تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
27-09-2012, 05:07 PM
ذكر إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وذكر من كان في عصره من ملوك العجم
إذ كنا قد ذكرنا من بينه وبين نوح من الآباء وتأريخ السنين التي مضت قبل ذلك وهو إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح
واختلفوا في الموضع الذي كان منه والموضع الذي ولد فيه فقال بعضهم كان مولده بالسوس من أرض الأهواز وقال بعضهم كان مولده ببابل من أرض السواد وقال بعضهم كان بالسواد بناحية كوثى وقال بعضهم كان مولده بالوركاء بناحية الزوابي وحدود كسكر ثم نقله أبوه إلى الموضع الذي كان به نمرود من ناحية كوثى وقال بعضهم كان مولده بحران ولكن أباه تارخ نقله إلى أرض بابل وقال عامة السلف من أهل العلم كان مولد إبراهيم عليه السلام في عهد نمرود بن كوش ويقول عامة أهل الأخبار كان نمرود عاملا للإزدهاق الذي زعم بعض من زعم أن نوحا عليه السلام كان مبعوثا إليه على أرض بابل وما حولها وأما جماعة من سلف العلماء فإنهم يقولون كان ملكا برأسه واسمه الذي هو اسمه فيما قيل زرهى بن طهماسلفان
وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق فيما ذكر لنا والله أعلم أن آزر كان رجلا من أهل كوثى من قرية بالسواد سواد الكوفة وكان إذ ذاك ملك المشرق لنمرود الخاطئ وكان يقال له الهاصر وكان ملكه فيما يزعمون قد أحاط بمشارق الأرض ومغاربها وكان ببابل قال وكان ملكه وملك قومه بالمشرق قبل ملك فارس
قال ويقال لم يجتمع ملك الأرض ولم يجتمع الناس على ملك واحد إلا على ثلاثة ملوك نمرود بن أرغوا وذي القرنين وسليمان بن داود
وقال بعضهم نمرود هو الضحاك نفسه
حدثت عن هشام بن محمد قال بلغنا والله أعلم أن الضحاك هو نمرود وأن إبراهيم خليل الرحمن ولد في زمانه وأنه صاحبه الذي أراد إحراقه
حدثني موسىبن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي صالح وعن أبي مالك عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إن أول ملك ملك في الأرض شرقها وغربها نمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح وكانت
(1/142)
________________________________________
الملوك الذين ملكوا الأرض كلها أربعة نمرود وسليمان بن داود وذو القرنين وبخت نصر مؤمنان وكافران
وقال ابن إسحاق فيما حدثني ابن حميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق فلما أراد الله عز و جل أن يبعث إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن حجة على قومه ورسولا إلى عباده ولم يكن فيما بين نوح وإبراهيم عليهما السلام من نبي قبله إلا هود وصالح فلما تقارب زمان إبراهيم الذي أراد الله تعالى ذكره ما أراد أتى أصحاب النجوم نمرود فقالوا له تعلم أنا نجد في علمنا أن غلاما يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا فلما دخلت السنة التي وصف أصحاب النجوم لنمرود بعث نمرود إلى كل امرأة حبلى بقريته فحبسها عنده إلا ما كان من أم إبراهيم امرأة آزر فإنه لم يعلم بحبلها وذلك أنها كانت جارية حدثة فيما يذكر لم يعرف الحبل في بطنها فجعل لا تلد امرأة غلاما في ذلك الشهر من تلك السنة إلا أمر به فذبح فلما وجدت أم إبراهيم الطلق خرجت ليلا إلى مغارة كانت قريبا منها فولدت فيها إبراهيم عليه السلام وأصلحت من شأنه ما يصنع بالمولود ثم سدت عليه المغارة ثم رجعت إلى بيتها ثم كانت تطالعه في المغارة لتنظر ما فعل فتجده حيا يمص إبهامه يزعمون والله أعلم أن الله جعل رزق إبراهيم عليه السلام فيها ما يجيئه من مصه وكان آزر فيما يزعمون قد سأل أم إبراهيم عن حملها ما فعل فقالت ولدت غلاما فمات فصدقها فسكت عنها وكان اليوم فيما يذكرون على إبراهيم في الشباب كالشهر والشهر كالسنة ولم يمكث إبراهيم عليه السلام في المغارة إلا خمسة عشر شهرا حتى قال لأمه أخرجيني أنظر فأخرجته عشاء فنظر وتفكر في خلق السموات والأرض وقال إن الذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربي مالي إلى غيره ثم نظر في السماء ورأى كوكبا فقال هذا ربي ثم اتبعه ينظر إليه ببصره حتى غاب فلما أفل قال لا أحب الآفلين ثم اطلع للقمر فرآه بازغا فقال هذا ربي ثم اتبعه ببصره حتى غاب فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما دخل عليه النهار وطلعت الشمس رأى عظم الشمس ورأى شيئا هو أعظم نورا من كل شيء رآه قبل ذلك فقال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ( 1 )
ثم رجع إبراهيم إلى أبيه آزر وقد استقامت وجهته وعرف ربه وبرئ من دين قومه إلا أنه لم يبادهم بذلك فأخبره أنه ابنه فأخبرته أم إبراهيم عليه السلام أنه ابنه فأخبرته بما كانت صنعت في شأنه فسر بذلك آزر وفرح فرحا شديدا وكان آزر يصنع أصنام قومه التي يعبدون ثم يعطيها إبراهيم يبيعها فيذهب بها إبراهيم عليه السلام فيما يذكرون فيقول من يشتري ما يضره ولا ينفعه فلا يشتريها منه أحد فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهر فصوب فيه رؤوسها وقال اشربي استهزاء بقومه وبما هم عليه من الضلالة حتى فشا عيبه إياها واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته من غير أن يكون ذلك بلغ نمرود الملك ثم إنه لما بدا لإبراهيم أن يبادي قومه بخلاف ما هم عليه وبأمر الله والدعاء إليه نظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم يقول الله عز و جل فتولوا عنه مدبرين ( 2 ) وقوله إني سقيم ( 2 ) أي طعين أو لسقم كانوا يهربون منه إذا
(1/143)
________________________________________
سمعوا به وإنما يريد إبراهيم أن يخرجوا عنه ليبلغ من أصنامهم الذي يريد فلما خرجوا عنه خالف إلى أصنامهم التي كانوا يعبدون من دون الله فقرب لها طعاما ثم قال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون تعبيرا في شأنها واستهزاء بها
وقال في ذلك غير ابن إسحاق ما حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي صالح وعن أبي مالك عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كان من شأن إبراهيم عليه السلام أنه طلع كوكب على نمرود فذهب بضوء الشمس والقمر ففزع من ذلك فزعا شديدا فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة فسألهم عنه فقالوا يخرج من ملكك رجل يكون على وجهه هلاكك وهلاك ملكك وكان مسكنه ببابل الكوفة فخرج من قريته إلى قرية أخرى فأخرج الرجال وترك النساء وأمر ألا يولد مولود ذكر إلا ذبحه فذبح أولادهم ثم إنه بدت له حاجة في المدينة لم يأمن عليها إلا آزر أبا إبراهيم فدعاه فأرسله فقال له أنظر لا تواقع أهلك فقال له آزر أنا أضن بديني من ذلك فلما دخل القرية نظر إلى أهله فلم يملك نفسه أن وقع عليها فقربها إلى قرية بين الكوفة والبصرة يقال لها أور فجعلها في سرب فكان يتعاهدها بالطعام والشراب ومايصلحها وإن الملك لما طال عليه الأمر قال قول سحرة كذابين ارجعوا إلى بلدكم فرجعوا وولد إبراهيم فكان في كل يوم يمر كأنه جمعة والجمعة كالشهر والشهر كالسنة من سرعة شبابه ونسي الملك ذلك وكبر إبراهيم ولا يرى أن أحدا من الخلق غيره وغير أبيه وأمه فقال أبو إبراهيم لأصحابه إن لي ابنا قد خبأته أفتخافون عليه الملك إن أنا جئت به قالوا لا فأت به فانطلق فأخرجه فلما خرج الغلام من السرب نظر إلى الدواب والبهائم والخلق فجعل يسأل أباه ما هذا فيخبره عن البعير أنه بعير وعن البقرة أنها بقرة وعن الفرس أنه فرس وعن الشاة أنها شاة فقال ما لهؤلاء الخلق بد من أن يكون لهم رب وكان خروجه حين خرج من السرب بعد غروب الشمس فرفع رأسه إلى السماء فإذا هو بالكوكب وهو المشتري فقال هذا ربي فلم يلبث أن غاب فقال أحب الآفلين أي لا أحب ربا يغيب قال ابن عباس وخرج في آخر الشهر فلذلك لم ير القمر قبل الكواكب فلما كان آخر الليل رأى القمر بازغا قد طلع فقال هذا ربي فلما أفل يقول غاب قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما أصبح ورأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما غابت قال الله له أسلم قال قد أسلمت لرب العالمين ثم أتى قومه فدعاهم فقال ياقوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا ( 1 ) يقول مخلصا فجعل يدعو قومه وينذرهم
وكان أبوه يصنع الأصنام فيعطيها ولده فيبيعونها وكان يعطيه فينادي من يشتري ما يضره ولا ينفعه فيرجع إخوته وقد باعوا أصنامهم ويرجع إبراهيم بأصنامه كما هي ثم دعا أباه فقال يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغي عنك شيئا ( 2 ) قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ( 3 ) قال أبدا ثم قال له أبوه يا إبراهيم إن لنا عيدا لو قد خرجت معنا لأعجبك ديننا
(1/144)
________________________________________
فلما كان يوم العيد فخرجوا إليه خرج معهم إبراهيم فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه وقال إني سقيم يقول أشتكي رجلي فتوطئوا رجليه وهو صريع فلما مضوا نادى في آخرهم وقد بقي ضعفي الناس تالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ( 1 ) فسمعوها منه ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة فإذا هو في بهو عظيم مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه أصغر منه بعضها إلى جنب بعض كل صنم يليه أصغر منه حتى بلغوا باب البهو وإذا هم قد صنعوا طعاما فوضعوه بين يدي الآلهة قالوا إذا كان حين نرجع رجعنا وقد باركت الآلهة في طعامنا فأكلنا فلما نظر إليهم إبراهيم عليه السلام وإلى ما بين أيديهم من الطعام قال ألا تأكلون فلما لم تجبه قال مالكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين فأخذ حديدة فبقر كل صنم في حافتيه ثم علق الفأس في عنق الصنم الأكبر ثم خرج فلما جاء القوم إلى طعامهم ونظروا إلى آلهتهم قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ( 2 )
قال أبو جعفر رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق
ثم أقبل عليهم كما قال الله عز و جل ضربا باليمين ( 3 ) ثم جعل يكسرهن بفأس في يده حتى إذا بقي أعظم صنم منها ربط الفأس بيده ثم تركهن فلما رجع قومه رأوا ما صنع بأصنامهم فراعهم ذلك فأعظموه وقالوا من فعل بآلهتنا إنه لمن الظالمين ثم ذكروا فقالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم يعنون فتى يسبها ويعيبها ويستهزىء بها لم نسمع أحدا يقول ذلك غيره وهو الذي نظن هذا بها وبلغ ذلك نمرود وأشراف قومه فقالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون ( 4 ) أي ما يصنع به
فكان جماعة من أهل التأويل منهم قتادة والسدي يقولون في ذلك لعلهم يشهدون عليه أنه هو الذي فعل ذلك وقالوا كرهوا أن يأخذوه بغير بينة
رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق
قال فلما أتى به فاجتمع له قومه عند ملكهم نمرود قالوا أانت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ( 5 ) غضب من أن يعبدوا معه هذه الصغار وهو أكبر منها فكسرهن فارعووا ورجعوا عنه فيما ادعوا عليه من كسرهن إلى أنفسهم فيما بينهم فقالوا لقد ظلمناه وما نراه إلا كما قال ثم قالوا وعرفوا أنها لا تضر ولا تنفع ولا تبطش لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ( 6 ) أي لا يتكلمون فيخبرونا من صنع هذا بها وما تبطش بالأيدي فنصدقك يقول الله عز و جل ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون أي نكسوا على رؤوسهم في الحجة عليهم لإبراهيم حين جادلهم فقال عند ذلك إبراهيم حين ظهرت الحجة عليهم بقولهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ( 7 )
(1/145)
________________________________________
قال وحاجه قومه عند ذلك في الله جل ثناؤه يستوصفونه إياه ويخبرونه أن آلهتهم خير مما يعبد فقال أتحاجوني في الله وقد هدان إلى قوله فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ( 1 ) يضرب لهم الأمثال ويصرف لهم العبر ليعلموا أن الله هو أحق ان يخاف ويعبد مما يعبدون من دونه
قال أبو جعفر ثم إن نمرود فيما يذكرون قال لإبراهيم أرأيت إلهك هذا الذي تعبد وتدعو إلى عبادته وتذكره من قدرته التي تعظمه بها على غيره ما هو قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت فقال نمرود فأنا أحيي وأميت فقال له إبراهيم كيف تحيي وتميت قال أخذ الرجلين قد استوجبا القتل في حكمي فأقتل أحدهما فأكون قد أمته وأعفو عن الآخر فأتركه فأكون قد أحييته فقال له إبراهيم عند ذلك فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ( 2 ) فعرف أنه كما يقول فبهت عند ذلك نمرود ولم يرجع إليه شيئا وعرف أنه لا يطيق ذلك يقول الله عز و جل فبهت الذي كفر ( 2 ) يعني وقعت عليه الحجة
قال ثم إن نمرود وقومه أجمعوا في إبراهيم فقالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ( 3 )
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن الحسن بن دينار عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال تلوت هذه الآية على عبدالله بن عمر فقال أتدري يا مجاهد من ا لذي أشار بتحريق إبراهيم عليه السلام بالنار قال قلت لا قال رجل من أعراب فارس قال قلت يا أبا عبدالرحمن وهل للفرس أعراب قال نعم الكرد هم أعراب فارس فرجل منهم هو الذي أشار بتحريق إبراهيم بالنار
حدثني يعقوب قال حدثنا ابن علية عن ليث عن مجاهد في قوله حرقوه وانصروا آلهتكم قال قالها رجل من أعراب فارس يعني الأكراد
وحدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال أخبرني وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي قال إن اسم الذي قال حرقوه هينون فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
ثم رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق
قال فأمر نمرود بجمع الحطب فجمعوا له صلاب الحطب من أصناف الخشب حتى أن كانت المرأة من قرية إبراهيم فيما يذكر لتنذر في بعض ما تطلب مما تحب أن تدرك لئن أصابته لتحطبن في نار إبراهيم التي يحرق بها احتسابا في دينها حتى إذا أرادوا أن يلقوه فيها قدموه وأشعلوا في كل ناحية من الحطب الذي جمعوا له حتى إذا اشتعلت النار واجتمعوا لقذفه فيها صاحت السماء والأرض وما فيها من الخلق إلا الثقلين فيما يذكرون إلى الله عز و جل صيحة واحدة أي ربنا إبراهيم ليس في أرضك أحد يعبدك غيره يحرق بالنار
(1/146)
________________________________________
فيك فأذن لنا في نصرته فيذكرون والله أعلم أن الله عز و جل حين قالوا ذلك قال إن استغاث بشيء منكم أو دعاه فلينصره فقد أذنت له في ذلك فإن لم يدع غيري فأنا وليه فخلوا بيني وبينه فأنا أمنعه فلما ألقوه فيها قال يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ( 1 ) فكانت كما قال الله عز و جل
وحدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي قال قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ( 2 ) قال فحبسوه في بيت وجمعوا له حطبا حتى أن كانت المرأة لتمرض فتقول لئن عافاني الله لأجمعن حطبا لإبراهيم فلما جمعوا له وأكثروا من الحطب حتى أن كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها وحرها فعمدوا إليه فرفعوه على رأس البنيان فرفع إبراهيم رأسه إلى السماء فقالت السماء والإرض والجبال والملائكة ربنا إبراهيم يحرق فيك فقال أنا أعلم به فإن دعاكم فأغيثوه وقال إبراهيم حين رفع رأسه إلى السماء اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في الأرض ليس في الأرض أحد يعبدك غيري حسبي الله ونعم الوكيل فقذفوه في النار فناداها فقال يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وكان جبرئيل هو الذي ناداها وقال ابن عباس لو لم يتبع بردها سلاما لمات إبراهيم من بردها فلم تبق يومئذ نار في الأرض إلا طفئت ظنت أنها تعنى فلما طفئت النار نظروا إلى إبراهيم فإذا هو رجل آخر معه وإذا رأس إبراهيم في حجره يمسح عن وجهه العرق وذكر أن ذلك الرجل ملك الظل وأنزل الله نارا وانتفع بها بنو آدم فأخرجوا إبراهيم فأدخلوه على الملك ولم يكن قبل ذلك دخل عليه
ثم رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق
قال وبعث الله عز و جل ملك الظل في صورة إبراهيم فقعد فيها إلى جنبه يؤنسه فمكث نمرود أياما لا يشك إلا أن النار قد أكلت إبراهيم وفرغت منه ثم ركب فمر بها وهي تحرق ما جمعوا لها من الحطب فنظر إليها فرأى إبراهيم جالسا فيها إلى جنبه رجل مثله فرجع من مركبه ذلك فقال لقومه لقد رأيت إبراهيم حيا في النار ولقد شبه علي ابنوا لي سرحا يشرف بي على النار حتى أستثبت فبنوا له صرحا فأشرف عليه فأطلع منه إلى النار فرأى إبراهيم جالسا فيها ورأى الملك قاعدا إلى جنبه في مثل صورته فناداه نمرود يا إبراهيم كبير إلهك الذي بلغت قدرته وعزته أن حال بين ما أرى وبينك حتى لم تضرك يا إبراهيم هل تستطيع أن تخرج منها قال نعم قال هل تخشى إن أقمت فيها أن تضرك قال لا قال فقم واخرج منها فقام إبراهيم يمشي فيها حتى خرج منها فلما خرج إليه قال يا إبراهيم من الرجل الذي رأيت معك في مثل صورتك قاعدا إلى جنبك قال ذلك ملك الظل أرسله إلي ربي ليكون معي فيها ليؤنسني وجعلها علي بردا وسلاما فقال نمرود فيما حدثت يا إبراهيم إني مقرب إلى إلهك قربانا لما رأيت من عزته وقدرته ولما صنع بك حين أبيت إلا عبادته وتوحيده إني ذابح له أربعة آلاف بقرة فقال له إبراهيم إذا لا يقبل الله منك ما كنت على شيء من دينك هذا حتى تفارقه إلى ديني فقال يا إبراهيم لا أستطيع ترك ملكي ولكني سوف أذبحها له فذبحها نمرود ثم كف عن إبراهيم ومنعه الله عز و جل منه
حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن الحارث عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال إن
(1/147)
________________________________________
أحسن شيء قاله أبو إبراهيم لما رفع عنه الطبق وهو في النار وحده يرشح جبينه فقال عند ذلك نعم الرب ربك يا إبراهيم
حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا معتمر بن سليمان التيمي عن بعض أصحابه قال جاء جبرئيل إلى إبراهيم عليه السلام وهو يوثق ويقمط ليلقى في النار قال يا إبراهيم ألك حاجة قال أما إليك فلا
حدثني أحمد بن المقدام قال حدثني المعتمر قال سمسعت أبي قال حدثنا قتادة عن أبي سليمان قال ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه
قال أبو جعفر رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق قال واستجاب لإبراهيم عليه السلام رجال من قومه حين رأوا ما صنع الله به على خوف من نمرود وملئهم فآمن له لوط وكان ابن أخيه وهو لوط بن هاران بن تارخ وهاران هو أخو إبراهيم وكان لهما أخ ثالث يقال له ناحور بن تارخ فهاران أبو لوط وناحور أبو بتويل بتويل أبو لابان وربقا ابنة بتويل امرأة إسحاق بن إبراهيم أم يعقوب وليا وراحيل زوجتا يعقوب ابنتا لابان وآمنت به سارة وهي ابنة عمه وهي سارة بنت هاران الأكبر عم إبراهيم وكانت لها أخت يقال لها ملكا امرأة ناحور
وقد قيل إن سارة كانت ابنة ملك حران
ذكر من قال ذلك
حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي قال انطلق إبراهيم ولوط قبل الشأم فلقي إبراهيم سارة وهي ابنة ملك حران وقد طعنت على قومها في دينهم فتزوجها على ألا يغيرها ودعا إبراهيم أباه آزر إلى دينه فقال له يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا فأبى أبوه الإجابة إلى ما دعاه إليه ثم إن إبراهيم ومن كان معه من أصحابه الذين اتبعوا أمره أجمعوا لفراق قومهم فقالوا إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم أيها المعبودون من دون الله وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا أيها العابدون حتى تؤمنوا بالله وحده ( 1 ) ثم خرج إبراهيم مهاجرا إلى ربه وخرج معه لوط مهاجرا وتزوج سارة ابنة عمه فخرج بها معه يلتمس الفرار بدينه والأمان على عبادة ربه حتى نزل حران فمكث بها ما شاء الله أن يمكث ثم خرج منها مهاجرا حتى قدم مصر وبها فرعون من الفراعنة الأولى وكانت سارة من أحسن الناس فيما يقال وكانت لا تعصى إبراهيم شيئا وبذلك أكرمها الله عز و جل فلما وصفت لفرعون ووصف له حسنها وجمالها أرسل إلى إبراهيم فقال ما هذه المرأة التي معك قال هي أختي وتخوف إبراهيم إن قال هي امرأتي أن يقتله عنها فقال لإبراهيم زينها ثم أرسلها إلي حتى أنظر إليها فرجع إبراهيم إلى سارة وأمرها فتهيأت ثم أرسلها إليه فأقبلت حتى دخلت عليه فلما قعدت إليه تناولها بيده فيبست إلى صدره فلما رأى ذلك فرعون أعظم أمرها وقال ادعي الله أن يطلق عني فوالله لا أريبك ولأحسنن إليك قالت اللهم إن كان صادقا فأطلق يده فأطلق الله يده فردها إلى
(1/148)
________________________________________
إبراهيم ووهب لها هاجر جارية كانت له قبطية
حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثني هشام عن محمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام غير ثلاث ثنتين في ذات الله قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وبينا هو يسير في أرض جبار من الجبابرة إذ نزل منزلا فأتى الجبار رجل فقال إن في أرضك أو قال ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فجاء فقال ما هذه المرأة منك قال هي أختي قال اذهب فأرسل بها إلي فانطلق إلى سارة فقال إن هذا الجبار قد سألني عنك فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني عنده فإنك أختي في كتاب الله فإنه ليس في الأرض مسلم غيري وغيرك قال فانطلق بها وقام إبراهيم عليه السلام يصلي قال فلما دخلت عليه فرآها أهوى إليها وذهب يتناولها فأخذ أخذا شديدا فقال ادعي الله ولا أضرك فدعت له فأرسل فأهوى إليها فذهب يتناولها فأخذ أخذ شديدا فقال ادعي الله ولا أضرك فدعت له فأرسل ثم فعل ذلك الثالثة فأخذ فذكر مثل المرتين فأرسل قال فدعا أدنى حجابه فقال إنك لم تأتني بإنسان ولكنك أتيتني بشيطان أخرجها وأعطها هاجر فأخرجت وأعطيت هاجر فأقبلت بها فلما أحس إبراهيم بمجيئها انفتل من صلاته فقال مهيم فقالت كفى الله كيد الفاجر الكافر وأخدم هاجر
قال محمد بن سيرين فكان أبو هريرة إذا حدث هذا الحديث يقول فتلك أمكم يا بني ماء السماء
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لم يقل إبراهيم شيئا قط لم يكن إلا ثلاثا قوله إني سقيم لم يكن به سقم وقوله بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون وقوله لفرعون حين سأله عن سارة فقال من هذه المرأة معك قال أختي قال فما قال إبراهيم عليه السلام شيئا قط لم يكن إلا ذلك
حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا أبو الزناد عن عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث ثم ذكر نحوه
حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثني هشام عن محمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لم يكذب إبراهيم غير ثلاث ثنتين في ذات الله قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله في سارة هي أختي
حدثني ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن المسيب بن رافع عن أبي هريرة قال ما كذب إبراهيم عليه السلام غير ثلاث كذبات قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وإنما قاله موعظة وقوله حين سأله الملك فقال أختي لسارة وكانت امرأته
حدثني يعقوب قال حدثني ابن علية عن أيوب عن محمد قال إن إبراهيم لم يكذب إلا ثلاث كذبات ثنتان في الله وواحدة في ذات نفسه وأما الثنتان فقوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقصته في سارة وذكر قصتها وقصة الملك
(1/149)
________________________________________
قال أبو جعفر رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق
قال وكانت هاجر جارية ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيم وقالت إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعل الله يرزقك منها ولدا وكانت سارة قد منعت الولد فلا تلد لإبراهيم حتى أسنت وكان إبراهيم قد دعا الله أن يهب له من الصالحين وأخرت الدعوة حتى كبر إبراهيم وعقمت سارة ثم إن إبراهيم وقع على هاجر فولدت له إسماعيل عليهما السلام
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن الزهري عن عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال سألت الزهري ما الرحم التي ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم لهم قال كانت هاجر أم إسماعيل منهم فيزعمون والله أعلم أن سارة حزنت عند ذلك على ما فاتها من الولد حزنا شديدا وقد كان إبراهيم خرج من مصر إلى الشام وهاب ذلك الملك الذي كان بها وأشفق من شره حتى قدمها فنزل السبع من أرض فلسطين وهي برية الشام ونزل لوط بالمؤتفكة وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة وأقرب من ذلك فبعثه الله عز و جل نبيا وأقام إبراهيم فيما ذكر لي بالسبع فاحتفر به بئرا واتخذ به مسجدا فكان ما تلك البئر معينا طاهرا فكانت غنمه تردها ثم إن أهلها آذوه فيها ببعض الأذى فخرج منها حتى نزل بناحية من أرض فلسطين بين الرملة وإيليا ببلد يقال له قط أو قط فلما خرج من بين أظهرهم نضب الماء فذهب واتبعه أهل السبع حتى أدركوه وندموا على ما صنعوا وقالوا أخرجنا من بين أظهرنا رجلا صالحا فسألوه أن يرجع إليهم فقال ما أنا براجع إلى بلد أخرجت منه قالوا له فإن الماء الذي كنت تشرب منه ونشرب معك منه قد نضب فذهب فأعطاهم سبع أعنز من غنمه فقال اذهبوا بها معكم فإنكم لو قد أوردتموها البئر قد ظهر الماء حتى يكون معينا طاهرا كما كان فاشربوا منها فلا تغترفن منها امرأة حائض فخرجوا بالإعنز فلما وقفت على البئر ظهر إليها الماء فكانو يشربون منها وهي على ذلك حتى أتت امرأة طامث فاغترفت منها فنكص ماؤها إلى الذي هو عليه اليوم ثم ثبت
قال وكان إبراهيم يضيف من نزل به وكان الله عز و جل قد أوسع عليه وبسط له في الرزق والمال والخدم فلما أراد الله عز و جل هلاك قوم لوط بعث إليه رسله يأمرونه بالخروج من بين أظهرهم وكانوا قد عملوا من الفاحشة ما لم يسبقهم به أحد من العالمين مع تكذبيبهم نبيهم وردهم عليه ما جاءهم به من النصيحة من ربهم وأمرت الرسل أن ينزلوا على إبراهيم وأن يبشروه وسارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فلما نزلوا على إبراهيم وكان الضيف قد حبس عنه خمس عشرة ليلة حتى شق ذلك عليه فيما يذكرون لا يضيفه أحد ولا يأتيه فلما رآهم سر بهم رأى ضيفا لم يضفه مثلهم حسنا وجمالا فقال لا يخدم هؤلاء القوم أحد إلا أنا بيدي فخرج إلى أهله فجاء كما قال الله عز و جل بعجل سمين ( 1 ) قد حنذه والحناذ الإنضاج يقول الله جل ثناؤه جاء بعجل حنيذ ( 2 ) فقربه إليهم فأمسكوا أيديهم عنه فلما رأى
(1/150)
________________________________________
أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة حين لم يأكلوا من طعامه قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته سارة قائمة فضحكت لما عرفت من أمر الله عز و جل ولما تعلم من قوم لوط فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ( 1 ) بابن وبابن ابن فقالت وصكت وجهها يقال ضربت على جبينها يا ويلتي أألد وأنا عجوز إلى قوله إنه حميد مجيد ( 2 ) وكانت سارة يومئذ فيما ذكر لي بعض أهل العلم ابنة تسعين سنة وإبراهيم ابن عشرين ومائة سنة فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى بإسحاق ويعقوب ولد من صلب إسحاق وأمن ما كان يخاف قال الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء ( 3 )
حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال أخبرني وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي قال ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ستة عشرة سنة وذبح إسحاق وهو ابن سبع سنين وولدته سارة وهي ابنة تسعين سنة وكان مذبحه من بيت إيليا على ميلين فلما علمت سارة بما أراد بإسحاق مرضت يومين وماتت اليوم الثالث وقيل ماتت سارة وهي ابنة مائة وسبع وعشرين سنة
حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي قال بعث الله الملائكة لتهلك قوم لوط فأقبلت تمشي في صورة رجال شباب حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه فلما رآهم إبراهيم أجلهم فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فذبحه ثم شواه في الرضف وهو الحنيذ حين شواه وأتاهم فقعد معهم وقامت سارة تخدمهم فذلك حين يقول جل ثناؤه وامرأته قائمة وهو جالس ( 4 ) في قراءة ابن مسعود فلما قربه إليهم قال ألا تأكلون قالوا يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاما إلا بثمن قال فإن لهذا ثمنا قالوا وما ثمنه قال تذكرون اسم الله على أوله وتحمدونه على آخره فنظر جبرئيل إلى ميكائيل فقال حق لهذا أن يتخذه ربه خليلا فلما رأى أيديهم لا تصل إليه يقول لا يأكلون نكرهم وأوجس منهم خيفة ( 5 ) فلما نظرت إليه سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ضحكت وقالت عجبا لأضيافنا هؤلاء إنا نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يأكلون طعامنا
(1/151
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
27-09-2012, 07:25 PM
ذكر أمر بناء البيت
قال ثم إن الله عز و جل أمر إبراهيم بعد ما ولد له إسماعيل وإسحاق فيما ذكر ببناء بيت له يعبد فيه ويذكر فلم يدر إبراهيم في أي موضع يبني إذ لم يكن بين له ذلك فضاق بذلك ذرعا فقال بعض أهل العلم بعث الله إليه السكينة لتدله على موضع البيت فمضت به السكينة ومع إبراهيم هاجر زوجته وابنه إسماعيل وهو طفل صغير
وقال بعضهم بل بعث الله إليه جبرئيل عليه السلام حتى دله على موضعه وبين له ما ينبغي أن يعمل
ذكر من قال الذي بعثه الله إليه لذلك السكينة
حدثنا هناد بن السري قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة أن رجلا قام إلى علي بن أبي طالب فقال ألا تخبرني عن البيت أهو أول بيت وضع في الأرض فقال لا ولكنه أول بيت وضع في البركة مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا وإن شئت أنبأتك كيف بني إن الله عز و جل أوحى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا في الأرض فضاق إبراهيم بذلك ذرعا فأرسل عز و جل السكينة وهي ريح خجوج ولها رأسان فاتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت إلى مكة فتطوت على موضع البيت كتطوي الحية وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة فبنى إبراهيم وبقي حجر فذهب الغلام يبني شيئا فقال إبراهيم أبغني حجرا كما آمرك فانطلق الغلام يلتمس له حجرا فأتاه به فوجده قد ركب الحجر الأسود في مكانه فقال يا أبت من أتاك بهذا الحجر فقال أتاني به من لم يتكل على بنائك أتاني به جبرئيل من السماء فأتماه
حدثنا ابن بشار وابن المثنى قالا حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي عليه السلام قال لما أمر إبراهيم ببناء البيت خرج معه إسماعيل وهاجر فلما قدم مكة رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلمه وقال يا إبراهيم ابن على ظلي أو على قدري ولا تزد ولا تنقص فلما بنى خرج وخلف إسماعيل وهاجر فقالت هاجر يا إبراهيم إلى من تكلنا قال إلى الله قالت انطلق فإنه لا يضيعنا قال فعطش إسماعيل عطشا شديدا فصعدت هاجر إلى الصفا فنظرت فلم تر شيئا ثم أتت المروة فنظرت فلم تر شيئا ثم رجعت إلى الصفا فنظرت فلم تر شيئا حتى فعلت ذلك سبع مرات فقالت يا إسماعيل مت حيث لا أراك فأتته وهو يفحص برجله من العطش فناداها جبرائيل فقال من أنت قالت أنا هاجر أم ولد إبراهيم قال إلى من وكلكما قالت وكلنا إلى
(1/152)
________________________________________
الله قال وكلكما إلى كاف قال ففحص الغلام الأرض بإصبعه فنبعت زمزم فجعلت تحبس الماء فقال دعيه فإنها رواء
حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي قال لما عهد الله إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين انطلق إبراهيم حتى أتى مكة فقام هو وإسماعيل وأخذ المعاول لا يدريان أين البيت فبعث الله عز و جل ريحا يقال لها ريح الخجوج لها جناحان ورأس في صورة حية فكنست لهما ما حول الكعبة عن أساس البيت الأول واتبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الأساس فذلك حين يقول عز و جل وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ( 1 )
وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن الحسن بن عمارة عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان يقول لما أمر الله إبراهيم بعمارة البيت والأذان بالحج في الناس خرج من الشام ومعه ابنه إسماعيل وأم إسماعيل هاجر وبعث الله معه السكينة وهي ريح لها لسان تكلم به يغدو معها إبراهيم إذا غدت ويروح معها إذا راحت حتى انتهت به إلى مكة فلما أتت موضع البيت استدارت به ثم قالت لإبراهيم ابن علي ابن علي ابن علي فوضع إبراهيم الأساس ورفع البيت هو وإسماعيل حتى انتهيا إلى موضع الركن قال إبراهيم لإسماعيل يا بني ابغ لي حجرا أجعله علما للناس فجاءه بحجر فلم يرضه وقال ابغني غير هذا فذهب إسماعيل ليلتمس له حجرا فجاءه وقد أتي بالر كن فوضعه في موضعه فقال يا أبت من جاءك بهذا الحجر قال من لم يكلني إليك يا بني
وقال آخرون إن الذي خرج مع إبراهيم من الشام لدلالته على موضع البيت جبرئيل عليه السلام وقالوا كان إخراجه هاجر وإسماعيل إلى مكة لما كان من غيرة سارة بسبب ولادة هاجر منه إسماعيل
ذكر من قال ذلك
حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي بالإسناد الذي قد ذكرناه أن سارة قالت لإبراهيم تسر هاجر فقد أذنت تك فوطئها فحملت بإسماعيل ثم إنه وقع على سارة فحملت بإسحاق فلما ولدته وكبر اقتتل هو وإسماعيل فغضبت سارة على أم إسماعيل وغارت عليها فأخرجتها ثم إنها دعتها فأدخلتها ثم غضبت أيضا فأخرجتها ثم أدخلتها وحلفت لنقطعن منها بضعة فقالت أقطع أنفها أقطع أذنها فيشينها ذلك ثم قالت لا بل أخفضها فقطعت ذلك منها فاتخذت هاجر عند ذلك ذيلا تعفي به عن الدم فلذلك خفضت النساء واتخذت ذيولا ثم قالت لا تساكني في بلد وأوحى الله إلى إبراهيم أن يأتي مكة وليس يومئذ بمكة بيت فذهب بها إلى مكة وابنها فوضعهما وقالت له هاجر إلى من تركتنا ها هنا ثم ذكر خبرها وخبر ابنها
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثنا عبدالله بن أبي نجيح عن مجاهد وغيره من أهل العلم أن الله عز و جل لما بوأ لإبراهيم مكان البيت ومعالم الحرم فخرج وخرج معه جبرئيل
(1/153)
________________________________________
يقال كان لا يمر بقرية إلا قال بهذه أمرت يا جبرئيل فيقول جبرئيل امضه حتى قدم به مكة وهي إذ ذاك عصاه سلم وسمر وبها أناس يقال لهم العماليق خارج مكة وما حولها والبيت يومئذ ربوة حمراء مدرة فقال إبراهيم لجبرئيل أها هنا أمرت أن أضعهما قال نعم فعمد بهما إلى موضع الحجر فأنزلهما فيه وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشا فقال ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم إلى لعلهم يشكرون ( 1 ) ثم انصرف إلى أهله بالشام وتركهما عند البيت قال فظمىء إسماعيل ظمأ شديدا فالتمست له أمه ماء فلم تجده فاستسمعت هل تسمع صوتا لتلتمس له شرابا فسمعت كالصوت عند الصفا فأقبلت حتى قامت عليه فلم تر شيئا ثم سمعت صوتا نحو المروة فأقبلت حتى قامت عليه فلم تر شيئا ويقال بل قامت على الصفا تدعو الله وتستغيثه لإسماعيل ثم عمدت إلى المروة ففعلت ذلك ثم إنها سمعت أصوات سباع الوادي نحو إسماعيل حيث تركته فأقبلت إليه تشتد فوجدته يفحص الماء بيده من عين قد انفجرت من تحت يده فشرب منها وجاءتها أم إسماعيل فجعلتها حسيا ثم استقت منها في قربتها تذخره لإسماعيل فلولا الذي فعلت ما زالت زمزم معينا طاهرا ماؤها أبدا قال مجاهد ولم نزل نسمع أن زمزم هزمة جبرئيل بعقبه لإسماعيل حين ظمىء
حدثني يعقوب بن إبراهيم والحسن بن محمد قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب قال نبئت عن سعيد بن جبير أنه حدث عن ابن عباس أن أول من سعى بين الصفا والمروة لإم إسماعيل وأن اول من أحدث من نساء العرب جر الذيول لأم إسماعيل قال لما فرت من سارة أرخت ذيلها لتعفي أثرها فجاء بها إبراهيم ومعها إسماعيل حتى انتهى بهما إلى موضع البيت فوضعهما ثم رجع فاتبعته فقالت إلى أي شيء تكلنا إلى طعام تكلنا إلى شراب تكلنا لا يرد عليها شيئا فقالت ألله أمرك بهذا قال نعم قالت إذا لا يضيعنا قال فرجعت ومضى حتى إذا استوى على ثنية كداء أقبل على الوادي فقال ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم الآية قال ومع الإنسانة شنة فيها ماء فنفذ الماء فعطشت فانقطع لبنها فعطش الصبي فنظرت أي الجبال أدنى إلى الأرض فصعدت ا لصفا فتسمعت هل تسمع صوتا أو ترى أنيسا فلم تسمع شيئا فانحدرت فلما أتت على الوادي سعت وما تريد السعي كالإنسان المجهود الذي يسعى وما يريد السعي فنظرت أي الجبال أدنى إلى الأرض فصعدت المروة فتسمعت هل تسمع صوتا أو ترى أنيسا فسمعت صوتا فقالت كالإنسان الذي يكذب سمعه صه حتى استيقنت فقالت قد أسمعتني صوتك فأغثني فقد هلكت وهلك من معي فجاء الملك بها حتى انتهى بها إلى موضع زمزم فضرب بقدمه ففارت عينا فعجلت الإنسانة تفرغ في شنتها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم رحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكانت زمزم عينا معينا
وقال لها الملك لا تخافي الظمأ على أهل هذا البلد فإنها عين يشرب ضيفان الله منها وقال إن أبا هذا الغلام سيجيء فيبنيان لله بيتا هذا موضعه
قال ومرت رفقة من جرهم تريد الشام فرأوا الطير على الجبل فقالوا إن هذا الطير لعائف على ماء فهل علمتم بهذا الوادي من ماء فقالوا لا فأشرفوا فإذا هم بالإنسانة فأتوها فطلبوا إليها أن ينزلوا معها
(1/154)
________________________________________
فأذنت لهم قال وأتى عليها ما يأتي على هؤلاء الناس من الموت فماتت وتزوج إسماعيل امرأة منهم فجاء إبراهيم فسأل عن منزل إسماعيل حتى دل عليه فلم يجده ووجد امرأة له فظة غليظة فقال لها إذا جاء زوجك فقولي له جاء ها هنا شيخ من صفته كذا وكذا وأنه يقول لك إني لا أرضى لك عتبة بابك فحولها وانطلق فلما جاء إسماعيل أخبرته فقال ذلك أبي وأنت عتبة بابي فطلقها وتزوج امرأة أخرى منهم وجاء إبراهيم حتى انتهى إلى منزل إسماعيل فلم ويجده ووجد امرأة له سهلة طليقة فقال لها أين انطلق زوجك فقالت انطلق إلى الصيد قال فما طعامكم قالت اللحم والماء قال اللهم بارك لهم في لحمهم ومائهم ثلاثا وقال لها إذا جاء زوجك فأخبريه قولي له جاء ها هنا شيخ من صفته كذا وكذا وإنه يقول لك قد رضيت لك عتبة بابك فأثبتها فلما جاء إسماعيل أخبرته قال ثم جاء الثالثة فرفعا القواعد من البيت
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا يحيى بن عباد قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء إبراهيم نبي الله بإسماعيل وهاجر فوضعهما بمكة في موضع زمزم فلما مضى نادته هاجر يا إبراهيم إنما أسألك ثلاث مرات من أمرك أن تضعني بأرض ليس فيها زرع ولا ضرع ولا أنيس ولا ماء ولا زاد قال ربي أمرني قالت فإنه لن يضيعنا قال فلما قفا إبراهيم قال ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن يعني من الحزن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء ( 1 ) فلما ظمىء إسماعيل جعل يدحص الأرض بعقبه فذهبت هاجر حتى علت الصفا والوادي يومئذ لاخ يعني عمبق فصعدت الصفا فأشرفت لتنظر هل ترى شيئا فلم تر شيئا فانحدرت فبلغت الوادي فسعت فيه حتى خرجت منه فأتت المروة فصعدت فاستشرفت هل ترى شيئا فلم تر شيئا ففعلت ذلك سبع مرات ثم جاءت من المروة إلى إسماعيل وهو يدحص الأرض بعقبه وقد نبعت العين وهي زمزم فجعلت تفحص الأرض بيدها عن الماء وكلما اجتمع ماء أخذته بقدحها فأفرغته في سقائها قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم يرحمها الله لو تركتها لكانت عينا سائحة تجري إلى يوم القيامة
قال وكانت جرهم يومئذ بواد قريب من مكة قال ولزمت الطير الوادي حين رأت الماء فلما رأت جرهم الطير لزمت الوادي قالوا ما لزمته إلا وفيه ماء فجاؤوا إلى هاجر فقالوا لو شئت كنا معك وآنسناك والماء ماؤك قالت نعم فكانوا معها حتى شب إسماعيل وماتت هاجر فتزوج إسماعيل امرأة من جرهم قال فاستأذن إبراهيم سارة أن يأتي هاجر فأذنت له وشرطت عليه ألا ينزل وقدم إبراهيم وقد ماتت هاجر إلى بيت إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك قالت ليس ها هنا ذهب يتصيد وكان إسماعيل يخرج من الحرم فيتصيد ثم يرجع فقال إبراهيم هل عندك ضيافة هل عندك طعام أو شراب قالت ليس عندي وما عندي أحد قال إبراهيم إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وقولي له فليغير عتبة بابه وذهب إبراهيم وجاء إسماعيل فوجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالت جاءني شيخ صفته كذا وكذا كالمستخفة بشأنه قال فما قال لك قالت قال لي أقرئي زوجك السلام وقولي له فليغير عتبة بابه فطلقها وتزوج أخرى فلبث إبراهيم ما شاء الله أن يلبث ثم استأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له واشترطت عليه ألا ينزل فجاء إبراهيم حتى انتهى إلى باب إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك قالت
(1/155)
________________________________________
ذهب يتصيد وهو يجيء الآن إن شاء الله فانزل يرحمك الله قال لها هل عندك ضيافة قالت نعم قال هل عندك خبز أو بر أو شعير أو تمر قال فجاءت باللبن واللحم فدعا لهما بالبركة فلو جاءت يومئذ بخبز أو بر أو شعير أو تمر لكانت أكثر أرض الله برا وشعيرا وتمرا فقالت انزل حتى أغسل رأسك فلم ينزل فجاءته بالمقام فوضعته عن شقه الأيمن فوضع قدمه عليه فبقي أثر قدمه عليه فغسلت شق رأسه الأيمن ثم حولت المقام إلى شقه الأيسر فقال لها إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وقولي له قد استقامت عتبة بابك فلما جاء إسماعيل وجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالت نعم شيخ أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا فقال لي كذا وكذا وقلت له كذا وكذا وغسلت رأسه وهذا موضع قدميه على المقام قال وما قال لك قالت قال لي إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وقولي له قد استقامت عتبة بابك قال ذلك إبراهيم فلبث ما شاء الله أن يلبث وأمره الله عز و جل ببناء البيت فبناه هو وإسماعيل فلما بنياه قيل وأذن في الناس بالحج ( 1 ) فجعل لا يمر بقوم إلا قال يا أيها الناس إنه قد بني لكم بيت فحجوه فجعل لا يسمعه أحد لا صخرة ولا شجرة ولا شيء إلا قال لبيك اللهم لبيك قال وكان بين قوله ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم وبين قوله الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ( 2 ) كذا وكذا عاما لم يحفظ عطاء
حدثني محمد بن سنان قال حدثنا عبيد الله بن عبدالمجيد أبو علي الحنفي قال أخبرنا إبراهيم بن نافع قال سمعت كثير بن كثير يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء يعني إبراهيم فوجد إسماعيل يصلح نبلا له من وراء زمزم فقال إبراهيم يا إسماعيل إن ربك قد أمرني أن أبني له بيتا فقال له إسماعيل فأطع ربك فيما أمرك فقال إبراهيم قد أمرك أن تعينني عليه قال إذا أفعل قال فقام معه فجعل إبراهيم يبنيه وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ( 3 ) فلما ارتفع البنيان وضعف الشيخ عن رفع الحجارة قام على حجر وهو مقام إبراهيم فجعل يناوله ويقولان تقبل منا إنك أنت السميع العليم ( 4 )
فلما فرغ إبراهيم من بناء البيت الذي أمره الله عز و جل ببنائه أمره الله أن يؤذن ي الناس بالحج فقال له وإذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( 4 ) فقال إبراهيم فيما ذكر لنا ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له إذن في الناس بالحج قال يا رب وما يبلغ صوتي قال أذن وعلي البلاغ فنادى إبراهيم يأيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق قال فسمعه ما بين السماء والأرض أفلا ترى الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبون
حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما بنى إبراهيم البيت أوحى الله عز و جل إليه أن أذن في الناس بالحج قال فقال إبراهيم ألا إن ربكم قد اتخذ بيتا وأمركم أن تحجوه فاستجاب له ما سمعه من شيء من حجر أو
(1/156)
________________________________________
شجر أو أكمة أو تراب أو شيء لبيك اللهم لبيك
حدثنا ابن حميد قال حدثنا يحيى بن واضح قال حدثنا الحسين بن واقد عن أبي الزبير عن مجاهد عن ابن عباس قوله وأذن في الناس بالحج قال قام إبراهيم عليه السلام خليل الله على الحجر فنادى يأيها الناس كتب عليكم الحج فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء فأجابه من آمن ممن سبق في علم الله أن يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك
حدثنا ابن بشار حدثنا عبدالرحمن قال حدثنا سفيان عن سلمة عن مجاهد قال قيل لإبراهيم أذن في الناس بالحج فقال يا رب كيف أقول قال قل لبيك اللهم لبيك قال فكانت أول التلبية
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمر بن عبدالله بن عروة أن عبدالله بن الزبير قال لعبيد بن عمير الليثي كيف بلغك أن إبراهيم دعا إلى الحج قال بلغني أنه لما رفع هو وإسماعيل قواعد البيت وانتهى إلى ما أراد الله من ذلك وحضر الحج استقبل اليمن فدعا إلى الله وإلى حج بيته فأجيب أن لبيك اللهم لبيك ثم استقبل المشرق فدعا إلى الله وإلى حج بيته فأجيب أن لبيك اللهم ثم إلى المغرب فدعا إلى الله وإلى حج بيته فأجيب أن لبيك اللهم لبيك ثم إلى الشام فدعا إلى الله عز و جل وإلى حج بيته فأجيب أن لبيك اللهم لبيك ثم خرج بإسماعيل وهو معه يوم التروية فنزل به منى ومن معه من ا لمسلمين فصلى بهم الظهر والعصر والمغر ب والعشاء الآخرة ثم بات بهم حتى أصبح فصلى بهم صلاة الفجر ثم غدا بهم إلى عرفة فقال بهم هنالك حتى إذا مالت الشمس جمع بين الصلاتين الظهر والعصر ثم راح بهم إلى الموقف من عرفة فوقف بهم على الأراك وهو الموقف من عرفة الذي يقف عليه الإمام يريه ويعلمه فلما غربت الشمس دفع به وبمن معه حتى أتى المزدلفة فجمع فيها بين الصلاتين المغرب والعشاء الآخرة ثم بات بها وبمن معه حتى إذا طلع الفجر صلى بهم صلاة الغداة ثم وقف به على قزح من المزدلفة فيمن معه وهو الموقف الذي يقف به الإمام حتى إذا أسفر دفع به وبمن معه يريه ويعلمه كيف يصنع حتى رمى الجمرة الكبرى وأراه المنحر من منى ثم نحر وحلق ثم أفاض به من منى ليريه كيف يطوف ثم عاد به إلى منى ليريه كيف يرمي الجمار حتى فرغ له من الحج وأذن به في الناس
قال أبو جعفر وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعن بعض أصحابه أن جبرئيل هو الذي كان يري إبراهيم المناسك إذا حج
ذكر الرواية بذلك عن رسول الله
حدثنا أبو كريب قال حدثنا عبيد الله بن موسى وحدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا ابن أبي ليلى عن ابن أبي مليكة عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أتى جبرئيل إبراهيم يوم التروية فراح به إلى منى فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر يمنى ثم غدا به إلى عرفات فأنزله الأراك أو حيث ينزل الناس فصلى به الصلاتين جميعا الظهر والعصر ثم وقف به حتى إذا كان كأعجل ما يصلي أحد من الناس المغرب أفاض حتى أتى به جميعا فصلى به الصلاتين جمعا المغرب والعشاء ثم أقام حتى إذا كان كأعجل ما يصلي أحد من الناس الفجر صلى به ثم وقف حتى إذا
(1/157)
