على زطشي وبلماضي السعي لضم “حسام عوار” سريعا
16-08-2020, 10:47 PM



لا يمكن الحديث مع مباراة مانشستر سيتي وليون وغيرها من مباريات الدور الربع النهائي من رابطة أبطال أوربا من دون إقحام جائحة كورونا التي غيّرت المنافسة زمانا ومكانا، وأضافت تغييرا كاملا في أسماء المتأهلين إلى النصف النهائي وربما النهائي واسم الفائز باللقب.
الدوري الفرنسي الذي وصفوه بالضعيف، ووصفوا رئيس اتحاده بالغبي بعد أن ألغى المنافسة، قدّم لأول مرة في تاريخه فريقين في الدور النصف النهائي، والدوري الألماني الذي أنهى موسمه منذ أكثر من خمسين يوما واعتبر ذلك خطأ جسيما، بسبب بُعد المسافة الزمنية بين آخر مباراة في الدوري الألماني وعودة رابطة أبطال أوربا، قدّم أيضا فريقين في الدور النصف النهائي، وبين هذا وذاك خرجت برشلونة ومانشستر سيتي وريال مدريد وجوفنتوس وغيرهم من الباب الضيق وبعضها خرج بالضربة القاضية وبطريقة مذلة.
وكما سقطت برشلونة وأدخلت الشك في قلوب كل عشاقها، عجز غوارديولا عن إقناع كل من تابع مباراة أول أمس بين فريقه ونادي ليون، حيث ترك ثلاثي الجناح الأيمن على خط التماس وهم محرز وبيرناردو سيلفا وفودان، لأول مرة منذ بداية الموسم، وهو ما حيّر الجميع، وكان الفريق خاصة في الشوط الأول وكأنه فريق حارات، يجري وراء الكرة، فجاءت هزيمته ليست بسبب قوة ليون وإنما بسبب الأداء السيء لرفقاء دوبراين، وغرق محرز بعد دخوله في الشوط الثاني، في التكتل الدفاعي للفريق الفرنسي، فكان فوز ليون منطقيا ومستحقا بالرغم من أن مانشستر سيتي خلق فرصا أكثر وحرمه الدولي الإنجليزي ستيرلينغ من هدف في الوقت الحاسم من المباراة.
إذا كان كثيرون قد تكهنوا بانهيار برشلونة واختفائها عن الأضواء خلال المواسم القليلة القادمة، وتكهنوا بمغادرة ميسي للقلعة الكتالونية، وإذا كان أنصار ماشستر سيتي قد تكهنوا أيضا بمغادرة غوارديولا بعد فشله في التتويج بلقب رابطة أبطال أوروبا وهو الذي يمتلك واحدة من أحسن التشكيلات في العالم، فإن السيناريو الأقرب الآن هو أن تحاول برشلونة استرجاع غوارديولا الذي عاشت معه أحلى سنوات مدرسة الفريق، وبإمكان المدرب تضميد جراحه في رابطة أبطال أوروبا مع برشلونة، وبإمكان برشلونة تضميد جرحها الغائر الذي سبّبه لها زلزال بيارن ميونيخ العنيف.
الجزائريون الذين انتظروا مباراة سهرة السبت على أحرّ من الجمر، من أجل مشاهدة رياض محرز في مهمة بلوغ النصف النهائي، ليكون ثاني جزائري بعد رابح ماجر يصل إلى هذا الدور المتقدم من أقوى منافسة أوروبية، خاب ظنهم قبل بداية المباراة عندما علموا الخيار الغريب للمدرب غوارديولا، ولكنهم في المقابل شاهدوا لاعبا يدعى حسام عوار صنع الفارق لصالح الفريق الفرنسي، وتمنوا لو يختار هذا اللاعب الذي مازال في مفترق الطرق، المنتخب الجزائري، وحينها سيتحول تشجيعهم لليون. على الاتحادية الجزائرية والمدرب جمال بلماضي السعي لأجل ضم هذا اللاعب، الذي كان آخر تصريح له للصحافة الفرنسية عن خيار المنتخب الذي يلعب له، عندما أشار بأن للعائلة تأثير في خياره، وهو لاعب من أب وأم من الجزائر وكلاهما يزوران الجزائر باستمرار وأديا فريضة الحج، ولا نظن بأن تأثيرهما سيُبعده عن منتخب الخضر.
في مباراة السبت لعب حسام عوار 90 دقيقة، وتفوّق على خط وسط مانشستر سيتي المزدحم بجواو كونسيلو ورودري وفيرناندينيو ودوبراين وغوندوغان، وحافظ على نفس الريتم إلى غاية صافرة الحكم.
بلغ حسام عوار في الثلاثين من جوان الماضي ربيعه الثاني والعشرين، وسيكون إضافة قوية لكتيبة جمال بلماضي لو يختار الخضر، وأكثر من ذلك سيطمئن الأنصار على منتخب الخضر إلى غاية مونديال 2030، وهذا رفقة لاعب من نفس عمره في وسط الميدان وهو إسماعيل بن ناصر، وعلى المدى القصير سيشكل مع بن ناصر وفيغولي خط وسط من حديد، لا يمكن لأي منتخب إفريقي أن يصمد أمام المنتخب الجزائري الذي بإمكانه أيضا مقارعة أي منتخب مهما كانت قيمته ونوعية لاعبيه.
منذ تسلم خير الدين زطشي مقود قاطرة الخضر، لم يتم ضم أي لاعب موهوب، من مزدوجي الجنسية، باستثناء ديلور الذي اختار بمحض إرادته منتخب الجزائر، ولم يقدّم لحد الآن أي إضافة، بينما لا تُعدّ ولا تحصى الأسماء التي انضمت إلى المنتخب الجزائري في زمن روراوة ومازالت تصنع الحدث، بل إنها هي من حققت التتويج باللقب القاري الأخير ومنها رياض محرز وعيسى ماندي ورايس مبولحي وآدم وناس وإسماعيل بن ناصر، على أمل أن يضاف إليها حسام عوار.