السيرة النبوية في الكتابات الصينية
24-09-2020, 09:54 AM


فهذا بحث متواضع بعنوان: "تعريف موجز بالسيرة النبوية الشريفة في الكتابات الصينية"، فالمسلمون والصينيون منهم على وجه الخصوص تزداد حاجتهم إلى التعرف على سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في مثل هذا العصر حيث الأهواء والفتن، وقد منّ الله تعالى بهذا النبي الكريم على هذه الأمة، ليخرجهم به من الظلمات إلى النور، فقام بهذه المهمة خيرَ قيام، وأدى ما أرسله الله تعالى به على التمام والكمال، فما ترك خيرًا إلاَّ دل الأمة عليه ورغبها فيه، وما ترك شرًا إلا حذرها منه ونهاها عنه، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تعريف ببلاد الصين
وإن الصين من أقدم البلدان التي دخلها الإسلام، حيث يرجع تاريخ دخول الإسلام الصين إلى منتصف القرن السابع الميلادي (الأول الهجري)، وذلك وفق ما ذكرته السجلات الصينية الرسمية القديمة. والصين دولة متعددة القوميات، تتعايش فيها 56 قومية، وقد أصبح الإسلام اليوم دينًا مشتركًا لـعشر قوميات صينية، وعلى الرغم من أن بعض القوميات المسلمة المنتسبة إلى الأصول التركية القديمة لا تزال تستخدم اللغة التركية القديمة فيما بينها إلا أن اللغة الصينية الرسمية التي تسمى اللغة المندرية هي لغة التفاهم الوحيدة بين أبناء هذه القوميات المسلمة والقوميات الأخرى، وقد أصبحت اليوم الحاجة إلى ترجمة كتب السيرة النبوية إلى اللغة الصينية ماسة جدًا.

أما محاولات دراسة السيرة النبوية دراسة علمية وترجمة أمهات كتب الحديث الشريف ترجمة كاملة فكانت متأخرة جدًا مقارنة بالوقت الباكر لدخول الإسلام أراضيها، حيث بدأت دراسات السيرة النبوية والحديث النبوي الشريف فعليًّا في الخمسينات من القرن العشرين وازدهرت في القرن الحادي والعشرين أي في عصرنا هذا.

إن الحديث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم موضوع في غاية الأهمية ويحتاج إلى المزيد من البحث، بل يحتاج إلى مؤسسات علمية كبيرة وقد وجدت صعوبات كبيرة أثناء كتابة هذا الموضوع، من أهمها على حد علمي القاصر عدم وجود كتابات سابقة تطرقت إلى هذا الموضوع، يضاف إلى ذلك ندرة المكتبات التقليدية أو حتى على الشبكة العنكبوتية، التي تجمع الكتب التي ترجمت السيرة النبوية باللغة الصينية في مكان واحد، ولكن هذه إضاءة لطلبة العلم الشرعي وأسأل الله العلي القدير أن يبارك في هذا الجهد.

دراسة وترجمة السيرة النبوية في الصين
دخل الإسلام الصين قبل نحو ألف وثلاثمائة سنة. وكان نشر السيرة النبوية الطاهرة يعتمد على دراسة مضمونه مباشرة والشروح الشفوية للعلماء والأئمة، وكان تعليم السيرة النبوية مقتصرًا على المساجد والأسر المسلمة فقط. لم تبدأ دراسة وترجمة السيرة النبوية إلى اللغة الصينية إلا في فترة متأخرة ابتداء من أسرة مينغ الملكية التي أسست على أيدي المسلمين عام 1368م (769هـ)، حتى إن الإمبراطور المؤسس لهذه الدولة العظيمة مدح النبي صلى الله عليه وسلم بمائة كلمة صينية كما أهدى لوحة منقوشة على الحجر بهذه الكلمات المائة إلى مسجد نانغ جين، وهي موجودة ومنصوبة حتى اليوم، ومضمونها كالتالي:

اسمه مسجل في السماء في بداية التكوين، ولد الهادي العظيم في غرب آسيا، منح الكتاب السماوي المكون من ثلاثين جزءًا، هادي البشرية والناس أجمعين، سيد المرسلين، هبة السماء إلى الأرض، صلواته الخمس دعوة للسلام، الإيمان بالله يملأ قلبه، يساعد الفقراء ويرحمهم، منقذ الناس من الضلال إلى الهدى، العارف بالغيب المطلع على الحقائق، يطهر الأرواح، ويخلص الناس من الذنوب، رحمة للعالمين، رسالته متواصلة من بدايتها وحتى الآن، قاهر الشياطين والظلمات، الموحد بالله، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين [1]. وهذا أقدم نص مكتوب مُدح فيه النبي صلى الله عليه وسلم باللغة الصينية.

