محمد.. نجح بتفوق ولكن بعد أن هلك في حادث مؤلم بسكيكدة
09-07-2015, 11:01 PM


أمينة رمرام


لم يكن لنجاح الطالب المتفوق والمتخلق، محمد شتيوي بوجبيبة، نهار الخميس، في شهادة البكالوريا، أي معنى للفرح، لأن هذا الشاب البالغ من العمر 19 سنة، ودعنا قبل ساعات من إعلان نتائج البكالوريا، في حادث رمضاني مؤلم، هوت فيه سيارته إلى أعماق البحر، وكان محمد طالبا في شعبة تقني رياضي هندسة ميكانيكية في ثانوية بالقل بولاية سكيكدة.

وكانت والدة محمد، صباح أمس الخميس، من باب الحرقة والحزن والفضول، قد أبحرت في نتائج البكالوريا، فوجدت اسم ابنها ضمن الناجحين، بمعدل كان قد وعدها به في شعبة صعبة وهو 12.05، بملاحظة قريب من الجيد، فسقطت مغشيا عليها، لأن لحظة نجاح ابنها في شهادة البكالوريا انتظرتها منذ ولادته، ولكنها جاءت في وقت حزين جدا.
وبدلا من أن يأتيها المهنئون، زارها أمس العشرات من أبناء القل وولاية سكيكدة ومنطقة وادي زهور، التي تعود أصول العائلة إليها، لأجل تعزيتها مرة ثانية في وفاة ابنها، الذي حقق لها أملها في النجاح، ولكن بعد أن زلزل حياتها بموته في حادث مرور مرعب، وقع منتصف الشهر الفضيل، عندما خرج رفقة صديقين في سنه "ب.ن.د" و"س.ت.د"، عبر سيارة والده من نوع بيجو 207 الذي كافأه نظير اجتهاده وكدّه طوال السنة، في رحلة بحرية رمضانية بمنطقة البرارك، ولكن السيارة هوت بهم من علو وسقطت في البحر، ولم تتمكن مصالح البحرية من استخراج السيارة عبر زورق صلب، إلا بصعوبة، فنجا الصديقان الناجحان أيضا في البكالوريا، ولكن محمد هلك غرقا، فحول الحادث حياة والديه إلى جحيم، وجاء نجاحه ليحرق قلبيهما بإحساس أكثر لهيبا.