13 ألف طالب أجنبي يطالهم تضامن الجزائريين في حجرهم بالإقامات الجامعية
16-04-2020, 06:51 AM



ثمّن الآلاف من الطلبة الجامعيين الأجانب، ما وصفوه بالنخوة التي بلغتهم من الجزائريين الذين لم ينسوهم بالرغم من محنة الوباء، وزاروهم وأكرموهم في حوالي ثلاث مائة إقامة جامعية على المستوى الوطني، وهذا منذ الثاني عشر من شهر مارس الماضي، تاريخ إعلان توقيف الدراسة بالجامعات الجزائرية بسبب انتشار وباء كورونا.
وكانت طالبة من مالي تدرس في معهد الصيدلة بقسنطينة قالت لـ”الشروق”، بأنها تمنت عدم توقيف مصالح الخدمات الجامعية، لخدمة الإطعام على الأقل، حتى لا تجد نفسها في حرج الخروج اليومي من الإقامة الجامعية نحاس نبيل، لاقتناء مادة غذائية وطبخها في غرفتها، خاصة أن الإقامات لا تحتوي على ثلاجات في الغرف لحفظ المواد الغذائية وهو ما يجبر الطالبات الإفريقيات والعربيات من حوالي 25 جنسية في قسنطينة، على التسوق اليومي وكسر الحجر الصحي المطلوب، في ولاية سجلت لحد الآن حسب الإحصاءات الرسمية سبع وفيات بفيروس كورونا، ولكنهن بعد ذلك تحولن إلى اقامات المدينة الجديدة علي منجلي، حيث وفرت لهن الخدمة الدنيا وسط ارتياح الطالبات.
أما في باتنة التي يوجد فيها أكثر من 300 طالب أجنبي، فقد تم اقتراح جمعهم في إقامة جامعية واحدة، وهذا قبيل شهر رمضان وتوفير خدمة الإطعام لهم مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي في الطوابير، لتفادي الإصابة بالفيروس القاتل، وباشرت اقامات جامعة قسنطينة 3 وعنابة وسطيف تقديم خدمة الإطعام، على أن تلتحق إقامات عاصمة الأوراس وغيرها، علما بأن الطلبة الأجانب في باتنة من ست جنسيات عربية وهي فلسطين واليمن وسوريا وتونس والصحراء الغربية والأردن، والبقية من 15 جنسية إفريقية خاصة من دول الساحل الإفريقي،
واعترف الطلبة الأجانب والطالبات في ولاية قسنطينة من كون التضامن الذي حدث في الجزائر لم يبخلهم بالالتفاتة إليهم خاصة معنويا، حيث وصلتهم أطعمة كانت عبارة عن تونة وجبن وبسكويت وعصائر ومشتقات الحليب وفاكهة من جمعيات وأفراد، كما بقي تواصلهم مع طلبة المدينة الذين ينقلون لهم بين الحين والآخر وجبات ساخنة، حسب ما أخبرنا به طالب من تشاد يدرس في معهد الطب. وكانت جمعية الإصلاح والإرشاد بمكتبها ببسكرة قد وسّعت تضامنها ومساعداتها للفئات المعوزة والفقيرة، لتشمل أيضا الطلبة الجامعيين الأجانب الذين لم تسمح لهم ظروفهم وظروف بلدانهم بالمغادرة، ومن ثم البقاء ببسكرة، حيث خصتهم هذه الجمعية بعدد كبير من القفف المتضمنة خضرا ومواد غذائية متنوعة كعربون محبة وتضامن مع الطلبة الأشقاء المقيمين بتراب الولاية.
قرار غلق الجامعات ومنح يوم واحد لإجراء الامتحانات الاستدراكية، كان قد بدأ في الثاني عشر من مارس، مباشرة بعد أن سجلت الجزائر أولى حالات الوفاة وكان حينها عدد المصابين يقدر بـ24 حالة فقط، ولم يغادر غالبية الطلبة الجزائر وقتها باستثناء التونسيين، خاصة أن الكثير منهم يقطنون في بلاد لا توجد بينها وبين الجزائر رحلات مباشرة مثل بورندي وكينيا ومدغشقر وزيمبابوي وأوغندا، وقال الطلبة بأنهم فضلوا البقاء في الإقامات الجزائرية، لأنه في زمن توقف الدراسة لم يكن الوباء قد انتشر كثيرا، حيث كان عدد الإصابات في العالم قرابة 100 ألف حالة، ولم يزد حينها عدد الوفيات في العالم عن 5000 حالة، وكان الأمل كبيرا في تمكن العالم من كبح جماح الفيروس.
ومعلوم، أن غالبية الطلبة الأجانب في الجزائر والبالغ تعدادهم قرابة 13 ألفا من أربعين جنسية يدرسون في معاهد الطب والصيدلة والإعلام الآلي واللغات وعلى رأسها العربية بالنسبة للصينيين والأتراك، والفرنسية بالنسبة للقادمين من دول أنجلوفونية، إضافة إلى تخصصات الهندسة والفلاحة والعلوم الإسلامية، وبرغم هذا العدد الكبير والحجر الصحي، وبرغم محنة الوباء، إلا أن مراكز الخدمات الجامعية والجمعيات وعامة المواطنين كانوا في قمة التضامن مع الطلبة والطالبات الأجانب.