زواني ودوب وحرنان وتاسفاوت وزندر… أشقاء خطفوا الأضواء في الملاعب
24-08-2020, 09:31 PM



تتصف ميادين الكرة الجزائرية والعالمية العديد من المفارقات الممتعة، في ظل بروز لاعبين أشقاء ممن جمعوا بين الإبداع الكروي والتألق في المستوى العالي، وإضفاء خاصية الحميمية التي كثيرا ما زادت في تفاعل الجماهير، سواء مع حلاوة الانتصارات أو مرارة الإخفاقات في أجواء يقتسمها الأخوة الأشقاء مع بقية زملائهم اللاعبين بكثير من الأخوة فوق الميدان وخارجه.
تحتفظ الملاعب الجزائرية بأسماء بارزة تخص لاعبين من عائلة واحدة صنعوا الحدث فوق المستطيل الأخضر، وفي الوقت الذي لعب بعض الأشقاء مع بعض في أندية معينة، على غرار الإخوة زواني (إتحاد البليدة) والإخوة حرنان (عين البيضاء وشباب قسنطينة) وزندر (شباب باتنة ومولودية باتنة) وغيرهم، فإن أشقاء آخرين حصل لهم شرف تقمص ألوان المنتخب الوطني سواء في نفس الوقت، على غرار الإخوة سوكان، أو بصفة متباعدة، في صورة الإخوة منصوري وطاهير وصالحي وبن جاب الله وبلغربي والقائمة طويلة، في الوقت الذي تعرف البطولة الوطنية خلال السنوات الأخيرة بروز عدة إخوة يسيرون بخطوات ثابتة في مسار التألق الكروي، على غرار الإخوة هريات وبلايلي وبن شريفة وغول وبداوي وبوراوي والعرفي ودرفلو والقامة طويلة.
درفلو وبلايلي وهريات وبن شريفة… أشقاء يواصلون الإبداع في الميادين
تشهد البطولة الوطنية خلال المواسم الخيرة تألقا لافتا لعديد اللاعبين الأشقاء، وعلاوة على عامل الأخوة الذي يعد قاسمهم المشترك من الأب والأم، فإن هناك قاسم آخر يربطهم وهي كرة القدم في المستطيل الأخضر، حيث أن البعض منهم لعبوا في نفس الفرق قبل أن يضطروا إلى تغييرات وجهات مختلفة، على غرار الإخوة هريات اللذان يعدان من خريجي مدرسة اتحاد بسكرة، حيث حمل أحدهم خلال الموسم المنصرم ألوان مولودية وهران والآخر لعب مع جمعية عين مليلة، كما برز الإخوة بن شريفة وغول وبوراوي، كما كانت عائلة درفلو في الموعد، وفي الوقت الذي احترف أسامة درفلو في الدوري الهولندي بعد تألقه بألوان أمل الأربعاء واتحاد الجزائر، فإن شقيقه يواصل المسيرة بألوان أمل بوسعادة، والكلام ينطبق على العنصر البارز يوسف بلايلي الذي خاض تجربة احترافية ناجحة في تونس قبل أن يحول وجهته نحو الخليج، فإن شقيقه الآخر الذي تكون في مدرسة نادي بارادو قد اتفق على التعاقد مع مولودية وهران، كما أن اللاعب بوداوي الذي خطف الأضواء مع المنتخب الوطني وقرر الاحتراف من بوابة نادي بارادو له شقيقه الذي سبق له ان مارس الكرة نهاية التسعينيات ومطلع الألفية، حيث حمل ألوان عدة أندية في القسم الثاني، وكان قد حقق الصعود مع شباب باتنة إلى القسم الأول عام 2005.
