همُّ أرملة وصرخة مجندلة...
06-02-2017, 04:29 PM
همُّ أرملة وصرخة مجندلة...



أمران ثقيلان على النفس المؤمنة’ الخوف والقلق ...أيا رحيم يا رحمن رحمتك علينا أغدق...


وأما القلق فهو مما حدث ولازال لوقعه صدى يغلي ويتدفق’ وأما الخوف فمن شيئ آت لا يعلم حقيقته ومنتهاه و تفاصيله إلا الله سبحانه وتعالى ’ نسأله فيم قدّر وقضى اليسر والرفق...


هم أرملة وصرخة مجندلة .... وكانت الأرمله تلكم سيدة في بيتها ولا زالت وستبقى ’ ’ حرة ثاقبة النظر ’ واسعة رقعة الفكر’ صوّامة قوّامة ’ حافظة الغيب’ رزينة الكلام ’ مدققة العِبر’ الحشمة رداؤها والصمت تاجها بين الخطوة والأخرى ربها تدعو وتذكر’ وما كان ليعلم الغيب أحد من البشر إلا الله القاضي المقتدر... وهكذا قضى الله الأمر..


إذن فهي الآن أيم .. هي الآن أرملة ’ وليس هذا بدعة ولا معجزة فيما مضى ولا في هذا العصر ’ لكنه قدرٌ قد قُدّر وليس لنا من حكم فالحكم لله صاحب الأمر...


وكان أمر الله مفعولا .. وكانت عين رب العزة والجلال تحرسها و من حمّلها ثقل الأمانة


وراحت مستعينة بربها في كل صغيرة وكبيرة ’ متوكلة عليه ’ سائلة إياه في العلن والسر أن يحفظها وبنيها حتى يبلغ كل منهم مأمنه ...وذات مساء من يوم كانت الشمس تودع فيه أهله . طرق بابها.... هُز كيانها’ وخضّ فؤادها هلع من صورة وسوء خبر ..وجاءت الصرخة مدوية في أذني الأيّم ’ دون سابق استعداد


ولا تحديد ميعاد . فالخطب جسيم والأمر عظيم والجسم أنهكته نائبات الدهر


يا ويلي .. يا ويحي...كيف ذاك ’ لا أصدق’ أيُمكن أن يبلغ الزبد أعلاه ويعلو الخادم سيده’ إنها لإحدى الكبر .. ويكاد الدم يتجمد في العروق بعد أن زاغ البصر واشتدت عقد الحبل حول النحر ...


وتقعد غير بعيد في زاوية لا هي منارة ولا هي مظلمة ولكن عين السريرة كل شيئ تراه حالك السواد..


ليس في المقلتين عَبرات تُذرف ولا في القلب إلا أسى يعصر والكبد يُطحن وينفطر..


يا رب..يا رب.. يا رب تعبت ..تعبت.. تعبت وقد أسرتني سنوات العمر’ فإن لم يكن بك غضب علي لا أبالي فمرحبا بقضائك وهذا القدر .. أعنّي يا الله ..يا الله.. يا الله لأجتاز نتوؤات الصخر ’ رجلاي حافيتان ’ عيناي ناظرتان دون بصر’ إليك يا رب أمد يدي وأبسط راحتي توسلا وطمعا في رضاك وسترك فاخمد اللهم نار هذا الجمر


يا الله أمري كل أمري وأمر ابنائي لك فوّضت وإليك رفعت ذلي ومسكنتي ’ فأنا الضعيفة دونك... أنا المغلوبة فانتصر ’ فانتصر ’ فانتصر..؟؟؟.


يا رب بمن ألوذ’ أبجار محتار’ أم بمستهتر خوّار’ أم بمسمار غدّار ’ أم بمن يتظاهرون لي بالحمية والمحبة وهم مشعلو فتن النار..؟


كلا لا من أحد سواك فأنت ربي ومالكي وإلهي ’أنت خلقتني وأنت تهديني وترحمني ’ أنت ملجئ وملاذي’ أنت وكيلي وأنت حسبي ’ فاسدل على خيمتي حرمة الستار وأكرمني يا كريم بمن تعلم من الأخيار يا مالك ملك كل الأمصار والأقطار... .أنتشلني من بين براثن من كانوا للعقل والحكمة خارج الدار صغارا. وعنها فروا فرارا ..


يا رب ليس لي إلا ترديد قولك ’ وقولك حق[ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين].
التعديل الأخير تم بواسطة محمد بلال يحي ; 06-02-2017 الساعة 08:09 PM