تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
تنظيم الإخوان المسلمين والعنف الفكري
29-07-2012, 12:32 AM
السُّؤال الأوَّل: هل الإخوان المسلمون مُجرَّد أفراد تقوم بأدوار فرديَّة معينة أم أنهم تنظيم حركي ذو أجندات يجمع بين قيادة مسئولة وقاعدة موالية؟
إنَّ الإجابة ومن دون عناء هي أنَّهم تنظيم حركي ذو قيادة وقاعدة.

يقول يوسف القرضاوي أحد رموز الإخوان المسلمين:

”الحركة الإسلامية إلى جوار أنها عمل شعبي محتسب هي عمل جماعي منظَّم، فلا يكفي أن يقوم أفراد محتسبون مخلصون من هنا وهناك يعملون متناثرين للإسلام”.
ويُكمل قائلاً:”والواقع يحتِّم أن يكون العمل المثمر جماعيًّا” إلى أن يقول:”ولا بدَّ أن يكون العمل الجماعي منظَّمًا، قائمًا على قيادة مسئولة، وقاعدة مترابطة، ومفاهيم واضحة، تحدد العلاقة بين القيادة والقاعدة، على أساس من الشورى الواجبة الملزمة، والطاعة المبصرة اللازمة” (أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة)ص11و12.
إذن فبناءً على هذا الكلام لا بدَّ أن تكون الحركة الإسلامية عملاً جماعيًّا منظَّمًا قائمًا على قيادة مسئولة وقاعدة مترابطة تذعن بالسمع والطاعة.
ويقول فتحي يكن:”إن المراقب لما يجري في نطاق العمل الإسلامي يلاحظ أن مآل الجهود الفردية الغير مرتبطة بتنظيم حركي كالتي يبذلها الوعاظ والمرشدون والخطباء والموجهون مآلها إلى الضياع والهدر برغم كثرتها، ذلك أن التنظيم الحركي من شأنه أن يستوعب الطاقات الفردية ويوجهها ويختزن القوى المتفرقة وينميها، لتصبح على الزمن تيارا قويا هادرًا له أثره ومفعوله في عملية الهدم والبناء” (الإسلام فكرة وحركة وانقلاب)ص41.
إذن فلا بدَّ من تنظيم حركي يختزن القوى المتفرقة ليكون قادرًا على عمليَّة الهدم والبناء.
وهذا ما صرَّح به حسن البنَّا مؤسِّس التنظيم الإخواني نفسه حينما ذكَّر أتباعه بالأركان العشرة للبيعة، ومنها: الطَّاعة، والتي عرَّفها بأنَّها امتثال الأمر الصَّادر من القيادة الإخوانية وإنفاذه توًّا في العسر واليسر والمنشط والمكره، وشبَّهها بنظام عسكريٌّ بحت من الناحية العملية شعاره (أمرٌ وطاعة) من غير تردُّد ولا مراجعة ولا شكٍّ ولا حرج، (مجموعة رسائل حسن البنا)ص362.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: تنظيم الإخوان المسلمين والعنف الفكري
29-07-2012, 12:34 AM
السُّؤال الثَّاني: ما هو الهدف من هذا التنظيم الحركي؟
يقول أبو الأعلى المودودي:
”… الدولة الإسلامية لا تظهر بطريقة خارقة للعادة، بل لا بدَّ لإيجادها وتحقيقها من أن تظهر أوَّلاً حركة شاملة مبنيَّة على نظرية الحياة الإسلامية وفكرتها وعلى قواعد وقيم خلقية وعملية توافق روح الإسلام وتوائم طبيعته، يقوم بأمرها رجال” إلخ (منهاج الانقلاب الإسلامي) ص21.

