تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> كاتب وناقد خطيئة ومعصية على شاطئ مهجور

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد 07
محمد 07
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-08-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 800
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد 07 is on a distinguished road
الصورة الرمزية محمد 07
محمد 07
عضو متميز
كاتب وناقد خطيئة ومعصية على شاطئ مهجور
03-01-2015, 09:08 PM



لا شك أن المبادئ والأسس التي يعتمدها الفرد الآدمي في توجيه سلوكه وتصرفاته على نحو محدد هي قيم، وما القيم الإنسانية إلا قناعات فكرية والتحلي بها يرفع من قيمة الفرد داخل المجتمع كما أن الأحكام المستمدة من القرآن والسنة هدفها بناء شخصية الإنسان المسلم على أسس فاضلة.
لكن تغيير زاوية النظر للأمور يجعل الأحكام عليها تتغير، قد يكون ذلك نوعا من التفكير المصطنع أو مدخلا للنفاق وتغليب المصلحة على القناعة، لكن ما يهمنا هنا هو أن تغيير النظرة للأشياء يؤدي حتما إلى تغيير الواقع والموقع، وهذا ما حصل فعلا للعالم الإسلامي عامة وجزئه العربي على وجه الخصوص خلال العقود الثلاثة الأخيرة. فهناك من يحاول تغيير نظرة الناس لمفاهيم حساسة وهدفه النهائي هو تغيير الواقع أو الهاء الناس عن صواب رؤاهم، وما يُدْخل في ذهنهم من معارف، سيؤثر على حواسهم ومشاعرهم، وقد يؤثر على علاقتهم بالآخرين، بل قد يخَزَّن فيخرج من عقلهم الباطن، على هيئة ظنون أو أفكار أو أحلام او صور مغريات، وإذا بهذه المعرفة قد امتدت إلى نطاق واسع، وقد لا يستطيعون حينها حد انتشارها ولا يقدرون مدى أضرارها.
ذلك أن الفكر هو خلاصةُ الثقافة والتجرِبةِ الحياتية للإنسان، وهو القوة الموجِّهةُ لتفاعل أبناء الأمة مع المعارف، وخلقِ آليات النهوض الحضاريِ، بوجهيه الروحيِ والمادي، بل هو تفعيل مستمر لتعقل وترشيد المادة الثقافية التي بين يدي الإنسان وفي أُفُق رؤاه.
والحقيقة أن تحول الاعتدال ومشكلاته، مع تفاقم تداعياتها الوخيمة، إلى قضايا معقدة وممارسات غريبة يفرض نفسه بإلحاح في كل مكان من عالمنا حول المتلازمتين ـ الثبات والتطور إلى ضدين متناحرين.
لابد ان نؤكد أن موقفنا هنا ليس دفاعا عن معتقدات معينه أو مهاجمة غيرها أو الدفاع عن أسلوب معين في التكلم او مهاجمته، بل نريد مبدأ حرية الافصاح عن الرأي لبناء المجتمع القائم على احترام العقل واعتبار الآخر، لا على الكبت الفكري وإلغاء الغير، أو العبث بالمشاعر أو تقمص شعار الدين وبعث الرعب في قلوب الناس، بدلا من اقناعهم عن طريق العقل والمنطق والموعظة الحسنة.
هذه المقدمة أوردناها لنشير إلى ضآلة الوضوح وجزالة الجدل الدائر حول رواية: (ميرسو .. تحقيق مضاد)، (Meursault contre-enquête) للكاتب الصحفي كمال داود.
وانطلاقا من هذه القاعدة نرى من الواجب فحص تصريحات الكاتب لنميز الصواب عن الخطأ، والمنطقي عن غيره، ثم الرد على الشيخ (.) حمداش في المنازلة الوهم التي اقاماها على رمال شاطئ مهجور.
إذا قلنا إن الرواية عمل فني وثقافة، فهذا يعني أنها جزء من كل، وإنتاج يشبه غيره من الإنتاجات الثقافية، من حيث خضوعه للمتغيرات الاجتماعية والسياسية...وهي تعبير عن ثقافة تعيش داخل مجتمع ما.