غير أن السياسات المتوترة والانغلاق المستمر عبر العصور الصينية أخّر دراسات السيرة النبوية، فقد بدأت الدراسة في السبعينات وبالتحديد عام 1978م، لما تغير وضع المسلمين بشكل كبير جدًا، حيث أوجدت الحكومة قانونًا ينص على عدم انتهاك أعراف وعادات أبناء الأقليات القومية كما وعدت بإعادة فتح المعهد الإسلامي، وإعادة إصدار مجلة المسلمين، واستئناف بعثات الحج، وإعادة فتح المساجد المغلقة، وإعادة العطلات الإسلامية، وفتح مطاعم المسلمين في كل المقاطعات والمدن، وسمحت بدخول أعداد من المصاحف وأمهات الكتب الإسلامية من الدول العربية.

عاد الإسلام إلى الصين كما بدأ من جديد، وجاء عصر النهضة للإسلام في الصين، حيث تغير الوضع بصورة كبيرة، وبعد أن ظل المسلمون في الصين مدة طويلة لا يكاد يسمع العالم عنهم شيئًا إلا أنهم أصبحوا الآن ذوي أهمية أثناء توتر السياسة العالمية. وقد تمكن المسلمون من إعادة مد جسور اتصالهم بإخوانهم في الأقطار الإسلامية عن طريق تبادل الزيارات وحضور بعض الندوات والمؤتمرات، واستطاع الشباب المسلمون الصينيون السفر إلى بعض البلدان العربية والإسلامية للدراسة في المعاهد والجامعات بعد انقطاع طويل، وهذا يعد من أحسن الفرص التي أُتيحت لأبناء المسلمين الصينيين.

وفي السنوات الأخيرة ومع تعمق الإصلاح والانفتاح على الخارج وتطبيق سياسات الدولة الخاصة برعاية الأقليات القومية وتطوير الشؤون الدينية، تمت إقامة تسعة معاهد إسلامية محلية في كل من بكين ومنطقتي شينجيانغ ونينغشيا ومقاطعات قانسو ولياونينغ وتشينغهاي، وخبي وخنان ويوننان، وتلعب حاليًا هذه المعاهد دورًا متزايد الأهمية في تطوير التعليم الإسلامي بالصين ودفع تقدم اقتصاد المسلمين الصينيين وازدهار حياتهم الثقافية. وعلى الصعيد الآخر، انتقلت اللغة العربية من المدارس المتوسطة الأهلية إلى المعاهد والجامعات الحكومية المعتمدة، ومن المستوى الأهلي إلى المستوى الحكومي، وفتحت أقسام اللغة العربية في كثير من الجامعات الحكومية، ويدرس فيها طلبة على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، حيث يتجاوز اليوم عدد الجامعات التي تُدرس فيها مواد اللغة العربية وآدابها والحضارة الإسلامية الأربعين جامعة، ومن المتوقع أن يزيد عددها في نهاية هذا القرن إلى ستين جامعة صينية تدرس فيها اللغة العربية بإذن الله تعالى.

أسباب تأخير دراسات السيرة النبوية باللغة الصينية
ولتأخير دراسات السيرة النبوية والترجمات لها باللغة الصينية أسباب، منها:

عدم الحاجة إلى الترجمة:
إن أغلبية المسلمين في الصين في العصور القديمة عرب وفرس وأتراك فهم يفهمون السيرة النبوية عن طريق لغتهم الأم مباشرة دون الحاجة إلى اللغة الصينية آنذك.

