الشهيد قوارف لخضر أحد مثقفي الثورة و رجالات الأوراس
23-02-2020, 12:53 PM
يكتب بلغة فولتيرو له عديد القصائد ولعب كرة القدم مع 1943usmm الشهيد قوارف لخضر أحد مثقفي الثورة و رجالات الأوراس

صورتك لا تزال في مخيلتنا،تبعث فينا الأمل،تنادينا،تذكرنا ببطولاتك العظيمة، صورتك يتذكرها الأصدقاء،يتذكرها كل من عرفك كل الثوار والأصدقاء الذين حملوا السلاح برفقتك،ومواقفك البطولية،ودفاعك المستميت عن الجزائر الغالية.
ها قد تمر دكرى أخرى لواحد من رموز الجزائر الذين يستحقون كل التقدير والإحترام لما اتصف به من الشهامة،والبطولة والتضحية من أجل إسترجاع السيادة الوطنية بإعتراف جميع مثقفي الثورة وغيرهم، إلا أن هناك من هضموا حقه وتجاهله من الرفاق،وحتى المقربين منه(وذلك لحاجة في نفس يعقوب)، لم يكلفوا أنفسهم العناء للتعريف به،وبمآثره وبطولاته الثورية على الأقل يدرك هذا الجيل معنى الوطنية،ويتعلم حب الوطن.... ولد بلبريكات من عائلة ميسورة الحال،كان أبوه أحمد(مبروك) المسمى شاوش بوزيان يمتهن حرفة التجارة،له محل خاص لبيع المواد الغذائية،يدرك جيدا مشاكل المدينة ،لما كان في الخدمة العسكرية،أتصل به أهله ليهرب من الثكنة للتحضر لإنتفاضة 1916، التي شارك فيها،إنتهت بقتل الحاكم،وإحراق مقر الدائرة ،بعد أن سار 430 كلم على الأقدام،له أربعة ذكور بينهم الشهيد قوارف لخضر،هذا الأخير يعتبر من مثقفي الثورة،بإعتراف العدو قبل الصديق تحصل على البكالوريا سنة 1947-1948،شاعرا يكتب بلغة فولتير ، ليرفع معنويات الجنود،ويبلغ رسالة للعدو الفرنسي بأن الجزائر جزائرية،لديه العديد من القصائد منها : فرنسا أخروجي. إلى الشهداء،وأخرى يهجوا فيها جنرالات فرنسا و ..... لعب كرة القدم ل3 USMm 194،كما كان أول معلم من أبناء عين التوتة درس في خنشلة وباتنة وعين التوتة في إبتدائية GUYLABORDE التي تحمل إسمه حاليا، هذا الشهيد الذي قال عنه المرحوم المجاهد مـحمد الصالح يحياوي:"إن لم يلتحق لخضر بالجبل لن تستقل الجزائر" إعترافا بقدراته الفكرية والنضالية وغيرها،كما قال الحاج لخضر لأحد أقربائه لم أجد قط مثقفا وإنسانا بسيط المعاملة مع الجنود في الولاية الأولى مثل الشهيد لخضر،لو كان حيا، لكان رئيس الجمهورية.
كانت القيادة ترسل المسمى(..... الشاوي) إلى قوارف لخضر ليحرر لهم إما بيانات أو مناشير، وترجع هذه الكتابات مع الشخص عينه إلى القيادة،بدون علمه أنه كان يراسل قائد كبير يفترض أنه بن بولعيد شخصيا، وأن لخضر حيناها كان في المنظمة المدنية قبل إلتحاقه بالجبل وذلك لسرية الثورة.
دوافع الإلتحاق:
كان الشهيد قوارف لخضر محبوبا من طرف مواطني عين التوتة،وما جاورها،ويقدره الفرنسيون لغزارة ونوعية ثقافته،لذا أقترحت عليه السلطة الفرنسية بأن يكون مستتقبلا حاكما لدينة MAC-MAHON (مير)،لكنه رفض الفكرة مرارا لأسباب عدة كما ألحوا عليه مرارا بأن يلقي خطابا بمناسبة عيد إستقلال فرنسا 14جويلية،لكنه دائم الرفض،ويتحجج بشتى الطرق للإنفلات من إلقاء الخطاب وآخرها كان سنة 1958،حيث القى الخطاب بدله الباشاغا حلايمية،ليجنبه المتابعات العسكرية،مع العلم أن البشاغة خدم الثورة و الجزائر بطرق متنوعة وساعد الثوار في العديد من المرات.بدأت لاصاص(sas).