________________________________________
كان كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين الفجر أفاض به إلى منى فرمى الجمرة ثم ذبح وحلق ثم أفاض إلى البيت ثم أوحى الله عز و جل إلى محمد صلى الله عليه و سلم أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ( 1 )
حدثنا أبو كريب قال حدثنا عمران بن محمد بن أبي ليلى قال حدثني أبي عن عبدالله بن أبي مليكة عن عبدالله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه و سلم نحوه
ثم إن الله تعالى ذكره ابتلى خليله إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه
واختلف السلف من علماء أمة نبينا صلى الله عليه و سلم في الذي أمر إبراهيم بذبحه من ابنيه فقال بعضهم هو إسحاق بن إبراهيم وقال بعضهم هو إسماعيل بن إبراهيم وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم كلا القولين لو كان فيهما صحيح لم نعده إلى غيره غير أن الدليل من القرآن على صحة الرواية التي رويت عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال هو اسحاق أوضح وأبين منه على صحة الأخرى
والرواية التي رويت عنه أنه قال هو إسحاق حدثنا بها أبو كريب قال حدثنا زيد بن الحباب عن الحسن بن دينار عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه و سلم في حديث ذكر فيه وفديناه بذبح عظيم ( 2 ) قال هو إسحاق
وقد روي هذا الخبر عن غيره من وجه أصلح من هذا الوجه غير أنه موقوف على العباس غير مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
ذكر من قال ذلك
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان عن مبارك عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب وفديناه بذبح عظيم قال هو إسحاق
وأما الرواية التي رويت عنه أنه هو إسماعيل فما حدثنا محمد بن عمار الرازي قال حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة قال حدثنا عمر بن عبدالرحيم الخطابي عن عبدالله بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان عن أبيه قال حدثني عبدالله بن سعيد عن الصنابحي قال كنا عند معاوية بن أبي سفيان فذكروا الذبيح إسماعيل أو إسحاق فقال على الخبير سقطتم كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءه رجل فقال يار سول الله عد علي مما أفاء الله عليك يا بن الذبيحين فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل له وما الذبيحان يا رسول الله فقال ( إن عبدالمطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله لئن سهل الله له أمرها ليذبحن أحد ولده ) قال فخرج السهم على عبدالله فمنعه أخواله وقالوا افد ابنك بمائة من الإبل ففداه بمائة من الإبل وإسماعيل الثاني
ونذكر الآن من قال من السلف إنه إسحاق ومن قال إنه إسماعيل
ذكر من قال هو إسحاق
(1/158)
________________________________________
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان عن مبارك عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب وفديناه بذبح عظيم قال هو إسحاق
حدثنا الحسين بن يزيد الطحان قال حدثنا ابن إدريس عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال الذي أمر بذبحه إبراهيم هو إسحاق
حدثني يعقوب قال حدثنا ابن علية عن داود عن عكرمة قال قال ابن عباس الذبيح هو إسحاق
حدثنا ابن المثنى قال حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس وفديناه بذبح عظيم قال هو إسحاق
حدثنا ابن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال افتخر رجل عند ابن مسعود فقال انا فلان ابن فلان ابن الأشياخ الكرام فقال عبدالله ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله
حدثنا ابن حميد قال حدثنا إبراهيم بن المختار قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبدالرحمن بن أبي بكر عن الزهري عن العلاء بن جارية الثقفي عن أبي هريرة عن كعب في قوله وفديناه بذبح عظيم قال من ابنه إسحاق
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبدالله بن أبي بكر عن محمد بن مسلم الزهري عن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي حليف بني زهرة عن أبي هريرة عن كعب الأحبار أن الذي أمر بذبحه إبراهيم من ابنيه إسحاق
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب أن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي أخبره أن كعبا قال لأبي هريرة ألا أخبرك عن إسحاق بن إبراهيم النبي قال أبو هريرة بلى قال كعب لما أري إبراهيم ذبح إسحاق قال الشيطان والله لئن لم أفتن عند هذا آل إبراهيم لا أفتن أحدا منهم أبدا فتمثل الشيطان لهم رجلا يعرفونه فأقبل حتى إذا خرج إبراهيم بإسحاق ليذبحه دخل على سارة امرأة إبراهيم فقال لها أين أصبح إبراهيم غاديا بإسحاق قالت غدا لبعض حاجته قال الشيطان لا والله ما لذلك غدا به قالت سارة فلم غدا به قال غدا به ليذبحه قالت سارة ليس من ذلك شيء لم يكن ليذبح ابنه قال الشيطان بلى والله قالت سارة فلم يذبحه قال زعم أن ربه أمره بذلك قالت سارة فهذا حسن بأن يطيع ربه إن كان أمره بذلك فخرج الشيطان من عند سارة حتى أدرك إسحاق وهو يمشي على أثر أبيه فقال له أين أصبح أبوك غاديا بك قال غدا بي لبعض حاجته قال الشيطان لا والله ما غدا بك لبعض حاجته ولكنه غدا بك ليذبحك قال إسحاق ما كان أبي ليذبحني قال بلى قال لم قال زعم أن ربه أمره بذلك قال إسحاق فوالله لئن أمره بذلك ليطيعنه فتركه الشيطان وأسرع إلى إبراهيم فقال أين أصبحت غاديا بابنك قال غدوت به لبعض حاجتي قال أما والله ما غدوت به إلا لتذبحه قال لم أذبحه قال زعمت أن ربك أمرك بذلك قال فوالله لئن كان أمرني ربي
(1/159)
________________________________________
لأفعلن قال فلما أخذ إبراهيم إسحاق ليذبحه وسلم إسحاق أعفاه الله وفداه بذبح عظيم قال إبراهيم لإسحاق قم أي بني فإن الله قد أعفاك فأوحى الله إلى إسحاق إني أعطيك دعوة أستجيب لك فيها قال إسحاق اللهم فإني أدعوك أن تستجيب لي أيما عبد لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بي شيئا فأدخله الجنة
حدثني عمرو بن علي قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عبدالله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال قال موسى يا رب يقولون يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب فيم قالوا ذلك قال إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا قط إلا اختارني عليه وإن إسحاق جاد لي بالذبح وهو بغير ذلك أجود وإن يعقوب كلما زدته بلاء زادني حسن ظن
حدثنا ابن بشار قال حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عبدالله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال قال موسى أي رب بم أعطيت إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما أعطيتهم فذكر نحوه
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان عن إسرائيل عن جابر عن ابن سابط قال هو إسحاق
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان عن سفيان عن أبي سنان الشيباني عن ابن أبي الهذيل قال الذبيح هو إسحاق
حدثنا أبو كريب قال حدثنا سفيان بن عقبة عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال قال يوسف للملك في وجهه ترغب أن تأكل معي وأنا والله يوسف بن يعقوب نبي الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله
حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل قال قال يوسف للملك فذكر نحوه
حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن إبراهيم عليه السلام أري في المنام فقيل له أوف نذرك الذي نذرت إن رزقك الله غلاما من سارة أن تذبحه
حدثني يعقوب قال حدثنا هشيم قال حدثنا زكرياء وشعبة عن أبي إسحاق عن مسروق في قوله وفديناه بذبح عظيم قال هو إسحاق
ذكر من قال هو إسماعيل
حدثنا أبو كريب وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال حدثنا يحيى بن يمان عن إسرائيل عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قال الذبيح إسماعيل
حدثنا ابن بشار قال حدثنا يحيى قال حدثنا سفيان قال حدثنا بيان عن الشعبي عن ابن عباس وفديناه بذبح عظيم قال إسماعيل
(1/160)
________________________________________
حدثنا ابن حميد قال حدثنا يحيى بن واضح قال حدثنا أبو حمزة محمد بن ميمون السكري عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن الذي أمر بذبحه إبراهيم إسماعيل
حدثني يعقوب قال حدثنا هشيم عن علي بن زيد عن عمار مولى بني هاشم وعن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال هو إسماعيل يعني وفديناه بذبح عظيم
حدثني يعقوب قال حدثنا ابن علية قال حدثنا داود عن الشعبي قال قال ابن عباس هو إسماعيل
وحدثني به يعقوب مرة أخرى قال حدثنا ابن علية قال سئل داود بن أبي هند أي ابني إبراهيم أمر بذبحه فزعم أن الشعبي قال قال ابن عباس هو إسماعيل
حدثنا ابن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن بيان عن الشعبي عن ابن عباس أنه قال في الذي فداه الله بذبح عظيم قال هو إسماعيل
حدثنا يعقوب قال حدثنا ابن علية قال حدثنا ليث عن مجاهد عن ابن عباس قوله وفديناه بذبح عظيم قال هو إسماعيل
وحدثني يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمر بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن عبدالله بن عباس أنه قال المفدى إسماعيل وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود
وحدثني محمد بن سنان القزاز قال حدثنا أبو عاصم عن مبارك عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس الذي فداه الله عز و جل قال هو إسماعيل
حدثني محمد بن سنان قال حدثنا حجاج عن حماد عن أبي عاصم الغنوي عن أبي الطفيل عن ابن عباس مثله
حدثني إسحاق بن شاهين قال حدثني خالد بن عبدالله عن داود عن عامر قال الذي أراد إبراهيم ذبحه إسماعيل
حدثنا ابن المثنى قال حدثني عبدالأعلى قال حدثنا داود عن عامر أنه قال في هذه الآية وفديناه بذبح عظيم قال هو إسماعيل قال وكان قرنا الكبش منوطين بالكعبة
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان عن إسرائيل عن جابر عن الشعبي قال الذبيح إسماعيل
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان عن إسرائيل عن جابر عن الشعبي قال رأيت قرني الكبش في الكعبة
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران قال هو إسماعيل
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان قال حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هو إسماعيل
(1/161)
________________________________________
حدثني يعقوب قال حدثنا هشيم قال أخبرنا عوف عن الحسن وفديناه بذبح عظيم قال هو إسماعيل
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال سمعت محمد بن كعب القرظي وهو يقول إن الذي أمر الله عز و جل إبراهيم بذبحه من ابنيه إسماعيل وإنا لنجد ذلك في كتاب الله عز و جل في قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبح ابنه أنه إسماعيل وذلك أن الله عز و جل يقول حين فرغ من قصة المذبوح من ابني إبراهيم قال وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ( 1 ) ويقول فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ( 2 ) يقول بابن وابن ابن فلم يكن يأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله من الموعود ما وعده وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمر بن عبدالعزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشأم فقال له عمر إن هذا لشيء ما كنت أنظر فيه وإني لأراه كما قلت ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام كان يهوديا فأسلم فحسن إسلامه وكان يرى أنه من علماء اليهود فسأله عمر بن عبدالعزيز عن ذلك قال محمد بن كعب القرظي وأنا عند عمر بن عبدالعزيز فقال له عمر أي ابني إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل والله يا أمير المؤمنين إن يهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه والفضل الذي ذكره الله منه لصبره على ما أمر به فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق لأن إسحاق أبوهم
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار وعمرو بن عبيد عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه كان لا يشك في ذلك أن الذي أمر بذبحه من ابني إبراهيم إسماعيل
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال محمد بن إسحاق سمعت محمد بن كعب القرظي يقول ذلك كثيرا
وأما الدلالة من القرآن التي قلنا إنها على أن ذلك إسحاق أصح فقوله تعالى مخبرا عن دعاء خليله إبراهيم حين فارق قومه مهاجرا إلى ربه إلى الشام مع زوجته سارة فقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين ( 3 ) وذلك قبل أن يعرف هاجر وقبل أن تصير له أم إسماعيل ثم أتبع ذلك ربنا عز و جل الخبر عن إجابته دعاءه وتبشيره إياه بغلام حليم ثم عن رؤيا إبراهيم أنه يذبح ذلك الغلام حين بلغ معه السعي ولا يعلم في كتاب ذكر لتبشير إبراهيم بولد ذكر إلا بإسحاق وذلك قوله وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ( 4 ) وقوله فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم ( 5 ) ثم ذلك كذلك في كل
(1/162)
________________________________________
موضع ذكر فيه تبشير إبراهيم بغلام فإنما ذكر تبشير الله إياه به من زوجته سارة فالواجب أن يكون ذلك في قوله فبشرناه بغلام حليم ( 1 ) نظير ما في سائر سور القرآن من تبشيره إياه به من زوجته سارة
وأما اعتلال من اعتل بأن الله لم يكن يأمر إبراهيم بذبح إسحاق وقد أتته البشارة من الله قبل ولادته وولادة يعقوب منه من بعده فإنها علة غير موجبة صحة ما قال وذلك أن الله إنما أمر إبراهيم بذبح إسحاق بعد إدراك إسحاق السعي وجائز أن يكون يعقوب ولد له قبل أن يؤمر أبوه بذبحه وكذلك لا وجه لاعتلال من اعتل في ذلك بقرن الكبش أنه رآه معلقا في الكعبة وذلك أنه غير مستحيل أن يكون حمل من الشام إلى الكعبة فعلق هنالك
(1/163)
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
27-09-2012, 09:32 PM
ذكر الخبر عن صفة فعل إبراهيم وابنه
الذي أمر بذبحه فيما كان أمر به من ذلك والسبب الذي من أجله أمر إبراهيم بذبحه
والسبب في أمر الله عز و جل بذبح ابنه الذي أمره بذبحه فيما ذكر أنه إذا فارق قومه هاربا بدينه مهاجرا إلى ربه متوجها إلى الشام من أرض العراق دعا الله أن يهب له ولدا ذكرا صالحا من سارة فقال رب هب لي من الصالحين يعني بذلك ولدا صالحا من الصالحين كما أخبر الله تعالى عنه فقال وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين فلما نزل به أضيافه من الملائكة الذين كانوا أرسلوا إلى المؤتفكة قوم لوط بشروه بغلام حليم عن أمر الله تعالى إياهم بتبشيره فقال إبراهيم إذ بشر به هو إذا لله ذبيح فلما ولد الغلام وبلغ السعي قيل له أوف بنذرك الذي نذرت لله
ذكر من قال ذلك
حدثني موسى بن هارون قال حدثني عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن ابي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن عبدالله وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال جبرئيل عليه السلام لسارة أبشري بولد اسمه إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فضربت جبينها عجبا فذلك قوله فصكت وجهها ( 1 ) وقالت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ( 2 ) قالت سارة لجبرائيل ما آية ذلك فأخذ بيده عودا يابسا فلواه بين أصابعه فاهتز أخضر فقال إبراهيم هو إذا لله ذبيح فلما كبر إسحاق أتي إبراهيم في النوم فقيل له أوف بنذرك الذي نذرت إن رزقك الله غلاما من سارة أن تذبحه فقال لإسحاق انطلق فقرب قربانا إلى الله وأخذ سكينا وحبلا ثم انطلق معه حتى إذا ذهب به بين الجبال قال له الغلام يا أبت أين قربانك قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين قال له إسحاق اشدد رباطي حتى لا أضطرب واكفف عن ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي شيء فتراه سارة فتحزن وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي وإذا أتيت سارة فاقرأ عليها السلام فأقبل عليه إبراهيم عليه السلام يقبله وقد ربطه وهو يبكي وإسحاق يبكي حتى استنقع الدموع تحت خد إسحاق ثم إنه جر السكين على حلقه
(1/164)
________________________________________
فلم يحك السكين وضرب الله عز و جل صفيحة من نحاس على حلق إسحاق فلما رأى ذلك ضرب به على جبينه وحز في قفاه قوله عز و جل فلما أسلما وتله للجبين ( 1 ) يقول سلما لله الأمر فنودي يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا بالحق التفت فإذا بكبش فأخذه وخلى عن ابنه فأكب على ابنه يقبله وهو يقول يا بني اليوم وهبت لي فذلك قوله عز و جل وفديناه بذبح عظيم فرجع إلى سارة فأخبرها الخبر فجزعت سارة وقالت يا إبراهيم أردت أن تذبح ابني ولا تعلمني
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال كان إبراهيم فيما يقال إذا زارها يعني هاجر حمل على البراق يغدو من الشام فيقبل بمكة ويروح من مكة فيبيت عند أهله بالشام حتى إذا بلغ معه السعي وأخذ بنفسه ورجاه لما كان يأمل فيه من عبادة ربه وتعظيم حرماته أرى في المنام أن يذبحه
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم أن إبراهيم حين أمر بذبح ابنه قال له يا بني خذ الحبل والمدية ثم انطلق بنا إلى هذا الشعب ليحطب أهلك منه قبل أن يذكر له شيئا مما أمر به فلما وجه إلى الشعب اعترضه عدو الله إبليس ليصده عن أمر الله في صورة رجل فقال اين تريد أيها الشيخ قال أريد هذا الشعب لحاجة لي فيه فقال والله إني لأرى الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح بنيك هذا فأنت تريد ذبحه فعرفه إبراهيم فقال إليك عني أي عدو الله فوالله لأمضين لأمر ربي فيه فلما يئس عدو الله إبليس من إبراهيم اعترض إسماعيل وهو وراء إبراهيم يحمل الحبل والشفرة فقال له يا غلام هل تدري أين يذهب بك أبوك قال يحطب أهلنا من هذا الشعب قال والله ما يريد إلا أن يذبحك قال لم قال زعم أن ربه أمره بذلك قال فليفعل ما أمره به ربه فسمعا وطاعة فلما امتنع منه الغلام ذهب إلى هاجر أم إسماعيل وهي في منزلها فقال لها يا أم إسماعيل هل تدرين أين ذهب إبراهيم بإسماعيل قالت ذهب به يحطبنا من هذا الشعب قال ما ذهب به إلا ليذبحه قالت كلا هو أرحم به وأشد حبا له من ذلك قال إنه يزعم أن الله أمره بذلك قالت إن كان ربه أمره بذلك فتسليما لأمر الله فرجع عدو الله بغيظه لم يصب من آل إبراهيم شيئا مما أراد وقد امتنع منه إبراهيم وآل إبراهيم بعون الله وأجمعوا لأمر الله بالسمع والطاعة فلما خلا إبراهيم بابنه في الشعب وهو فيما يزعمون شعب ثبير قال له يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين
قال ابن حميد قال سلمة قال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم إن إسماعيل قال له عند ذلك يا أبت إن أردت ذبحي فاشدد رباطي لا يصبك مني شيء فينقص أجري فإن الموت شديد وإني لا آمن أن اضطرب عنده إذا وجدت مسه واشحذ شفرتك حتى تجهز علي فتريحني وإذا أنت أضجعتني لتذبحني فكبني لوجهي على جبيني ولا تضجعني لشقي فإني أخشى إن أنت نظرت في وجهي أن تدركك رقة تحول بينك وبين أمر الله في وإن رأيت أن ترد قميصي على أمتي فإنه عسى أن يكون هذا أسلى لها عني فافعل قال يقول له إبراهيم نعم العون أنت يا بني على أمر الله قال فربطه كما أمره إسماعيل فأوثقه ثم شحذ شفرته ثم تله للجبين واتقى النظر في وجهه ثم أدخل الشفرة لحلقه فقلبها الله لقفاها في يده ثم اجتذبها إليه ليفرغ منه فنودي أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا هذه ذبيحتك فداء لابنك فاذبحها دونه يقول الله عز و جل فلما أسلما وتله
(1/165)
________________________________________
للجبين وإنما تتل الذبائح على خدودها فكان مما صدق عندنا هذا الحديث عن إسماعيل في إشارته على أبيه بما أشار إذ قال كبني على وجهي قوله وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم ( 1 )
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار عن قتادة بن دعامة عن جعفر بن إياس عن عبدالله بن عباس قال خرج عليه كبش من الجنة قد رعاها قبل ذلك أربعين خريفا فأرسل إبراهيم ابنه فاتبع الكبش فأخرجه إلى الجمرة الأولى فرماه بسبع حصيات فأفلته عنده فجاء الجمرة الوسطى فأخرجه عندها فرماه بسبع حصيات ثم أفلته فأدركه عند الجمرة الكبرى فرماه بسبع حصيات فأخرجه عندها ثم أخذه فأتى به المنحر من منى فذبحه فوالذي نفس ابن عباس بيده لقد كان أول الإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة وقد وخش يعني قد يبس
حدثني محمد بن سنان القزاز قال حدثني حجاج عن حماد عن أبي عاصم الغنوي عن أبي الطفيل قال قال ابن عباس إن إبراهيم لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم ثم ذهب به جبرئيل عليه السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال له يا أبت إنه ليس له ثوب تكفنني فيه غير هذا فاخلعه عني فأكفني فيه فالتفت إبراهيم عليه السلام فإذا هو بكبش أعين أبيض أقرن فذبحه فقال ابن عباس لقد رأيتنا نتبع هذا الضرب من الكباش
حدثني محمد بن عمرو قال حدثني أبو عاصم قال حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال حدثنا الحسن قال حدثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله وتله للجبين قال وضع وجهه للأرض قال لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي عسى أن ترحمني فلا تجهز علي اربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي للأرض
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان عن سفيان عن جابر عن أبي الطفيل عن علي عليه السلام وفديناه بذبح عظيم قال كبش أبيض أقرن أعين مربوط بسمر في ثبير
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس وفديناه بذبح عظيم قال كبش قال عبيد بن عمير ذبح بالمقام وقال مجاهد ذبح بمنى في المنحر
حدثنا ابن بشار قال حدثنا عبدالرحمن قال حدثنا سفيان عن ابن خشيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكبش الذي ذبحه إبراهيم عليه السلام هو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه
حدثنا ابن حميد قال حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير وفديناه بذبح عظيم
(1/166)
________________________________________
قال كان الكبش الذي ذبحه إبراهيم رعي في الجنة أربعين سنة وكان كبشا أملح صوفه مثل العهن الأحمر
حدثنا أبو كريب قال حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن رجل عن ابي صالح عن ابن عباس وفديناه بذبح عظيم قال كان وعلا
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن أنه كان يقول ما فدي إسماعيل إلا بتيس كان من الأروى أهبط عليه من ثبير وما يقول الله وفديناه بذبح عظيم لذبيحته فقط ولكنه الذبح على دينه فتلك السنة إلى يوم القيامة فاعلموا أن الذبيحة تدفع ميتة السوء فضحوا عباد الله
وقد قال أمية بن أبي الصلت في السبب الذي من أجله أمر إبراهيم بذبح ابنه شعرا ويحقق بقيله ما قال في ذلك الرواية التي رويناها عن السدي وأن ذلك كان من إبراهيم عن نذر كان منه فأمره الله بالوفاء به فقال ... ولإبراهيم الموفي بالنذ ... راحتسابا وحامل الأحزال ... بكره لم يكن ليصبر عنه ... أو يراه في معشر أقيال ... أي بني إني نذرتك لل ... ه شحيطا فاصبر فدى لك خالي ... واشدد الصفد لا أحيد عن الس ... كين حيد الأسير ذي الأغلال ... وله مدية تخايل في اللح ... م جذام حنية كالهلال ... بينما يخلع السرابيل عنه ... فكه ربه بكبش جلال ... فخذن ذا فأرسل ابنك إني ... للذي قد فعلتما غير قال ... والد يتقي وآخر مولو ... د فطارا منه بسمع فعال ... ربما تجزع النفوس من الأم ... رله فرجة كحل العقال ...