عدم وجود كتب السيرة النبوية:
لم تدخل أمهات الكتب في السيرة النبوية والحديث النبوي الشريف الصين إلا في القرن العشرين، وذلك نتيجة سياسة الصين المنعزلة لعدة قرون، ما أثر سلبًا بضعف حركة الترجمة والنقل والدراسات القائمة حول السيرة النبوية المشرفة والحديث النبوي الشريف.

الفهم الخاطئ:
لم تحظَ علوم الحديث الشريف والسيرة النبوية في الصين بالاهتمام اللازم من المسلمين حيث تقتصر مواد التعليم الإسلامي على علوم القرآن والفقه واللغة، وربما ذلك لعدم وضوح الرؤية تجاه مكانة السيرة النبوية والحديث الشريف، لذا نجد جل اهتمامهم بترجمة معاني القرآن الكريم حيث تجاوزت ترجمات المعاني للقرآن الكريم عشرين ترجمة حتى الآن، غير أن دراسات السيرة النبوية والحديث النبوي ظلت شحيحة وضعيفة في الصين.

العائق اللغوي:
من المعروف أن اللغة العربية واللغة الصينية تعتبران من أصعب اللغات في العالم، إذ يفتقد من يجيد اللغتين ويقدر على القيام بهذه المهمة الشاقة بسهولة.

ولعل هذه أهم الأسباب التي أدت إلى تأخر دراسات وترجمات السيرة النبوية وأمهات كتب الحديث بأكملها في الصين.‏

تاريخ الدراسات والترجمات الصينية للسيرة النبوية
وبالرجوع إلى تاريخ الدراسات والترجمات الصينية للسيرة النبوية الشريفة يتضح لنا أنها مرت بتسع مراحل رئيسة، وهي:

1- مرحلة الحكاية الشفهية للسيرة النبوية الشريفة.

2- مرحلة الترجمة الشفهية للسيرة النبوية الشريفة.

3- مرحلة ترجمة بعض الأحاديث للاستشهاد بها في الكتب الدينية الصينية.

4- مرحلة تأليف السيرة النبوية باللغة الصينية.

5- مرحلة ترجمة مقتطفات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

6- مرحلة ترجمة السيرة النبوية وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم بأكملها.

7- مرحلة ترجمة مختارات الحديث الشريف.

8- مرحلة دراسة السيرة وترجمة مصطلحات الحديث الشريف.

9- مرحلة ترجمة السيرة النبوية الشريفة وأمهات كتب الحديث كاملة.

في العصور التالية لدخول الإسلام الصين كان المسلمون يقصون حياة النبي صلى الله عليه وسلم ويروون الأحاديث بأفواههم ومن ثم يترجمون بعض الأحاديث الشريفة للاستشهاد بها في كتبهم باللغة الصينية، وظلت هذه الحال حتى نهاية القرن العشرين، ومع بداية القرن الحادي والعشرين ولما كثر الدارسون المسلمون وتوفرت المصادر وأتيحت فرص الدراسة في الخارج واختلاط المسلمين الصينيين بالعلماء في الدول العربية، من ثم حاول بعض العلماء الصينيين الذين يجيدون اللغة العربية ترجمة الأربعين النووية ومختارات من صحيحي البخاري ومسلم، وترجمة الموطأ للإمام مالك والكتب الستة: صحيحا البخاري ومسلم، سنن النسائي، سنن الترمذي، سنن أبي داود، سنن ابن ماجه بأكملها أخيرًا. ولا يزال العمل مستمرًا بفضل الله تعالى، وسيشهد التاريخ مزيدًا من الأعمال والجهود المباركة في ترجمة ونقل السيرة النبوية والحديث الشريف إلى اللغة الصينية لإظهار حقيقة الإسلام.

