حديث الصباح.. البروتوكولات و الإستثمار في الوقت
12-05-2018, 05:06 AM
عادةٌ لا يمكن أن نقول أنها حسنة أم سيئة لأنها تتعلق بخصوصية كل مجتمع و كيف ينظر إلى عامل الزمن ( الوقت) و الاستثمار فيه ، ففي مجتمعنا نحن ، كلما نظم لقاء رسمي( ممثلي الدولة) أو سياسي ( تجمع الأحزاب السياسية) إلا و نمرُّ بمجموعة من البروتوكولات، خاصة خلال افتتاح لقاء ما ( ملتقى أو تجمع شعبي) حيث يلقي الجميع كلمته الافتتاحية، منظم اللقاء، أو رئيس الملتقى، المير، الوالي أو من ينوبه، ثم الوزير و نفس الشيئ في التجمعات الشعبية للأحزاب، نجد رئيس المكتب الولائي له كلمة يلقيها، ثم عضو المكتب الوطني أو النائب في البرلمان ، ثم رئيس الحزب، و كل واحد منهم يستغرق في كلمته نصف ساعة أو أكثر، و قد وقفتُ على تجمع شعبي لحزب من الأحزاب الإسلامية، هذا الأخير يخصص وقتا لممثلة العنصر النسوي لكي تلقي كلمتها، يعني أضعنا ساعات من الوقت في هذه البروتوكولات..، البعض طبعا لا يعرف طبيعة عمل الصحف المكتوبة، التي تغلق في ساعة معينة، خاصة مع نهاية الأسبوع من أجل طبع الجريدة، و ظروف الصحفي الذي لا يتوفر على إمكانيات العمل، و دون الدخول في التفاصيل، نجد البعض ينزعج عندما لا يجد تصريحه أو صورته في الجريدة.
هل هذه البروتوكولات ضرورية حتى لا نقول حتمية؟ الصحفي مهمته نقل المعلومة بموضوعية و دقة، أي التركيز على الفكرة و ليس الأشخاص، إلا إذا تعلق الأمر بتصريحات من جهات رسمية، و ليس مجبرا لإعداد تقريرا مفصلا لكل متدخل، هذا الكلام أقصد من ورائه الإستثمار في الوقت الذي هو مُغَيَّبٌ عند أغلبية الجزائريين و ربما في بلدان عربية أخرى ، و لا ننسى بعض المسؤولين الذين يسيؤون و لو دون قصد منهم، و هم يبحثون : أين هي الإذاعة؟، أين هو التلفزيون؟ و أين هي القناة الفلانية، نشعر نحن العاملين في القطاع الخاص ( الصحف الورقية)و كأنه غير مرغوب فينا، رغم أننا مواظبون على تغطية كل نشاطات الولاية، و نحرص على نقل انشغالات المواطن إلى السلطات المحلية و العمومية، و نتحمل العراقيل و الصعوبات، لأننا آمنا بهذه الرسالة، و رأينا فيها الواجب الوطني الذي ينبغي أن نؤديه بأمانة.
ظاهرة أخرى وجب التطرق إليها هي أن بعض منظمي اللقاءات يتأخرون في انطلاق أشغال ملتقاهم و لا يباشرون أعمالهم حتى يحضر الوالي، حدث مرة أن وال من الولاة الذين مروا على هذه الولاية لم يحضر لظرف طارئ، و بقينا نتنظر انطلاق أشغال ملتقى إلى غاية منتصف النهار ، و انتشرت هذه الظاهرة عند الجمهور ايضا ، إذ نجده يحضر الملتقيات من أجل الالتقاء بالوالي و ما إن ينسحب الوالي لأداء مهامه الأخرى حتى نجد القاعة فارغة..
الكلّ ينسحب، لأنه جاء من أجل الوالي ، قد يفهمني البعض أنني ضد الوالي أو رئيس مجلس من المجالس المحلية أو ضد حزب من الأحزاب، أو أنني مُعارِضَة، و إن تطلب الأمر أن أكون معارضة من أجل الإرتقاء و تحقيق الأفضل و الأحسن، و من أجل الصالح العام فليكن ذلك ، و لكن الحقيقية يجب أن تقال، لأن غيرنا يستثمر في الوقت (الضائع) في مشاريع مثلما نراه عند الجنس الأصفر و قد نجده يضحك علينا و هو ينجز مشاريعنا و ينشئ بنانا التحتية و غيرها من المشاريع التي تشرف علها الشركات الأجنبية، ، و الحديث طبعا في هذه المسائل حديث ذو شجون، يحتاج إلى دراسات تحليلية لتشخيص نفسية المجتمع و الإدارة كذلك,,
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..