خلّدها بيكاسو في لوحة فنية وانتفض لأجلها كنيدي وماوتسي تونغ
28-10-2014, 12:22 PM

البطلة الجزائرية التي زلزلت العالم

هي ٳحدى جميلات الجزائر، غادة يافعة في ربيع عمرها، سبق وعيها سنها ونضح قلبها بحب وطنها الرّازح تحت نير الاستعمار، فاستبدلت القلم بالرشاش، ومقعد العلم بالجبال والأحراش، وأبت إلا أن تشارك في ملحمة الكرامة والإباء؛ ٳنها ملهمة العظماء المناضلة جميلة بوباشا.

ولدت جميلة في 09 فيفري سنة 1938 ببولوغين بالجزائر العاصمة، وترعرعت وسط أسرتها الثورية، في أجواء تجيش بحماس الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، تتلقف بهمة وفطنة قصص ومغامرات ٳخوانها وأخواتها المجاهدين والمجاهدات، فنمت فيها روح المسؤولية وحملت هم القضية الوطنية وهي طفلة تتنقل يوميا بين منزل والديها بدالي إبراهيم ومحطة آغا، وعندما بلغت 17 من عمرها انخرطت في الاتحاد الديمقراطي لحزب البيان الجزائري بزعامة فرحات عباس وكان ذلك سنة 1953.

ونظرا لما أبدته من استعداد وجدية في خوض غمار النضال، تم تجنيدها في صفوف جبهة التحرير الوطني سنة 1959 كفدائية لزرع القنابل والمتفجرات في مناطق المعمرين الفرنسيين وأطلقوا عليها اسم خليدة، فسلكت بخطى ثابتة سبيل الموت فداء للأرض، إلى أن تم القبض عليها في 06 فيفري سنة 1960؛ حيث ضبطت متلبسة بقنبلة كانت تريد أن تضعها في مكان متفق عليه مسبقا.

وبسادية صارخة استفرغوا كل ما تعفنت به سرائرهم من أحقاد، نكل المظليّون الفرنسيون بجسدها الضعيف، وأذاقوها أقسى أنواع التعذيب، من ركل وضرب وأسلاك كهربائية وخنق في الأحواض المائية، كما قاموا باغتصابها بوحشية فقدت ٳثرها أعز ما تملك فتاة في سنها وشلت ٳحدى يديها، كانت وحشية جبانة انقلبت ٳلى أصحابها خاسئة حسيرة بعد أن هزمها صمود وثبات حرة جزائرية أبية، حيث استمرت جميلة على تلك الحال لمدة 33 يوما ثابتة صامتة، ترفض البوح بمعلومات عن ٳخوانها المجاهدين قبل أن تحكم عليها المحكمة الفرنسية بالإعدام سنة 1961م .

ٳن هذا الموقف المشين؛ الذي وصم جبين فرنسا الكولونية لم يمض بسلام، بل زلزل العالم، وانتفض له شرفاء المعمورة، على رأسهم الصحفية و الكاتبة سيمون دي بوفوار، والمحامية المناضلة جزيل حليمي اللتين كوّنتا لجنة دفاع عن جميلة وعن كل المناضلات من أجل استقلال الجزائر؛ حيث تم تدويل قضيتها وتعريف العالم بمعاناتها، وكانت مدعومة من طرف أشهر أقطاب الفلسفة والفن والأدب في العالم، في مقدمتهم الكاتب الشجاع جون بول سارتر، والرسام العالمي بابلو بيكاسو الذي رسمها في لوحة رائعة خالدة خلود ثورة الجزائر الغراء، والكاتب لويس أراغون، وحتى الرئيس الأمريكي كنيدي والزعيم الصيني ماوتسي تونغ تفاعلا مع قضيتها وأرادا التدخل للدفاع عنها .

وبموجب اتفاقيات ايفيان في 07 مايو سنة 1962 تم الافراج عن المناضلة جميلة بوباشا، لتنظم إلى أول مجلس وطني للجزائر المستقلة، وبعدها تم توظيفها في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حتى سنة 1978، لتلتحق بوزارة المجاهدين إلى أن غادرتها بتقاعد مستحق بعد مسيرة حافلة بالتضحية والعطاء خدمة وإخلاصا للوطن.

فلله درها من امرأة !يستحي التاريخ وتخجل الألسن ذكر اسمها دون أن تقرنه بكلمة بطلة...

تلك هي جميلتنا صاحبة المقولة الشهيرة "أريد أن أبقى وفية لإخواني و أخواتي الشهداء لا أريد أن يشار علي أنني تلك البطلة، ما هي قيمة ما أصابني أمام ما أصابهم لقد ضحوا بكل ما يملكونه".

http://jawahir.echoroukonline.com/articles/1369.html
اماني أريس

[SIGPIC][/SIGPIC]