أعمال وجهود العلماء المسلمين الصينيين في خدمة السيرة النبوية
قد حاول بعض العلماء المسلمين في السنوات الأخيرة أن يدرسوا ويترجموا السيرة النبوية الطاهرة لتعريف الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم لكونه إنسانًا كاملًا ومثلًا أعلى في تاريخ البشرية. تحقيقًا للبلاغ المأمور به لقوله صلى الله عليه وسلم: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً" [2]، ولا شك أن الترجمة وسيلة تبليغٍ لرسالة الله، وهمزة وصل بين الثقافات، وأداة اتصال وتفاهم بين الشعوب والأمم. فازدهرت الأعمال وتضاعفت الجهود في خدمة السيرة النبوية في هذه السنوات الأخيرة وأهم أعمال المسلمين وجهودهم في خدمة السيرة النبوية تنقسم إلى نوعين [3]: النوع الأول: تأليف باللغة الصينية، والنوع الثاني: ترجمة من اللغة العربية واللغات الأخرى إلى اللغة الصينية.

أولًا: التأليف:
مؤلفات العلماء الصينيين في السيرة النبوية قليلة ولكن أثرها كبير جدًا، أذكرها فيما يلي:

- "تاريخ خاتم الأنبياء والمرسلين"، تأليف: الإمام ليو تشي (1669 – 1764م)، طبع ونشر هذا الكتاب عام 1775م.

إن هذا الكتاب بحسب علمي هو أول كتاب ألفه عالم مسلم صيني باللغة الصينية في السيرة النبوية، وقد راجع المؤلف في تأليف هذا الكتاب مصادر عديدة منها عربية ومنها فارسية. وقسم المؤلف هذا الكتاب عشرين جزءًا، تتناول أول ثلاثة أجزاء ذكر الأنبياء بدءًا بسيدنا آدم عليه السلام وانتهاءً بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أورد ذكر خمسين نبيًّا مرسلًا. ومن الجزء الرابع إلى الجزء الثامن عشر يتناول حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته، وفي الجزء التاسع عشر يذكر تاريخ العرب والجغرافيا والعادات والتقاليد، وفي الجزء العشرين تكلم المؤلف عما يتعلق بالإسلام في الصين من نقش النصب التذكاري والمرسومات الإمبراطورية والمقدمات للكتب، ولهذا الكتاب أثر كبير في الصين، وقد ترجم إلى اللغات الأخرى مثل الإنجليزية والروسية والفرنسية واليابانية وغيرها.

- "مختصر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم"، تأليف: الإمام الشهيد ما فو لونغ (1919 - 1970م)، طبع هذا الكتاب عام 1950م [4].

- "سيف محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: الأستاذ محمد مكين ما جيان. هذا الكتاب في الأصل سلسلة من المقالات التي نشرها الأستاذ محمد مكين في صحيفة الشعب عام 1951م دفاعًا عن الإسلام، وردًا على من زعم أن الإسلام قد انتشر بالسيف. وله كتاب آخر اسمه: "مختصر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم".

- "حياة محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: قسم التحرير لدار تشيونغ تشن للكتب والصحف، عام 1951م.

- "تعريف الإسلام عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: الإمام الشهيد تشن كه لي، مركز تعليم قومية خوي ببكين، عام 1951م.

- "سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: شيونغ تشن تسونغ، دار الثقافة للطباعة والنشر عام 1958م، وأعادت طباعته دار جامعة الثقافة الصينية بتايوان، عام 1982م.

- "تعريف الإسلام من محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: الإمام الشهيد يوسف تشن كه لي (ت 1970م)، مطبعة الجمعية الإسلامية، عام 1980م.

- "سيرة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: ما مينغ دأو، طبعته قنصلية الثقافة السعودية بتايوان، عام 1983م.

- "محمد مؤسس الدين الإسلامي"، تأليف: لي يون مينغ، دار الشؤون التجارية، عام 1987م.

- "محمد: النبي الأعظم في الإسلام والرجل العظيم في العالم"، تأليف: ما تشونغ يي، دار المجتمع الصيني، عام 1994م.

- "قصص محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: لي شو جيانغ، دار نينغشيا للطباعة والنشر، عام 2000م.

- "ذكرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: الإمام الشهيد ما فو لونغ، مطبعة الجمعية الإسلامية، عام 2000م.

- "محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: وانغ جيون رونغ وشا تشيو تشن، دار ليأو هاي، عام 2004م.

- "خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: لي لي، طبع في تايوان عام 2007م.

- "سيرة محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: ليو يو تشي، دار الشؤون التجارية بتايوان عام 2007م.