أما بالنسبة لما جاء في تصريحات كمال داود، ان دلت على شيء انما تدل على أنه شخص متنصل من دينه وانتمائه، باحث عن محضن خارج وطنه وأمته خدش مشاعر الجزائريين بالقفز على القيم والثوابت، كالهوية والمقدسات الدينية والمحطات التاريخية.
ورواية كمال ليست تطاولا على الذات الإلهية فحسب، بل هي اجترار لسفاسف افكار لا تقدم للإنسان شيئا ولا تؤخر، ومواقف غير متزنة تجاه قيم المجتمع الجزائري، في محاولة استدراج الجمهور إلى العودة إلى شاطئ مهجور:( تسعينيات القرن الماضي)،وأما النتيجة المستخلصة من حديثه عن جزائريته فهي الإعلان الصريح عن تودد لفرنسا، فهل المقدمات التي اوردها السيد كمال داود تلزم بالفعل النتيجة، التي يريد التوصل إليها بعد أن تخلص الشعب الجزائري من براثن الاستعمار الفرنسي القبيح ،وتخلى تماما وعن طواعية على الرداءة الفكرية التي تفشت أيام التسعينيات؟ اعتقد انه مخطئ وبعيد عن الواقع الجزائري.
ومما لا شك فيه أيضا أن حرية التعبير تعد مطلبا ضروريا، وهدفا يسعى إليه كل جزائري، وهي قيمة حضارية يقاس بها مدى مدنية المجتمع وتحضره، فبحرية التعبير تتحرر الطاقات، ويتمكن الفرد من الخلق والإبداع والتعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني بدون رقابة أو قيود فوقية، بشرط ألا تبلغ حدا يمكن اعتباره مساسا بالقيم أو خرقا لقوانين وأعراف الأمة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير، وكما قال احد الزعماء العرب "ان حرية الكلمة هي المقدمة الولى للديمقراطية".
كيف يمكن لكاتب متعصب ذو شخصية نرجسية لا تقبل الاعتراف بنقائصها فتسقطها على الآخرين، كاتب لا يؤمن بقيم المجتمع وتعدد مكوناته وتضحيات من اجل سيادته، اعتقد جازما انه مصاب بكره الذات إذ ينتظر التقدير من الغير.
وفي ذات السياق يمكن الإشارة الى انه ليس كل من يدعي النقد ناقدا، كما انه ليس كل من مارس كتابات مبسترة او عروض انطباعية مرتجلة، يمكن أن نسميه” ناقدا “لان النقد لم يعد في عصرنا ترفا فكريا أو مجرد انفعالات شعورية فائضة، بل هو فن وعلم مثل سائر العلوم الإنسانية.
إن الإنسان أحيانا يقع في خطا ما، أو ورطة أو مأزق ما (فهذا يُعزى للتكوين الطبيعي للإنسان)، فمن غير المعقول ألا يقر المرء بالمبدأ القائل ان كل مس بشعور الأخرين هو اعتداء على حقوقهم. فقد يمس المرء في شعوره حينما ينتقص من حقوقه، وقد يمس بشعوره أيضا حتى لو لم ينتقص من حقوقه شيئا، والمشكل في ذلك هو العلة التي سببت المس بالشعور فلماذا يقوم الرجلان بالمساس بشعور من حولهم؟ هل يرون في ذلك لذة او تفريغا لعقدهما وكروبهما ومشاكلهما؟ أليس المساس بشعور الآخرين نوع من العدوانية المستترة؟
قد يعتقد البعض أن المساس بشعور الآخرين إنما هو ميّزة تولد مع الانسان وتموت معه، لكن الحقيقة أن هنالك العديد من الأسباب التي تجعل البعض يقون بالمساس بشعور الناس، واولها هو الرغبة بإظهار الفوقية والتشدق بالمرتبة المادية أو العلمية التي يشغلونها فيستغلون فرصة وجود (ضحايا) يمكن اقتيادهم اقتصاديا أو عقائديا أو اجتماعيا. ما يبين أن تجاوز حدود الآخرين آلية يطوّرها الانسان للتعامل مع من حوله، لاعتقاده أنها مظهر من مظاهر قوة الشخصية.