فالغاية الأساس من التنظيم الحركي هو أن يكون طريقًا موصلاً إلى سُدَّة الحكم وتكوين حكومة إخوانية.
وقد أبان حسن البنا عن هذا بقوله:”يعمل الإخوان المسلمون لغايتين: غاية قريبة يبدو هدفها وتظهر ثمرتها لأول يوم ينضم فيه الفرد إلى الجماعة أو تظهر الجماعة الإخوانية فيه في ميدان العمل العام، وغاية بعيدة لابد فيها من ترقب الفرص وانتظار الزمن وحسن الإعداد وسبق التكوين، فأما الغاية الأولى فهي مساهمة في الخير العام أيا كان لونه ونوعه, والخدمة الاجتماعية كلما سمحت بها الظروف”.
ثُمَّ قال:”أما غاية الإخوان الأساسية، أما هدف الإخوان الأسمى، أما الإصلاح الذي يريده الإخوان ويهيؤن له أنفسهم: فهو إصلاح شامل كامل تتعاون عليه قوي الأمة جميعًا وتتجه نحوه الأمة جميعًا ويتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل”.
إلى أن قال:”لقد جاء الإسلام نظامًا وإمامًا، دينًا ودولة، تشريعًا وتنفيذًا، فبقي النظام وزال الإمام، واستمر الدين وضاعت الدولة”.
ثُمَّ قال:”والإخوان المسلمون يعملون ليتأيد النظام بالحكام، ولتحيا من جديد دولة الإسلام، ولتشمل بالنفاذ هذه الأحكام، ولتقوم في الناس حكومة مسلمة، تؤيدها أمة مسلمة”.
إذن فالغاية الأولى والأساس لتنظيم الإخوان المسلمين هو الوصول إلى سدَّة الحكم بذريعة إقامة دولة إسلاميَّة.
ومن هنا يتبيَّن أنَّ الإخوان المسلمين تنظيم حركيٌّ عالمي يهدف بالدرجة الأولى إلى الوصول إلى كرسي الحكم وإقامة دولة إخوانية عالمية تحت شعار إعادة الخلافة الإسلامية، ومن هنا فإنَّ هذا التَّنظيم ليس مقصورًا على حدود جغرافيَّة معيَّنة، بل هو تنظيمٌ حركيٌّ عالمي ممتدُّ الأذرع في بلدان عديدة تذعن هذه الأذرع كلها بالسمع والطاعة للقيادة الإخوانية في مكتب الإرشاد في مصر.
يقول حسن البنا:”ولكننا أيها الناس: فكرة وعقيدة، ونظام ومنهاج، لا يحدده موضع ولا يقيده جنس، ولا يقف دونه حاجز جغرافي” (مجموعة رسائل حسن البنَّا) ص197.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: تنظيم الإخوان المسلمين والعنف الفكري
29-07-2012, 12:35 AM
السُّؤال الثالث: ما موقف حسن البنا من الحكومات القائمة في زمانه وكيف نظر إليها وربَّى عليها أتباعه؟
يقول حسن البنا:
”وكلمة لابد أن نقولها في هذا الموقف هي: أن الإخوان المسلمين لم يروا في حكومة من الحكومات التي عاصروها لا الحكومة القائمة ولا الحكومة السابقة ولا غيرهما من الحكومات الحزبية من ينهض بهذا العبء أو من يبدي الاستعداد الصحيح لمناصرة الفكرة الإسلامية, فلتعلم الأمة ذلك, ولتطالب حكامها بحقوقها الإسلامية, وليعمل الإخوان المسلمون” (مجموعة رسائل حسن البنا)ص137.
وقال قبل هذا:”وأما الحال كما نرى: التشريع الإسلامي في واد والتشريع الفعلي في واد آخر, فإن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفِّرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف … وعلى هذا فالإخوان المسلمون لا يطلبون الحكم لأنفسهم، فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل العبء وأداء هذه الأمانة والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم، وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله”.
يتلخَّص من كلام حسن البنَّا:
1- أنَّ الحكومات آنذاك – في نظره – كانت لا تبدي الاستعداد الصحيح لمناصرة الفكرة الإسلامية.
2- أنَّه لا بدَّ في هذه الحالة من استخلاص الحكم من أيدي هذه الحكومات.
3- أنَّ القعود في هذه الحالة عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفِّرها إلاَّ النهوض وإزاحة هؤلاء الحكام.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: تنظيم الإخوان المسلمين والعنف الفكري
29-07-2012, 12:38 AM
السؤال الرَّابع:إلى أيِّ مدى يمكن أن تصل طرق استخلاص الحكم من أيدي الحكومات؟ وهل تشمل استخدام السلاح والقوَّة؟
يقول حسن البنَّا:
”فهم (أي الإخوان المسلمون) يعلمون أنَّ أوَّل درجةٍ من درجات القوَّة قوَّة العقيدة والإيمان، ثُمَّ يلي ذلك قوَّة الوحدة والارتباط، ثُمَّ بعدهما قوة السَّاعد والسَّلاح، ولا يصحُّ أن توصف جماعةٌ بالقوَّة حتى تتوفَّر لها هذه المعاني جميعًا”.
إلى أن قال:”وبعد كلِّ هذه النَّظرات والتَّقديرات أقول لهؤلاء المتسائلين: إنَّ الإخوان المسلمين سيستخدمون القوَّة العمليَّة حيث لا يُجدي غيرها، وحيث يثقون أنَّهم قد استكملوا عدَّة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوَّة سيكونون شرفاء صرحاء وسيُنذرون أوَّلاً، وينتظرون بعد ذلك، ثُمَّ يُقدمون في كرامةٍ وعزَّة، ويحتملون كلَّ نتائج موقفهم هذا بكلِّ رضاء وارتياح” (مجموع رسائل حسن البنَّا) ص 135 و136.
ويؤكِّد حسن البنَّا على هذه القضيَّة في موضع آخر حيث يقول:”وهل يمليه سيرة الأجلاء الأفاضل من علماء الأمة الإسلامية الذين كانوا يقتحمون على الملوك والأمراء أبوابهم وسُدودهم, فيقرعونهم ويأمرونهم وينهونهم ويرفضون أعطياتهم، ويبيّنون لهم الحق، ويتقدمون إليهم بمطالب الأمة, بل ويحملون السلاح في وجوه الجور والظلم” (مجموعة رسائل حسن البنَّا) ص288.
إذن فاستخدام القوَّة وارد حيث لا يجدي غيره، وحمل السلاح في وجوه الحكام سائغ بذريعة محاربة الجور والظلم.
وتماشيًا مع هذا العنف الفكري تَمَّ تحريف مفهوم الجهاد في سبيل الله في المنظور الإخواني ليشمل مجاهدة الحكام ومقارعتهم.
يقول يوسف القرضاوي:”ومن جوانب التربية التي تميزت بها حركة الإخوان: التربية الجهادية .. ولقد كان معنى الجهاد قبل الإخوان شبه غائب عن التربية الإسلامية والحياة الإسلامية .. فلما ظهرت حركة الإخوان أحيت مفهوم الجهاد، ونوهت به، وجعلت له شأنًا أي شأن في رسائلها وكتبها، وفي مجلاتها وجرائدها، وفي محاضراتها وندواتها، وفي أشعارها وأناشيدها، واعتبره الإمام البنا أحد أركان البيعة العشرة، وأحد هتافات الجماعة المعبرة عنها: الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا .. وكان ثقافة الإخوان وتربيتهم بصفة عامة تنمي فيهم شعور العزة والكرامة وخلق البذل والعطاء وروح الفداء وحب الاستشهاد، كما تزرع فيهم معاني الجندية المؤمنة، من الطاعة والنظام، وإنكار الذات في سبيل الجماعة”. (التربية الإسلامية ومدرسة حسن البنا)ص55-57).
ثُمَّ قال:”بقي أن أقول هنا: إن الإخوان وإن اهتموا بالقتال ومارسوه بالفعل، وقدموا في ساحاته الشهداء تلو الشهداء، من خيرة رجالهم، لم يكن هو كلُّ الجهاد عندهم، لقد كان مما تعلموه من الإسلام أن مفهوم الجهاد أوسع وأشمل من مفهوم القتال” ص64.
إلى أن قال:”وتربية الإخوان على الجهاد بهذا المفهوم الرحب هي التي جعلتهم يجاهدون في سبيل الفكرة الإسلامية جهادهم في سبيل الأرض الإسلامية، بل الفكرة هي المضمون والغاية، والأرض هي الوعاء والوسيلة، ومن أجل هذا وقفوا في وجه الطواغيت في الداخل وقوفهم في وجه الطواغيت في الخارج، وقاوموا العلمانيين مقاومتهم للغاصبين المعتدين، ولم يجدوا فارقًا بين من يعتدي على أرض الإسلام ومن يعتدي على شريعة الإسلام، ولهذا خاضوا معركة تحرير الأرض كما خاضوا معركة تحكيم الشرع، وسالت دماؤهم على أيدي الكفار اليهود والإنجليز كما سالت دماؤهم على أيدي الفجار ممن يتسمون بأسماء المسلمين” ص67و68.
  • ملف العضو
  • معلومات
Samia fr
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 10-06-2012
  • المشاركات : 83
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • Samia fr is on a distinguished road
Samia fr
عضو نشيط
رد: تنظيم الإخوان المسلمين والعنف الفكري
29-07-2012, 12:38 AM
jazak alah keir
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: تنظيم الإخوان المسلمين والعنف الفكري
29-07-2012, 12:40 AM
من خلال هذه الأسئلة وأجوبتها يتبيَّن لنا الخلاصة الآتية:
1- أنَّ الإخوان المسلمين تنظيم حركي عالمي ذو قيادة آمرة وقاعدة تسمع وتطيع.