- "مختصر علوم الحديث"، تأليف: دين شي رن، دار الأديان والثقافة، عام 2008م.

- دراسات الحديث النبوي، تأليف: تشى شيه يي، دار الأديان والثقافة، عام 2010م.

- "المعلومات حول الأحاديث النبوية"، تأليف: لي قونغ بنغ، دار القوميات بقانسو، عام 2011م.

- "سيرة النبي صلى الله عليه وسلم"، تأليف: آدم، مؤسسة تيان ما للمساهمة المحدودة، عام 2012م.

ثانيًا: الترجمة:
أما ترجمة ونقل السيرة النبوية إلى اللغة الصينية فقد انقسمت إلى قسمين: أولهما ترجمة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وثانيهما ترجمة الحديث النبوي الشريف. كما أن المصادر تنقسم إلى نوعين أيضًا: أهمها باللغة العربية، والباقي أكثره بالإنجليزية وقليل منه باللغات الأخرى.


النوع الأول: ترجمة الحياة النبوية الشريفة:
لا تقتصر مصادر الترجمة على اللغة العربية فهناك لغات أخرى مثل الإنجليزية والتركية والأردية أيضًا. وإليكم قائمة بحسب تاريخ الطباعة والنشر من جهود العلماء المسلمين في هذا المجال:

أ- الكتب العربية:
- "مختصر سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: علي محمد، ترجمة: شيأو يونغ تأي، اتحاد الشباب الصينيين بتايوان للطباعة والنشر عام 1956م.

- "نور اليقين في سيرة سيد المرسلين"، تأليف: الشيخ محمد الخضري، ترجمة: تشين ده ماو وتيان شي باو، طبع في دار نيغشيا الشعبية عام 1983م.

- "حياة محمد"، تأليف: محمد حسين هيكل، ترجمة: وانغ يونغ فانغ وتشأو قوي يون، طبع في دار شين هوا عام 1986م.

- "الرسول في مكة والمدينة"، تأليف: محمد طنطاوي، طبع في مطبعة الجمعية الإسلامية، د.ت.

- "نساء النبي"، تأليف عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ)، ترجمة: وانغ فو، دار نيغشيا الشعبية، عام 1993م.

- "قصص محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: محمود سالم، ترجمة: وانغ تونغ، دار المجتمع والعلوم للطباعة والنشر عام 1993م.

- "رسالة النبي محمد"، تأليف: أبو الأعلى المودودي، ترجمة: محمد أمين ما ان شينغ، طبع في مطبعة الجمعية الإسلامية عام1995 م.

- "صور من حياة الصحابة"، تأليف: عبدالرحمن رأفت باشا، ترجمة: ما دون شياو، مطبعة الجمعية الإسلامية.

- "الشفاء بتعريف حقوق المصطفى"، تأليف: القاضي عياض اليحصبي (الأندلس)، ترجمة: ما شيأو بي، دار المجتمع والعلوم للطباعة والنشر، عام 2008م.

- "الرحيق المختوم بحث في السيرة النبوية"، تأليف: صفي الرحمن المباركفوري، ترجمة: محمود ليوى فنغ شيانغ، طبع في دار تيان ما بهونغ كونغ، عام 2009م.

ب- الكتب باللغات الأجنبية غير العربية:
- "كتاب محمد"، تأليف: لويستوغ بيك، ترجمة: جو شوي في، طبع في مطبعة الجمعية الإسلامية، عام 1988م.

- "كتاب محمد"، تأليف: كوك (Cook,M)، نقله من الإنجليزية إلى الصينية: تشو شيه فان، طبع في دار المجتمع والعلوم، عام 1990م.

- "أعظم 100 شخصية في التاريخ"، تأليف: مايكل هارت، ترجمة: لي وي تشونغ، دار الآداب والفنون بمدينة هوا تشن، عام 1991م.

- "سيرة محمد صلى الله عليه وسلم"، مصطفى شيبار (باكستان)، ترجمة: ما جين بنغ، طبع في مختبر الشهاب الأخضر، عام 2003م.

- "صور حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: محمد فطر قولان (تركيا)، ترجمة: بنغ قونغ كاي وما شيان قونغ وهونغ سي ان، دار الأديان والثقافة، عام 2006م.