في مضايقة قوارف لخضر،بعد أن بدأت تشم فيه رائحة الثورة،فلم يكن له إلا سبيلا واحد:هو الإتصال بالمجاهدين،الذين بدورهم اتصلوا بالحاج لخضر لوضع خطة محكمة لإلتحاقه بالثورة، قبل الإلتحاق بيوم واحد ألتقى قوارف لخضر بصديقه حافظ أسراره المجاهد محمد قشي،وأخبره بأنه غدا سيلتحق بالجبل فمنحه قشي قفازان واحدة بلون أزرق،والاخرى بلون رمادي لأن الجو كان باردا جدا،حضنه وافترقا....رُسمت الخطة، حيث أمر القائد الحاج لخضر سي الصالح زيداني المسؤول السياسي بالقيام بالعملية....كان يوما باردا جدا، جهز الصالح زيداني فرقة كوموندوس مختصة من معافة تضم المجاهدين ابراهيم زيتوني،الطاهر جاب الله،مسعود بوزينة،بن تواتي منصور ،بوعرعارة معيوف، اقيلال عمار.... بقيادة زكور بوحة،بعد أن قطعوا السلك الشائك المحيط بالسكنات،توجهوا بعدها إلى الشافات أين يوجد مركز لفورار (مـحمد فورار) بعد العشاء وقليل من الراحة،أمر السؤول العسكري بورزق عبد المجيد إكمال السير، ركب لخضر البغلة،وتوجهوا نحو مركز تمحجرت ببني فضالة،حيث مكث هناك يومين،ثم قال له أحد المسؤولين أكتب رسالة لأبيك تخبره بأنك بخير، بعدها حُوّل إلى ناحية عين التوتة،ثم عُين مسؤول التموين، لم يدم إلا شهرا واحدا،حيث كان جالسا رفقة المجاهد موسى دخينات،إذ تقدم إليه جندي حاملا رسالة للخضر،بعد فتحها،وجد أنه محول من الناحية الثانية إلى مركز القيادة بكيمل بطلب من الحاج لخضر، عبر مجموعة خاصة تتكفل بنقله إلى هناك، حيث عين كاتب عام للمنطقة 1 الولاية 1، ثم كاتبا عاما للولاية1، خلفا لرشيد زيداني الذي غادر المنطقة رفقة الحاج لخضر إلى تونس للعلاج، لقد دوّخ فرنسا،وأصبح هاجا يؤرقها،وبات شبحا يخيفها، ومن أكبر المطلوبين على مستوى القطر الجزائري،رغم الكمائن والأفخاخ التي وضعتها للقبض عليه،ومضايقة أهله في كل مرة،والمغريات لكل من يدل عليه، ولكن بدون جدوى.
يروي لنا أحد المجاهدين: كنا نتسوق في بسكرة(شراء التمر والغرس)وبعض المواد الغذائية كالعادة،فاجأتنا دورية فرنسية بتفتيشنا،ولما وجدو لقبي يشبه لقب الشهيد،صفعني أحد العساكر..بحثنا عنك في كل مكان ،أنت هو المدرس بالمدرسة ها أنت بين أيدينا قلت لهم أنا لم أقرا،وعندما تأكدوا من هويتي جيدا أخلوا سبيلي،لقد أنقذني الحاج،فسألته من هو الحاج؟
قال لي : الشهيد قوارف لخضر بن مبروك وأنا قوارف لخضر بن الحاج.
في أواخر 58 أو بداية 59 طلب لخضر من مسؤوله الاول إجازة لزيارة الأهل بعين التوتة،فتم ذلك،وعند مقربته من المدينة،ألتقى بعض الرفاق فسألوه إلى أين؟ فكانت الإجابة لزيارة الأهل،فكانت الخيانة والوشاية من طرفX أقرب إلى أن يصل إلى البيت، حيث أحاط العسكر بالحي من كل ناحية لا دخول ولا خروج ولكن بنية خالصة كان يقصد البيت المتواجد بالدوار،عندما أتتهم المعلومة بأنه في الدوار،انطلقت طائرتان صفراوان،وشاحنتان مملؤتان بالجنود لملاحقته، عندما أحس بهم أنسل بين الأحراش،فتم إكتشافه من بعيد،أطلقوا نحوه الرصاص أخترقت الرصاصة البرنوس الأبيض، ولمست جزء من جسده،لكنه إستطاع الإفلات عبر الأحراش، ليصل إلى تيلاطو ثم مركز النبكة، حيث دار تلك الليلة الحديث بينه وبين مجموعة من المجاهدين التي شهدت الحدث وما وقع بالأمس.