بن جاب الله وسلاطني وتاسفاوت وسوكان.. أشقاء شقوا طريق “الخضر” بنجاح
ولم يتوان بعض أشقاء الكرة في التألق في المستوى العالي، ما مكنهم من شق طريقهم نحو حمل ألوان المنتخب الوطني، على غرار الإخوة علي مسعود (عبد المالك ورضا)، وكذا عمار مقران وسيد علي، والأخوين بلغربي (عبد الرزاق ومحمد)، وبن جاب الله (عبد الرحيم والدراجي)، إضافة إلى شراد عبد المالك وقمر الزمان، ودحماني عبد الرزاق ومحمد، دون نسيان الأخوين غيلاس كمال ونبيل، كذا قاسي سعيد كمال ومحمد، إضافة إلى منصوري عبد العزيز وفوزي، ومفتاح محي الدين وربيع، ومغيشي نور الدين وسعيد، وصالحي عبد الحميد والعياشي، إضافة إلى ابني عنابة الأخوين سلاطني مراد وياسين، وأيضا سوكان عبد الرحمان ومحمد اللذان لعبا بألوان فريق جبهة التحرير الوطني خلال الثورة وحملا ألوان المنتخب الوطني بعد الاستقلال، حتى أنهما لعبا 5 مباريات مع بعض بألوان “الخضر”، ونسجل أيضا بروز الأخوين طاهير (حسان وكمال)، وكذا الهداف تاسفاوت عبد الحفيظ رفقة شقيقه أحمد، إضافة إلى ابني الورود زواني بلال ورضا وغيرهم. علما أن المنتخب الوطني عرف أيضا بروز لاعبين بصيغة الآباء والأبناء، على غرار قديورة ناصر وعدلان، وكذا ماتام لونيس وابنه رضا، إضافة إلى أحمد وجاني وابنه شريف صاحب هدف نهائي “كان 90″، دون نسيان زرابي عزيز وابنه عبد الرؤوف.
زواني وزندر وقشير وزياية والبقية.. إخوة برزوا بألوان عدة أندية
وتميزت الملاعب الجزائرية ببروز الكثير من اللاعبين الذين من عائلة واحدة، وفي مقدمة ذلك الإخوة زندر (6 في المجموع)، حيث لعب أغلبهم مع مولودية باتنة أو الجار شباب باتنة فيما طرق بعضهم أبواب المنتخب الوطني، فعبد الحفيظ زندر لعب إلى جانب شيخ المدربين رابح سعدان مع “البوبية” منتصف الثمانينيات، والتحق به شقيقه ساعد الذي كان قد قاد أواسط مولودية باتنة إلى نيل أول كأس للجمهورية التي تم استحداثها مطلع السبعينيات. وفي السياق ذاته، تألق يوسف وجمال زندر في فترتي السبعينيات والثمانينيات، ليأتي دور شقيقهم الأصغر الهاشمي الذي برز طيلة الثمانينيات ومطلع التسعينيات. كما شهدت الكرة الجزائرية تألق الأخوان زواني مع اتحاد البليدة خلال فترة التسعينيات، حيث نشطا نهائي كأس الجمهورية وخسروه أمام “الحمراوة”، وعرف ذات الفريق بروز الإخوة زان وكريبازة والبقية، في الوقت الذي تحتفظ الكرة الجزائرية بعدة أشقاء داعبوا الكرة في القسمين الأول والثاني على غرار الإخوة قاسي السعيد وشكاتي وقشير وزياية وحناشي ودزيري وخناب وسي بركات وعبد السلام وعطوي وعيساوي وبوفرماس وبن خاليدي وبرايك والقائمة طويلة.
الشقيقان دوب توجا بكأس الكاف والإخوة حرنان وسنجاق ودغيش صنعوا الحدث
في المقابل، تألق الأخوان دوب (منير وفضيل) مع عدة أندية، حيث فضيل الملقب ب”كبسولة” شعبية كبيرة مع مولودية الجزائر، منذ إحراز لقب البطولة موسم 98-99، أما منير دوب فقد صنع هو الآخر التميز مع شباب بلوزداد حين نال كأس الجمهورية عام 1995 على حساب أولمبي المدية، قبل أن يغير الوجهة إلى شباب باتنة لإحياء مشواره، ما مكنه من الانضمام إلى شبيبة القبائل مطلع الألفية، وكانت الصدفة أن لعب مع شقيقه فضيل، ونالا لقب كأس الكاف” بألوان “الكناري”. وأنجبت مدرسة اتحاد عين البيضاء الأخوين حرنان اللذان لعبا مع بعض بألوان نادي الحراكتة قبل أن يتنقلا إلى شباب قسنطينة مطلع الألفية. وتميزت الكرة الجزائرية ببروز عائلة سنجاق كرويا بعدة إخوة، فاللاعب اليزيد حمل ألوان “الخضر” في عدة مناسبات، فيما درب ناصر المنتخب الوطني وشبيبة القبائل، أما بقية اللاعبين فقد حملوا ألوان أندية فرنسية في مستويات مختلفة. ومن بين مفارقات الأشقاء ما حدث في نهائي كأس الجمهورية عام 1972، والذي شهد مواجهة الأخوان عيساوي ضد بعضهما البعض، الأول بألوان حمراء عنابة والآخر مع اتحاد الجزائر، وفي نهائي 2008 شهد مشاركة الأخوان دغيش بألوان شبيبة بجاية ضد وداد تلمسان.