- "شخصية الرسول ودعوته في القرآن الكريم"، تأليف: محمد علي الهاشمي، ترجمة: تشان شيوي مينغ، مطبعة الجمعية الإسلامية عام 2008م.

- "النبي والوحي"، تأليف: عبدالحكيم (باكستان)، ترجمة: بي تشون فانغ، مؤسسة دار جي شي بهونغ كونغ، عام 2008م.

- "سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: كارن - أرمسترونج (Karen Armstrong)، ترجمة: ونغ تشيونغ شو، دار الأديان للطباعة والنشر، عام 2009م.

- "سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، تأليف: حسام ديبو، ترجمة: يه فو دونغ، دار القوميات بقانسو، عام 2012م.

- "مجموعة من خطب النبي صلى الله عليه وسلم"، تأليف: خالد علويد (باكستان)، ترجمة: بان شي تشانغ، دار القوميات بقانسو، عام 2013م.

- "على خطى النبي صلى الله عليه وسلم"، تأليف: طارق رمضان، ترجمة: جياونغ جينغ، دار قانسو الشعبية للطباعة والنشر، عام 2014م.

النوع الثاني: ترجمة الحديث النبوي الشريف:
بذل العلماء المسلمون جهودًا مباركة عبر قرن أو يزيد في دراسة الحديث الشريف وترجمته إلى اللغة الصينية، بدءًا بترجمة بعض الأحاديث المختارة انتهاءً بترجمة المؤطأ وصحيحي البخاري ومسلم، والسنن الأربع (النسائي وأبي داود وابن ماجه والترمذي) كاملة.

إليكم قائمة بحسب تاريخ النشر [5] لجهود العلماء في خدمة الحديث النبوي الشريف:

- الأربعون النووية، للإمام محيي الدين النووي، تأليف: الإمام بانغ شي تشيان (1958 - 1902م)، نشر عام 1947م. يعتبر أول كتاب مترجم إلى اللغة الصينية في الحديث النبوي الشريف.

- صفوة جواهر البخاري وشرح القسطلاني، تأليف: مصطفى محمد عمارة، ترجمة الأستاذ ما هونغ يي، نشر عام 1950م. وأعيدت طباعته ونشرت باللغتين العربية والصينية معًا عام 1954م. برغم أن هذا الكتاب يحتوي على 700 حديث فقط، إلا أنه أكبر كتاب في الحديث النبوي الشريف في الخمسينات في الصين. وهناك إصدار آخر لهذا الكتاب، نقله الأستاذ بأو ون آن من لغة الووغورة (لغة خاصة بقومية، وهي لغة تركية قديمة) إلى اللغة الصيينة ونشره عام 1981م، وأعيدت طباعته عام 2004م.

- "التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول"، التأليف: الشيخ منصور علي ناصر، الترجمة: الإمام الشهيد يوسف تشن كه لي (ت 1970م)، ويقع هذا الكتاب في جزءين، طبع الجزء الأول عام 1954م، وطبع الجزء الثاني عام 1981م.

- "اللؤلؤ والمرجان في ما يتفق عليه الشيخان"، للأستاذ فؤاد عبدالباقي، طبع ونشر هذا الكتاب أولًا بالعربية عام 1982م، ونشر وطبع عام 1984م بعد نقل محمد عثمان إلى الصينية في مطبعة الجمعية الإسلامية، وهناك ترجمة أخرى لهذا الكتاب باسم الأستاذ نعمان ما شيان في دار الأديان والثقافة عام 2002م.

- "مختار من صفوة صحيح البخاري"، للأستاذ ما هونغ يي، مطبعة الجمعية الإسلامية. يقتصر هذا الكتاب على بابين: الإيمان والعلم فقط.

- "رياض الصالحين"، للإمام محيي الدين النووي، ترجمة: أنس ما فونغ ده، مطبعة الجمعية الإسلامية، عام 1998م.

- "صحيح البخاري"، ترجمة: كانغ يو شي، ويقع في جزءين، وقد طبع الجزء الأول عام 1999م، وطبع الجزء الثاني عام 2001م، في دار صحيفة الاقتصاد، يعتبر هذا الكتاب أول ترجمة كاملة لصحيح البخاري باللغة الصينية.