2- أنَّ الغاية الأساس من هذا التنظيم هي الوصول إلى سدَّة الحكم بذريعة إقامة دولة الإسلام واستخلاص الحكم من أيدي الحكومات القائمة بذريعة أنَّها غير شرعية.
3- أنَّ استخدام القوَّة أمرٌ وارد حيث لا يجدي غيره.


فهذه ثلاث مرتكزات:
1- تنظيم حركي متمثِّل في قيادة وقاعدة.

2- هدف أساس هو الوصول إلى سدَّة الحكم يوازيه نظرة سوداية إلى الحكام وسلب الأهليَّة منهم.
2- إمكانية استخدام السلاح.
هذه الأمور الثلاث هي أهم مرتكزات التيارات المتطرِّفة بما فيها تنظيم القاعدة نفسه.


ولك أن تتخيَّل ماذا تكون النتيجة عندما يتكوَّن في داخل جسم الدولة المسلمة
:
1- تنظيمٌ حركيٌّ ذو قيادة خاصة تأمر وتنهى وذو قاعدة موالية تسمع وتطيع.

2- تنظر إلى الحكومة القائمة على أنَّها غير شرعيَّة وأنَّه لا بدَّ من استخلاص الحكم منها.
3- تبيح لنفسها استخدام القوة حيث لا يجدي غيره.

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: تنظيم الإخوان المسلمين والعنف الفكري
29-07-2012, 12:42 AM
ماذا يمكن أن تتخيَّل أن تكون النَّتيجة؟!
إنَّ العنف في هذه الحالة واقعٌ لا محالة، وإنَّ تلك المرتكزات الخطيرة ستجرف بأصحابها إلى أمور غاية في الخطورة، منها:
1- اتِّهام الحكومة القائمة بالظُّلم والجور والعدوان وعدم الأهليَّة والشَّرعيَّة وقد يصل إلى تكفيرها.

2- التَّحريض عليها وبث روح العدوانية في النفوس تجاهها.
3- استباحة التآمر عليها ولو بالتحالف مع جهات خارجية مغرضة.
4- إعداد قوة عسكرية سرية من أجل الإطاحة بها، وذلك يقتضي بطبيعة الحال فتح قنوات للتعامل مع تجار السلاح في الخارج وتهيئة أفراد ككوادر عسكرية في الداخل.
وحينئذٍ فماذا يمكن أن ينتظر المجتمع من فئة تُغذَّى فكريًّا على محاربة الدَّولة والانقضاض عليها وقلب نظام الحكم فيها؟!
هذا؛ وقد جاء سيد قطب أحد قيادات تنظيم الإخوان المسلمين ومن كبار منظرِّيه وتناول تلك الجوانب الخطيرة في مؤلَّفاته بعبارات أكثر ظهورًا وبروزًا وأكثر عدوانيَّة وحدَّة وتطرُّفًا بما جعله بمثابة الأب الروحي لجماعات التطرف في العصر الحديث.
فسيِّد قطب هو الذي جاهر بتكفير المجتمعات المسلمة عن بكرة أبيها ووصفها بالجاهلية، ودعا أتباعه إلى العزلة الشعورية عن هذه المجتمعات وهي الانفصال النهائي عنها وعن روابطها الاجتماعية ومفاصلتها مفاصلةً بائنة، ومن ثم استباح استخدام القوة والسلاح بما في ذلك تدمير الجسور والمنشآت وغيرها.

