الإسلام والعلم . . .بمنظـورعقلاني
15-04-2009, 08:04 PM
إنالكثيرمن المهتمين بالتراث المعرفي للمسلمين ، يعرف كيف رد ’’ الوليد بن رشد‘‘ مؤسس العقلانية الإسلامية ، على أولئك المتعصبين المتطرفين من فقهاء عصره ، الرافضين لأي اجتهاد عقلي في فهم دلالة النص الشرعي . بمقولته الشهيرة : ’’ إن الحق لايضاد الحق ، وإن المعقول لايتعارض مع المنقول‘‘ .
ما أشبه حاضرنا اليوم بماضينا البعيد (كمسلمين) مازالنا نسحق السنون تلو السنون في تعميق خلافاتنا البيزنطية ، وهدير أقدامنا يراوح مكانه ـ فلا ظهرا ابقى ولاأرضا قطع ـ بينما أمما أخرى وصلت إلى ذروة الحضارة و ’’ نهاية التاريخ‘‘ . . .
إن ما آل إليه حال المسلمين ، من تخلف وانحطاط ، هو نتيجة مباشرة لذلك الإنفصال بينهم وبين العلوم التي توصل إليها العلماء المسلمين من قبلهم ، ورفضهم التعامل مع علوم عصرهم ، التي توصل إليها غيرهم ، وراحوا يعمقون جدالاتهم في ( ما يجوز وما لايجوزمن العلم ؟ وما هو موقف الفقهاء من العلوم العصرية ؟ وهل ما توصلت إليه هذه العلوم مقبول شرعا ؟ و و و إلخ من التساؤلات التي لا تغيرمن الواقع المتخلف للمسلمين شيئا . . .
إنه وفي الوقت الذي دخل المسلمين في هذه الدوامة من الإختلاف والصراع فيما بينهم حول (ما يجوز وما لايجوز) كان الغربيين منهمكين في الإطلاع على ما أنتجته العبقرية الإسلامية ، في مجال العلوم المختلفة ، والإنطلاق منه في التاسيس للحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة .
عندما توقف المسلمين عن جدالاتهم العقيمة ، ونظروا إلى غيرهم على الضفة الإخرى، اندهشوا وانبهروا من ذلك التقدم الحضاري ، الذي وصل إليه الغربيين ، بفضل التطور العلمي والتكنولوجي . مما أدخلهم ـ من جديد ـ في دوامة أخرى من التساؤلات الإستفهامية عن سر تقدم الغرب وتخلفهم ؟ ؟ ؟
منذ بداية ما يسمى ب (عصرالنهضة ) أي منذ أكثر من قرنين والمسلمون منهمكون أيضا ، في البحث عن إجابات لتساؤلاتهم المتعلقة بسر تقدم الغرب وتخلفهم ؟ . . .فتوصلوا إلى إلى إجابات مختلفة ومواقف متعارضة ـ كعادتهم ـ يمكن تلخيصها في ثلاث مواقف هي :
ـ الرجعيون : وهم أولئك الذين اتخذوامن ’’الإنغلاق‘‘ وسيلة لمواجهة الزحف العلمي والحضاري الغربي ، والفرار منه ـ كواقع ـ بالرجوع إلى ذلك الماضي الحضاري للمسلمين ، ولإستنجاد به لتسلية النفس ، سالكين بذلك مسلك النعامة التي تغطس رأسها في الرمل ، عندما يواجهها الخطرالداهم ، مبررين هروبهم ذلك بفعل ماض ناقص (كان) الإسلام و(كان) المسلمين . . .
ـ العلمانيون : الذين اتخذوا من ’’ الإنفتاح ‘‘ الكلي وسيلة للإلتحاق بالغرب ، وذلك بالتخلي والتخلص من كل ما له علاقة بالأصالة والإسلام ، واستبداله بكل مكونات الثقافة الغربية ، شكلا ومضمونا ، وهؤلاء حالهم أشبه بحال ’’الغراب‘‘ الذي أراد أن يتخلص من مشيته الأصلية ، بتقليد مشية ’’ الحجلة ‘‘ وفي النهاية ، لاهو استطاع أن يمشي مشية الحجلة ، ولاهو استطاع أن يعود إلى مشيته الأصلية ، فتعوق مشيه . . .