- "الموطأ للإمام مالك"، ترجمة: ينغ تيان تشن، عام 2001م. ترجمة أخرى نشر باسم موسى يو تشونغ رن في دار الأديان والثقافة، عام 2013م.

- "الأحاديث المنتخبة من الصفات الست"، للشيخ محمد يوسف الكندهلوي، ترجمة: مسلم صيني، مطبعة الجمعية الإسلامية، 2004م.

- "مشكاة المصابيح"، تأليف: الشيخ ولي الدين أبي عبدالله محمد بن عبدالله الخطيب العمري التبريزي، ترجمة: تشاو ليان خه، مؤسسة شين منغ للطباعة والنشر، عام 2007م. يعتبر هذا الكتاب مقررًا يدرس للمتعلمين المقيمين في المساجد.

- "صحيح البخاري"، ترجمة كاملة للدكتور صالح تشي شيوه يي، ويقع في أربعة أجزاء، وطبع في دار الأديان والثقافة، عام 2008م.

- "صحيح مسلم"، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن، دار الأديان والثقافة، عام 2009م.

- "بلوغ المرام من أدلة الأحكام"، للإمام الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي (المعروف بأبي حجر العسقلاني) الترجمة: إسحاق ما لينغ يون، مطبعة الجمعية الإسلامية. وهناك ترجمة أخرى نشرت باسم ما جيأن كنغ في مطبعة هونغ كونع عام 2010م.

- "نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم ما تحقق منها وما يتحقق"، تأليف: محمد ولي الله الندوي، ترجمة: شان هونغ بوه، مطبعة مؤسسة تيان ما للمساهمة المحدودة، عام 2012م.

- "جامع الترمذي، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن"، دار الأديان والثقافة، عام 2013م.

- "سنن ابن ماجه"، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن، دار الأديان والثقافة، عام 2013م.

- "سنن أبي داود"، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن، دار الأديان والثقافة، عام 2013م.

- "سنن النسائي"، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن، دار الأديان والثقافة، عام 2013م.

- "شرح وصايا خاتم الأنبياء"، منصور موسى، مطبعة الجمعية الإسلامية.

ومن خلال ما تقدم يمكننا ملاحظة ما يلي:
تنقسم هذه الجهود بحسب القائمين عليها إلى جهود فردية، وجهود مشتركة، أو جهود مؤسساتية.

أولًا: الجهود الفردية:
وهي تلك التي تعتمد على فرد بعينه، أو أسرة بعينها تحتضن هذا التوجه وتعتنقه بكونه رسالة سامية يسعون إلى نشرها، أملًا في الظفر بالثواب والأجر من الله تعالى، ابتغاء مرضاته. ومن أمثلة تلك الجهود: جهود الإمام ليو تشي - رحمه الله - قديمًا، وأغلبية العلماء في عصرنا حديثًا.

ثانيًا: الجهود المشتركة:
وهي التي تكون بالمشاركة بين اثنين أو أكثر، وغالبًا ما تكون في التراجم المتوسطة الحجم أو الكبيرة. ومن أمثلة تلك الجهود: الأستاذان وانغ يونغ فانغ وتشأو قوي يون، فقد تعاونا في ترجمة كتاب "حياة محمد" للأستاذ محمد حسين هيكل.

ثالثًا: الجهود المؤسساتية:
وهي تلك الجهود التي يتولاها فريق من الباحثين تحت رعاية مؤسسة أو منظمة تعني وتهتم بنشر الثقافة الإسلامية والعمل على نشرها، وما يتخلل ذلك من دعم مادي ومعنوي. ومن أمثلة تلك الجهود ما قدمته الجمعية الإسلامية في الصين.

النتائج بحسب رأي الباحث:
وبعد هذه اللمحات السريعة في السيرة النبوية في الكتابات الصينية يمكن تسجيل النتائج المتواضعة فيما يلي:

أولًا: أن دراسات السيرة النبوية في الصين ظهرت متأخرة، وذلك لأسباب عديدة سبق ذكرها.