حدثنا ابن حميد قال حدثنا يحيى بن واضح قال حدثنا الحسين يعني ابن واقد عن زيد عن عكرمة قوله عز و جل فلما أسلما قال أسلما جميعا لأمر الله رضي الغلام بالذبح ورضي الأب بأن يذبحه قال يا أبت اقذفني للوجه كيلا تنظر إلي فترحمني وأنظر أنا إلى الشفرة فأجزع ولكن أدخل الشفرة من تحتي وامض لأمر الله فذلك قوله تعالى فلما أسلما وتله للجبين فلما فعل ذلك ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين
وكان ممن امتحن الله به إبراهيم عليه السلام وابتلاه به بعد ابتلائه إياه بما كان من أمره وأمر نمرود بن كوش ومحاولته إحراقه بالنار وابتلائه بما كان من أمره إياه بذبح ابنه بعد أن بلغ معه السعي ورجا نفعه ومعونته على ما يقربه من ربه عز و جل ورفعه القواعد من البيت ونسكه المناسك ابتلاؤه جل جلاله بالكلمات التي أخبر الله عنه أنه ابتلاه بهن فقال وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ( 1 )
وقد اختلف السلف من علماء الأمة في هذه الكلمات التي ابتلاه الله بهن فأتمهن فقال بعضهم ذلك
(1/167)
________________________________________
ثلاثون سهما وهي شرائع الإسلام
ذكر من قال ذلك
حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال قال ابن عباس لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم عليه السلام ابتلاه الله تعالى بكلمات فأتمهن قال فكتب الله تعالى له البراءة فقال وإبراهيم الذي وفى ( 1 ) عشر منها في الأحزاب وعشر منها في براءة وعشر منها في المؤمنين وسأل سائل وقال إن هذا الإسلام ثلاثون سهما
حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي قال حدثنا خالد الطحان عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال ما ابتلي احد بهذا الدين فقام به كله غير إبراهيم عليه السلام ابتلي بالإسلام فأتمه فكتب الله له البراءة فقال وإبراهيم الذي وفى فذكر عشرا في براءة التائبون العابدون الحامدون ( 2 ) وعشرا في الأحزاب إن المسلمين والمسلمات ( 3 ) وعشرا في سورة المؤمنين إلى قوله تعالى والذين هم على صلواتهم يحافظون ( 4 ) وعشرا في سأل سائل والذين هم على صلاتهم يحافظون ( 5 ) وحدثني عبدالله بن أحمد المروزي قال حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا خارجة بن مصعب عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال الإسلام ثلاثون سهما وما ابتلي أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم قال الله تعالى وإبراهيم الذي وفى فكتب الله له براءة من النار
وقال آخرون ذلك عشر خصال من سنن الإسلام خمس منهن في الرأس وخمس في الجسد
ذكر من قال ذلك
حدثني الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال ابتلاه الله عز و جل بالطهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس وفي الجسد تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل أثر الغائط والبول بالماء
حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق قال حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن الحكم بن أبان عن القاسم بن أبي بزة عن ابن عباس بمثله غير أنه لم يذكر أثر البول
حدثنا ابن بشار قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا قتادة في قوله
(1/168)
________________________________________
تعالى وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال ابتلاه بالختان وحلق العانة وغسل القبل والدبر والسواك وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط قال أبو هلال ونسيت خصلة
حدثني عبدان المروزي قال حدثنا عمار بن الحسن قال حدثنا عبدالله بن أبي جعفر عن أبيه عن مطر عن أبي الجلد قال ابتلي إبراهيم عليه السلام بعشرة أشياء هن في الإنسان سنة المضمضة والأستنشاق وقص الشارب والسواك ونتف الإبط وتقليم الأظفار وغسل البراجم والختان وحلق العانة وغسل الدبر والفرج
وقال آخرون نحو قول هؤلاء غير أنهم قالوا ست من العشر في جسد الإنسان وأربع منهن في المشاعر
ذكر من قال ذلك
حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق قال حدثنا محمد بن حرب قال حدثنا ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن حنش عن ابن عباس في قوله عز و جل وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال ست في الإنسان وأربع في المشاعر فالتي في الإنسان حلق العانة والختان ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب والغسل يوم الجمعة وأربع في المشاعر الطواف والسعي بين الصفاء والمروة ورمي الجمار والإفاضة
وقال آخرون بل ذلك قوله إني جاعلك للناس إماما ومناسك الحج
ذكر من قال ذلك
حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت إسماعيل بن أبي خالد عن ابي صالح قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن منهن إني جاعلك للناس إماما وآيات النسك
حدثني أبو السائب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح مولى أم هانئ في قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال منهن إني جاعلك للناس إماما ومنهن آيات النسك وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ( 1 )
حدثني محمد بن عمرو قال أخبرنا أبو عاصم قال حدثني عيسى بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ( 2 ) قال قال الله لإبراهيم إني مبتليك بأمر فما هو قال تجعلني للناس إماما قال نعم قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين قال تجعل البيت مثابة للناس قال نعم قال وتجعل هذا البلد أمنا قال نعم قال وتجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك قال نعم قال وترينا مناسكنا وتتوب علينا قال نعم قال وترزق أهله من الثمرات من آمن منهم قال نعم
حدثني القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد بنحوه قال
(1/169)
________________________________________
ابن جريج فاجتمع على هذا القول مجاهد وعكرمة
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال ابتلي بالآيات التي بعدها إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ( 1 )
حدثني المثنى بن إبراهيم قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح قال أخبرني به عكرمة قال فعرضته على مجاهد فلم ينكره
حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم ( 2 )
حدثت عن عمار بن الحسن قال حدثنا عبدالله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ( 3 ) قال الكلمات إني جاعلك للناس إماما ( 3 ) وقوله وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا وقوله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ( 3 ) وقوله وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل ( 3 ) الآية وقوله وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ( 3 ) الآية قال فذلك كله من الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم
حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال منهن إني جاعلك للناس إماما ( 3 ) ومنهن وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ومنهن الآيات في شأن المنسك والمقام الذي جعل لإبراهيم والرزق الذي رزق ساكن البيت ومحمد صلى الله عليه و سلم بعث في ذريتهما
وقال آخرون بل ذلك مناسك الحج خاصة
ذكر من قال ذلك
حدثنا ابن بشار قال حدثنا سلم بن قتيبة قال حدثنا عمر بن نبهان عن قتادة عن ابن عباس في قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال مناسك الحج
حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قال كان ابن عباس يقول في قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال هي المناسك
حدثت عن عمار بن الحسن قال حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه قال بلغنا عن ابن عباس أنه قال إن الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم هي المناسك
(1/170)
________________________________________
حدثني أحمد بن إسحاق الأهوازي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال مناسك الحج
حدثني ابن المثنى قال حدثني الحماني قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس مثله
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة قال قال ابن عباس ابتلاه بالمناسك
وقال آخرون بل ابتلاه بأمور منهن الختان
ذكر من قال ذلك
حدثنا ابن بشار قال حدثنا سلم بن قتيبة عن يونس بن ابي إسحاق عن الشعبي وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال منهن الختان
حدثنا ابن حميد قال حدثنا يحيى بن واضح قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال سمعت الشعبي يقول فذكر مثله
حدثني أحمد بن إسحاق قال حدثنا أبو أحمد قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال سمعت الشعبي وسأله أبو إسحاق عن قوله عز و جل وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال منهن الختان يا أبا إسحاق
وقال آخرون ذلك الخلال الست الكوكب والقمر والشمس والنار والهجرة والختان التي ابتلي بهن أجمع فصبر عليهن
ذكر من قال ذلك
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية عن أبي رجاء قال قلت للحسن وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال ابتلاه بالكوكب فرضي عنه وابتلاه بالقمر فرضي عنه وابتلاه بالشمس فرضي عنه وابتلاه بالنار فرضي عنه وابتلاه بالهجرة وابتلاه بالختان
حدثنا بشر قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قال كان الحسن يقول إن الله ابتلاه بأمر فصبر عليه ابتلاه بالكوكب والشمس والقمر فأحسن في ذلك وعرف أن ربه دائم لا يزول فوجه وجهه للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما كان من المشركين وابتلاه بالهجرة فخرج من بلاده وقومه حتى لحق بالشام مهاجرا إلى الله تعالى ثم ابتلاه بالنار قبل الهجرة فصبر على ذلك وابتلاه بذبح ابنه وبالختان فصبر على ذلك
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عمن سمع الحسن يقول في قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال ابتلاه بذبح ولده وبالنار وبالكوكب وبالشمس وبالقمر
(1/171)
________________________________________
حدثنا ابن بشار قال حدثنا سلم بن قتيبة قال حدثنا أبو هلال عن الحسن وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال ابتلاه بالكوكب وبالشمس وبالقمر فوجده صابرا
حدثنا أحمد بن إسحاق بن المختار قال حدثني غسان بن الربيع قال حدثنا عبدالرحمن وهو ابن ثوبان عن عبدالله بن الفضل عن عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة بالقدوم
وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم خبران
أحدهما ما حدثنا أبو كريب قال حدثنا الحسن بن عطية قال حدثنا إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وإبراهيم الذي وفى قال أتدرون ما وفى قالوا الله ورسوله أعلم قال وفى عمل يومه أربع ركعات في النهار
والآخر منهما ما حدثنا به أبو كريب قال حدثنا رشدين بن سعد قال حدثنا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفى لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ( 1 ) حتى ختم الآية
فلما عرف الله تعالى من إبراهيم الصبر على كل ما ابتلاه به والقيام بكل ما ألزمه من فرائضه وإيثاره طاعته على كل شيء سواها اتخذه خليلا وجعله لمن بعده من خلقه إماما واصطفاه إلى خلقه رسولا وجعل في ذريته النبوة والكتاب والرسالة وخصهم بالكتب المنزلة والحكم البالغة وجعل منهم الأعلام والقادة والرؤساء والسادة كلما مضى منهم نجيب خلفه سيد رفيع وأبقى لهم ذكرا في الآخرين فالأمم كلها تتولاه وتثني عليه وتقول بفضله إكراما من الله له بذلك في الدنيا وما ادخر له في الآخرة من الكرامة أجل وأعظم من أن يحيط به وصف واصف
ونرجع الآن إلى الخبر عن عدو الله وعدو إبراهيم الذي كذب بما جاء به من عند الله ورد عليه النصيحة التي نصحها له جهلا منه واغترارا بحلم الله تعالى عنه نمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح وما آل إليه أمره في عاجل دنياه حين تمرد على ربه مع إملاء الله إياه وتركه تعجيل العذاب له على كفره به ومحاولته إحراق خليله بالنار حين دعاه إلى توحيد الله والبراءة من الآلهة والأوثان وأن نمرود لما تطاول عتوه وتمرده على ربه مع إملاء الله تعالى له فيما ذكر أربعمائة عام لا تزيده حجج الله التي يحتج بها عليه وعبره التي يريها إياه إلا تماديا في غيه عذبه الله فيما ذكر في عاجل دنياه قدر إملائه إياه من المدة بأضعف خلقه وذلك بعوضة سلطها عليه توغلت في خياشيمه فمكث أربعمائة سنة يعذب بها في حياته الدنيا
ذكر الأخبار الواردة عنه بما ذكرت من جهله ما أحل الله به من نقمته
حدثني الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم أن أول جبار كان في الأرض نمرود وكان الناس يخرجون فيمتارون من عنده الطعام فخرج إبراهيم يمتار مع من يمتار فإذا
(1/172)
________________________________________
مر به ناس قال من ربكم قالوا أنت حتى مر به إبراهيم قال من ربك قال ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ( 1 ) قال فرده بغير طعام قال فرجع إبراهيم إلى أهله فمر على كثيب أعفر فقال هلا آخذ من هذا فآتي به أهلي فتطيب أنفسهم حين أدخل عليهم فأخذ منه فأتى أهله قال فوضع متاعه ثم نام فقامت امرأته إلى متاعه ففتحته فإذا هي بأجود طعام رآه أحد فصنعت له منه فقربته إليه وكان عهد أهله ليس عندهم طعام فقال من أين هذا قالت من الطعام الذي جئت به فعلم أن الله قد رزقه فحمد الله
ثم بعث الله إلى الجبار ملكا أن آمن بي وأتركك على ملكك قال فهل رب غيري فجاءه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه ثم أتاه الثالثة فأبى عليه فقال له الملك اجمع جموعك إلى ثلاثة أيام فجمع الجبار جموعه فأمر الله الملك ففتح عليهم بابا من البعوض فطلعت الشمس فلم يروها من كثرتها فبعثها الله عليهم فأكلت لحومهم وشربت دماءهم فلم يبق إلا العظام والملك كما هو لم يصبه من ذلك شيء فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق وأرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه وكان جبارا أربعمائة عام فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه وأماته الله وهو الذي بنى صرحا إلى السماء فأتى الله بنيانه من القواعد وهو الذي قال الله فأتى الله بنيانهم من القواعد ( 2 )
حدثنا موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال أمر الذي حاج إبراهيم في ربه بإبراهيم فأخرج يعني من مدينته قال فأخرج فلقي لوطا على باب المدينة وهو ابن أخيه فدعاه فآمن به وقال إني مهاجر إلى ربي ( 3 ) وحلف نمرود أن يطلب إله إبراهيم فأخذ أربعة أفرخ من فراخ النسور فرباهن باللحم والخمر حتى إذا كبرن وغلظن واستعلجن قرنهن بتابوت وقعد في ذلك التابوت ثم رفع رجلا من لحم لهن فطرن به حتى إذا ذهبن في السماء أشرف ينظر إلى الأرض فرأى الجبال تدب كدبيب النمل ثم رفع لهن اللحم ثم نظر فرأى الأرض محيطا بها بحر كأنها فلكة في ماء ثم رفع طويلا فوقع في ظلمة فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته ففزع فألقى اللحم فاتبعته منقضات فلما نظرت الجبال إليهن وقد أقبلن منقضات وسمعن حفيفهن فزعت الجبال وكادت أن تزول من أمكنتها لم يفعلن وذلك قوله عز و جل وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ( 4 ) وهي في قراءة ابن مسعود وإن كاد مكرهم فكان طيرانهن به من بيت المقدس ووقوعهن في جبل الدخان فلما رأى أنه لا يطيق شيئا أخذ في بناء الصرح فبنى حتى إذا أسنده إلىالسماء ارتقى فوقه ينظر بزعمه إلى إله إبراهيم فأحدث ولم يكن يحدث وأخذ الله بنيانه من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ( 5 ) يقول من مأمنهم وأخذهم من
(1/173)
________________________________________
أساس الصرح فتنقض بهم ثم سقط فتبلبلت ألسن الناس من يومئذ من الفزع فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا فلذلك سميت بابل وإنما كان لسان الناس قبل ذلك السريانية
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبو داود الحفري عن يعقوب عن حفص بن حميد أو جعفر عن سعيد بن جبير وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال قال نمرود صاحب النسور أمر بتابوت فجعل وجعل معه رجلا ثم أمر بالنسور فاحتملته فلما صعد قال لصاحبه أي شيء ترى قال أرى الماء والجزيرة يعني الدنيا ثم صعد وقال لصاحبه أي شيء ترى قال ما نزداد من السماء إلا بعدا قال اهبط وقال غيره نودي أيها الطاغية أين تريد فسمعت الجبال حفيف النسور وكانت ترى أنه أمر من السماء فكادت تزول فهو قوله تعالى وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن أبي إسحاق قال حدثنا عبدالرحمن بن دانيل أن عليا عليه السلام قال في هذه الاية وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال قال أخذ ذلك الذي حاج إبراهيم في ربه نسرين صغيرين فرباهما حتى استغلظا واستعلجا فشبا قال فأوثق رجل كل واحد منهما بوتر إلى تابوت وجوعهما وقعد هو ورجل آخر في التابوت قال ورفع في التابوت عصا على رأسه اللحم فطارا وجعل يقول لصاحبه انظر ماذا ترى قال أرى كذا وكذا حتى قال أرى الدنيا كأنها ذباب فقال صوب فصوبها فهبطا قال فهوقوله عز و جل وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال قال أبو إسحاق ولذلك هي في قراءة عبدالله وإن كاد مكرهم
فهذا ما ذكر من خبر نمرود بن كوش بن كنعان
وقد قال جماعة إن نمرود بن كوش بن كنعان هذا ملك مشرق الأرض ومغربها وهذا قول يدفعه أهل العلم بسير الملوك وأخبار الماضين وذلك أنهم لا يدفعون ولا ينكرون أن مولد إبراهيم كان في عهد الضحاك بن أندر ماسب الذي قد ذكرنا بعض أخباره فيما مضى وأن ملك شرق الأرض وغربها يومئذ كان الضحاك وقد قال بعض من أشكل عليه أمر نمرود ممن عرف زمان الضحاك وأسبابه فلم يدر كيف الأمر في ذلك مع سماعه ما انتهى إليه من الأخبار عمن روي عنه أنه قال ملك الأرض كافران ومؤمنان فأما الكافران فنمرود وبختنصر وأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين وقول القائلين من أهل الأخبار أن الضحاك كان هو ملك شرق الأرض وغربها في عهد إبراهيم نمرود هو الضحاك وليس الأمر في ذلك عند أهل العلم بأخبارالأوائل والمعرفة بالأمور السوالف كالذي ظن لأن نسب نمرود في النبط معروف ونسب الضحاك في عجم الفرس مشهور ولكن ذوي العلم بأخبار الماضين وأهل المعرفة بأمور السالفين من الأمم ذكروا أن الضحاك كان ضم إلى نمرود السواد وما اتصل به يمنة ويسرة وجعله وولده عماله على ذلك وكان هو يتنقل في البلاد وكان وطنه الذي هو وطنه ووطن أجداده دنباوند من جبال طبرستان وهنالك رمى به أفريدون حين ظفر به وقهره موثقا بالحديد وكذلك بختنصر كان أصبهبذ ما بين الأهواز إلى أرض الروم من غربي دجلة من قبل لهراسب وذلك أن لهراسب كان مشتغلا بقتال الترك مقيما بإزائهم ببلخ وهو بناها فيما قيل لما تطاول مكثه هنالك لحرب الترك فظن من لم يكن عالما بأمور القوم بتطاول مدة ولايتهم أمر الناحية لمن ولوا له أنهم كانوا هم الملوك ولم يدع أحد من أهل العلم بأمور الأوائل وأخبار الملوك الماضية وأيام الناس
(1/174)
________________________________________
فيما نعلمه أن أحدا من النبط كان ملكا برأسه على شبر من الأرض فكيف يملك شرق الأرض وغربها ولكن العلماء من أهل الكتاب وأهل المعرفة بأخبار الماضين ومن قد عانى النظر في كتب التأريخات يزعمون أن ولاية نمرود إقليم بابل من قبل الازدهارق بيوراسب دامت أربعمائة سنة ثم لرجل من نسله من بعد هلاك نمرود يقال له نبط بن قعود مائة سنة ثم لداوص بن نبط من بعد نبط ثمانين سنة ثم من بعد داوص بن نبط لبالش بن داوص مائة وعشرين سنة ثم لنمرود بن بالش من بعد بالش سنة وأشهرا فذلك سبعمائة سنة وسنة وأشهر وذلك كله في أيام الضحاك فلما ملك أفريدون وقهر الازدهاق قتل نمرود بن بالش وشرد النبط وطردهم وقتل منهم مقتلة عظيمة لما كان منهم من معاونتهم بيوراسب على أموره وعمل نمرود وولده له
وقد زعم بعض أهل العلم أن بيوراسب قد كان قبل هلاكه تنكر لهم وتغير عما كان لهم عليه
ونعود الآن إلى ذكر الخبر عن بقية الأحداث التي كانت في أيام إبراهيم صلى الله عليه و سلم
وكان من الكائن أيام حياته من ذلك ما كان من أمر لوط بن هاران بن تارخ ابن أخي إبراهيم عليهما السلام وأمر قومه من سدوم وكان من أمره فيما ذكر أنه شخص من أرض بابل مع عمه إبراهيم خليل الرحمن مؤمنا به متبعا له على دينه مهاجرا إلى الشام ومعهما سارة بنت ناحور
وبعضهم يقول هي سارة بنت هيبال بن ناحور وشخص معهم فيما قيل تارخ أبو إبراهيم مخالفا لإبراهيم في دينه مقيما على كفره حتى صاروا إلى حران فمات تارخ وهو آزر أبو إبراهيم بحران على كفره وشخص إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام ثم مضوا إلى مصر فوجدوا بها فرعونا من فراعنتها ذكر أنه كان سنان بن علوان بن عبيد بن عويج بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح وقد قيل إن فرعون مصر يومئذ كان أخا للضحاك كان الضحاك وجهه إليها عاملا عليها من قبله وقد ذكرت بعض قصته مع إبراهيم فيما مضى قبل ثم رجعوا عودا على بدئهم إلى الشأم وذكر أن إبراهيم نزل فلسطين وأنزل ابن أخيه لوطا الأردن وأن الله تعالى أرسل لوطا إلىأهل سدوم وكانوا أهل كفر بالله وركوب فاحشة كما أخبر الله عن قوم لوط إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر ( 1 )
وكان قطعهم السبيل فيما ذكر إتيانهم الفاحشة إلى من ورد بلدهم
ذكر من قال ذلك
حدثني يونس بن عبدالأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله تعالى وتقطعون السبيل قال السبيل طريق المسافر إذا مر بهم وهو ابن السبيل قطعوا به وعمولا به ذلك العمل الخبيث
وأما إتيانهم ما كانوا يأتونه من المنكر في ناديهم فإن أهل العلم اختلفوا فيه فقال بعضهم كانوا يحذفون من مر بهم
وقال بعضهم كانوا يتضارطون في مجالسهم
(1/175)
________________________________________
وقال بعضهم كان بعضهم ينكح بعضا فيها
ذكر من قال كانوا يحذفون من مر بهم
حدثنا ابن حميد قال حدثنا يحيى بن واضح قا حدثنا عمر بن أبي زائدة سمعت عكرمة يقول في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال كانوا يؤذون أهل الطريق يحذفون من مر بهم
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن عمر بن أبي زائدة قال سمعت عكرمة قال الحذف
حدثنا موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وتأتون في ناديكم المنكر قال كانوا كل من مر بهم حذفوه وهو المنكر
ذكر من قال كانوا يتضارطون في مجالسهم
حدثني عبدالرحمن بن الأسود الطفاوي قال حدثنا محمد بن ربيعة قال حدثنا روح بن غطيف الثقفي عن عمرو بن مصعب عن عروة بن الزبير عن عائشة في قوله تعالى وتأتون في ناديكم المنكر قالت الضراط
ذكر من قال كان يأتي بعضهم بعضا في مجالسهم
حدثنا ابن وكيع وابن حميد قالا حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال كان بعضهم يأتي بعضا في مجالسهم
حدثنا سليمان بن عبدالجبار قال حدثنا ثابت بن محمد الليثي قال حدثنا فضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن مجاهد في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال كان يجامع بعضهم بعضا في المجالس
حدثنا ابن حميد قال حدثنا حكام عن عمرو عن منصور عن مجاهد مثله
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال كانوا يجامعون الرجال في مجالسهم
حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال حدثنا الحسن قال حدثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وتأتون في ناديكم المنكر قال المجالس والمنكر إتيانهم الرجال
حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال كانوا يأتون الفاحشة في ناديهم
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال ناديهم المجالس والمنكر عملهم الخبيث الذي كانوا يعملونه كانوا يعترضون الراكب فيأخذونه
(1/176)
________________________________________
فيركبونه وقرأ أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون ( 1 ) وقرأ ما سبقكم بها من أحد من العالمين ( 2 )
وقد حدثنا ابن وكيع قال حدثنا إسماعيل بن علية عن ابن أبي نجيح عن عمرو بن دينار قوله ما سبقكم بها من أحد من العالمين ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط
قال أبو جعفر والصواب من القول في ذلك عندي قول من قال عنى بالمنكر الذي كانوا يأتونه في ناديهم في هذا الموضع حذفهم من مر بهم وسخريتهم منه للخبر الوارد بذلك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي حدثناه أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا أبو أسامة عن حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى وتأتون في ناديكم المنكر قال كانوا يحذفون أهل الطريق ويسخرون منهم وهو المنكر الذي كانوا يأتونه
حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال حدثنا سليمان بن حيان قال أخبرنا أبو يونس القشيري عن سماك بن حرب عن أبي صالح عن أم هانئ قالت سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال كانوا يحذفون أهل الطريق ويسخرون منهم
حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا اسد بن موسى قال حدثنا سعيد بن زيد قال حدثنا حاتم بن أبي صغيرة قال حدثنا سماك بن حرب عن باذام أبي صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ قالت سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية وتأتون في ناديكم المنكر فقال كانوا يجلسون بالطريق فيحذفون أبناء السبيل ويسخرون منهم فكان لوط عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وينهاهم بأمر الله إياه عن الأمور التي كرهها الله تعالى لهم من قطع السبيل وركوب الفواحش وإتيان الذكور في الأدبار ويتوعدهم على إصرارهم على ما كانوا عليه مقيمين من ذلك وتركهم التوبة منه العذاب الأليم فلا يزجرهم عن ذلك وعيده ولا يزيدهم وعظه إلا تماديا وعتوا واستعجالا لعذاب الله إنكارا منهم وعيده ويقولون له ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ( 3 ) حتى سأل لوط ربه عز و جل النصرة عليهم لما تطاول عليه أمره وأمرهم وتماديهم في غيهم فبعث الله عز و جل لما أراد خزيهم وهلاكهم ونصرة رسوله لوط عليهم جبرئيل عليه السلام وملكين آخرين معه
وقد قيل إن الملكين الآخرين كان أحدهما ميكائيل والآخر إسرافيل فأقبلوا فيما ذكر مشاة في صورة رجال شباب
ذكر بعض من قال ذلك
حدثنا موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بعث الله الملائكة لتهلك قوم لوط فأقبلت تمشي في صورة رجال شباب حتى نزلوا على إبراهيم
(1/177)
________________________________________
فتضيفوه فكان من أمرهم وأمر إبراهيم ما قد مضى ذكرنا إياه في خبر إبراهيم وسارة فلما ذهب عن إبراهيم الروع جاءته البشرى وأطلعته الرسل على ما جاؤوا له وأن الله أرسلهم لهلاك قوم لوط ناظرهم إبراهيم وحاجهم في ذلك كما أخبر الله عنه فقال فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط ( 1 )
وكان جداله إياهم في ذلك فيما بلغنا ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا يعقوب القمي قال حدثنا جعفر عن سعيد يجادلنا في قوم لوط قال لما جاءه جبرئيل ومن معه قالوا لإبراهيم إننا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين ( 2 ) قال لهم إبراهيم أتهلكون قرية فيها أربعمائة مؤمن قالوا لا قال أفتهلكون قرية فيها ثلثمائة مؤمن قالوا لا قال أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن قالوا لا قال أفتهلكون قرية فيها مائة مؤمن قالوا لا قال أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا قالوا لا قال أفتهلكون قرية فيها أربعة عشر مؤمنا قالوا لا وكان إبراهيم يعدهم أربعة عشر بامرأة لوط فسكت عنهم واطمأنت نفسه
حدثنا أبو كريب قال حدثنا الحماني عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال الملك لإبراهيم إن كان فيها خمسة يصلون رفع عنهم العذاب
حدثنا محمد بن عبدالأعلى قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة يجادلنا في قوم لوط قال بلغنا أنه قال لهم يومئذ أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين قالوا إن كان فيهم خمسون لن نعذبهم قال وأربعون قالوا وأربعون قال وثلاثون قالوا وثلاثون حتى بلغ عشرة قالوا وإن كانوا عشرة قال ما من قوم لايكون فيهم عشرة فيهم خير فلما علم إبراهيم حال قوم لوط بخبر الرسل قال للرسل إن فيها لوطا ( 3 ) إشفاقا منه عليه فقالت الرسل نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ( 3 )
ثم مضت رسل الله نحو أهل سدوم قرية قوم لوط فلما انتهوا إليها ذكر أنهم لقوا لوطا في أرض له يعمل فيها وقيل إنهم لقوا عند نهرها ابنة لوط تستقي الماء
ذكر من قال لقوا لوطا
حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة عن حذيفة أنه لما جاءت الرسل لوطا أتوه وهو في أرض له يعمل فيها وقد قيل لهم والله أعلم لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط قال فأتوه فقال إنا مضيفوك الليلة فانطلق بهم فلما مشى ساعة التفت فقال أما تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية والله ما أعلم على ظهر الأرض أناسا أخبث منهم قال فمضى معهم ثم قال الثانية مثل ما قال فانطلق بهم فلما بصرت بهم عجوز السوء امرأته انطلقت فأنذرتهم
(1/178)
________________________________________
حدثنا ابن حميد قال حدثنا الحكم بن بشير قال حدثنا عمرو بن قيس الملائي عن سعيد بن بشير عن قتادة قال أتت الملائكة لوطا وهو في مزرعة له وقال الله تعالى للملائكة إن شهد لوط عليهم أربع شهادات فقد أذنت لكم في هلكتهم فقالوا يا لوط إنا نريد أن نضيفك الليلة قال وما بلغكم أمرهم قالوا وما أمرهم فقال أشهد بالله أنها لشر قرية في الأرض عملا يقول ذلك أربع مرات فشهد عليهم لوط أربع شهادات فدخلوا معه منزله
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
28-09-2012, 04:55 PM
ذكر من قال إنما لقيت الرسل أول ما لقيت حين دنت من سدوم ابنة لوط
دون لوط
حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال لما خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط فأتوها نصف النهار فلما بلغوا نهر سدوم لقوا ابنة لوط تستقي من الماء لأهلها وكانت له ابنتان اسم الكبرى ريثا واسم الصغرى رعزيا فقالوا لها يا جارية هل من منزل قالت نعم فمكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم فرقت عليهم من قومها فأتت أباها فقالت يا أبتاه أرادك فتيان على باب المدينة ما رأيت وجوه قوم هي أحسن منهم لا يأخذهم قومك فيفضحوهم وقد كان قومه نهوه أن يضيف رجلا فقالوا له خل عنا فلنضف الرجال فجاء بهم فلم يعلم أحد إلا أهل بيت لوط فخرجت امرأته فأخبرت قومها فقالت إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثلهم ومثل وجوههم حسنا قط فجاءه قومه يهرعون إليه
قال أبو جعفر فلما أتوه قال لهم لوط يا قوم اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ( 1 ) هؤلاء بناتي هن أطهر لكم مما تريدون فقالوا له أو لم ننهك أن تضيف الرجال لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد فلما لم يقبلوا منه شيئا مما عرضه عليهم قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ( 2 ) يقول عليه السلام لو أن لي أنصارا ينصرونني عليكم أو عشيرة تمنعني منكم لحلت بينكم وبين ما جئتم تريدونه من أضيافي
حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق بن الحجاج قال حدثنا إسماعيل بن عبدالكريم قال حدثني عبدالصمد بن معقل أنه سمع وهبا يقول قال لوط لهم لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد فوجد عليه الرسل وقالوا إن ركنك لشديد فلما يئس لوط من إجابتهم إياه إلى شيء مما دعاهم إليه وضاق بهم ذرعا قالت الرسل له حينئذ يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم ( 3 ) فذكر أن لوطا لما علم أن أضيافه رسل الله وأنها أرسلت بهلاك قومه قال لهم أهلكوهم الساعة
ذكر من روى ذلك عنه أنه قاله من أهل العلم
(1/179)
________________________________________
حدثنا ابن حميد قال حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال مضت الرسل من عند إبراهيم إلى لوط فلما أتوا لوطا وكان من أمرهم ما ذكر الله قال جبرئيل للوط يا لوط إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين فقال لهم لوط أهلكوهم الساعة فقال جبرئيل عليه السلام إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ( 1 ) فأنزلت على لوط أليس الصبح بقريب ( 1 )
قال وأمره أن يسري بأهله بقطع من الليل ولا يلتفت منهم أحد إلا امرأته قال فسار فلما كانت الساعة التي أهلكوا فيها أدخل جبرئيل جناحه في أرضهم فقلعها ورفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب فجعل عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة من سجيل قال وسمعت امرأة لوط الهدة فقالت واقوماه فأدركها حجر فقتلها
حدثنا ابن حميد قال حدثنا يعقوب عن حفص بن حميد عن شمر بن عطية قال كان لوط أخذ على امرأته ألا تذيع شيئا من سر أضيافه قال فلما دخل عليه جبرئيل ومن معه ورأتهم في صورة لم تر مثلها قط انطلقت تسعى إلى قومها فأتت النادي فقالت بيدها هكذا فأقبلوا يهرعون مشيا بين الهرولة والجمز فلما انتهوا إلى لوط قال لهم لوط ما قال الله تعالى في كتابه قال جبرئيل يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك قال فقال بيده فطمس أعينهم قال فجعلوا يطلبونهم يلتمسون الحيطان وهم لا يبصرون
حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة عن حذيفة قال لما بصرت بهم يعني بالرسل عجوز السوء امرأته انطلقت فأنذرتهم فقالت قد تضيف لوطا قوم ما رأيت قوما أحسن منهم وجوها قال ولا أعلمه إلا قالت وأشد بياضا وأطيب ريحا منهم قال فأتوه يهرعون إليه ( 2 ) كما قال الله عز و جل فأصفق لوط الباب قال فجعلوا يعالجونه قال فاستأذن جبرئيل ربه عز و جل في عقوبتهم فأذن له فصفقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون في أخبث ليلة أتت عليهم قط فأخبروه إنا رسل ربك فأسر بأهلك بقطع من الليل قال ولقد ذكر لنا أنه كانت مع لوط حين خرج من القرية امرأته ثم سمعت الصوت فالتفتت فأرسل الله تعالى عليها حجرا فأهلكها
حدثنا ابن حمي قال حدثنا الحكم بن بشير قال حدثنا عمرو بن قيس الملائي عن سعيد بن بشير عن قتادة قال انطلقت امرأته يعني امرأة لوط حين رأتهم يعني حين رأت الرسل إلى قومها فقالت إنه قد ضافه الليلة قوم ما رأيت مثلهم قط أحسن وجوها ولا أطيب ريحا فجاؤوا يهرعون إليه فبادرهم لوط إلى أن يزحمهم على الباب فقال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين ( 3 ) فقالوا أو لم ننهك عن العالمين ( 4 ) فدخلوا على الملائكة فتناولتهم الملائكة فطمست أعينهم فقالوا يا لوط جئتنا بقوم سحرة سحرونا كما أنت حتى نصبح قال فاحتمل جبرئيل قريات لوط الأربع في كل قرية مائة ألف فرفعهم على جناحه بين السماء والأرض حتى سمع أهل السماء الدنيا أصوات ديكتهم ثم قلبهم فجعل الله عاليها سافلها
(1/180)
________________________________________
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن ثور وحدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبدالرزاق جميعا عن معمر عن قتاد قال قال حذيفة لما دخلوا عليه ذهبت عجوزه عجوز السوء فأتت قومها فقالت قد تضيف لوطا الليلة قوم ما رأيت قوما قط أحسن وجوها منهم قال فجاؤوا يهرعون إليه فقام ملك فلز الباب يقول فسده فاستأذن جبرئيل في عقوبتهم فأذن له فضربهم جبرئيل بجناحه فتركهم عميانا فباتوا بشر ليلة ثم قالوا إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك قال فبلغنا أنها سمعت صوتا فالتفتت فأصابها حجر وهي شاذة من القوم معلوم مكانها
حدثني موسىبن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم لما قال لوط لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد بسط حينئذ جبرئيل جناحه ففقأ أعينهم وخرجوا يدوس بعضهم في آثار بعض عميانا يقولون النجاء النجاء فإن في بيت لوط أسحر قوم في الأرض فذلك قوله تعالى ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم ( 1 ) وقالوا للوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد يقول سر بهم فامضوا حيث تؤمرون فأخرجهم الله تعالى إلى الشأم وقال لوط أهلكوهم الساعة فقالوا إنا لم نؤمر إلا بالصبح أليس الصبح بقريب فلما أن كان السحر خرج لوط وأهله معه إلا امرأته وذلك قوله تعالى إلا آل لوط نجيناهم بسحر ( 2 )
حدثنا المثنى قال أخبرنا إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن عبدالكريم قال حدثني عبدالصمد أنه سمع وهب بن منبه يقول كان أهل سدوم الذين فيهم لوط قوم سوء قد استغنوا عن النساء بالرجال فلما رأى الله ذلك منهم بعث الملائكة ليعذبوهم فأتوا إبراهيم فكان من أمره وأمرهم ما ذكره الله تعالى في كتابه فلما بشروا سارة بالولد قاموا وقام معهم إبراهيم يمشي فقال أخبروني لم بعثتم وما خطبكم قالوا إنا أرسلنا إلى قوم سدوم لندمرها فإنهم قوم سوء قد استغنوا بالرجال عن النساء قال إبراهيم أرأيتم إن كان فيهم خمسون رجلا صالحا قالوا إذا لا نعذبهم فلم يزل ينقص حتى قال اهل البيت قالوا فإن كان فيهم بيت صالح قال فلوط وأهل بيته قالوا إن امرأته هواها معهم فلما يئس إبراهيم انصرف ومضوا إلى أهل سدوم فدخلوا على لوط فلما رأتهم امرأته أعجبها حسنهم وجمالهم فأرسلت إلى أهل القرية أنه قد نزل بنا قوم لم نر قوما قط أحسن منهم ولا أجمل فتسامعوا بذلك فغشوا دار لوط من كل ناحية وتسوروا عليهم الجدران فلقيهم لوط فقال يا قوم لا تفضحون في ضيفي وأنا أزوجكم بناتي فهن أطهر لكم فقالوا لو كنا نريد بناتك لقد عرفنا مكانهن فقال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد فوجد عليه الرسل فقالوا إن ركنك لشديد وإنهم آتيهم عذاب غير مردود فمسح أحدهم أعينهم بجناحه فطمس أبصارهم فقالوا سحرنا انصرفوا بنا حتى نرجع إليه فكان من أمرهم ما قد قص الله تعالى في القرآن فأدخل ميكائيل وهو
(1/181)
________________________________________
صاحب العذاب جناحيه حتى بلغ أسفل الأرضين فقلبها فنزلت حجارة من السماء فتتبع من لم يكن منهم في القرية حيث كانوا فأهلكهم الله ونجى لوطا وأهله إلا امرأته
حدثنا أبو كريب قال حدثنا جابر بن نوح قال حدثنا الأعمش عن مجاهد قال أخذ جبرئيل قوم لوط من سرحهم ودورهم حملهم بمواشيهم وأمتعتهم حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ثم كفأها
وحدثنا أبو كريب مرة أخرى عن مجاهد قال أدخل جبرئيل جناحيه تحت الأرض السفلى من قوم لوط ثم أخذهم بالجناح الأيمن وأخذهم من سرحهم ومواشيهم ثم رفعها
حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كان يقول فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها ( 1 ) قال لما أصبحوا غدا جبرئيل على قريتهم ففتقها من أركانها ثم أدخل جناحيه ثم حملها على خوافي جناحيه
حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل قال وحدثني هذا ابن أبي نجيح عن إبراهيم بن أبي بكر قال ولم يسمعه ابن أبي نجيح من مجاهد قال فحملها على خوافي جناحيه بما فيها ثم صعد بها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ثم قلبها فكان أول ما سقط منها شرافها فذلك قوله تعالى فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ( 2 )
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة قال بلغنا أن جبرئيل عليه السلام أخذ بعروة القرية الوسطى ثم ألوى بها إلى السماء حتى سمع أهل السماء ضواغي كلابهم ثم دمر بعضها على بعض فجعل عاليها سافلها ثم أتبعتهم الحجارة قال قتادة وبلغنا أنهم كانوا أربعة آلاف ألف
حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قال وذكر لنا أن جبرئيل أخذ بعروتها الوسطى ثم ألوى بها إلى جو السماء حتى سمعت الملائكة ضواغي كلابهم ثم دمر بعضها على بعض ثم أتبع شذان القوم صخرا قال وهي ثلاث قرى يقال لها سدوم وهي بين المدينة والشأم قال وذكر لنا أنه كان فيها أربعة آلاف ألف قال وذكر لنا إن إبراهيم كان يشرف ثم يقول سدوم يوما هالك
حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي بالإسناد الذي قد ذكرناه لما أصبحوا يعني قوم لوط نزل جبرئيل عليه السلام واقتلع الأرض من سبع أرضين فحملها حتى بلغ بها السماء الدنيا حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وأصوات ديوكهم ثم قلبها فقتلهم فذلك حين يقول والمؤتفكة أهوى ( 3 ) المنقلبة حين أهوى بها جبرئيل عليه السلام الأرض فاقتلعها بجناحيه فمن لم يمت حين أسقط الأرض أمطر الله تعالى عليه وهو تحت الأرض الحجارة ومن كان منهم شاذا في الأرض وهو قول الله تعالى فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ثم تتبعهم في القرى فكان الرجل يتحدث فيأتيه الحجر فيقتله فذلك قوله تعالى وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل
(1/182)
________________________________________
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال حدثني محمد بن كعب القرظي قال حدثت أن الله تعالى بعث جبرئيل إلى المؤتفكة ( قرية قوم لوط التي كان لوط فيهم ) فاحتملها بجناحيه ثم أصعد بها حتى إن أهل السماء الدنيا ليسمعون نابحة كلابها وأصوات دجاجها ثم كفأها على وجهها ثم أتبعها الله عز و جل بالحجارة يقول الله تعالى فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل فأهلكها الله تعالى وما حولها من المؤتفكات وكن خمس قريات صبعة وصعرة وعمرة ودوما وسدوم هي القرية العظمى ونجى الله تعالى لوطا ومن معه من أهله إلا امرأته كانت فيمن هلك
(1/183)
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
28-09-2012, 05:14 PM
ذكر وفاة سارة بنت هاران وهاجر أم إسماعيل
وذكر أزواج إبراهيم عليه السلام وولده
قد ذكرنا فيما مضى قبل ما قيل في مقدار عمر سارة أم إسحاق فأما موضع وفاتها فإنه لا يدفع أهل العلم من العرب والعجم أنها كانت بالشأم
وقيل إنها ماتت بقرية الجبابرة من أرض كنعان في حبرون فدفنت في مزرعة اشتراها إبراهيم وقيل إن هاجر عاشت بعد سارة مدة
فأما الخبر فبغير ذلك ورد حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي بالإسناد الذي قد ذكرناه قبل
ثم إن إبراهيم اشتاق إلى إسماعيل فقال لسارة ائذني لي أنطلق إلى ابني فأنظر إليه فأخذت عليه عهدا ألا ينزل حتى يأتيها فركب البراق ثم أقبل وقد ماتت أم إسماعيل وتزوج إسماعيل امرأة من جرهم
وإن إبراهيم عليه السلام كثر ماله ومواشيه وكان سبب ذلك فيما حدثنا به موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي بالإسناد الذي قد ذكرناه قبل أن إبراهيم عليه السلام احتاج وقد كان له صديق يعطيه ويأتيه فقالت له سارة لو أتيت خلتك فأصبت لنا منه طعاما فركب حمارا له ثم أتاه فلما أتاه تغيب منه واستحيا إبراهيم أن يرجع إلى أهله خائبا فمر على بطحاء فملأ منها خرجه ثم أرسل الحمار إلى أهله فأقبل الحمار وعليه حنطة جيدة ونام إبراهيم عليه السلام فاستيقظ وجاء إلى أهله فوجد سارة قد جعلت له طعاما فقالت ألا تأكل فقال وهل من شيء فقالت نعم من الحنطة التي جئت بها من عند خليلك فقال صدقت من عند خليلي جئت بها فزرعها فنبتت له وزكا زرعه وهلكت زروع الناس فكان أصل ماله منها فكان الناس يأتونه فيسألونه فيقول من قال لا إله إلا الله فليدخل فليأخذ فمنهم من قال فأخذ ومنهم من أبى فرجع وذلك قوله تعالى فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ( 1 ) فلما كثر مال إبراهيم ومواشيه احتاج إلى السعة في المسكن والمرعى وكان مسكنه ما بين قرية مدين فيما قيل والحجاز إلى أرض الشأم وكان ابن أخيه لوط نازلا معه فقاسم ماله لوطا فأعطى لوطا شطره فيما قيل وخيره مسكنا يسكنه ومنزلا ينزله غير المنزل الذي هو به نازل فاختار لوط ناحية الأردن فصار إليها وأقام إبراهيم عليه السلام بمكانه فصار ذلك فيما قيل سببا لآثاره بمكة وإسكانه إياها
(1/184)
________________________________________
إسماعيل وكان ربما دخل أمصار الشأم
ولما ماتت سارة بنت هاران زوجة إبراهيم تزوج إبراهيم بعدها فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قطورا بنت يقطن امرأة من الكنعانيين فولدت له ستة نفر يقسان بن إبراهيم وزمران بن إبراهيم ومديان بن إبراهيم ويسبق بن إبراهيم وسوح بن إبراهيم وبسر بن إبراهيم فكان جميع بني إبراهيم ثمانية بإسماعيل وإسحاق وكان إسماعيل يكره أكبر ولده قال فنكح يقسان بن إبراهيم رعوة بنت زمر بن يقطن بن لوذان بن جرهم بن يقطن بن عابر فولدت له البربر ولفها وولد زمران بن إبراهيم المزامير الذين لا يعقلون وولد لمديان أهل مدين قوم شعيب بن ميكائيل النبي فهو وقومه من ولده بعثه الله عز و جل إليهم نبيا
حدثني الحارث بن محمد قال حدثنا محمد بن سعد قال حدثنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال كان أبو إبراهيم من أهل حران فأصابته سنة من السنين فأتى هرمز جرد بالأهواز ومعه امرأته أم إبراهيم واسمها توتا بنت كرينا بن كوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح
وحدثني الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال حدثنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قال اسمها أنموتا من ولد أفراهم بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وكان بعضهم يقول اسمها انمتلي بنت يكفور
حدثني الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال نهر كوثى كراه كرينا جد إبراهيم من قبل أمه وكان أبوه على أصنام الملك نمرود فولد إبراهيم بهرمزجرد ثم انتقل إلى كوثى من أرض بابل فلما بلغ إبراهيم وخالف قومه دعاهم إلى عبادة الله وبلغ ذلك الملك نمرود فحبسه في السجن سبع سنين ثم بنى له الحير بجص وأوقد له الحطب الجزل وألقى إبراهيم فيه فقال حسبي الله ونعم الوكيل فخرج منها سليما لم يكلم
حدثني الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال حدثنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال لما هرب إبراهيم من كوثى وخرج من النار ولسانه يومئذ سرياني فلما عبر الفرات من حران غير الله لسانه فقيل عبراني أي حيث عبر الفرات وبعث نمرود في أثره وقال لا تدعوا أحدا يتكلم بالسريانية إلا جئتموني به فلقوا إبراهيم عليه السلام فتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته
حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرنا هشام عن أبيه قال فهاجر إبراهيم من بابل إلى الشأم فجاءته سارة فوهبت له نفسها فتزوجها وخرجت معه وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة فأتى حران فأقام بها زمانا ثم أتى الأردن فأقام بها زمانا ثم خرج إلى مصر فأقام بها زمانا ثم رجع إلى الشأم فنزل السبع ( أرض بين إيليا وفلسطين ) واحتفر بئرا وبنى مسجدا ثم إن بعض أهل البلد آذاه فتحول من عندهم فنزل منزلا بين الرملة وإيليا فاحتفر به بئرا أقام به وكان قد وسع عليه في المال والخدم وهو أول من أضاف الضيف وأول من ثرد الثريد وأول من رأى الشيب
قال وولد لإبراهيم عليه السلام إسماعيل وهو أكبر ولده وأمه هاجر وهي قبطية وإسحاق وكان ضرير البصر وأمه سارة ابنة بتويل بن ناخور بن ساروع بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن
(1/185)
________________________________________
سام بن نوح ومدن ومدين ويقسان وزمران وأسبق وسوح وأمهم قنطورا بنت مقطور من العرب العاربة
فأما يقسان فلحق بنوه بمكة وأقام مدن ومدين بأرض مدين فسميت به ومضى سائرهم في البلاد وقالوا لإبراهيم يا أبانا أنزلت إسماعيل وإسحاق معك وأمرتنا أن ننزل أرض الغربة والوحشة فقال بذلك أمرت قال فعلمهم اسما من أسماء الله تبارك وتعالى فكانوا يستسقون به ويستنصرون فمنهم من نزل خراسان فجاءتهم الخزر فقالوا ينبغي للذي علمكم هذا أن يكون خير أهل الأرض أو ملك الأرض قال فسموا ملوكهم خاقان
قال أبو جعفر وياقل في يسبق يسباق وفي سوح ساح
وقال بعضهم تزوج إبراهيم بعد سارة امرأتين من العرب إحداهما قنطورا بنت يقطان فولدت له ستة بنين وهم الذين ذكرنا والأخرى منهما حجور بنت أرهير فولدت له خمسة بنين كيسان وشورخ وأميم ولوطان ونافس
(1/186)
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
28-09-2012, 05:23 PM
ذكر وفاة إبراهيم عليه السلام
فلما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم صلى الله عليه و سلم أرسل إليه ملك الموت في صورة شيخ هرم
فحدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدي بالإسناد الذي ذكرته قبل كان إبراهيم كثير الطعام يطعم الناس ويضيفهم فبينا هو يطعم الناس إذا هو بشيخ كبير يمشي في الحرة فبعث إليه بحمار فركبه حتى إذا أتاه أطعمه فجعل الشيخ يأخذ اللقمة يريد أن يدخلها فاه فيدخلها عينه وأذنه ثم يدخلها فاه فإذا دخلت جوفه خرجت من دبره وكان إبراهيم قد سأل ربه عز و جل ألا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يسأله الموت فقال للشيخ حين رأى من حاله ما رأى ما بالك يا شيخ تصنع هذا قال يا إبراهيم الكبر قال ابن كم أنت فزاد على عمر إبراهيم سنتين فقال إبراهيم إنما بيني وبينك سنتان فإذا بلغت ذلك صرت مثلك قال نعم قال إبراهيم اللهم اقبضني إليك قبل ذلك فقام الشيخ فقبض روحه وكان ملك الموت
ولما مات إبراهيم عليه السلام وكان موته وهو ابن مائتي سنة وقيل ابن مائة وخمس وسبعين سنة دفن عند قبر سارة في مزرعة حبرون
وكان مما أنزل الله تعالى على إبراهيم عليه السلام من الصحف فيما قيل عشر صحائف كذلك حدثني أحمد بن عبدالرحمن بن وهب قال أخبرني عمي عبدالله بن وهب قال حدثني الماضي بن محمد عن أبي سليمان عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري قال قلت يا رسول الله كم كتاب أنزله الله قال مائة كتاب وأربع كتب أنزل الله عز و جل على آدم عليه السلام عشر صحائف وعلى شيث خمسين صحيفة وأنزل على أخنوخ ثلاثين صحيفة وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل جل وعز التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم قال كانت أمثالا كلها
أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها وإن كانت من كافر
وكانت فيها أمثال وعلى العاقل مالم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربه وساعة يفكر فيها في صنع الله عز و جل وساعة يحاسب فيها نفسه فيما قدم وأخر وساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال في المطعم والمشرب وعلى العاقل ألا يكون ظاعنا إلا في ثلاث تزود لمعاده ومرمة لمعاشه ولذة في غير
(1/187)
________________________________________
محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه
وكان لإبراهيم فيما ذكر أخوان يقال لأحدهما هاران وهو أبو لوط وقيل إن هاران هو الذي بنى مدينة حران وإليه نسبت والآخر منهما ناحورا وهو أبو بتويل وبتويل هو أبو لابان ورفقا ابنة بتويل ورفقا امرأة إسحاق بن إبراهيم أم يعقوب ابنة بتويل وليا وراحيل امرأتا يعقوب ابنتا لابان