ماتام وبولكفول وعباس وصالحي.. أشقاء صنعوا أفراح نسور الهضاب
ويبقى وفاق سطيف من الفرق التي صنعت التميز في نيل الألقاب وإنجاب النجوم بما في ذلك الأشقاء، على غرار ما حدث في الستينيات مع الأخوين ماتام (عبد الله ولونيس) والإخوة بولكفول (3إخوة)، والأخوان عباس (لخضر وأحمد)، والشقيقان صالحي (عبد الحميد والعياشي)، حيث الأشقاء المذكورين العديد من الألقاب مع النسر الأسود، وفي فترة الثمانينيات برز الأخوان بن جاب الله (الدراجي وعبد الرحيم)، وحصلا على كأس إفريقيا للأندية البطلة والكأس الأفرو آسيوية، والبطولة وكأس الجمهورية. ومر على وفاق سطيف الأخوين تريباش خلال فترة التسعينيات، حيث شهدا سيناريو متباين، بعدما تذوق أحدهم حلاوة اللقب مع اتحاد الشاوية، في الوقت الذي سقط آخر مع وفاق سطيف، حدث ذلك نهاية موسم 93-94.
الإخوة آيو وتوري ولاودروب وديبور.. نماذج إفريقية وأوروبية مميزة
وشهدت القارة الإفريقية والملاعب العربية والأوربية نماذج مهمة لأشقاء برزوا في ميادين الكرة، حيث يتذكر جمهور القارة السمراء نهائي “كان 2015” بغينيا الاستوائية بين كوت ديفوار وغانا، نهائي تضمن مقابلة مصغرة بين الأخوين توري من جهة الفيلة والشقيقان آيو من جهة غانا في تنافس حاد حسمته ركلات الترجيح لمصلحة زملاء يايا توري وشقيقه، في الوقت الذي عجز الأخوين آيو عن الثأر لوالدهم أبيدي بيلي الذي كان قد خسر زملاؤه الرهان أمام ذات المنتخب في نهائي 92 بنفس السيناريو. وعلى الصعيد العربي خطف التوأم المصري إبراهيم وحسان حسن الأضواء، بحضورهما المميز، ونال الكثير من الألقاب مع منتخب الفراعنة وفريق الأهلي المصري، كما شاركا في نهائيات مونديال 90، وعرفا أيضا بخرجاتهما المزاجية في عدة مناسبات، فيما لعب مع العراق الشقيقان كريم محمد علاوي، وحمل المغربيان عبد الكريم (كريمو) ومصطفى ميري ألوان بلدهما في عدة مناسبات خلال الثمانينيات. فيما تميزت الملاعب الأوروبية ببروز عديد الأشقاء، على غرار الهولنديان فرانك ورونالد ديبور، اللذان لعبا في صفوف أجاكس وبرشلونة.
وتألق الشقيقان الإنجليزيان “غاري نيفيل” و”فيليب نيفيل” على مدار 10 مواسم متتالية في صفوف مانشستر يونايتد قبل أن ينتقل الأخير لنادي “إيفيرتون” في عام 2005، وجمعا 14 لقباً للدوري الإنجليزي، و6 ألقاب لكأس كارلينغ، وبطولتي دوري أبطال أوروبا. ولعب الشقيقان الدانمركيان لاودروب في أكبر الأندية الأوروبية، حيث ببروز مايكل لاودروب مع جوفنتوس وبرشلونة وريال مدريد، فيما لعب بريان لاودروب في أندية بايرن ميونخ وآسي ميلانو وسيلتك وتشيلسي، ويبقى أبرز انجاز حققهما لبلدهما هو كأس أوروبا عام 1992 على حساب ألمانيا، أما أسطورتا الكرة الإنجليزية بوبي وجاك تشارلتون فقد منحا بلدهما لقب كأس العالم الوحيدة في تاريخ الكرة الإنجليزية، كما نشطا نهائي مونديال 78 بالأرجنتين، لكنهما خسرا الرهان أمام البلد المنظم.