ثانيًا: ألّف العلماء المسلمون الصينيون كتبًا في السيرة النبوية ودراسات الحديث النبوي الشريف باللغة العربية.

ثالثًا: قدم العلماء المسلمون الصينيون أعمالًا وخدمات جليلة في السيرة النبوية الطاهرة والحديث النبوي الشريف في السنوات الأخيرة.

رابعًا: تمت ترجمة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والموطأ وكتب السنن الستة: صحيحا البخاري ومسلم وسنن النسائي وأبي داود والترمذي وابن ماجه، إلى اللغة الصينية.

التوصيات:
إن التعرض للسيرة النبوية أو ترجمة الحديث الشريف إلى اللغات الأخرى -خاصة الصينية- ليس بالأمر اليسير والمتيسر لكل من أراد ذلك، بل لا بد لمن يتصدى لمثل هذا العمل أن يكون على حظٍ عظيم من علم اللغة العربية، ورسوخ في معرفة أساليبها البيانية والبلاغية، وغوص في الوقوف على أسرارها، وأن يكون إلى جانب ذلك على حظٍ أوفر من اللغة التي يريد الترجمة إليها، مع أهمية مراعاة الدقة والأمانة في الترجمة، كي تعطي الأمور ثمارها.

وأوصي بعد إجراء هذا البحث بجملة من التوصيات على النحو التالي:
- دعم مؤسسة عالمية للمزيد من الدراسات والترجمات لأمهات كتب السيرة النبوية والحديث النبوي الشريف. مثل: السيرة النبوية لابن هشام، وزاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم، ومقدمة سير أعلام النبلاء للذهبي، والشمائل المحمدية للترمذي، وأيضًا ترجمة كتابي البخاري ومسلم. وكذلك هناك كتب معاصرة جديرة بالدراسة والترجمة، مثل: "السيرة النبوية دروس وعبر" لمصطفى السباعي، و"صحيح السيرة النبوية" لأكرم ضياء العمري، و"السيرة النبوية" لعلي الصلابي، وغيرها.

- إجراء بحوث علمية مكملة لدراسة السيرة النبوية في الصين.

- دعم إعادة ترجمات السيرة النبوية وأمهات كتب الحديث النبوي إلى اللغة الصينية.

- تشكيل لجنة علمية محلية للقيام بالدراسة والترجمة.

- تشكيل لجنة دولية من العلماء والمستشارين للإشراف على عملية الترجمة.

- اختيار مقر لهذا المشروع في الصين ليكوِّن ورشة العمل وملتقى الخبراء والمستشارين.

تم بحمد الله تعالى.

سعيد جمال الدين ما ينغ جغ
__________________

الهوامش:

[1] نص مترجم من اللوحة المنصوبة في مسجد نانغ جين.
[2] رواه البخاري، رقم الحديث (4341).
[3] ينظر: الفهرس، الناشر: مكتبة المسلمين بلانتش، مؤسسة شين هوا بقانسو، عام 2013م.
[4] جدير بالذكر أن المؤلف رحمه الله كان مسجونًا أثناء كتابة هذا الكتاب بتهمة معارضة النظام والدعوة إلى الإسلام في فترة الثورة على الثقافة، وتلك الفترة تعتبر كارثة بشرية في تاريخ الصين.
[5] ينظر: الفهرس، الناشر: مكتبة المسلمين بلانتش، مؤسسة شين هوا بقانسو، عام 2013م.

المصدر: مجلة البيان، العدد (338)، شوال 1436هـ / يوليو - أغسطس 2015م.
ثبت المصادر والمراجع:
- السباعي، مصطفى، السيرة النبوية دروس وعبر. المكتب الإسلامي، لبنان، 1986م.
- الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر، مختار الصحاح، مكتبة لبنان، بيروت، 2012م.
- الراغب، الأصفهاني، المفردات، المكتبة العصرية، 2012م.
- الزحيلي، محمد، مرجع العلوم الإسلامية، مؤسسة الرسالة، لبنان، 1980م.
- مكتبة المسلمين بلانتش، الفهرس، مؤسسة شين هوا بقانسو، عام 2013م.