ـ الواقعيون : أنهم أولئك الذين واجهوا الواقع المعاش للمسلمين بنوع من العقلانية الواقعية ، منطلقين الحاضر كواقع متخلف ، يستلزم الرجوع إلى الماضي كدليل مرشد في الحاضر، مستهدفين البحث عن الحلول الحقيقية في المستقل القريب ، كمخرج من هذا الواقع المر والمؤلم ، متخذين من العلم وسيلة وحيدة لابديل عنها في تحقيق القفزة العلمية المطلوبة للإلتحاق بركب الحضارة المعاصرة.
وإذا كان منطق العقل يفرض علينا أن نكون مع الموقف الأخير، فإن ما نستشهد به على خطإ الموقفين السابقين هو قول بعض المفكرين الغربيين حول العقلانية الإسلامية ، مثل شهادة الإعتراف هذه من المستشرقة الإيطالية ’’ لوقاجليري‘‘في كتابها (تفسير الإسلام) ـ ترجمة الدكتور: أحمد امين . حيث تقول عن منهج رسول اللـه (صلى الله عليه وسلم ) : ’’ لم يحاول محمد (ص) إقناع الناس بالإعتقاد في اللـه ، أن يخدعهم بأساطير تحيد عن المنطق العادي للطبيعة ، أي ما يسمى بالمعجزات ، ولم يهددهم بإسم اللـه حتى يلجأوا إلى الصمت أو التسليم الظاهري ، فيؤثر بذلك على عقولهم ، ولكنه دعاهم في بساطة ، إلى التأمل في الكون ونظمه ، ولما كان محمدا(ص) واثقا مما سينتج عن ذلك من الإيمان بإله واحد لاغنى عنه ، فقد دعاهم بعد ذلك بكل بساطة إلىأن يقرأوا في كتاب اللـه قوله تعالى : ’’ إن في خاق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار ، والفلك التي تجري في البحربما ينفع الناس ، وما أنزل اللـه من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ، وبث فيها منكل دابة ، وتصريف الرياح ، والسحاب المسخر بين السماء والأرض ، لآيات لقوم يعقلون‘‘
صدق الله العظيم .
ما أشبه حاضرنا اليوم بماضينا البعيد (كمسلمين) مازالنا نسحق السنون تلو السنون في تعميق خلافاتنا البيزنطية ، وهدير أقدامنا يراوح مكانه ـ فلا ظهرا ابقى ولاأرضا قطع ـ بينما أمما أخرى وصلت إلى ذروة الحضارة و ’’ نهاية التاريخ‘‘ . . .
إن ما آل إليه حال المسلمين ، من تخلف وانحطاط ، هو نتيجة مباشرة لذلك الإنفصال بينهم وبين العلوم التي توصل إليها العلماء المسلمين من قبلهم ، ورفضهم التعامل مع علوم عصرهم ، التي توصل إليها غيرهم ، وراحوا يعمقون جدالاتهم في ( ما يجوز وما لايجوزمن العلم ؟ وما هو موقف الفقهاء من العلوم العصرية ؟ وهل ما توصلت إليه هذه العلوم مقبول شرعا ؟ و و و إلخ من التساؤلات التي لا تغيرمن الواقع المتخلف للمسلمين شيئا . . .
إنه وفي الوقت الذي دخل المسلمين في هذه الدوامة من الإختلاف والصراع فيما بينهم حول (ما يجوز وما لايجوز) كان الغربيين منهمكين في الإطلاع على ما أنتجته العبقرية الإسلامية ، في مجال العلوم المختلفة ، والإنطلاق منه في التاسيس للحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة .
عندما توقف المسلمين عن جدالاتهم العقيمة ، ونظروا إلى غيرهم على الضفة الإخرى، اندهشوا وانبهروا من ذلك التقدم الحضاري ، الذي وصل إليه الغربيين ، بفضل التطور العلمي والتكنولوجي . مما أدخلهم ـ من جديد ـ في دوامة أخرى من التساؤلات الإستفهامية عن سر تقدم الغرب وتخلفهم ؟ ؟ ؟
منذ بداية ما يسمى ب (عصرالنهضة ) أي منذ أكثر من قرنين والمسلمون منهمكون أيضا ، في البحث عن إجابات لتساؤلاتهم المتعلقة بسر تقدم الغرب وتخلفهم ؟ . . .فتوصلوا إلى إلى إجابات مختلفة ومواقف متعارضة ـ كعادتهم ـ يمكن تلخيصها في ثلاث مواقف هي :
ـ الرجعيون : وهم أولئك الذين اتخذوامن ’’الإنغلاق‘‘ وسيلة لمواجهة الزحف العلمي والحضاري الغربي ، والفرار منه ـ كواقع ـ بالرجوع إلى ذلك الماضي الحضاري للمسلمين ، ولإستنجاد به لتسلية النفس ، سالكين بذلك مسلك النعامة التي تغطس رأسها في الرمل ، عندما يواجهها الخطرالداهم ، مبررين هروبهم ذلك بفعل ماض ناقص (كان) الإسلام و(كان) المسلمين . . .
ـ العلمانيون : الذين اتخذوا من ’’ الإنفتاح ‘‘ الكلي وسيلة للإلتحاق بالغرب ، وذلك بالتخلي والتخلص من كل ما له علاقة بالأصالة والإسلام ، واستبداله بكل مكونات الثقافة الغربية ، شكلا ومضمونا ، وهؤلاء حالهم أشبه بحال ’’الغراب‘‘ الذي أراد أن يتخلص من مشيته الأصلية ، بتقليد مشية ’’ الحجلة ‘‘ وفي النهاية ، لاهو استطاع أن يمشي مشية الحجلة ، ولاهو استطاع أن يعود إلى مشيته الأصلية ، فتعوق مشيه . . .
ـ الواقعيون : أنهم أولئك الذين واجهوا الواقع المعاش للمسلمين بنوع من العقلانية الواقعية ، منطلقين الحاضر كواقع متخلف ، يستلزم الرجوع إلى الماضي كدليل مرشد في الحاضر، مستهدفين البحث عن الحلول الحقيقية في المستقل القريب ، كمخرج من هذا الواقع المر والمؤلم ، متخذين من العلم وسيلة وحيدة لابديل عنها في تحقيق القفزة العلمية المطلوبة للإلتحاق بركب الحضارة المعاصرة.
وإذا كان منطق العقل يفرض علينا أن نكون مع الموقف الأخير، فإن ما نستشهد به على خطإ الموقفين السابقين هو قول بعض المفكرين الغربيين حول العقلانية الإسلامية ، مثل شهادة الإعتراف هذه من المستشرقة الإيطالية ’’ لوقاجليري‘‘في كتابها (تفسير الإسلام) ـ ترجمة الدكتور: أحمد امين . حيث تقول عن منهج رسول اللـه (صلى الله عليه وسلم ) : ’’ لم يحاول محمد (ص) إقناع الناس بالإعتقاد في اللـه ، أن يخدعهم بأساطير تحيد عن المنطق العادي للطبيعة ، أي ما يسمى بالمعجزات ، ولم يهددهم بإسم اللـه حتى يلجأوا إلى الصمت أو التسليم الظاهري ، فيؤثر بذلك على عقولهم ، ولكنه دعاهم في بساطة ، إلى التأمل في الكون ونظمه ، ولما كان محمدا(ص) واثقا مما سينتج عن ذلك من الإيمان بإله واحد لاغنى عنه ، فقد دعاهم بعد ذلك بكل بساطة إلىأن يقرأوا في كتاب اللـه قوله تعالى : ’’ إن في خاق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار ، والفلك التي تجري في البحربما ينفع الناس ، وما أنزل اللـه من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ، وبث فيها منكل دابة ، وتصريف الرياح ، والسحاب المسخر بين السماء والأرض ، لآيات لقوم يعقلون‘‘
صدق الله العظيم .