أمين الزاوي يصف ياسمينة خضرا بـ"بائع الأحداث"
06-02-2016, 09:47 PM

زهية. م

صحافية مختصة في الشؤون الثقافية


أعاد فضاء "موعد مع الرواية" في أول عدد له أمس بقصر الثقافة فتح النقاش حول "أدب الاستعجال" من خلال ندوة الرواية والإرهاب نشطها كل من أحميدة العياشي، حميد عبد القادر، أمين الزاوي، محمد صاري، وهذا بحضور عدد من الإعلاميين والمهتمين بالأدب.
انتهى النقاش الذي فتح على هامش اللقاء إلى أن الروايات الجزائرية التي تناولت فترة التسعينات حاولت أن تقارب ظاهرة العنف والإرهاب من منظورين أحدهما ذاتي اتخذ من المثقف البطل الرئيسي لهذه الأعمال ومنظور تاريخي حاول فهم الظاهرة وإعادة ربطها بماضي العرب والمسلمين، وأضاف المتحدث في معرض حديثه عن تجربته أن الجيل الذي جاء ما بعد بوجدرة ومحمد ديب حاول مقاربة الظاهرة من منظور علاقتها بالسلطة.

الزاوي لم يتطرق فقط إلى تجربته، لكن أيضا لتجربة زملائه من الكتاب الذين قاربوا ظاهرة الإرهاب مثل بوعلام صنصال الذي ربط بين النازية وما حدث في الجزائر وهذا -حسب الزاوي - ذكاء منه في التسويق لنفسه، وياسمينة خضرا الذي قال الزاوي انه بائع ناجح للأحداث، حيث كتب عن فلسطين والعراق وكابول والقذافي وهذا ينم عن ذكاء أدبي في التسويق.

الزاوي تطرق لتجربته من خلال روايته مثل "اليهودي" الأخيرة في تمنطيط، و"السماء الثامنة" و"قبل الحب بقليل"، حيث قال الروائي أن مشكل الإرهاب والعنف وإقصاء الآخر قائمة في ثقافتنا، لأننا نتعامل مع الدين بسطحية وبدون قراءة تاريخنا بكل سلبياته ومآخذه .

حميد عبد القادر بدا مدافعا عن أدباء جيله من "المستعجلين"، حيث قال ان مصطلح الاستعجال استعمل من قبل بعض الروائيين وليس النقاد كسبة وشتيمة لتكسير الجيل الجديد الذي حاول الوقوف في وجه الظلامية ومواجهة الإقصاء والعنف في الوقت الذي بدا المنتقدون لا يملكون حتى شجاعة إبداء آرائهم.

حميد عبد القادر الذي عاد إلى روايته "الانزلاق" قال ان جيله خرج من معطف أحداث أكتوبر ليجد نفسه في مواجهة مشروع الدولة الدينية فكان من الطبيعي ان تأتي أعماله فيها التزام سياسي دفاعا عن قيم الحداثة و الديمقراطية التي أفرزها انهيار الحزب الواحد.

من جهته احميدة العياشي قال في معرض حديثه عن تجربته "في متاهات" انه حاول الحفر في الطبقات المسكوت عنها في تراثنا والبحث عن جذور الحرب الأهلية التي عرفتها الجزائر وبين تراث اجيال في المنطقة من خلال المقاربة الجمالية اللازمة من اجل تجاوز حالة الشلل التي فرضها الإرهاب، معتبرا أن مصطلح "أدب الاستعجال" لا يعبر بالضرورة عن توصيف الأعمال التي تناولت المرحلة، لأن جمالية النصوص هي الحصن الذي يمنح لأي عمل أدبي شرعيته ومكانته، مشيرا إلى تجارب سابقة في التاريخ مثل كاتب ياسين الذي كتب في عز الثورة رواية تناولت حرب التحرير بجمالية لم يكتبها من جاء بعده بعد مرور زمن عن الحرب.

احميدة العياشي قال انه على الكتاب اليوم الخروج من حرب الحومات الضيقة إلى مجال المناقشة الجادة والمثمرة من اجل التأسيس لمتن إبداعي جزائري صحي.