هذا ليس مهما كثيرا في موضوعنا بل المهم هو: كيف نرد على من يقوم بالمساس بشعورنا؟ هل نرد له الصاع صاعين متحملين عواقب الأمور؟ أم نلزم الصمت ونخاطر بأنه قد يتمادى بتطاوله؟ هذا ما سأحاول الإجابة عليه في هذه السطور من خلال قراءة رد. (رجل الدين) عبد الفتاح حمداش على رواية كمال داود مشحوناً بجملة من الأفكار المسبقة والرؤى والطروحات المستوردة الجامدة التي غمرت نفسه بأسئلة لم يستطيع أن يجيب عليها الا من خلال فتواه بإعدام المسكين (كمال داود)، بدل تحليل شخصيات الرواية وابراز قدراتها ورصد تفاصيل الأفكار ومقارعة الحجة بالبرهان بعدها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا هذا الدفاع المميت المستميت عن الله؟ ألا يعلم "الشيخ حمداش" أن حقوق الله تعالى مبنية على التسامح والعفو، فإذا وجد ما يسقطها، فللإمام إسقاطها؟
كيف يفسر "الشيخ حمداش" قول الله تعالى:
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ21 لَّسْتَ عَلَيْهِم بمُصَيْطِرٍ22 إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ23
فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبرَ 24 إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ 25 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ 26-» سورة الغاشية"
اعتقد انه لا يمكن فهم أسباب خلفيات الجدل الدائر حول رواية داود دون العودة إلى السياق التاريخي – القريب -وتراكمات الممارسات السياسية قبيل واثناء عقد التسعينات، وهو أن حالة الفراغ المعياري والقيمي التي ميزت تلك المرحلة قد سمحت بظهور أشكال وأنواع لا حصرها من الانحرافات الفكرية والسلوكية لدى بعض الجزائريين، واقع يمكن لمسه في المجتمع الحالي من خلال عدة ظواهر واضحة للعيان.
لا يمكن أن نجد اليوم مواطنا جزائريا واحدا يمكن أن يجادل في مخلفات سنوات الفوضى والدمار، ولا أحد يغيب عن ناظريه أن بث الفرقة والاختلاف في المجتمع وإفساد ذات البين، من شياطين الإنس الذين من أكثر ما تؤزهم ازا وحدة الأمة، ومن أشهر أساليبهم في الصد عن هذا الدين والانسلاخ اللغوي، تشكيل الأعماق وغسيل المخ، في قلب الصورة الجزائرية بالكامل في الوعي العام. واستثمرت في ذلك أخطاء تسيير يتعذر تبريرها أو الدفاع عنها اليوم، فكان نتيجة ذلك أن أصبحت راهنيه المسالة الوطنية وأولويتها لاستكمال الاستقلال غير محبذة عند من لا يتقنون استخدام العقل الجماعي، وبات عندهم الكلام الجميل عن لغة القرآن صوتًا نشازًا وحديث لغو.
كما انه لا أحد في جزائر اليوم كما قلنا تغيب عن ذاكرته عشرية الدماء والدمار التي عرفتها الجزائر في التسعينات بفعل التأثير الإعلامي لفضائيات الغرب وخبراء الأطلسي وأجندات فرنسا وغيرها، ورغم بعض الاختلافات بين هذه الاطراف إلا أن هدفها كان واحدا البحث عن وسيلة التفرقة فوُجِدَتْ القبلية العرقية والمناطقية التي يدعو إليها كمال داود واستباحة دما الجزائريين كما يرى الشيخ حمداش.
كما أوجد الأعداء فوضى المفاهيم والاصطلاحات والحمية الجاهلية التي تذبح الأصالة، وتقتل الذات، وتفقد العباد الخصوصية والتميز الحضاري، وتدفع إلى التناحر والاقتتال فتجعل المسلم في إطار دوامة غريبة عن دينه ولغته، يعيش في دوامة من التناقض بين اعتقاده وارث أسلافه، وبين ما يسمعه ويعيشه في منظومة حاضره، ولا يتوانى عن الضغط على عكدِ لسان الآخرين... مثل ما يفعل "الشيخ حمداش "
تلكم بعض المظاهرة التي يتذكرها كل الجزائريين، ويعون بانها عرضت البلد للتدخلات الخارجية المخلفةً وكرست وضعاً للنزاعات وعدم الاستقرار، ومآسي إنسانية واجتماعية بأبعادها المختلفة، نفسية كانت أم ثقافية، أو سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية. هي مرحلة اتسمت بالتعقيد، سواء فيما يتصل بخلفيات النزاعات وأسبابها، أو فيما يتصل بنتائجها وتداعياتها.