يقول سيد قطب:إنَّ المجتمع الجاهليَّ هو كلُّ مجتمعٍ غير المجتمع المسلم، وإذا أردنا التَّحديد الموضوعي قلنا: إنَّه هو كلُّ مجتمعٍ لا يُخلص عبوديَّته لله واحده، متمثِّلة هذه العبوديَّة فِي التَّصوُّر الاعتقادي، وفي الشَّعائر التَّعبُّديَّة، وفي الشَّرائع القانونيَّة، وبِهذا التَّعريف الموضوعي تدخل في إطار المجتمع الجاهليِّ جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً”.
قال:”تدخل فيه المجتمعات الشُّيوعيَّة أوَّلاً: بإلحادها في الله سبحانه وإنكار وجوده أصلاً، …”.
إلى أن قال:”وأخيرًا يدخل في إطار المجتمع الجاهليِّ تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنَّها مسلمة”.
إلى أنْ قال:”وإذا تعيَّن هذا فإنَّ موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهليَّة كلِّها يتَّحد في عبارةٍ واحدة: أنَّه يرفض الاعتراف بإسلاميَّة هذه المجتمعات كلِّها وشرعيَّتها فِي اعتباره” (معالم في الطريق)ص88-91.

ويقول أيضًا:”لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: (لا إله إلا الله) دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم وهي مرادف الألوهية؛ سواء ادعوها كأفراد أو كتشكيلات تشريعية أو كشعوب، فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهة، فليس لها إذن حق الحاكمية، إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية، ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء، البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : (لا إله إلا الله) بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثمًا وأشد عذابًا يوم القيامة؛ لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعدما تبين لهم الهدى ومن بعد أن كانوا في دين الله!” (في ظلال القرآن)(2/ 1057).

ويقول سيِّد قطب داعيًا أتباعه إلى مفاصلة المجتمع:”إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها هذا العذاب:« أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض » إلاَّ بأن تنفصل هذه العصبة عقيديًّا وشعوريًّا ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها – حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها- وإلا أن تشعر شعورًا كاملاً بأنَّها هي الأمة المسلمة وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية وأهل جاهلية” (في ظلال القرآن)(2/ 1125).
ويقول أيضًا:”إنَّ الجاهلية جاهلية، والإسلام إسلام، والفارق بينهما بعيد، والسبيل هو الخروج عن الجاهلية بجملتها إلى الإسلام بجملته، هو الانسلاخ من الجاهلية بكل ما فيها والهجرة إلى الإسلام بكل ما فيه، وأول خطوة في الطريق هي تميز الداعية وشعوره بالانعزال التام عن الجاهلية: تصورا ومنهجا وعملا، الانعزال الذي لا يسمح بالالتقاء في منتصف الطريق، والانفصال الذي يستحيل معه التعاون إلا إذا انتقل أهل الجاهلية من جاهليتهم بكليتهم إلى الإسلام، لا ترقيع، ولا أنصاف حلول، ولا التقاء في منتصف الطريق، مهما تزيت الجاهلية بزي الإسلام، أو ادعت هذا العنوان!” (في ظلال القرآن)(6/ 3992و3993).

لقد وضع التنظيم الإخواني المرتكزات التي اتَّكأت عليها التيارات المتطرِّفة، وأرسى أعمدة العنف الفكري في هذا الزمان ضد الحكومات والمجتمعات الموالية لها، وكان من نتائج ذلك ظهور أطروحات سيد قطب الحادة التي كانت في مجملها صياغة لأفكار حسن البنا نفسه وما أفرز ذلك كلّه من جماعات التكفير والهجرة وغيرها انتهاءً بتنظيم القاعدة الذي لم يخرج في عنفه الفكري المتطرِّف عن المرتكزات نفسها:
1- تنظيم حركي عالمي متمثل في قيادة مسئولة وأتباع موالون.
2- هدف متمثِّل في استخلاص الحكم من أيادي الحكومات غير الشرعية في نظرهم.
3- إباحة استخدام القوة والسلاح في تحقيق هذا الهدف.
وكم نجم بسبب هذه التنظيمات الإرهابيَّة المتطرفة من أعمال عنف وسفك للدماء واستباحة للأنفس ومن تدمير وتفجير ومن تشويه للدِّين.
إنَّ الخلاف في هذه المرتكزات بين التنظيم الإخواني وبين جناحه القطبي والتيارات التي استمدَّت منه التطرُّف كتنظيم القاعدة هو في النقطة الأخيرة، لا من جهة مبدئها وأصلها وأساسها، فإنَّ استخدام السلاح مباح في المنظور الإخواني إذا لم يمكن غيره كما صرَّح بذلك حسن البنَّا نفسه، وإنَّما من جهة تفاصيلها من حيث التقديم أو التأخير ومن حيث المجاهرة العلنية والمصادمة الفورية أو التربص في سراديب سرية إلى حين واستخدام السلاح بحسب الظروف، وقد نطق تاريخ التنظيم الإخواني بمشاهد عديدة من هذا الاستخدام في أيام سالفة
.