في اليوم الأول وقعت معركة على الساعة 5 صباحا بالمكان المسمى عين احمد بن ناصر بالقسمة 4-الناحية4-المنطقة 2 بقيادة على اسوايعي،الطاهر الزبيري وبرفقتهم الضابط الأول العسكري بالمنطقة 2 مـحمد الصالح بلعباس و 150 مجاهد من بينهم الضابط لخضر القنطري والضابط محمد بن الدراجي فرحاني والملازم شريف جيلالي، وكان من بين الحاضرين فرقة الحراسة لمركز الولاية التي كان يقودها الشهيد محمد بن الدراجي فرحاتي المتكونة من 35 مجاهد من بينهم اثنان من جنسية أجنبية أحدهما ألماني والآخر فرنسي، وسي حفوظ اسماعيل طبيب الولاية نشبت المعركة في يومها الأول بين الطرفين،حيث كانت خسائر العدو بحوالي 200 قتيل وعدد مماثل في الجرحى وتواصلت المعركة في يومها الثاني بجبل ملول ولمصارة وسيدي فتح الله القسمة 1 الناحية 4،المنطقة 2 بقيادة مـحمد الصالح..... وسي علي درويش الضابط الأول بصحبة 170 مجاهد حيث حشد العدو 40 ألف عسكري واكثر من 200 طائرة مقنبلة وعمودية واستكشافية كان يوما مسحبا شديد الرياح، العاصفة تكاد تقتلع الأشجار،تمكنت قوات العدو استكشاف جنود الحراسة، حيث تقدم الملازم الأول عبد الله عشي واستمرت المعركة من الصباح الباكر إلى منتصف النهار،أين اصتدمت قوات العدو من جانب أخر مع جيش وقادة الولاية الذي يزيد عددهم عن 100 في معركة اخرى عنيفة،اتسمت بالشراسة واستمرت إلى الرابعة مساءا،وقد أسفرت عن خسائر باهضة بين الطرفين،لم تعرف بالتحديد خسائر العدو في الأرواح، كما غنم جيش التحرير كمية هامة من الأسلحة الفردية في اليوم الأول والثاني من هذه المعركة.
أما خسائر جيش التحرير فتمثلت في استشهاد عدد من الأبطال الأشاوس من بينهم سي علي درويش ،عبود زرقيني،حمادي مـحمد الصالح،هؤلاء جنود المنطقة الثانية ومن جنود الولاية عبد العزيز عشي،عمار مـحمد وحوفاني،ووقع في الأسر سليمان الألماني واستشهد من قادة الولاية الرائد علي سواحي، ولخضر قوارف كاتب الولاية، الشريف جيلالي ملازم أول ،محمد بن الدراجي فرحاني ملازم أول.
حين إنتهاء المعركة قال احد الجنرالات:أتيت إلى كيمل بآلاف الجنود فرجعت بجنديين.
مرت أيام قليلة جاء قبطان فرنسي(نقيب) إلى محل أب الشهيد وسأله باستهزاء أين هو لخضر؟ثم ضحك وقال له عن قريب سيأتي إبنك،بعدها أحس الشاوش أن إبنه استشهد فأغلق المحل وهرول نحوالمنزل.تلتها ثلاثة أيام،حلقت طائرة في سماء باتنة وضواحيها ترمي منشورات تؤكد مقتل (استشهاد) سبعة من القادة منهم: الضابط والكاتب العام للولاية قوارف لخضر،الصاغ الأول علي سواحي ،محمد بن الدراجي،فرحاتي ملازم أول،الشريف جيلالي ملازم أول.
على المؤرخين والأكادمين وقسم التاريخ والأسرة الثورية أن يسارعوا إلى التعريف بالشهيد ويميطوا اللثام عن سيرة هذا البطل لأنه فعلا العلبة السوداء للولاية التاريخية الأولى.
الكاتب الصحفي قوارف رشيد.