وعلينا القول لكي نكتب يجب ان نكون قد قرأنا، وشاهدنا، وانخرطنا في عوالم ثقافية، وأجواء تغني الموضوع، فلا أحد يكتب من فراغ...وإذا كان الجهل بالدين من أسباب التعصب للدين أو ضده، فإن الاختلاف الديني المتعصب يؤدي بالجاهل إلى التضليل والتجهيل معا، وانحدار مستوى النقاش الفكري ومستوى البحث العلمي السديد إلى أبعاد متدنية.
لا شك أنه من الملفت للنظر أن كل من داود وحمداش يسعى إلى إيقاظ الفتنة بالعودة إلى مآسي التسعينيات، فهل علما أن الشعب الجزائري تعلم دروسا فتصدى للشر ووقف ضد ارتباكات الحياة التي تدمر مشاريع الحياة فلا تكتمل، وتصادر فرصة التطور؟ وأيقن أن لا كتابات أدبية تحمل مجداً للمستقبل الا تلك الكتابات والتصريحات التي تنضج في أجواء تحترم المستقبل وتحترم قبل كل شيء انسانية الانسان! فهجر الشعب الجزائري شاطئ الرداءة والتشرذم والقبلية والمناطقة والمذهبية بخطوات تطور وثبات على الدين والاستقامة في زمن الفتن.
إذا عدنا إلى شطحات القول في تصريحات داود وروايته المكتوبة بلغة صحفية متكلفة، متسمة بالنمطية والتقليد وإعادة نشر المهجور الفيناها تعد مؤشرا صريحا على رغبته في العودة إلى توليد ظواهر أكثر غرابة واشد تعقيدا، أو قل ان شئت الدعوة إلى عقد تسعينيات القرن الماضي!
عندما أعرض لهذا الموضوع لا أريد أن أدفع الناس إلى إعاقة الإبداع، ولا أريد الانتقاص من شان أفكار أحد لأن ذلك ليس من أخلاقنا، لكنني أحسست عند قراءتي للنقاشات والمرافعات الدائرة حول مضمون الرواية. والخرافة الداعية إلى قتل العمل الإبداعي وتعطيل القيم في لخبطة تجاوزت حديث العوام لتدخل نطاق البهتان.
والدعوة لإحياء نزوات وعادات اجتماعية جامدة متحجرة لا تقبل التعديل، ويخشى صاحبها أن يضع نفسه تحت مجهر النقد الذاتي واكتشاف العيوب، لأنه يحاول ألا يعترف بالخطأ حتى أمام نفسه، فهو لا يملك الثقة بالنفس ولا يقر بإمكانياته وطاقاته، ولا يدري أن للكلمة أثرها الفعال في تغيير أفكار الناس وأمزجتهم ومشاعرهم وواقعهم إن ايجابا أو سلبا.
رغم كل ذلك أقول من حق كمال داود أن يكتب مقالا أو رواية ووفق رؤاه، فذلك حق للمواطن والوطن على المواطن لكن بعيداً عن كل ما يشوب النوايا الحسنة والصادقة من مزايدات أو دعوات تعكر فتفرق ولا تجمع، بل عليه ان يعي أن الكتابة فرصة لمناقشة العديد من القضايا المتباينة وفي أجواء مناسبة تجمع فئات مختلفة من قطاعات المجتمع.
فنحن أحوج ما نكون إلى المعرفة والتعارف، وإلى الفهم والتفاهم القائم على الوعي والعلم وإدراك عميق للتحديات والمخاطر التي تحدق بأمتنا، وأحوج ما نكون لتنقية الشوائب والرواسب التي تضر بشكل أو بآخر بمفهوم وحقيقة الوحدة الوطنية وسلامة المعتقد.
من هذا المنظور اجدني أعارض كمال داود بشأن التصريحات التي أبداها لوسائل الإعلام الفرنسية، وأظهر خلالها حقدة تجاه الجزائر وتجاه العالم العربي، واتخاذه مواقف معادية للدين واللغة العربية، نترك له وللقارئ السؤال التالي: ما المقصود بقول داود" إن الاستعمار الأفقي العربي خلق منا مستعمَرين للعروبة... إنني جزائريٌ ولغتي هي اللغة الجزائرية وليست العربية "؟ الست هذه لخبطة فكرية وتجنيا تاريخيا وجهلا بواقع.