كاتب إماراتي

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: تنظيم الإخوان المسلمين والعنف الفكري
01-08-2012, 10:51 PM
قال المحدث الإمام محمد ناصر الدين الألبانى – رحمه الله – :
” لا يوجد فرقة أو طائفة على وجه الأرض تنكر التمسك بالكتاب والسنة بل كل طائفة مهما كانت عريقة فى الضلال كالشيعة والخوارج مثلا هم يقولون نحن على الكتاب والسنة فضلاً عن حسن البنا وسيد قطب ومن سار وراءهما فهم أيضا يدَّعون التمسك بالكتاب وبالسنة . ولكن إلى اليوم – مع الأسف الشديد – كحزب معروف بحزب الإخوان المسلمين لا يعلنونها صريحة أنهم يتمسكون بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح وانما هم يكتفون بالدعوة إلى الاسلام كتاباً و سنة دعوة عامَّة
ولذلك فنحن قد عرفنا بالتجربة أن الإخوان المسلمين يسلكون الآن مسلك حسن البنا فى الدعوة إلى الاسلام (ولو كانت مقرونة بالكتاب والسنة) لكن دعوتهم عامَّة ليس فيها تفصيل حتى فيما يتعلق بالعقيدة , فهم لا يعلنون التمسك بعقيدة السلف الصالح تفصيلا , قد يقولونها كلمةً مجملة لكن الذى نراه واقعا فى كثيرٍ من البلاد التى ينتشر فيها حزب الإخوان المسلمين ، أنهم يَقْنَعون من التمسك بالاسلام كلٌ حَسْبَ مذهبهِ ومشربهِ فالإخوان يجمعون بين السلفية والخلفية أى بين من قد ينتمى إلى السلف وبين من ينتمى إلى الخلف بل و قد يجمعون ويضمون إلى صفوفهم من قد يكون شيعى المذهب .
وأنا أعرف بتجربتى الخاصة أن الإخوان المسلمين بِكَوْنِ دعوتهم دعوة عامة ليست مفصلة وليست على منهج السلف الصالح تجد الإخوان المسلمين فى بلد غير الإخوان المسلمين فى بلد آخر هم مسلمون إخوانيون لكن فقههم وعقيدتهم مختلفة جدا الإخوان لا ينهجون منهجا فى تبنى الاسلام كليا وإنما يَدْعون من يلتفون حولهم دعوة عامة وعلى قاعدة بدت لى تتلخص فى
( كتِّل ثم ثقِّف ) ثم بعد ذلك لا ثقافة .
لأنهم يدعون الناس على حد التعبير فى بعض البلاد الشامية
( كُلُّ مَنْ عَلَى دِينه الله يعينه ) ,وقد يلتقى مع هذا التعبير فقه منحرف قائم على حديث لا أصل له ألا و هو { إختلاف أمتى رحمة } .
ولذلك بنوا على هذا القول كلمة لا أصل لها وهى ( من قلد عالما لقى الله سالما ) .
” إن الإخوان المسلمين مع أن دعوتهم تنفع الشباب إلى حد ما ولكنهم لا يسلكون فى دعوتهم مسلك الدعوة على منهج السلف الصالح … هكذا خَطَّطَ لهم حسن البنا وعلى ذلك جرى أيضا سيد قطب ولكنى أعتقد أن سيد قطب فى آخر حياته – وهو فى سجنه – قد بَدَا منه تَحَوُّلٌٌ كبير جدا إلى بعض الأصول السلفية وإن كان فى كتبه القديمة الكثير من الأخطاء العلمية سواء ما بتعلق منها بالعقائد أو الأحكام
ولكنى أقول أنه فى السجن قد ظهر منه أنه لا يدعو إلى مثل هذا التكتل والتحزب الذى لا يقوم على التصفية والتربية ” ا هـ
——————————-
سلسلة الهدى والنور / 805
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:54 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى