنها لا ترقى لطموحاتهم ولما فيها من نقائص .
لكني أرى أن الحياد لايخدم مجتمعنا أيا كان المجال ، إن أردنا أن نغير للأحسن علينا أن نلج قلب الحدث ولا نبقى كمتفرجين .
إن الكشافة تقوي العزيمة لدى الفرد ، وتجعل منه فردا صلبا وتغرس فيه الإرادة وحب المجتمع والتفاني في خدمته .
تنزع عنه الأنانية وحب الذات وتعلمه الإعتماد على نفسه ومواجهة الصعاب التي قد تعترضه في حياته .
بقلم : مي بلقيس
بتاريخ : 11-03-2016