نعلم إن الله تعالى سن الاختلاف بين العباد إذ قال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 118 – 119]،
غير أن المفاهيم تتميع مع انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وانفلات المتسيبين، ففي ثقافة امتنا أمور متغيرة قابلة للتطوير والتحوير والتبديل بما يتلاءم مع العصور والأماكن، ويستجيب لكل تغيير ويحتضن كل جديد بما لا يتنافى مع الثوابت الأصيلة والمبادئ الكلية والأصول العامة.
وعلى مَن يدَّعون الثقافة والعلم بتشبُّعهم من الثقافة الاسلامية أن يعلموا أن الهذيان حالة لا تندرج تحت أي نوع من أنواع المنطق، فهي مفككة، متناقضة، متضاربة، لا عقلانية، خصوصاً مع دول أخطر مؤثر وهو مزيج من الصراع على السلطة والمال، تحت عديد من اليافطات الموظفة بدقة متناهية، المذهبية، والعرقية، والعشائرية، وكل المفردات الساقطة التي تداولها البعض في عقدي الثمانينيات والتسعينيات، وتجلت نتائجه في أزمة الفراغ الفكري والسلوكي الذي باتت معالمه تظهر وتمتد وتتوسع يوماً بعد يوم في حياتنا من خلال فقدان الإنسان المسلم الانسجام مع ذاته، وانعدام المصالحة مع قيمه، وغياب مسؤولية الإحساس الحي بالإسلام كنظام فكري وعقائدي متين وأصيل.
ما أوجد تيارات سياسية وثقافية بعيدة –في وعيها ونهجها وخطوطها– عن حضارة وثقافة ورسالة هذه الأمة، وقدمت الإسلام بصيغ فكرية نمطية مقولبة جامدة تنتمي إلى مرحلة تاريخية قديمة لا يعيشونها ولا يعرفونها.
فلو دقننا في فتوة عبد الفتاح حمداش بإعدام كمال داود لأدركنا أن هناك عوامل وظروف وملابساتٍ عملية راهنة وتاريخية عديدة ساهمت، ودفعت كلها -بشكل أو بآخر- في اتجاه هذا الموقف السلبي، ولو سألناه" ما منعك أن تقف مع الحق ضد الباطل، ومع المظلوم ضد ظالمه "؟ وما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره"؟
وهل يعلم حمداش أن التطور التكنولوجي في ظل المتغيرات الدولية قد ساهمت في إعادة تشكيل العالم، مع بروز حملة شرسة ضد قيم العالم الإسلامي وعاداته وثقافاته فالإعلام الغربي يتعمد تقديم صورة للإسلام والمسلمين تجمع بين الضعف والتخلف والإرهاب والتطرف وتقدم المسلمين؟
وقد تفاعلت عوامل كثيرة، على مدار حقبة زمنية طويلة، لتضيف بشكل تراكمي للعناصر السلبية التي تشكل أبعاد الصورة لديهم؛ فإلى جانب العوامل التاريخية وخلفيات الحروب الصليبية التي أرست فكرة تخلف المجتمعات العربية، وصورت الإسلام آنذاك على أنه دين يدعو إلى عبادة الشهوة وإلى القوة الوحشية، والحقبة الاستعمارية بكل سلبياتها
وهل يعرف أن كتابات صورت العرب بأنهم متخلفون ومتعصبون، وأن اللغة العربية تجعل العرب يستعملون معانيَ لا يقصدونها فعلاً وأنها تتجه إلى البعد عن الحقيقة والواقع هو ما اهان العربية والعرب؟
أما الإسلام فقد اعتبروه مصدر كل الشرور التي تلحق بالغرب والعالم ومن ثم ينبغي على الغرب مواجهة الخطر الإسلامي.خطورة تكمن ابراز مصطلح الإسلام وفوبيا، أو الخوف.
فهل يعلم حمداش أن في العالم أكثر خمسة ملايير وستمائة مليون غير الملمين وقد زاادهم بفتواه خوفا من الإسلام وحقدا عليه؟
ألا يمكن أن نخرج من هذا المستنقع المليء بالأحقاد والتباغض وأجواء الفتن والاضطرابات والدعوة إلى الله بالقتل؟ أعتقد انه لن يجيب إلا طبقا لماشاهده من فتن. ان "الشيخ حمداش" قد قابل خطيئة داود بمعصية الله وتجاوز ارادة المجمع

الحمد لله
غيمة تمطر طهرا
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حسام العراقي
حسام العراقي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 06-12-2011
  • المشاركات : 1,677
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • حسام العراقي is on a distinguished road
الصورة الرمزية حسام العراقي
حسام العراقي
شروقي
رد: كاتب وناقد خطيئة ومعصية على شاطئ مهجور
03-01-2015, 09:32 PM
بما ان موضوعك متعلق بنقد الرواية والكاتب اريد ان اسألك هل قرأت الرواية حتى تنتقدها ام انك سمعت فقط طراطيش كلام من هنا وهناك كما فعل الاخرين وتنتقد الرواية؟
طبعا كلامي هذا ليس دفاع عن الكاتب والرواية وانما دفاع عن مفهوم النقد ..
لابد ان نتعلم من الكتاب كيف نفكر لا ان نتركه يفكر لنا, وان نفكر معه لا ان نفكر مثله
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المشرف العام
المشرف العام
مدير عام سابق
  • تاريخ التسجيل : 22-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 6,013

  • وسام فلسطين 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • المشرف العام has a spectacular aura aboutالمشرف العام has a spectacular aura about
الصورة الرمزية المشرف العام
المشرف العام
مدير عام سابق
رد: كاتب وناقد خطيئة ومعصية على شاطئ مهجور
03-01-2015, 09:38 PM
موضوع رائع أخي محمد سنحرص على نشره في العدد القادم من مجلة المنتدى
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد 07
محمد 07
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-08-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 800
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد 07 is on a distinguished road
الصورة الرمزية محمد 07
محمد 07
عضو متميز
رد: كاتب وناقد خطيئة ومعصية على شاطئ مهجور
04-01-2015, 06:09 PM
[size="6"][center]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام العراقي مشاهدة المشاركة
بما ان موضوعك متعلق بنقد الرواية والكاتب اريد ان اسألك هل قرأت الرواية حتى تنتقدها ام انك سمعت فقط طراطيش كلام من هنا وهناك كما فعل الاخرين وتنتقد الرواية؟
طبعا كلامي هذا ليس دفاع عن الكاتب والرواية وانما دفاع عن مفهوم النقد ..




حسام العراقي..... بسؤالك هذا أضحكتني وأنا لست مسرورا...


(بما ان موضوعك متعلق بنقد الرواية والكاتب اريد ان اسألك هل قرأت الرواية حتى تنتقدها ام أنك سمعت فقط طراطيش كلام من هنا وهناك كما فعل الاخرين وتنتقد الرواية؟) ....

وخيل لي أنك تتجاهل المقصود الكتاب ليس جديدا( 2013م.)... لهذا رأيت أن يكون جوابي عن سؤالك سؤالا لاغير.

يا حسام العراقي:

اعلم أن المرء يحلم بأشياء وتقوده الحياة إلى أشياء أخرى، لم يتوقعها، إن لم يجابه بما يعارض تمنياته ورغباته، وهذا ما يدعى بانكسار الأحلام التي تعلن عن الانتقال من زمن متبدل كثيف ومتنوع إلى زمن شبه متجانس يحاصره الخواء.
والأرجح سيدي الفاضل أن موضوعي ليس نقدا للرواية ولا انتقادا للكاتب قد يتضمن جديدا أو يستأنف كتابات سبقته. أظن أنّ الأمر لا يقوم في الحديث عن الجديد أو بيانا عن رأي في الابداع، وإنما موضوعي انحصرفي العمل المفتوح واالجدل الدائر مع التلميح الى عض الخلفيات.

اقرأ الفقرة التالية في موضوعي:

"وعلينا القول لكي نكتب يجب ان نكون قد قرأنا، وشاهدنا، وانخرطنا في عوالم ثقافية، وأجواء تغني الموضوع، فلا أحد يكتب من فراغ...وإذا كان الجهل بالدين من أسباب التعصب للدين أو ضده، فإن الاختلاف الديني المتعصب يؤدي بالجاهل إلى التضليل والتجهيل معا، وانحدار مستوى النقاش الفكري ومستوى البحث العلمي السديد إلى أبعاد متدنية".
فهل قرات مووعي قبل ان تسالني عن قراءة الرواية؟!
ثم اقرأ
"
"] لابد ان نؤكد أن موقفنا هنا ليس دفاعا عن معتقدات معينه أو مهاجمة غيرها أو الدفاع عن أسلوب معين في التكلم او مهاجمته، بل نريد مبدأ حرية الافصاح عن الرأي لبناء المجتمع القائم على احترام العقل واعتبار الآخر، لا على الكبت الفكري وإلغاء الغير، أو العبث بالمشاعر أو تقمص شعار الدين وبعث الرعب في قلوب الناس، بدلا من اقناعهم عن طريق العقل والمنطق والموعظة الحسنة"

ان انتقادنا كان موجها لتوجهي – الكاتب والناقد وليس للرواية كا بداع ادبي.
وتوجه كمال ليس جديدا في الوطن العربي ولا في الجزائر.... اقرا لـ:
سلامة موسى+وطه حسين، في المشرق... والبيركامي+. ومولود معمري في الجزائر، وغيرهم كثيرون... وهو توجه ذاتي منحصر.... معرب عن انحصار الرؤى في المصلحة الشخصية لاغير.
وفي قد ذ التوجه قلنا:
"
لكن تغيير زاوية النظر للأمور يجعل الأحكام عليها تتغير، قد يكون ذلك نوعا من التفكير المصطنع أو مدخلا للنفاق وتغليب المصلحة على القناعة، لكن ما يهمنا هنا هو أن تغيير النظرة للأشياء يؤدي حتما إلى تغيير الواقع والموقع، وهذا ما حصل فعلا للعالم الإسلامي عامة وجزئه العربي على وجه الخصوص خلال العقود الثلاثة الأخيرة"

لكن طراطيش حسام العراقي بددت جمال العمارة.
اعتقد أن أسئلة الغربة والاغتراب والتغريب وعذوبات، تجعل المرء ينتصر ويظل مغلوباً في لحظة انتصاره، لأنه لا يصل إلى الموقع الذي اعتقد، ذات مرة، بأنه قادر على الوصول إليه.

تحيتي الصادقة يا حسام
الحمد لله
غيمة تمطر طهرا
التعديل الأخير تم بواسطة محمد 07 ; 04-01-2015 الساعة 06:12 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد 07
محمد 07
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-08-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 800
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد 07 is on a distinguished road
الصورة الرمزية محمد 07
محمد 07
عضو متميز
رد: كاتب وناقد خطيئة ومعصية على شاطئ مهجور
04-01-2015, 06:19 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشرف العام مشاهدة المشاركة
موضوع رائع أخي محمد سنحرص على نشره في العدد القادم من مجلة المنتدى
الروعة في مرورك الأنيق وكلمتك الطيبة
اخي المشرف العام
أكون ممتنا لك ...لنشر الموضوع
في المجلة

تقديري لشخصك الكريم

الحمد لله
غيمة تمطر طهرا
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:18 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى