أبو الأسود الدؤلي مؤسس علم النحو
09-09-2019, 12:05 PM


أبو الأسود الدؤلي شخصية مرموقة ومشهورة من وجوه عديدة، فهو تابعي وفقيه وشاعر وأمير ونحوي، وكان من أكمل الرجال رأيًا وأسدهم عقلًا، وكان معدودًا من الفقهاء والأعيان والأمراء والشعراء والفرسان، وهو أول من وضع علم النحو، وأول من نقط المصحف في أكثر الأقوال، كما أن له من الشعر أقوال جيدة.

نسب أبو الأسود الدؤلي ومولده

هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل[1]، الدؤلي الكناني[2]، البصري[3]، وأمه الطويلة من بني عبد الدار بن قصي[4]، ولد في الجاهلية [5]، وأسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم[6]، وفي اسمه ونسبه ونسبته اختلاف كثير، كان من سادات التابعين وأعيانهم، صحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه موقعة صفين، وكان من أكمل الرجال رأيًا وأسدهم عقلًا[7]، وكان معدودًا من الفقهاء والأعيان والأمراء والشعراء والفرسان، وهو في أكثر الأقوال أول من نقط المصحف، وله شعر جيد، وأشهره أبيات يقول فيها: لا تنه عن خلق وتأتي مثله[8].

حياة أبو الأسود الدؤلي

سكن أبو الأسود الدؤلي البصرة في خلافة عمر بن الخطاب، وولي إمارتها في أيام علي بن أبي طالب حيث استخلفه عليها عبد الله بن عباس، ولم يزل في الإمارة إلى أن قتل علي، ولما تم الأمر لمعاوية قصده أبو الأسود الدؤلي فبالغ معاوية في إكرامه[9].

أبو الأسود الدؤلي مؤسس علم النحو

أبو الأسود الدؤلي هو أول من وضع علم النحو، قيل: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وضع له الكلام كله ثلاثة أضرب: اسم وفعل وحرف، ثم رفعه إليه وقال له: تمم على هذا[10]، وقد اختلفت روايات الناس في سبب وضعه النحو، فقيل: أتى أبو الأسود عبد الله بن عباس، فقال: إني أرى ألسنة العرب قد فسدت؛ فأردت أن أضع شيئًا لهم يقوّمون به ألسنتهم، قال: لعلك تريد النحو؛ أما إنه حق، واستعن بسورة يوسف[11]، وقيل: أن إحدى بناته قالت له: يا أبت؛ ما أحسنُ السَّمَاء! برفع (أحسن) وجر (السماء)، فقال: يا بنية؛ نجومها، قالت: إني لم أرد: أي شيء فيها أحسن، إنما تعجبت من حسنها، فقال: إذن قولي: ما أحسنَ السَّمَاء! ووضع حينئذ نبذة في النحو، فقيل له: من أين لك هذا العلم؟ فقال: تلقيت حدوده من علي بن أبي طالب[12].

وفاة أبو الأسود الدؤلي

توفي أبو الأسود الدؤلي في البصرة بمرض الطاعون سنة 69هـ= 688م، وعمره حينئذ خمس وثمانون سنة، وقيل: إنه توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وكانت خلافة عمر بداية من صفر سنة تسع وتسعين، وحتى رجب سنة إحدى ومائة[13].




[1] ابن خلكان: وفيات الأعيان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1900م، 2/ 535.
[2] الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 3/ 236.
[3] المزي: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1400هـ= 1980م، 33/ 37.
[4] خليفة بن خياط: طبقات خليفة بن خياط، تحقق: د سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1414هـ= 1993م، ص328.
[5] السيوطي: المزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق: فؤاد علي منصور، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1418ه= 1998م، 2/ 392.
[6] المزي: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، 33/ 37.
[7] ابن خلكان: وفيات الأعيان، 2/ 535.
[8] الزركلي: الأعلام، 3/ 236، 237.
[9] الزركلي: الأعلام، 3/ 236، 237.
[10] ابن خلكان: وفيات الأعيان، 2/ 535.
[11] القفطي: إنباه الرواة على أنباه النحاة، محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية، بيروت
الطبعة الأولى، 1406هـ= 1982م، 1/ 50، 51.
[12] الطيب بامخرمة: قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر، ار المنهاج، جدة، الطبعة الأولى، 1428هـ= 2008م، 1/ 508.
[13] ابن خلكان: وفيات الأعيان، 2/ 539، والزركلي: الأعلام، 3/ 236.
قصة الإسلام