هكذا صفعت وهران أعداءها
08-07-2015, 10:05 AM
مسجد بن باديس يفيض بالمصلين في رمضان*


20 ألف يؤدون التراويح بالمسجد في أجواء متميزة *


يشهد المسجد الكبير عبد الحميد بن باديس بوهران منذ بداية شهر رمضان المبارك توافدا كبيرا للمصلين لأداء صلاة التراويح التي تؤدى في أجواء روحانية متميزة وهو ما يُعد صفعة وهرانية قوية لكل أعداء (الباهية عاصمة الغرب) التغريبيين والعلمانيين وكذا للجهات التي تحاول تشويه صورة وهران وتصوّرها على أنها (مدينة للملاهي والرقص).
ويفوق عدد المقبلين على هذا المسجد الذي افتتح شهر أفريل الماضي ال20 ألف مصلي حسب ما ذكره إمام المسجد محمد مقاتلي مبرزا في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن قاعة الصلاة التي تتسع ل15 ألف مصلي لم تعد تكفي للوافدين لأداء صلاة التراويح مما يجبر آلاف الآخرون على أداء الصلاة بالفضاءات الملحقة.
ولم يُعد الإقبال على هذا المسجد القطب الذي تعززت به (الباهية) بعد انتظار دام أربعة عقود مُقتصرا على سكان حي جمال الذي شيّد به والأحياء المجاورة بل تعدت جاذبيته إلى مختلف مناطق مدينة وهران والبلديات المجاورة على غرار بئر الجير والكرمة.
أما في يوم الجمعة فقد أضحى هذا الصرح الديني يستقطب الآلاف من المصلين والمصليات الذين يقصدونه حتى من الولايات المجاورة بحيث صارت الفضاءات والساحات المتواجدة بمحيطه لا تكفي لركن السيارات مما يضطر ذلك المصلين إلى ترك سياراتهم بأحياء تبعد ببضع كيلومترات وإتمام السير مشيا على الأقدام حتى إلى المسجد.
ويتوافد المصلون بمجرد الانتهاء من تناول الإفطار على المسجد الكبير عبد الحميد بن باديس مشكّلين تدفقا بشريا يأتي من كل حدب وصوب لم يألفه القاطنون بهذه المدينة الصاخبة من ذي قبل. وكثير من المترددين على هذا المسجد يشبهون هذا المشهد المهيب بذلك الذي عايشوه خلال أداء مناسك العمرة بالحرمين الشريفين.
ويرى البعض في هذا المشهد الجليل الذي أصبح يطبع المجتمع الوهراني خير رد على أولئك الذين حكموا ظلما على هذه المدينة التي برز فيها علماء أجلاء من أمثال إبراهيم التازي والطيب المهاجي والشيخ الزوبير والشيخ لطرش بأنها مدينة ليالي المجون.
وما يميز هذه الجموع المقبلة على بيت الله في شهر الصيام الإقبال الكبير للشباب والفتيات وحتى الأطفال الذين يتوجهون فرادى وجماعات وأحيانا عائلات بأكملها تقضي صلاة التراويح في رحاب هذا المسجد الذي أضحى رمزا من رموز المدينة ومعلما يعبر عن أصالة المجتمع والانتماء الحضاري للجزائر.
ويقصد الكثير من المصلين هذا المسجد للاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم من قبل إمام المسجد المقرئ المعروف محمد مقاتلي المدعو محمد الإبراهيمي ومساعده من الزاوية البلقائدية محمد بوشوشة اللذان يمتازان بصوتين شجيّين ويقدّمان قراءات عذبة تزيد المصلين خشوعا كما -يقول- أحد المصلين.
وفي تعليقه عن هذا الإقبال المنقطع النظير يقول إمام المسجد الذي يحظى بقبول كبير لدى المصلين الوهرانيين عمار بيوت الله وقد انتظروا كثيرا هذا الصرح الديني لذلك فهو يعتبر حدثا بالنسبة إليهم وهم يعبّرون عن فرحتهم به من خلال هذا الإقبال).
ويتطوع عشرات من الشباب وكذا المرشدات إلى جانب الأمن الداخلي لمسجد عبد الحميد بن باديس لخدمة ضيوف الرحمان وتمكينهم من أداء الصلاة في ظروف مناسبة قي ظل هذا التوافد الكبير على المسجد.