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
28-09-2012, 05:29 PM
ذكر خبر ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام
قد مضى ذكرنا سبب مصير إبرهيم بابنه إسماعيل وأمه هاجر إلى مكة وإسكانه إياهما بها ولما كبر إسماعيل تزوج امرأة من جرهم فكان من أمرها ما قد تقدم ذكره ثم طلقها بأمر أبيه إبراهيم بذلك ثم تزوج أخرى يقال لها السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي وهي التي قال لها إبراهيم إذ قدم مكة وهي زوجة إسماعيل قولي لزوجك إذا جاء قد رضيت لك عتبة بابك
فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ولد لإسماعيل بن إبراهيم اثنا عشر رجلا وأمهم السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي نابت بن إسماعيل وقيدر بن إسماعيل وأدبيل بن إسماعيل ومبشا بن إسماعيل ومسمع بن إسماعيل ودما بن إسماعيل وماس بن إسماعيل وأدد بن إسماعيل ووطور بن إسماعيل ونفيس بن إسماعيل وطما بن إسماعيل وقيدمان بن إسماعيل
قال وكان عمر إسماعيل فيما يزعمون ثلاثين ومائة سنة ومن نابت وقيدر نشر الله العرب ونبأ الله عز و جل إسماعيل فبعثه إلى العماليق فيما قيل وقبائل اليمن
وقد ينطق أسماء أولاد إسماعيل بغير الألفاظ التي ذكرت عن ابن إسحاق فيقول بعضهم في قيدر قيدار وفي أدبيل أدبال وفي مبشا مبشام وفي دما ذوما ومسا وحداد وتيم ويطور ونافس وقادمن
وقيل إن إسماعيل لما حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق وزوج ابنته من العيص بن إسحاق وعاش إسماعيل فيما ذكر مائة وسبعا وثلاثين سنة ودفن في الحجر عند قبر أمه هاجر
حدثني عبدة بن عبدالله الصفار قال حدثنا خالد بن عبدالرحمن المخزومي عن مبارك بن حسان صاحب الأنماط عن عمر بن عبدالعزيز قال شكا إسماعيل إلى ربه تبارك وتعالى حر مكة فأوحى الله تعالى إليه إني فاتح لك بابا من الجنة يجري عليك روحها إلى يوم القيامة وفي ذلك المكان تدفن
ونرجع الآن إلى
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
28-09-2012, 06:02 PM
(1/189)

ذكر إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام وذكر نسائه وأولاده
إذ كان التأريخ غير متصل على سياق معروف لأمة بعد الفرس غيرهم وذلك أن الفرس كان ملكهم متصلا دائما من عهد جيومرت الذي قد وصفت شأنه وخبره إلى أن زال عنهم بخير أمة أخرجت للناس أمة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وكانت النبوة والملك متصلين بالشأم ونواحيها لولد إسرائيل بن إسحاق إلى أن زال ذلك عنهم بالفرس والروم بعد يحيى بن زكرياء وبعد عيسى بن مريم عليهما السلام وسنذكر إذا نحن انتهينا إلى الخبر عن يحيى وعيسى عليهما السلام سبب زوال ذلك عنهم إن شاء الله
فأما سائر الأمم غير الفرس فإنه غير ممكن الوصول إلى علم التأريخ بهم إذ لم يكن لهم ملك متصل في قديم الأيام وجديثه إلا ما لا يمكن معه سياق التأريخ عليه وعلى أعمار ملوكهم إلا ما ذكرنا من ولد يعقوب إلى الوقت الذي ذكرت فإن ذلك وإن كانت مدته انقطعت بزواله عنهم فإن قدر مدة زواله عنهم إلى غايتنا هذه معلوم مبلغه وقد كان لليمن ملوم لهم ملك غير أنه كان غير متصل وإنما كان يكون منهم الواحد بعد الواحد وبين الأول والآخر فترات طويلة لا يقف على مبلغها العلماء لقلة عنايتهم كانت بها ومبلغ عمر الأول منهم والآخر إذا لم يكن من الأمر الدائم فإن دام منه شيء فإنما يدوم لمن دام له منهم بأنه عامل لغيره في الموضع الذي هو به لا يملكه بنفسه وذلك كدوامه لآل نصر بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن عمرو بن نمارة بن لخم فإنهم كانوا على فرج ثغر العرب للفرس من الحيرة إلى حد اليمن طولا وإلى حدود الشأم وما اتصل بذلك عرضا فلم يزل ذلك دائما لهم من عهد أردشير بابكان إلى أن قتل كسرى أبرويز بن هرمز بن أنوشروان النعمان بن المنذر فنقل عنهم ما كان إليهم من العمل على ثغر العرب إلى إياس بن قبيصة الطائي
فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال نكح إسحاق بن إبراهيم رفقا بنت بتويل بن إلياس فولدت له عيص بن إسحاق ويعقوب بن إسحاق يزعمون أنهما كانا توءمين وأن عيصا كان أكبرهما ثم نكح عيص بن إسحاق ابنة عمه بسمة ابنة إسماعيل بن إبراهيم فولدت له الروم بن عيص فكل بني الأصفر من ولده قال وبعض الناس يزعم أن الأشبان من ولده ولا أدري أمن ابنة إسماعيل أم لا
ونكح يعقوب بن إسحاق وهو إسرائيل ابنة خاله ليا ابنة لبان بن بتويل بن إلياس فولدت له روبيل بن يعقوب وكان أكبر ولده وشمعون بن يعقوب ولاوى بن يعقوب ويهوذا بن يعقوب وزبالون بن يعقوب ويسحر بن يعقوب ودينة ابنة يعقوب وقد قيل في يسحر إن اسمه يشحر ثم توفيت ليا بنت لبان فخلف يعقوب على أختها راحيل بنت لبان بن بتويل بن إلياس فولدت له يوسف بن
(1/190)
________________________________________
يعقوب وبنيامين بن يعقوب وهو بالعربية شداد وولد له من سريتين اسم إحداهما زلفة واسم الأخرى بلهة أربعة نفر دان بن يعقوب ونفثالي بن يعقوب وجاد بن يعقوب وأشر بن يعقوب فكان بنو يعقوب اثني عشر رجلا
وقد قال بعض أهل التوراة إن رفقا زوجة إسحاق هي ابنة ناهر بن آزر عم إسحاق وإنها ولدت له ابنيه عيصا ويعقوب في بطن واحد وإن إسحاق أمر ابنه يعقوب ألا ينكح امرأة من الكنعانيين وأمره أن ينكح امرأة من بنات خاله لبان بن ناهر وأن يعقوب لما أراد النكاح مضى إلى خاله لبان بن ناهر خاطبا فأدركه الليل في بعض الطريق فبات متوسدا حجرا فرأى فيما يرى النائم أن سلما منصوبا إلى باب من أبواب السماء عند رأسه والملائكة تنزل وتعرج فيه وأن يعقوب صار إلى خاله فخطب إليه ابنته راحيل وكانت له ابنتان ليا وهي الكبرى وراحيل وهي الصغرى فقال له هل من مال أزوجك عليه فقال يعقوب لا إلا أني أخدمك أجيرا حتى تستوفي صداق ابنتك قال فإن صداقها أن تخدمني سبع حجج قال يعقوب فزوجني راحيل وهي شرطي ولها أخدمك فقال له خاله ذلك بيني وبينك فرعى له يعقوب سبع سنين فلما وفى له شرطه دفع إليه ابنته الكبرى ليا وأدخلها عليه ليلا فلما أصبح وجد غير ما شرط فجاءه يعقوب وهو في نادي قومه فقال له غررتني وخدعتني واستحللت عملي سبع سنين ودلست علي غير امرأتي فقال له خاله يا ابن أختي أردت أن تدخل على خالك العار والسبة وهو خالك ووالدك ومتى رأيت الناس يزوجون الصغرى قبل الكبرى فهلم فاخدمني سبع حجج أخرى فأزوجك أختها وكان الناس يومئذ يجمعون بين الأختين إلى أن بعث موسى عليه السلام وأنزل عليه التوراة فرعى له سبعا فدفع إليه راحيل فولدت له ليا أربعة اسباط روبيل ويهوذا وشمعان ولاوى وولدت له راحيل يوسف وأخاه بنيامين وأخوات لهما وكان لابان دفع إلى ابنتيه حين جهزهما إلى يعقوب أمتين فوهبتا الأمتين ليعقوب فولدت كل واحدة منهما له ثلاثة رهط من الأسباط وفارق يعقوب خاله وعاد حتى نازل أخاه عيصا
وقال بعضهم ولد ليعقوب دان ونفثالي من زلفة جارية راحيل وذلك أنها وهبتها له وسألته أن يطلب منها الولد حين تأخر الولد عنها وأن ليا وهبت جاريتها بلهة ليعقوب منافسة لراحيل في جاريتها وسألته أن يطلب منها الولد فولدت له جاد وأشير ثم ولد له من راحيل بعد اليأس يوسف وبنيامين فانصرف يعقوب بولده هؤلاء وامرأتيه المذكورتين إلى منزل أبيه من فلسطين على خوف شديد من أخيه العيص فلم ير منه إلا خيرا وكان العيص فيما ذكر لحق بعمه إسماعيل فتزوج إليه ابنته بسمة وحملها إلى الشام فولدت له عدة أولاد فكثروا حتى غلبوا الكنعانيين بالشأم وصاروا إلى البحر وناحية الإسكندرية ثم إلى الروم وكان العيص فيما ذرك يسمى آدم لأدمته قال ولذلك سمي ولده ولد الأصفر وكانت ولادة رفقا بنت بتويل لإسحاق بن إبراهيم ابنيه العيص ويعقوب بعد أن خلا من عمر إسحاق ستون سنة توءمين في بطن واحد والعيص المتقدم منهما خروجا من بطن أمه فكان إسحاق فيما ذكر يختص العيص وكانت رفقا أمهما تميل إلى يعقوب فزعموا أن يعقوب ختل العيص في قربان قرباه بأمر أبيهما إسحاق بعد ما كبرت سن إسحاق وضعف بصره فصار أكثر دعاء إسحاق ليعقوب وتوجهت البركة نحوه بدعاء أبيه إسحاق له فغاظ ذلك العيص وتوعده بالقتل فخرج يعقوب هاربا منه إلى خاله لابان ببابل فوصله لابان وزوجه ابنتيه ليا وراحيل وانصرف بهما
(1/191)
________________________________________
وبجاريتيهما وأولاده الأسباط الاثني عشر وأختهم دينا إلى الشأم إلى منزل آبائه وتألف أخاه العيص حتى نزل له البلاد وتنقل في الشأم حتى صار إلى السواحل ثم عبر إلى الروم فأوطنها وصار الملوك من ولده وهم اليونانية فيما زعم هذا القائل
حدثنا الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا أبي قال أخبرنا أسباط عن السدي قال تزوج إسحاق امرأة فحملت بغلامين في بطن فلما أرادت أن تضعهما اقتتل الغلامان في بطنها فأراد يعقوب أن يخرج قبل عيص فقال عيص والله لئن خرجت قبلي لأعترضن في بطن أمي ولأقتلنها فتأخر يعقوب وخرج عيص قبله وأخذ يعقوب بعقب عيص فخرج فسمي عيصا لأنه عصى فخرج قبل يعقوب وسمي يعقوب لأنه خرج أخذا بعقب عيص وكان يعقوب أكبرهما في البطن ولكن عيصا خرج قبله وكبر الغلامان فكان عيص أحبهما إلى أبيه وكان يعقوب أحبهما إلى أمه وكان عيص صاحب صيد فلما كبر إسحاق وعمي قال لعيص يا بني أطعمني لحم صيد واقترب مني أدع لك بدعاء دعا لي به أبي وكان عيص رجلا أشعر وكان يعقوب رجلا أجرد فخرج عيص يطلب الصيد وسمعت أمه الكلام فقالت ليعقوب يا بني اذهب إلى الغنم فاذبح منها شاة ثم اشوه والبس جلده وقدمه إلى أبيك وقل له أنا ابنك عيص ففعل ذلك يعقوب فلما جاء قال يا أبتاه كل قال من أنت قال أنا ابنك عيص قال فمسه فقال المس مس عيص والريح ريح يعقوب قالت أمه هو ابنك عيص فادع له قال قدم طعامك فقدمه فأكل منه ثم قال ادن مني فدنا منه فدعا له أن يجعل في ذريته الأنبياء والملوك وقام يعقوب وجاء عيص فقال قد جئتك بالصيد الذي أمرتني به فقال يا بني قد سبقك اخوك يعقوب فغضب عيص وقال والله لأقتلنه قال يا بني قد بقيت لك دعوة فهلم أدع لك بها فدعا له فقال تكون ذريتك عددا كثيرا كالتراب ولا يملكهم أحد غيرهم وقالت أم يعقوب ليعقوب الحق بخالك فكن عنده خشية أن يقتلك عيص فانطلق إلى خاله فكان يسري بالليل ويكمن بالنهار ولذلك سمي إسرائيل وهو سري الله فأتى خاله وقال عيص أما إذ غلبتني على الدعوى فلا تغلبني على القبر أن أدفن عند آبائي إبراهيم وإسحاق فقال لئن فعلت لتدفنن معه
ثم إن يعقوب عليه السلام هوى ابنة خاله وكانت له ابنتان فخطب إلى أبيهما الصغرى منهما فأنكحها إياه على أن يرعى غنمه إلى أجل مسمى فلما انقضى الأجل زف إليه أختها ليا قال يعقوب إنما أردت راحيل فقال له خاله إنا لا ينكح فينا الصغير قبل الكبير ولكن ارع لنا أيضا وأنكحها ففعل فلما انقضى الأجل زوجه راحيل أيضا فجمع يعقوب بينهما فذلك قول الله وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ( 1 )
يقول جمع يعقوب بين ليا وراحيل فحملت ليا فولدت يهوذا وروبيل وشمعون وولدت راحيل يوسف وبنيامين وماتت راحيل في نفاسها ببنيامين يقول من وجع النفاس الذي ماتت فيه
وقطع خال يعقوب ليعقوب قطيعا من الغنم فأراد الرجوع إلى بيت المقدس فلما ارتحلوا لم يكن له نفقة فقالت امرأة يعقوب ليوسف خذ من أصنام أبي لعلنا نستنفق منه فأخذ وكان الغلامان في حجر يعقوب فأحبهما وعطف عليهما ليتمهما من أمهما وكان أحب الخلق إليه يوسف عليه السلام فلما قدموا أرض
(1/192)
________________________________________
الشأم قال يعقوب لراع من الرعاة إن أتاكم أحد يسألكم من أنتم فقولوا نحن ليعقوب عبد عيص فلقيهم عيص فقال من أنتم قالوا نحن ليعقوب عبد عيص فكف عيص عن يعقوب ونزل يعقوب بالشام فكان همه يوسف وأخوه فحسده إخوته لما رأوا من حب أبيه له ورأى يوسف في المنام كأن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رآهم ساجدين له فحدث أباه بها فقال يا بني لا تقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين ( 1 )
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
28-09-2012, 06:46 PM
ذكر أيوب عليه السلام
ومن ولده فيما قيل أيوب نبي الله وهو فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه أن أيوب كان رجلا من الروم وهو أيوب بن موص بن رازح بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم
وأما غير ابن إسحاق فإنه يقول هو أيوب بن موص بن رغويل بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم
وكان بعضهم يقول هو أيوب بن موص بن رعويل ويقول كان أبوه ممن آمن بإبراهيم عليه السلام يوم أحرقه نمرود وكانت زوجته التي أمر بضربها بالضغث ابنة ليعقوب بن إسحاق يقال لها ليا كان يعقوب زوجها منه
وحدثني الحسين بن عمرو بن محمد قال حدثنا أبي قال أخبرنا غياث بن إبراهيم قال ذكر والله أعلم أن عدو الله إبليس لقي امرأة أيوب وذكر انها كانت ليا بنت يعقوب فقال يا ليا ابنة الصديق وأخت الصديق وكانت أم أيوب ابنة للوط بن هاران
وقيل إن زوجته التي أمر بضربها بالضغث هي رحمة بنت أفرائيم بن يوسف بن يعقوب وكانت لها البثنية من الشام كلها بما فيها وكان فيما ذكر عن وهب بن منبه في الخبر الذي حدثنيه محمد بن سهل بن عسكر البخاري قال حدثنا إسماعيل بن عبدالكريم أبو هشام قال حدثني عبدالصمد بن معقل قال سمعت وهب بن منبه يقول إن إبليس لعنه الله سمع تجاوب الملائكة بالصلاة على أيوب وذلك حين ذكره الله تعالى وأثنى عليه فأدركه البغي والحسد فسأل الله أن يسلطه عليه ليفتنه عن دينه فسلطه الله على ماله دون جسده وعقله وجمع إبليس عفاريت الشياطين وعظماءهم وكان لأيوب البثنية من الشام كلها بما فيها بين شرقها وغربها وكان بها ألف شاة برعاتها وخمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد لكل عبد امرأة وولد ومال ويحمل آلة كل فدان أتان لكل أتان ولد بين اثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وفوق ذلك فلما جمعهم إبليس قال ماذا عندكم من القوة والمعرفة فإني قد سلطت على مال أيوب فهي المصيبة الفادحة والفتنة التي لا يصبر عليها الرجال فقال كل من عنده قوة على إهلاك ما عنده فأرسلهم فأهلكوا ماله كله وأيوب في كل ذلك يحمد الله ولا يثنيه شيء أصيب به من ماله عن الجد في عبادة الله تعالى والشكر له على ما أعطاه والصبر على ما ابتلاه به فلما رأى ذلك من أمره إبليس لعنه الله سأل الله تعالى أن يسلط على
(1/194)
________________________________________
ولده فسلط عليهم ولم يجعل له سلطانا على جسده وقلبه وعقله فأهلك ولده كلهم ثم جاء إليه متمثلا بمعلمهم الذي كان يعلمهم الحكمة جريحا مشدوخا يرققه حتى رق أيوب فبكى فقبض من قبضة من تراب فوضعها على رأسه فسر بذلك إبليس واغتنمه من أيوب عليه السلام
ثم إن أيوب تاب واستغفر فصعدت قرناؤه من الملائكة بتوبته فبدروا إبليس إلى الله عز و جل فلما لم يثن أيوب عليه السلام ما حل به من المصيبة في ماله وولده عن عبادة ربه والجد في طاعته والصبر على ما ناله سأل الله عز و جل إبليس أن يسلطه على جسده فسلطه على جسده خلا لسانه وقلبه وعقله فإنه لم يجعل له على ذلك منه سلطانا فجاءه وهو ساجد فنفخ في منخره نفخة اشتعل منها جسده فصار من جملة أمره إلى أن أنتن جسده فأخرجه أهل القرية من القرية إلى كناسة خارج القرية لا يقربه أحد إلا زوجته وقد ذكرت اختلاف الناس في اسمها ونسبها قبل
ثم رجع الحديث إلى حديث وهب بن منبه
وكانت زوجته تختلف إليه بما يصلحه وتلزمه وكان قد اتبعه ثلاثة نفر على دينه فلما رأوا ما نزل به من البلاء رفضوه واتهموه من غير أن يتركوا دينه يقال لأحدهم بلدد وللآخر اليفز وللثالث صافر فانطلقوا إليه وهو في بلائه فبكتوه فلما سمع أيوب عليه السلام كلامهم أقبل على ربه يستغيثه ويتضرع إليه فرحمه ربه ورفع عنه البلاء ورد عليه أهله وماله ومثلهم معهم وقال له اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ( 1 ) فاغتسل به فعاد كهيئته قبل البلاء في الحسن والجمال
فحدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال حدثنا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن قال لقد مكث أيوب عليه السلام مطروحا على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهرا ما يسأل الله عز و جل أن يكشف ما به قال فما على وجه الأرض أكرم على الله من أيوب فيزعمون أن بعض الناس قال لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع به هذا فعند ذلك دعا
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال بقي أيوب عليه السلام على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهرا اختلف فيها الرواة
فهذه جملة من خبر أيوب صلى الله عليه و سلم وإنما قدمنا ذكر خبره وقصته قبل خبر يوسف وقصته لما ذكر من أمره وأنه كان نبيا في عهد يعقوب أبي يوسف عليهم السلام
وذكر أن عمر أيوب كان ثلاثا وتسعين سنة وأنه أوصى عند موته إلى ابنه حومل وأن الله عز و جل بعث بعده ابنه بشر بن أيوب نبيا وسماه ذا الكفل وأمره بالدعاء إلى توحيده وأنه كان مقيما بالشأم عمره حتى مات وكان عمره خمسا وسبعين سنة وأن بشرا أوصى إلى ابنه عبدان وأن الله عز و جل بعث بعده شعيب بن صيفون بن عيفا بن نابت بن مدين بن إبراهيم إلى أهل مدين
وقد اختلف في نسب شعيب فنسبه أهل التوراة النسب الذي ذكرت
(1/195)
________________________________________
وكان ابن إسحاق يقول هو شعيب بن ميكائيل من ولد مدين حدثني بذلك ابن حميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق
وقال بعضهم لم يكن شعيب من ولد إبراهيم وإنما هو من ولد بعض من كان آمن بإبراهيم واتبعه على دينه وهاجر معه إلى الشام ولكنه ابن بنت لوط فجدة شعيب ابنة لوط
(1/196)
________________________________________
ذكر خبر شعيب صلى الله عليه و سلم
وقيل إن اسم شعيب يزون وقد ذكرت نسبه واختلاف أهل الأنساب في نسبه وكان فيما ذكر ضرير البصر
حدثني عبد الأعلى بن واصل الأسدي قال حدثنا أسيد بن زيد الجصاص قال أخبرنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير في قوله وإنا لنراك فينا ضعيفا ( 1 ) قال كان أعمى
حدثنا أحمد بن الوليد الرملي قال حدثنا إبراهيم بن زياد وإسحاق بن المنذر وعبدالملك بن يزيد قالوا حدثنا شريك عن سالم عن سعيد مثله
حدثني أحمد بن الوليد قال حدثنا عمرو بن عون ومحمد بن الصباح قالا سمعنا شريكا يقوله في قوله وإنا لنراك فينا ضعيفا قال أعمى
حدثني أحمد بن الوليد قال حدثنا سعدويه قال حدثنا عباد عن شريك عن سالم عن سعيد بن جبير مثله
حدثني المثنى قال حدثنا الحماني قال حدثنا عباد عن شريك عن سالم عن سعيد وإنا لنراك فينا ضعيفا قال كان ضرير البصر
حدثني العباس بن أبي طالب قال حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي قال حدثنا خلف بن خليفة عن سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير وإنا لنراك فينا ضعيفا قال كان ضعيف البصر
حدثني المثنى قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان قوله تعالى وإنا لنراك فينا ضعيفا قال كان ضعيف البصر قال سفيان وكان يقال له خطيب الأنبياء وإن الله تبارك وتعالى بعثه نبيا إلى أهل مدين وهم أصحاب الأيكة والأيكة الشجر الملتف وكانوا أهل كفر بالله وبخس للناس في المكاييل والموازين وإفساد لأموالهم وكان الله عز و جل وسع عليهم في الرزق وبسط لهم في العيش استدراجا منه لهم مع كفرهم به فقال لهم شعيب عليه السلام يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ( 2 ) فكان من قول شعيب لقومه وجواب
(1/197)
________________________________________
قومه له ما ذكره الله عز و جل في كتابه
فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال قال ابن إسحاق فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة إذا ذكره قال ذاك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه فيما يرادهم به
فلما طال تماديهم في غيهم وضلالهم ولم يردهم تذكير شعيب إياهم وتحذيرهم عذاب الله لهم وأراد الله تبارك وتعالى هلاكهم سلط عليهم فيما حدثني الحارث قال حدثنا الحسن بن موسى الأشيب قال حدثني سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد قال حدثنا حاتم بن أبي صغيرة قال حدثني يزيد الباهلي قال سألت عبدالله بن عباس عن هذه الآية فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ( 1 ) فقال عبدالله بن عباس بعث الله وبدة وحرا شديدا فأخذ بأنفاسهم فدخلوا أجواف البيوت فدخل عليهم أجواف البيوت فأخذ بأنفاسهم فخرجوا من البيوت هرابا إلى البرية فبعث الله عز و جل سحابة فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة فنادى بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا تحتها أرسل الله عليهم نارا قال عبدالله بن عباس فذاك عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم
حدثني يونس بن عبدالأعلى قال حدثنا ابن وهب قال حدثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة يقول بعث شعيب إلى أمتين إلى قومه أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة وكانت الأيكة من شجر ملتف فلما أراد الله عز و جل أن يعذبهم بعث عليهم حرا شديدا ورفع لهم العذاب كأنه سحابة فلما دنت منهم خرجوا إليها رجاء بردها فلما كانوا تحتها أمطرت عليهم نارا قال فذلك قوله تعالى فأخذهم عذاب يوم الظلة
حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني أبو سفيان عن معمر بن راشد قال حدثني رجل من أصحابنا عن بعض العلماء قال كانوا يعني قوم شعيب عطلوا حدا فوسع الله عليهم في الرزق ثم عطلوا حدا فوسع الله عليهم في الرزق فجعلوا كلما عطلوا حدا وسع الله عليهم في الرزق حتى إذا أراد الله هلاكهم سلط عليهم حرا لا يستطيعون أن يتقاروا ولا ينفعهم ظل ولا ماء حتى ذهب ذاهب منهم فاستظل تحت ظلة فوجد روحا فنادى أصحابه هلموا إلى الروح فذهبوا إليه سراعا حتى إذا اجتمعوا ألهبها الله عليهم نارا فذلك عذاب يوم الظلة
حدثنا ابن بشار قال حدثنا عبدالرحمن قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن معاوية في قوله تعالى فأخذهم عذاب يوم الظلة قال أصابهم حر قلقلهم في بيوتهم فنشأت سحابة كهيئة الظلة فابتدروها فلما ناموا تحتها أخذتهم الرجفة
حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال حدثنا الحسن قال حدثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عذاب يوم الظلة قال ظلال العذاب
حدثني القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله فأخذهم عذاب يوم الظلة قال أظل العذاب قوم شعيب قال ابن جريج لما أنزل الله تعالى عليهم
(1/198)
________________________________________
أول العذاب أخذهم منه حر شديد فرفع الله لهم غمامة فخرج إليها طائفة منهم ليستظلوا بها فأصابهم منها برد وروح وريح طيبة فصب الله عليهم من فوقهم من تلك الغمامة عذابا فذلك قوله عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم قال بعث الله عز و جل إليهم ظلة من سحاب وبعث الله إلى الشمس فأحرقت ما على وجه الأرض فخرجوا كلهم إلى تلك الظلة حتى إذا اجتمعوا كلهم كشف الله عنهم الظلة وأحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى
حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا أبو تميلة عن ابي حمزة عن جابر عن عامر عن عباس قال من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلمة فكذبه
حدثني محمود بن خداش حدثنا حماد بن خالد الخياط قال حدثنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم في قوله عز و جل أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ( 1 ) قال كان مما ينهاهم عنه حذف الدراهم أو قال قطع الدراهم الشك من حماد
حدثنا سهل بن موسى الرازي قال حدثنا ابن أبي فديك عن أبي مودود قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول بلغني أن قوم شعيب عذبوا في قطع الدراهم ثم وجدت ذلك في القرآن أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا زيد بن حباب عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي قال عذب قوم شعيب في قطعهم الدراهم فقالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء
ونرجع الآن إلى
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: مكتبتي
28-09-2012, 08:41 PM
ذكر يعقوب وأولاده
ذكروا والله أعلم أن إسحاق بن إبراهيم عاش بعد ما ولد له العيص ويعقوب مائة سنة ثم توفي وله مائة وستون سنة فقبره ابناه العيص ويعقوب عند قبر أبيه إبراهيم في مزرعة حبرون وكان عمر يعقوب بن إسحاق كله مائة وسبعا وأربعين سنة وكان ابنه يوسف قد قسم له ولأمه من الحسن مالم يقسم لكثير من أحد من الناس
وقد حدثني عبدالله بن محمد وأحمد بن ثابت الرازيان قالا حدثنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت البناني عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أعطي يوسف وأمه شطر الحسن
وأن أمه راحيل لما ولدته دفعه زوجها يعقوب إلى أخته تحضنه فكان من شأنه وشأن عمته التي كانت تحضنه ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبدالله بن أبي نجيح عن مجاهد قال كان أول ما دخل على يوسف من البلاء فيما بلغني أن عمته ابنة إسحاق وكانت أكبر ولد إسحاق وكانت إليها صارت منطقة إسحاق وكانوا يتوارثونها بالكبر فكان من أختانها من وليها كان له سلما لا ينازع فيه يصنع فيه ما شاء وكان يعقوب حين ولد له يوسف قد كان حضنته عمته فكان معها وإليها فلم يحب أحد شيئا من الأشياء حبها إياه حتى إذا ترعرع وبلغ سنوات ووقعت نفس يعقوب عليه أتاها فقال يا أخية سلمي إلي يوسف فوالله ما أقدر على أن يغيب عني ساعة قالت والله ما أنا بتاركته قال فوالله ما أنا بتاركه قالت فدعه عندي أياما أنظر إليه وأسكن عنه لعل ذلك يسليني عنه أو كما قالت فلما خرج من عندها يعقوب عمدت إلى منطقة إسحاق فحزمتها على يوسف من تحت ثيابه ثم قالت لقد فقدت منطقة إسحاق فانظروا من أخذها ومن أصابها فالتمست ثم قالت كشفوا أهل البيت فكشفوهم فوجدوها مع يوسف فقالت والله إنه لي لسلم أصنع فيه ما شئت قال وأتاها يعقوب فأخبرته الخبر فقال لها أنت وذاك إن كان فعل ذلك فهو سلم لك ما أستطيع غير ذلك فأمسكته فما قدر عليه يعقوب حتى ماتت قال فهو الذي قول إخوة يوسف حين صنع بأخيه ما صنع حين أخذه إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ( 1 )
قال أبو جعفر فلما رأت إخوة يوسف شدة حب والدهم يعقوب إياه في صباه وطفولته وقلة صبره عنه
(1/200)
________________________________________
حسدوه على مكانه منه وقال بعضهم لبعض ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة يعنون بالعصبة الجماعة وكانوا عشرة إن أبانا لفي ضلال مبين ( 1 )
ثم كان من أمره وأمر يعقوب ما قد قص الله تبارك وتعالى في كتابه من مسألتهم إياه إرساله إلى الصحراء معهم ليسعى وينشط ويلعب وضمانهم له حفظه وإعلام يعقوب إياهم حزنه بمغيبه عنه وخوفه عليه من الذئب وخداعهم والدهم بالكذب من القول والزور عن يوسف ثم إرساله معهم وخروجهم به وعزمهم حين برزوا به إلى الصحراء على إلقائه في غيابة الجب فكان من أمره حينئذ فيما ذكر ما حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد العنقزي عن أسباط عن السدي قال أرسله يعني يعقوب يوسف معهم فأخرجوه وبه عليهم كرامة فلما برزوا إلى البرية أظهروا له العداوة وجعل أخوه يضربه فيستغيث بالآخر فيضربه فجعل لا يرى منهم رحيما فضربوه حتى كادوا يقتلونه فجعل يصيح ويقول يا أبتاه يا يعقوب لو تعلم ما يصنع بابنك بنو الإماء فلما كادوا يقتلونه قال يهوذا أليس قد أعطيتموني موثقا ألا تقتلوه فانطلقوا به إلى الجب ليطرحوه فجعلوا يدلونه في البئر فيتعلق بشفيرها فربطوا يديه ونزعوا قميصه فقال يا إخوتاه ردوا علي قميصي أتوارى به في الجب فقالوا ادع الشمس والقمر والأحد عشر كوكبا تؤنسك قال إني لم أر شيئا فدلوه في البئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يموت فكان في البئر ماء فسقط فيه ثم أوى إلى صخرة فيها فقام عليها فلما ألقوه في الجب جعل يبكي فنادوه فظن أنها رحمة أدركتهم فأجابهم فأرادوا أن يرضخوه بصخرة فيقتلوه فقام يهوذا فمنعهم وقال قد أعطيتموني موثقا ألا تقتلوه وكان يهوذا يأتيه بالطعام
ثم خبره تبارك وتعالى عن وحيه إلى يوسف عليه السلام وهو في الجب لينبئن إخوته الذين فعلوا به ما فعلوا بفعلهم ذلك وهم لا يشعرون بالوحي الذي أوحى إلى يوسف كذلك روي ذلك عن قتادة حدثنا محمد بن عبدالأعلى الصنعاني قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا قال أوحى إلى يوسف وهو في الجب أن ينبئهم بما صنعوا به وهم لا يشعرون ( 2 ) بذلك الوحي
حدثني المثنى قال حدثنا سويد قال أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن قتادة بنحوه إلا أنه قال أن سينبئهم
وقيل معنى ذلك وهم لا يشعرون أنه يوسف وذلك قول يروى عن ابن عباس حدثني بذلك الحارث قال حدثنا عبدالعزيز قال حدثنا صدقة بن عبادة الأسدي عن أبيه قال سمعت ابن عباس يقول ذاك وهو قول ابن جريج
ثم خبره تعالى عن إخوة يوسف ومجيئهم إلى أبيه عشاء يبكون يذكرون له أن يوسف أكله الذئب وقول والدهم بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل ( 3 )
ثم خبره جل جلاله عن مجيء السيارة وإرسالهم واردهم وإخراج الوارد يوسف وإعلامه أصحابه به
(1/201)
________________________________________
بقوله يا بشرى هذا غلام ( 1 ) يبشرهم
حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قال يا بشرى هذا غلام تباشروا به حين أخرجوه وهي بئر بأرض بيت المقدس معلوم مكانها
وقد قيل إنما نادى الذي أخرج يوسف من البئر صاحبا له يسمى بشرى فناداه باسمه الذي هو اسمه كذلك ذكر عن السدي حدثنا الحسن بن محمد حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا يحيى بن آدم عن قيس بن الربيع عن السدي في قوله يا بشرى قال كان اسم صاحبه بشرى
حدثني المثنى قال حدثنا عبدالرحمن بن أبي حماد قال حدثنا الحكم بن ظهير عن السدي في قوله يا بشرى هذا غلام قال اسم الغلام بشرى كما تقول يا زيد
ثم خبره عز و جل عن السيارة وواردهم الذي استخرج يوسف من الجب إذ اشتروه من إخوته بثمن بخس دراهم معدودة ( 2 ) عل زهد فيه وإسرارهم إياه بضاعة خيفة ممن معهم من التجار مسألتهم الشركة فيه إن هم علموا أنهم اشتروه
كذلك قال في ذلك أهل التأويل
حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأسروه بضاعة ( 2 ) قال صاحب الدلو ومن معه قالوا لأصحابهم إنا استبضعناه خيفة أن يستشركوهم فيه إن علموا بثمنه وتبعهم إخوته يقولون للمدلي وأصحابه استوثقوا منه لا يأبق حتى وقفوه بمصر فقال من يبتاعني ويبشر فاشتراه الملك والملك مسلم
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بنحوه غير أنه قال خيفة أن يستشركوهم إن علموا به واتبعهم إخوته يقولون للمدلي وأصحابه استوثقوا منه لا يأبق حتى وقفوه بمصر
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن حماد عن أسباط عن السدي واسروه بضاعة قال لما اشتراه الرجلان فرقوا من الرفقة أن يقولوا اشتريناه فيسألونهم الشركة فيه فقالوا إن سألونا ما هذا قلنا بضاعة استبضعناه أهل الماء فذلك قوله وأسروه بضاعة
فكان بيعهم إياه ممن باعوه منه بثمن بخس وذلك الناقص القليل من الثمن الحرام
وقيل إنهم باعوه بعشرين درهما ثم اقتسموها وهم عشرة درهمين درهمين وأخذوا العشرين معدودة بغير وزن لأن الدراهم حينئذ فيما قيل إذا كانت أقل من أوقية وزنها أربعون درهما لم تكن توزن لأن أقل أوزانهم يومئذ كانت أوقية
وقد قيل إنهم باعوه بأربعين درهما وقيل باعوه باثنين وعشرين درهما
(1/202)
________________________________________
وذكر أن بائعه الذي باعه بمصر كان مالك بن دعر بن يوبب بن عفقان بن مديان بن إبراهيم الخليل عليه السلام حدثنا بذلك ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس
وأما الذي اشتراه بها وقال لامرأته أكرمي مثواه ( 1 ) فإن اسمه فيما ذكر عن ابن عباس قطفير حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال كان اسم الذي اشتراه قطفير
وقيل إن اسمه أطفير بن روحيب وهو العزيز وكان على خزائن مصر والملك يومئذ الريان بن الوليد رجل من العماليق كذلك حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق
فأما غيره فإنه قال كان يومئذ الملك بمصر وفرعونها الريان بن الوليد بن ثروان بن أراشة بن قاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح
وقد قال بعضهم إن هذا الملك لم يمت حتى آمن واتبع يوسف على دينه ثم مات ويوسف بعد حي ثم ملك بعده قابوس بن مصعب بن معاوية بن نمير بن السلواس بن قاران بن عمر بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام وكان كافرا فدعاه يوسف إلى الإسلام فأبى أن يقبل
وذكر بعض أهل التوراة أن في التوراة أن الذي كان من أمر يوسف وإخوته والمصير به إلى مصر وهو ابن سبع عشرة سنة يومئذ وأنه أقام في منزل العزيز الذي اشتراه ثلاث عشرة سنة وأنه لما تمت له ثلاثون سنة استوزره فرعون مصر الوليد بن الريان وأنه مات يوم مات وهو ابن مائة سنة وعشر سنين وأوصى إلىأخيه يهوذا وأنه كان بين فراقه يعقوب واجتماعه معه بمصر اثنتان وعشرون سنة وأن مقام يعقوب معه بمصر بعد موافاته بأهله سبع عشرة سنة وأن يعقوب صلى الله عليه و سلم أوصى إلى يوسف عليه السلام
وكان دخول يعقوب مصر في سبعين إنسانا من أهله فلما اشترى أطفير يوسف وأتى به منزله قال لأهله واسمها فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق راعيل أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا فيكفينا إذا هو بلغ وفهم الأمور بعض ما نحن بسبيله من أمورنا أو نتخذه ولدا وذلك أنه كان فيما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق رجلا لا يأتي النساء وكانت امرأته راعيل حسناء ناعمة في ملك ودنيا فلما خلا من عمر يوسف عليه السلام ثلاث وثلاثون سنة أعطاه الله عز و جل الحكم والعلم
حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد آتيناه حكما وعلما ( 2 ) قال العقل والعلم قبل النبوة
وراودته حين بلغ من السن أشده التي هو في بيتها عن نفسه وهي راعيل امرأة العزيز أطفير وغلقت الأبواب ( 3 ) عليه وعليها للذي أرادت منه وجعلت فيما ذكر تذكر ليوسف محاسنه
(1/203)
________________________________________
تشوقه بذلك إلى نفسها
ذكر من قال ذلك
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدي ولقد همت به وهم بها ( 1 ) قال قالت له يا يوسف ما أحسن شعرك قال هو أول ما ينتثر من جسدي قالت يا يوسف ما أحسن عينيك قال هي أول ما يسيل إلى الأرض من جسدي قالت يا يوسف ما أحس وجهك قال هو للتراب يأكله فلم تزل حتى أطمعته فهمت به وهم بها فدخلا البيت وغلقت الأبواب وذهب ليحل سراويله فإذا هو بصورة يعقوب قائما في البيت قد عض على إصبعه يقول يا يوسف لا تواقعها فإنما مثلك ما لم تواقعها مثل الطير في جو السماء لا يطاق ومثلك إن واقعتها مثله إذا مات وقع في الأرض لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ومثلك ما لم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا يعمل عليه ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين يموت فيدخل النمل في أصل قرنيه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه فربط سراويله وذهب ليخرج يشتد فأدركته فأخذت بمؤخر قميصه من خلفه فخرقته حتى أخرجته منه وسقط وطرحه يوسف واشتد نحو الباب
وقد حدثنا أبو كريب وابن وكيع وسهل بن موسى قالوا حدثنا ابن عيينة عن عثمان بن أبي سليمان عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس سئل عن هم يوسف ما بلغ قال حل الهميان وجلس منها مجلس الحائز
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال أخبرنا عبدالله بن أبي مليكة قال قلت لابن عباس ما بلغ من هم يوسف قال استلقت له وجلس بين رجليها ينزع ثيابه فصرف الله تعالى عنه ما كان هم به من السوء بما رأى من البرهان الذي أراه الله فذلك فيما قال بعضهم صورة يعقوب عاضا على إصبعه
وقال بعضهم بل نودي من جانب البيت أتزني فتكون كالطير وقع ريشه فذهب يطير ولا ريش له وقال بعضهم رأى في الحائط مكتوبا ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ( 2 ) فقام حين رأى برهان ربه هاربا يريد باب البيت فرارا مما أرادته واتبعته راعيل فأدركته قبل خروجه من الباب فجذبته بقميصه من قبل ظهره فقدت قميصه وألفى يوسف وراعيل سيدها وهو زوجها أطفير جالسا عند الباب مع ابن عم لراعيل
كذلك حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدي وألفيا سيدها لدى الباب ( 3 ) قال كان جالسا عند الباب وابن عمها معه فلما رأته قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم ( 4 ) إنه راودني عن نفسي فدفعته عن نفسي فأبيت فشققت قميصه قال يوسف بل هي راودتني عن نفسي فأبيت وفررت منها فأدركتني فشقت قميصي فقال ابن عمها تبيان هذا
(1/204)
________________________________________
في القميص فإن كان القميص قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ( 1 ) وإن كان القميص قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ( 1 ) فأتي بالقميص فوجده قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين ( 2 )
حدثني محمد بن عمارة قال حدثنا عبيدالله بن موسى قال أخبرنا شيبان عن أبي إسحاق عن نوف الشامي قال ما كان يوسف يريد أن يذكره حتى قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم قال فغضب وقال هي راودتني عن نفسي
وقد اختلف في الشاهد الذي شهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين فقال بعضهم ما ذكرت عن السدي
وقال بعضهم كان صبيا في المهد وقد روي في ذلك عن رسول الله ما حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد قال أخبرنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تكلم أربعة وهم صغار فذكر فيهم شاهد يوسف
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا العلاء بن عبدالجبار عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال تكلم أربعة وهم صغار ابن ماشطة ابنة فرعون وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسىبن مريم
وقد قيل إن الشاهد كان هو القميص وقده من دبره
ذكر بعض من قال ذلك
حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله عز و جل وشهد شاهد من أهلها قال قميصه مشقوق من دبره فتلك الشهادة فلما رأى زوج المرأة قميص يوسف قد من دبر قال لراعيل زوجته إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ثم قال ليوسف أعرض عن ذكر ما كان منها من مراودتها إياك عن نفسها فلا تذكره لأحد ثم قال لزوجته استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين
وتحدث النساء بأمر يوسف وأمر امرأة العزيز بمصر ومراودتها إياه على نفسها فلم ينكتم وقلن امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا ( 3 ) قد وصل حب يوسف إلى شغاف قلبها فدخل تحته حتى غلب على قلبها وشغاف القلب غلافه وحجابه
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدي قد شغفها حبا قال والشغاف جلدة على القلب يقال لها لسان القلب يقول دخل الحب الجلد حتى أصاب القلب فلما سمعت امرأة العزيز بمكرهن وتحدثهن بينهن بشأنها وشأن يوسف وبلغها ذلك أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ يتكئن
(1/205)
________________________________________
عليه إذا حضرنها من وسائد وحضرنها فقدمت إليهن طعاما وشرابا وأترجا وأعطت كل واحدة منهن سكينا تقطع به الأترج
حدثني سليمان بن عبدالجبار قال حدثنا محمد بن الصلت قال حدثنا أبو كدينة عن حصين عن مجاهد عن ابن عباس وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا قال أعطتهن أترجا وأعطت كل واحدة منهن سكينا
فلما فعلت امرأة العزيز ذلك بهن وقد أجلست يوسف في بيت ومجلس غير المجلس الذي هن فيه جلوس قالت ليوسف أخرج عليهن فخرج يوسف عليهن فلما رأيته أجللنه وأكبرنه وأعظمنه وقطعن أيديهن بالسكاكين التي في أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن بها الأترج وقلن معاذ الله ما هذا إنس إن هذا إلا ملك كريم ( 1 ) فلما حل بهن ما حل من قطع أيديهن من أجل نظرة نظرنها إلى يوسف وذهاب عقولهن وعرفتهن خطأ قيلهن امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه وإنكارهن ما أنكرن من أمرها أقرت عند ذلك لهن بما كان من مراودتها إياه على نفسها فقالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم بعد ما حل سراويله
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمروبن محمد عن أسباط عن السدي قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم تقول بعد ما حل السراويل استعصم لا أدري ما بدا له ثم قالت لهن ولئن لم يفعل ما آمره من إتيانها ليسجنن وليكونن من الصاغرين فاختار السجن على الزنا ومعصية ربه فقال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ( 2 )
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدي قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه من الزنا واستغاث بربه عز و جل فقال وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ( 3 ) فأخبر الله عز و جل أنه استجاب له دعاءه فصرف عنه كيدهن ونجاه من ركوب الفاحشة ثم بدا للعزيز من بعد ما رأى من الآيات ما رأى من قد القميص من الدبر وخمش في الوجه وقطع النسوة أيديهن وعلمه ببراءة يوسف مما قرف به من ترك يوسف مطلقا
وقد قيل إن السبب الذي من أجله بدا له في ذلك ما حدثنا ابن ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدي ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ( 4 ) قال قالت المرأة لزوجها إن هذا العبد العبراني قد فضحني في الناس يعتذر إليهم ويخبرهم أني راودته عن نفسه ولست أطيق أن أعتذر بعذري فإما أن تأذن لي فأخرج فأعتذر وإما أن تحبسه كما حبستني فذلك قول الله عز و جل ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين فذكر أنهم حبسوه سبع سنين
ذكر من قال ذلك
(1/206)
________________________________________
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا المحاربي عن داود عن عكرمة ليسجننه حتى حين قال سبع سنين فلما حبس يوسف في السجن صاحبه العزيز أدخل معه السجن الذي حبس فيه فتيان من فتيان الملك صاحب مصر الأكبر وهوالوليد بن الريان أحدهما كان صاحب طعامه والآخر كان صاحب شرابه
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال حبسه الملك وغضب على خبازه بلغه أنه يريد أن يسمه فحبسه وحبس صاحب شرابه ظن أنه مالأه على ذلك فحبسهما جميعا فذلك قول الله عز و جل ودخل معه السجن فتيان ( 1 )
فلما دخل يوسف قال فيما حدثني به ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال لما دخل يوسف السجن قال إني أعبر الأحلام فقال أحد الفتيين لصاحبه هلم فلنجرب هذا العبد العبراني فتراءيا له فسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئا فقال الخباز إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه وقال الآخر إني أراني أعصر خمرا نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ( 1 )
فقيل كان إحسانه ما حدثنا به إسحاق بن أبي إسرائيل قال حدثنا خلف بن خليفة عن سلمة بن نبيط عن الضحاك قال سأل رجل الضحاك عن قوله إنا نراك من المحسنين ما كان إحسانه قال كان إذا مرض إنسان في السجن قام عليه وإذا احتاج جمع له وإذا ضاق عليه المكان وسع له فقال لهما يوسف لا يأتيكما طعام ترزقانه في يومكما هذا إلا نبأتكما بتأويله ( 2 ) في اليقظة فكره صلى الله عليه و سلم أن يعبر لهما ما سألاه عنه وأخذ في غير الذي سألا عنه لما في عبارة ما سألا عنه من المكروه على أحدهما فقال يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ( 3 )
وكان اسم أحد الفتيين اللذين أدخلا السجن محلب وهو الذي ذكر أنه رأى فوق رأسه خبزا واسم الآخر نبو وهو ذكر أنه رأى كأنه يعصر خمرا فلم يدعاه والعدول عن الجواب عما سألاه عنه حتى أخبرهما بتأويل ما سألاه عنه فقال أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وهو الذي ذكر أنه رأى كأنه يعصر خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه ( 4 ) فلما عبر لهما ما سألاه تعبيره قالا ما رأينا شيئا
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا ابن فضيل عن عمارة يعني ابن القعقاع عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله في الفتيين اللذين أتيا يوسف في الرؤيا إنما كانا تحالما ليختبراه فلما أول رؤياهما قالا إنما كنا نلعب فقال قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ( 5 ) ثم قال لنبو وهو الذي ظن يوسف أنه ناج منهما اذكرني عند ربك يعني عند الملك وأخبره أني محبوس ظلما فأنساه الشيطان ذكر ربه ( 6 ) غفلة عرضت ليوسف من قبل الشيطان
فحدثني الحارث قال حدثنا عبدالعزيز قال حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن بسطام بن مسلم عن مالك بن دينار قال قال يوسف للساقي اذكرني عند ربك قال قيل يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا لأطيلن حبسك قال فبكى يوسف وقال يا رب أنسى قلبي كثرة البلوى فقلت
(1/207)
________________________________________
كلمة فويل لإخوتي
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه و سلم لو لم يقل يوسف يعني الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله عز و جل
فلبث في السجن فيما حدثني الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبدالرزاق قال أخبرنا عمران أبو الهذيل الصنعاني قال سمعت وهبا يقول أصاب أيوب البلاء سبع سنين وترك يوسف في السجن سبع سنين وعذب بختنصر فحول في السباع سبع سنين
ثم إن ملك مصر رآى رؤيا هالته
فحدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدي قال إن الله عز و جل أرى الملك في منامه رؤيا هالته فرأى { سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات } ( 1 ) فجمع السحرة والكهنة والحازة والقافة فقصها عليهم فقالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين وقال الذي نجا منهما } من الفتيين وهو نبو { وادكر } حاجة يوسف { بعد أمة } يعني بعد نسيان { أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون } ( 2 ) يقول فأطلقون فأرسلوه فأتى يوسف فقال { أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات } ( 2 ) فإن الملك رأى ذلك في نومه
فحدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال قال ابن عباس لم يكن السجن في المدينة فانطلق الساقي إلى يوسف فقال { أفتنا في سبع بقرات سمان } الآيات
فحدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة { أفتنا في سبع بقرات سمان } فالسمان المخاصيب والبقرات العجاف هن السنون المحول الجدوب قوله { وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات } أما الخضر فهن السنون المخاصيب وأما اليابسات فهن الجدوب المحول
فلما أخبر يوسف نبو بتأويل ذلك أتى نبو الملك فأخبره بما قال له يوسف فعلم الملك أن الذي قال يوسف من ذلك حق قال ائتوني به
فحدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال لما أتى الملك رسوله فأخبره قال ائتوني به فلما أتاه الرسول ودعاه إلى الملك أبى يوسف الخروج معه وقال { ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم } ( 3 )
قال السدي قال ابن عباس لو خرج يوسف يومئذ قبل أن يعلم الملك بشأنه ما زالت في نفس العزيز منه حاجة يقول هذا الذي راود امرأتي فلما رجع الرسول إلى الملك من عند يوسف جمع الملك أولئك
(1/208)
________________________________________
النسوة فقال لهن ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن فيما حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال لما قال الملك لهن { ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء } ولكن امرأة العزيز أخبرتنا أنها روادته عن نفسه ودخل معها البيت فقالت امرأة العزيز { الآن حصحص الحق راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين } ( 1 ) فال يوسف ذلك هذا الفعل الذي فعلت من ترديدي رسول الملك بالرسالات التي أرسلت في شأن النسوة ليعلم أطفير سيدي { إني لم أخنه بالغيب } في زوجته راعيل { وأن الله لا يهدي كيد الخائنين } ( 2 )
فلما قال ذلك يوسف قال له جبرئيل ما حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال لما جمع الملك النسوة فسألهن هل راودتن يوسف عن نفسه { قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين } قال يوسف { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين قال فقال له جبرئيل ولا يوم هممت بها فقال { وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء } ( 3 )
فلما تبين للملك عذر يوسف وأمانته قال { ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما } أتي به { كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين } ( 3 ) فقال يوسف للملك { اجعلني على خزائن الأرض }
فحدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله { اجعلني على خزائن الأرض } قال كان لفرعون خزائن كثيرة غير الطعام فسلم سلطانه كله إليه وجعل القضاء إليه أمره وقضاؤه نافذ
حدثنا ابن حميد قال حدثنا إبراهيم بن المختار عن شيبة الضبي في قوله { اجعلني على خزائن الأرض } قال على حفظ الطعام { إني حفيظ عليم } ( 3 ) يقول إني حفيظ لما استودعتني عليم بسني المجاعة فولاه الملك ذلك
وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما قال يوسف للملك { اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم } قال الملك قد فعلت فولاه فيما يذكرون عمل إطفير وعزل إطفير عما كان عليه يقول الله تبارك وتعالى وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ( 3 )
قال فذكر لي والله أعلم إن إطفير هلك في تلك الليالي وأن الملك الريان بن الوليد زوج يوسف امرأة إطفير راعيل وأنها حين دخلت عليه قال أليس هذا خيرا مما كنت تريدين قال فيزعمون أنها قالت أيها الصديق لا تلمني فإني كنت امرأة كما ترى حسناء جميلة ناعمة في ملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي على ما رأيت فيزعمون أنه وجدها عذراء وأصابها فولدت له رجلين أفراييم ومنشا بن يوسف
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي { وكذلك مكنا ليوسف في الأرض
(1/209)
________________________________________
يتبوأ منها حيث يشاء } ( 1 ) قال استعمله الملك على مصر وكان صاحب أمرها وكان يلي البيع والتجارة وأمرها كله فذلك قوله { وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء }
فلما ولي يوسف للملك خزائن أرضه واستقر به القرار في عمله ومضت السنون السبع المخصبة التي كان يوسف أمر بترك ما في سنبل ما حصدوا من الزرع فيها فيه ودخلت السنون المجدبة وقحط الناس أجدبت بلاد فلسطين فيما أجدب من البلاد ولحق مكروه ذلك آل يعقوب في موضعهم الذي كانوا يه فوجه يعقوب بنيه
فحدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال أصاب الناس الجوع حتى أصاب بلاد يعقوب التي هو بها فبعث بنيه إلى مصر وأمسك أخا يوسف بنيامين فلما دخلوا على يوسف عرفهم وهم له منكرون فلما نظر إليهم قال أخبروني ما أمركم فإني أنكر شأنكم قالوا نحن قوم من أرض الشام قال فما جاء بكم قالوا جئنا نمتار طعاما قال كذبتم أنتم عيون كم أنتم قالوا عشرة قال أنتم عشرة آلاف كل رجل منكم أمير ألف فأخبروني خبركم قالوا إنا إخوة بنو رجل صديق وإنا كنا اثني عشر وكان أبونا يحب أخا لنا وإنه ذهب معنا إلى البرية فهلك فيها وكان أحبنا إلى أبينا قال فإلى من سكن أبوكم بعده قالوا إلى أخ لنا أصغر منه قال فكيف تخبرونني أن أباكم صديق وهو يحب الصغير منكم دون الكبير ائتوني بأخيكم هذا حتى أنظر إليه { فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون } ( 2 )
قال فضعوا بعضكم رهينة حتى ترجعوا فوضعوا شمعون
وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال كان يوسف حين رأى ما أصاب الناس من الجهد قد آسى بينهم فكان لا يحمل للرجل إلا بعيرا واحدا ولا يحمل الواحد بعيرين تقسيطا بين الناس وتوسعا عليهم فقدم عليه إخوته فيمن قدم عليه من الناس يلتمسون الميرة من مصر فعرفهم وهم له منكرون لما أراد الله تعالى أن يبلغ بيوسف فيما أراد ثم أمر يوسف بأن يوقر لك رجل من إخوته بعيره فقال لهم ائتوني بأخيكم من أبيكم لأحمل لكم بعيرا آخر فتزدادوا به حمل بعير { ألا ترون أني أوف الكيل } فلا أبخسه أحدا { وأنا خير المنزلين } ( 3 ) وأنا خير من أنزل ضيفا على نفسه من الناس بهذه البلدة فأنا أضيفكم { فإن لم تأتوني } ( 3 ) بأخيكم من أبيكم فلا طعام لكم عندي أكيله ولا تقربوا بلادي وقال لفتيانه الذين يكيلون الطعام لهم { اجعلوا بضاعتهم } وهي ثمن الطعام الذي اشتروه به { في رحالهم }
حدثنا بشر قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة { اجعلوا بضاعتهم في رحالهم } ( 4 ) أي ورقهم فجعلوا ذلك في رحالهم وهم لا يعلمون
فلما رجع بنو يعقوب إلى أبيهم قالوا ما حدثنا به ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن
(1/210)
________________________________________
السدي فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا إن ملك مصر أكرمنا كرامة لو كان رجلا من ولد يعقوب ما أكرمنا كرامته وإنه ارتهن شمعون وقال ائتوني بأخيكم هذا الذي عطف عليه أبوكم بعد أخيكم الذي هلك فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربوا بلادي أبدا قال يعقوب { هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين } ( 1 ) قال فقال لهم يعقوب إذا أتيتم ملك مصر فأقوأوه مني السلام وقولوا له إن أبانا يصلي عليك ويدعو لك بما أوليتنا
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال خرجوا حتى إذا قدموا على أبيهم وكان منزلهم فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالعربات من أرض فلسطين بغور الشام وبعضهم يقول بالأولاج من ناحية الشعب أسف من حسمي فلسطين وكان صاحب بادية له إبل وشاء فلما رجع إخوة يوسف إلى والدهم يعقوب قالوا له يا أبانا منع منا الكيل فوق حمل أباعرنا ولم يكل لكل واحد منه إلا كيل بعير فأرسل معنا أخانا بنيامين يكتل لنفسه وإنا له لحافظون فقال لهم يعقوب { هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين }
ولما فتح ولد يعقوب الذين كانوا خرجوا إلى مصر للميرة متاعهم الذي قدموا به من مصر وجدوا ثمن طعامهم الذي اشتروه به رد إليهم فقالوا لوالدهم { يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير } ( 2 ) آخر على أحمال إبلنا
وقد حدثني الحارث قال حدثنا القاسم قال حدثنا حجاج عن ابن جريج { ونزداد كيل بعير } قال كان لكل رجل منهم حمل بعير فقالوا أرسل معنا أخانا نزدد حمل بعير قال ابن جريج قال مجاهد كيل بعير حمل حمار قال وهي لغة قال الحارث قال القاسم يعني مجاهد أن الحمار يقال له في بعض اللغات بعير
فقال يعقوب { لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم } يقول إلا أن تهلكوا جمعا فيكون حينئذ ذلك لكم عذرا عندي فلما وثقوا له بالأيمان قال يعقوب { الله على ما نقول وكيل } ( 3 )
ثم أوصاهم بعد ما إذن لأخيهم من أبيهم بالرحيل معهم ألا تدخلوا من باب واحد من أبواب المدينة خوفا عليهم من العين وكانوا ذوي صورة حسنة وجمال وهيئة وأمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة كما حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة { وادخلوا من أبواب متفرقة } ( 3 ) قال كانوا قد أوتوا صورة وجمالا فخشي عليهم أنفس الناس فقال الله تبارك وتعالى { ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها } وكانت الخاجة التي في نفس يعقوب فقضاها ما تخوف على أولاده أعين الناس لهيئتهم وجمالهم
ولما دخل إخوة يوسف على يوسف ضم إليه أخاه لأبيه وأمه فحدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي { ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه } ( 3 ) قال عرف أخاه وأنزلهم منزلا
(1/211)
________________________________________
وأجرى عليهم الطعام والشراب فلما كان الليل جاءهم بمثل فقال لينم كل أخوين منكم على مثال فلما بقي الغلام وحده قال يوسف هذا ينام معي على فراشي فبات معه فجعل يوسف يشم ريحه ويضمه إليه حتى أصبح وجعل روبيل يقول ما رأينا مثل هذا إن نجونا منه
وأما ابن إسحاق فإنه قال ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما دخلوا يعني ولد يعقوب على يوسف قالوا هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به قد جئناك به فذكر لي أنه قال لهم قد أحسنتم وأصبتم وستجدون جزاء ذلك عندي أو كما قال
ثم قال إني أراكم رجالا وقد أردت أن أكرمكم فدعا صاحب ضيافته فقال أنزل كل رجلين على حدة ثم أكرمهما وأحسن ضيافتهما ثم قال إني أرى هذا الرجل الذي جئتم به ليس معه ثان فسأضمه إلي فيكون منزله معي فأنزلهم رجلين رجلين في منازل شتى وأنزل أخاه معه فآواه إليه فلما خلا به قال إني أنا أخوك أنا يوسف فلا تبتئس بشيء فعلوه بنا فيما مضى فإن الله قد أحسن إلينا فلا تعلمهم مما أعلمتك يقول الله عز و جل { ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون } ( 1 ) يقول له { فلا تبتئس } فلا تحزن
فلما حمل يوسف إبل إخوته ما حملها من الميرة وقضى حاجتهم ووفاهم كيلهم جعل الإناء الذي كان يكيل به الطعام وهو الصواع في رحل أخيه بنيامين
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا عفان قال حدثنا عبدالواحد عن يونس عن الحسن أنه كان يقول الصواع والسقاية سواء هما الإناء الذي يشرب فيه وجعل ذلك في رحل أخيه والأخ لا يشعر فيما ذكر
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن ال سدي { فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه } والأخ لا يشعر فلما ارتحلوا أذن مؤذن قبل أن ترتحل العير { إنكم لسارقون } ( 2 )
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حمل لهم بعيرا بعيرا وحمل لإخيه بنيامين بعيرا باسمه كما حمل لهم ثم أمر بسقاية الملك وهو الصواع وزعموا أنها كانت من فضة فجعلت في رحل أخيه بنيامين ثم أمهلهم حتى إذا انطلقوا فأمعنوا من القرية أمر بهم فأدركوا واحتبسوا ثم نادى مناد أيتها العير إنكم لسارقون قفوا وانتهى إليهم رسوله فقال لهم فيما يذكرون ألم نكرم ضيافتكم ونوفكم كيلكم ونحسن منزلكم ونفعل بكم ما لم نفعل بغيركم كذلك وأدخلناكم علينا في بيوتنا وصار لنا عليكم حرمة أو كما قال لهم قالوا بلى وما ذاك قال سقاية الملك فقدناها ولا يتهموا عليها غيركم قالوا { تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين } ( 1 ) وكان مجاهد يقول كانت العير حميرا
(1/212)
________________________________________
حدثني بذلك الحارث قال حدثنا عبدالعزيز قال حدثنا سفيان قال أخبرني رجل عن مجاهد وكان فيما نادى به منادي يوسف من جاء بصواع الملك فله حمل بعير من الطعام وأنا بإيفائه ذلك زعيم يعني كفيل وإنما قال القوم { لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين } لإنهم ردوا ثمن الطعام الذي كان كيل لهم المرة الأولى في رحالهم فردوه إلى يوسف فقالوا لو كنا سارقين لم نردد ذلك إليكم وقيل إنهم كانوا معروفين بأنهم لا يتناولون ما ليس لهم فلذلك قالوا ذلك فقيل لهم فما جزاء من كان سرق ذلك فقالوا جزاؤه في حكمنا بأن يسلم لفعله ذلك إلى من سرقه حتى يسترقه
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال { قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه } ( 1 ) تأخذونه فهو لكم فبدأ يوسف بأوعية القوم قبل وعاء أخيه بنيامين ففتشها ثم استخرجها من وعاء أخيه لأنه أخر تفتيشه
حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قال ذكر لنا أنه كان لا ينظر في وعاء إلا استغفر الله تأثما مما قرفهم به حتى بقي أخوه وكان أصغر القوم قال ما أرى هذا أخذ شيئا قالوا بلى بلى فاستبرئه ألا وقد علموا حيث وضعوا سقايتهم { ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } ( 2 ) يعني في حكم الملك ملك مصر وقضائه لأنه لم يكن من حكم ذلك والملك وقضائه أن يسترق السارق بما سرق ولكنه أخذه بكيد الله له حتى أسلمه رفقاؤه وإخوته بحكمهم عليه وطيب أنفسهم بالتسليم
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله { ماكان ليأخذ أخاه في دين الملك } إلا بعلة كادها الله له فاعتل بها يوسف فقال إخون يوسف حيئذ { إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل } ( 3 ) يعنون بذلك يوسف
وقد قيل إن يوسف كان سرق صنما لجده إبي أمه فكسره فعيروه بذلك
ذكر من قال ذلك
حدثني أحمد بن عمرو البصري قال حدثنا الفيض بن الفضل قال حدثنا مسعر عن أبي حصين عن سعيد بن جبير { إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل } قال سرق يوسف صنما لجده أبي أمه فكسره وألقاه في الطريق فكان إخوته يعيبونه بذلك
وقد حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت أبي قال كان بنو يعقوب على طعام إذ نظر يوسف إلى عرق فخبأه فعيروه بذلك { إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل } فأسر في نفسه يوسف حين سمع ذلك منهم فقال { أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون } ( 4 ) به أخا بنيامين من الكذب ولم يبد
(1/213)
________________________________________
ذلك لهم قولا
فحدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال لما استخرجت السرقة من رحل الغلام انقطعت ظهورهم وقالوا يا بني راحيل ما يزال لنا منكم بلاء متى أخذت هذا الصواع فقال بنيامين بل بنو راحيل الذين لا يزال لهم منكم بلاء ذهبتم بأخي فأهلكتموه في البرية وضع هذا الصواع في رحلي الذي وضع الدراهم في رحالكم فقالوا لا تذكر الدراهم فتؤخذ بها فلما دخلوا على يوسف دعا بالصواع فنقر فيه ثم أدناه من أذنه ثم قال إن صواعي هذا ليخبرني أنكم كنتم اثني عشر رجلا وأنكم انطلقتم بأخ لكم فبعتموه فلما سمعها بنيامين قام فسجد ليوسف ثم قال أيها الملك سل صواعك هذا عن أخي أين هو فنقره ثم قال هو حي وسوف تراه قال فاصنع بي ما شئت فإنه إن علم بي فسوف يستنقذني قال فدخل يوسف فبكى ثم توضأ ثم خرج فقال بنيامين أيها الملك الملك إني أريد أن تضرب صواعك هذا فيخبرك بالحق من الذي سرقه فجعله في رحلي فنقره فقال إن صواعي هذا غضبان وهو يقول كيف تسألني من صاحبي فقد رأيت مع من كنت قالوا وكان بنو يعقوب إذا غضبوا لم يطاقوا فغضب روبيل وقال أيها الملك والله لتتركنا أو لأصيحن صيحة لا تبقي بمصر حامل إلا ألقت ما في بطنها وقامت كل شعرة في جسد روبيل فخرجت من ثيابه فقال يوسف لابنه قم إلى جنب روبيل فمسه وكان بنو يعقوب إذا غضب أحدهم فمسه الآخر ذهب غضبه فقال روبيل من هذا إن في هذا البلد لبزرا من بزر يعقوب فقال يوسف من يعقوب فغضب روبيل وقال أيها الملك لا تذكر يعقوب فإنه إسرائيل الله بن ذبيح الله بن خليل الله قال يوسف أنت إذن كنت صادقا
قال ولما احتبس يوسف أخاه بنيامين فصار بحكم إخوته أولى به منهم ورأوا أنه لا سبيل لهم إلى تخليصه صاروا إلى مسألته تخليته ببذل منهم يعطونه إياه فقالوا يأيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين في أفعالك فقال لهم يوسف معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ( 1 ) أن نأخذ بريئا بسقيم
فلما يئس إخوة يوسف من إجابة يوسف إياهم إلى ما سألوا من إطلاق أخيه بنيامين وأخذ بعضهم مكانه خلصوا نجيا لا يفترق منهم أحد ولا يختلط بهم غيرهم فقال كبيرهم وهو روبيل وقد قيل إنه شمعون ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله أن نأتيه بأخينا بنيامين إلا أن يحاط بنا أجمعين ومن قبل هذه المرة ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض التي أنا بها حتى يأذن لي أبي في الخروج منها وترك أخي بنيامين بها أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ( 2 ) وقد قيل معنى ذلك أو يحكم الله لي بحرب من منعني من الانصراف بأخي ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق فأسلمناه بجريرته وما شهدنا إلا بما علمنا لأن صواع الملك لم يوجد إلا في رحله وما كنا للغيب حافظين ( 2 ) يعنون بذلك أنا إنما ضمنا لك أن نحفظه مما لنا إلى حفظه سبيل ولم نكن نعلم أنه يسرق فيسترق بسرقته واسأل أهل القرية التي كنا فيها فسرق ابنك فيها والقافلة التي كنا فيها مقبلة من مصر معنا
(1/214)
________________________________________
عن خبر ابنك فإنك تخبر بحقيقة ذلك
فلما رجعوا إلى أبيهم فأخبروه خبر بنيامين وتخلف روبيل قال لهم بل سولت لكم أنفسكم أمرا أردتموه فصبر جميل لا جزع فيه على ما نالني من فقد ولدي عسى الله أن يأتيني بهم جميعا بيوسف وأخيه وروبيل
ثم أعرض عنهم يعقوب وقال يا أسفا على يوسف يقول الله عز و جل وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ( 1 ) مملوء من الحزن والغيظ فقال له بنوه الذين انصرفوا إليه من مصر حين سمعوا قوله ذلك تالله لا تزال تذكر يوسف فلا تفتر من حبه وذكره حتى تكون دنف الجسم مخبول العقل من حبه وذكره هرما باليا أو تموت
فأجابهم يعقوب فقال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله لا إليكم وأعلم من الله مالا تعلمون من صدق رؤيا يوسف أن تأويلها كائن وأني وأنتم سنسجد له
وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا حكام عن عيسى بن يزيد عن الحسن قال قيل ما بلغ وجد يعقوب على ابنه قال وجد سبعين ثكلى قال فما كان له من الأجر قال أجر مائة شهيد قال وما ساء ظنه بالله ساعة قط من ليل ولا نهار
وحدثنا ابن حميد مرة أخرى قال حدثنا حكام عن أبي معاذ عن يونس عن الحسن عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن المبارك بن مجاهد عن رجل من الأزد عن طلحة بن مصرف اليامي قال أنبئت أن يعقوب بن إسحاق دخل عليه جار له فقال يا يعقوب مالي أراك قد انهشمت وفنيت ولم تبلغ من السن ما بلغ أبوك قال هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به من هم يوسف وذكره فأوحى الله عز و جل إليه يا يعقوب أتشكوني إلى خلقي قال يا رب خطيئة أخطأتها فاغفرها لي قال فإني قد غفرت لك فكان بعد ذلك إذا سئل قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون
حدثنا عمرو بن عبدالحميد الآملي قال حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال كان منذ خرج يوسف من عند يعقوب إلى أن رجع ثمانون سنة لم يفارق الحزن قلبه ولم يزل يبكي حتى ذهب بصره قال الحسن والله ما على الأرض خليقة أكرم على الله من يعقوب
ثم أمر يعقوب بنيه الذين قدموا عليه من مصر بالرجوع إليها وتحسس الخبر عن يوسف وأخيه فقال لهم اذهبو فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا يتئسوا من روح الله يفرج به عنا وعنكم الغم الذي نحن فيه فرجعوا إلى مصر فدخلوا على يوسف فقالوا له حين دخلوا عليه أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين ( 2 ) وكانت بضاعتهم المزجاة التي جاؤوا بها معهم فيما ذكر دراهم ردية زيوفا لا تؤخذ إلا بوضيعة وكان بعضهم يقول كانت حلق الغرارة والحبل ونحو
(1/215)
________________________________________
ذلك وقال بعضهم كانت سمنا وصوفا وقال بعضهم كانت صنوبرا وحبة الخضراء وقال بعضهم كانت قليلة دون ما كانوا يشترون به قبل فسألوا يوسف أن يتجاوز لهم ويوفيهم بذلك من كيل الطعام مثل الذي كان يعطيهم في المرتين قبل ذلك ولا ينقصهم فقالوا له فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي وتصدق علينا قال بفضل ما بين الجياد والردية وقد قيل إن معنى ذلك وتصدق علينا برد أخينا إلينا إن الله يجزي المتصدقين
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ذكر أنهم لما كلموه بهذا الكلام غلبته نفسه فارفض دمعه باكيا ثم باح لهم بالذي كان يكتم منهم فقال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ( 1 ) ولم يعن بذكر أخيه ما صنعه هو فيه حين أخذه ولكن التفريق بينه وبين أخيه إذ صنعوا بيوسف ما صنعوا فلما قال لهم يوسف ذلك قالوا له ها أنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا بأن جمع بيننا بعد تفريقكم بيننا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ( 1 )
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال لما قال لهم يوسف أنا يوسف وهذا أخي اعتذروا وقالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ( 2 ) قال لهم يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ( 2 ) فلما عرفهم يوسف نفسه سألهم عن أبيه
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال قال يوسف ما فعل أبي بعدي قالوا لما فاته بنيامين عمي من الحزن فقال اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ولما فصلت العير عير بني يعقوب قال يعقوب إني لأجد ريح يوسف ( 3 )
فحدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال حدثني ابن شريح عن أبي أيوب الهوزني حدثه قال استأذنت الريح بأن تأتي يعقوب بريح يوسف حين بعث بالقميص إلى أبيه قبل أن يأتيه البشير ففعلت فقال يعقوب إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ( 3 )
حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن ابن سنان عن ابن أبي الهذيل عن ابن عباس في ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف قال هاجت ريح فجاءت بريح يوسف من مسيرة ثمان ليال فقال إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون
حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن قا ذكر لنا أنه كان بينهما يومئذ ثمانون فرسخا يوسف بأرض مصر ويعقوب بأرض كنعان وقد أتى لذلك زمان طويل
حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا حجاج عن ابن جريج قوله إني لأجد ريح
(1/216)
________________________________________
يوسف قال بلغنا أنه كان بينهم يومئذ ثمانون فرسخا وقال إني لأجد ريح يوسف وقد كان فارقه قبل ذلك سبعا وسبعين سنة ويعني بقوله لولا أن تفندون لولا أن تسفهوني فتنسبوني إلى الهرم وذهاب العقل فقال له من حضره من ولده حينئذ تالله إنك من ذكر يوسف وحبه لفي ضلالك القديم ( 1 ) يعنون في خطئك القديم فلما أن جاء البشير ( 1 ) يعني البريد الذي أبرده يوسف إلى يعقوب يبشر بحياة يوسف وخبره وذكر أن البشير كان يهوذا بن يعقوب
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال قال يوسف اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ( 2 ) قال يهوذا أنا ذهبت بالقميص ملطخا بالدم إلى يعقوب فأخبرته أن يوسف أكله الذئب وأنا أذهب اليوم بالقميص فأخبره بأنه حي فأقر عينه كما أحزنته فهو كان البشير
فلما أن جاء البشير يعقوب بقميص يوسف ألقاه على وجه فعاد بصيرا بعد العمى فقال لأولاده ألم أقل لكم إني أعلم من الله مالا تعلمون ( 3 ) وذلك أنه كان قد علم من صدق تأويل رؤيا يوسف التي رآها أن الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدون ما لم يكونوا يعلمون فقالوا ليعقوب يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين ( 3 ) فقال لهم يعقوب سوف أستغفر لكم ربي ( 3 ) قيل إنه أخر الدعاء لهم إلى السحر وقيل إنه أخر ذلك إلى ليلة الجمعة
حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال حدثنا سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جريج عن عطاء وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يعقوب سوف أستغفر لكم ربي يقول حتى تأتي ليلة الجمعة
فلما دخل يعقوب وولده وأهاليهم على يوسف آوى إليه أبويه وكان دخولهم عليه قبل دخولهم مصر فيما قيل لأن يوسف تلقاهم حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدي قال حملوا إليه أهليهم وعيالهم فلما بلغوا مصر كلم يوسف الملك الذي فوقه فخرج هو والملك يتلقونهم فلما بلغوا مصر قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ( 3 ) فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه
حدثني الحارث قال حدثنا عبدالعزيز قال حدثنا جعفر بن سليمان عن فرقد السبخي قال لما ألقي القميص على جهه ارتد بصيرا وقال ائتوني بأهلكم أجمعين فحمل يعقوب وإخوة يوسف فلما دنا يعقوب أخبر يوسف أنه قد دنا منه فخرج يتلقاه قال وركب معه أهل مصر وكانوا يعظمونه فلما دنا أحدهما من صاحبه وكان يعقوب يمشي وهو يتوكأ على رجل من ولده يقال له يهوذا قال فنظر يعقوب إلى الخيل والناس فقال يا يهوذا هذا فرعون مصر فقال لا هذا ابنك يوسف قال فلما دنا كل واحد منهما من صاحبه ذهب يوسف يبدؤه بالسلام فمنع ذلك وكان يعقوب أحق بذلك منه وأفضل فقال السلام عليك يا مذهب الأحزان فلما أن دخلوا مصر رفع أبويه على السرير وأجلسهما عليه
(1/217)
________________________________________
وقد اختلف في اللذين رفعهما يوسف على العرش وأجلسهما عليه فقال بعضهم كان أحدهما أبوه يعقوب والآخر أمه راحيل وقال آخرون بل كان الآخر خالته ليا وكانت أمه راحيل قد كانت ماتت قبل ذلك وخر له يعقوب وأمه وولد يعقوب سجدا
حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة وخروا له سجدا ( 1 ) قال كانت تحية الناس أن يسجد بعضهم لبعض وقال يوسف لأبيه يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ( 1 ) يعني بذلك هذا السجود منكم يدل على تأويل رؤياي التي رأيتها من قبل صنع إخوتي بي ما صنعوا وتلك الكواكب الأحد عشر والشمس والقمر قد جعلها ربي حقا يقول قد حقق الرؤيا بمجيء تأويلها
وقيل كان بين أن أري يوسف رؤياه هذا ومجيء تأويلها أربعون سنة
ذكر بعض من قال ذلك
حدثنا محمد بن عبدالأعلى قال حدثنا معتمر عن أبيه قال حدثنا أبو عثمان عن سلمان الفارسي قال كان بين رؤيا يوسف إلى أن رأى تأويلها أربعون سنة
وقال بعضهم كان بين ذلك ثمانون سنة
ذكر بعض من قال ذلك
حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا عبدالوهاب الثقفي قال حدثنا هشام عن الحسن قال كان منذ فارق يوسف يعقوب إلى أن التقيا ثمانون سنة لم يفارق الحزن قلبه ودموعه تجري على خديه وما على الأرض يومئذ أحب إلى الله عز و جل من يعقوب
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا داود بن مهران قال حدثنا عبدالواحد بن زياد عن يونس عن الحسن قال ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة وكان بين ذلك وبين لقائه يعقوب ثمانون سنة وعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن عشرين ومائة سنة
حدثني الحارث قال حدثنا عبدالعزيز قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن قال ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة فغاب عن أبيه ثمانين سنة ثم عاش بعد ما جمع الله شمله ورأى تأويل رؤياه ثلاثا وعشرين سنة فمات وهو ابن عشرين ومائة سنة
وقال بعض أهل الكتاب دخل يوسف مصر وله سبع عشرة سنة فأقام في منزل العزيز ثلاث عشرة سنة فلما تمت له ثلاثون سنة استوزره فرعون ملك مصر واسمه الريان بن الوليد بن ثروان بن أراشة بن قاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح وأن هذا الملك آمن ثم مات ثم ملك بعده قابوس بن مصعب بن معاوية بن نمير بن السلواس بن قاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح وكان كافرا فدعاه يوسف إلى الإيمان بالله فلم يستجب إليه وأن يوسف أوصى إلى أخيه يهوذا ومات وقد أتت له مائة
(1/218)
________________________________________
وعشرون سنة وأن فراق يعقوب إياه كان اثنتين وعشرين سنة وأن مقام يعقوب معه بمصر كان بعد موافاته بأهله سبع عشرة سنة وأن يعقوب لما حضرته الوفاة أوصى إلى يوسف وكان دخول يعقوب مصر في سبعين إنسانا من أهله وتقدم إلى يوسف عند وفاته أن يحمل جسده حتى يدفنه بجنب أبيه إسحاق ففعل يوسف ذلك به ومضى به حتى دفنه بالشأم ثم انصرف إلى مصر وأوصى يوسف أن يحمل جسده حتى يدفن إلى جنب آبائه فحمل موسى تابوت جسده عند خروجه من مصر معه
وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال ذكر لي والله أعلم أن غيبة يوسف عن يعقوب كانت ثماني عشرة سنة
قال وأهل الكتاب يزعمون أنها كانت أربعين سنة أو نحوها وأن يعقوب بقي مع يوسف بعد أن قدم عليه مصر سبع عشرة سنة ثم قبضه الله إليه قال وقبر يوسف كما ذكر لي في صندوق من مرمر في ناحية من النيل في جوف الماء
وقال بعضهم عاش يوسف بعد موت أبيه ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة قال وفي التوراة أنه عاش مائة سنة وعشر سنين
وولد ليوسف أفراييم بن يوسف ومنشا بن يوسف فولد لإفراييم نون فولد لنون بن إفراييم يوشع بن نون وهو فتى موسى وولد لمنشا موسى بن منشا
وقيل إن موسى بن منشا نبئ قبل موسى بن عمران
ويزعم أهل التوراة أنه الذي طلب الخضر
(1/219)
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:12 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى