أزمة ولد علي - بيراف/ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ يراسل بوتفليقة
30-01-2018, 05:38 AM


أخذت الأزمة الدائرة بين وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف وأغلب الاتحاديات الرياضية أبعادا جديدة، حيث بلغت دهاليز اللجنة الأولمبية الدولية التي قام رئيسها، الألماني توماس باخ بمراسلة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة قصد إشعاره بخطورة الأزمة القائمة وتأثيرها السلبي على الرياضة الجزائرية. وبالتزامن مع ذلك، كان رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف قد سبق له مراسلة الوزير الأول أحمد أويحيى بشأن هذه القضية الشائكة.
كشفت مصادر عليمة لـ"الشروق" بأن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الألماني توماس باخ قام بتوجيه رسالة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في منتصف شهر جانفي الحالي، ولم تكشف مصادرنا عن تفاصيل الرسالة، إلا أنها أكدت بأنها حملت طلبا من باخ لرئيس الجمهورية قصد العمل على ضرورة حل الانسداد القائم بين اللجنة الأولمبية الجزائرية والاتحادات الرياضية، والذي سيضر بالرياضة الجزائرية وبمشاركاتها في مختلف المواعيد الرياضية القادمة، وأضافت ذات المصادر بأن توماس باخ يتابع عن قرب ما يجري بخصوص هذه القضية، ومن غير المستبعد أن تتدخل اللجنة الأولمبية الدولية فيما يحدث بين الوزارة و"الكوا" والاتحادات الرياضية، قصد إعادة الأمور إلى نصابها، في حال استمرار الأزمة.
وبرزت أزمة ولد علي وبيراف إلى الواجهة مطلع العام الماضي، حيث طلب الوزير علنا من بيراف الرحيل عن منصبه، قبل إجراء الجمعية العامة الانتخابية للجنة الأولمبية في شهر ماي الماضي، متهما إياه بالوقوع في "الفساد" وتبديد أموال عمومية، بعد المشاركة السيئة للرياضة الجزائرية في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2016.
لكن الغريب في الأمر أن خرجة الوزير جاءت متأخرة جدا وبعد قرابة السنة من موعد إجراء الدورة الأولمبية، ما أثار الكثير من الشكوك حول مصداقية مطالبه برحيل بيراف، الذي نجح بالفعل وفي ظروف وأجواء مكهربة من الفوز بعهدة جديدة على رأس "الكوا"، وسط احتجاج عارم من العديد من رؤساء الاتحاديات الذين طالبوا بإعادة الانتخابات، بدعم من الوزير، لكن بيراف لاقى دعم اللجنة الأولمبية الدولية التي زكت فوزه برئاسة اللجنة، فضلا عن تثبيت المحكمة الرياضية الجزائرية لنتائج الجمعية العامة الانتخابية، لكن الوزير لم يتوقف عن "مضايقة" رئيس اللجنة الأولمبية، حيث يقوم بتحريك رؤساء الاتحاديات المعارضة لبيراف من وراء الستار قصد "التخلص منه" وإجباره على عقد جمعية استثنائية وسحب الثقة منه، لكن يبدو أن الرسالة التي وجهها توماس باخ لرئيس الجمهورية، أتت بثمارها، حيث لاحظنا في الآونة الأخيرة هدوءا في مواقف الوزير الذي لم يتحدث عن هذه "القضية" ويتفادى الخوض فيها منذ فترة.
وبالموازاة مع ذلك، علمت "الشروق" بأن بيراف راسل الوزير الأول أحمد أويحيى بشأن أزمته مع ولد علي، وطلب منه التدخل قصد إعادة الأمور إلى نصابها، والجلوس إلى طاولة واحدة من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة، وإنقاذ الرياضة الجزائرية من شبح "العقوبات الدولية" التي قد تطالها في أي لحظة بسبب التدخل المستمر للوزير في علاقة اللجنة الأولمبية والاتحاديات الرياضية، خاصة وأن الرياضة الجزائرية تنتظرها تحديات كثيرة خلال الأشهر القليلة المقبلة وعلى رأسها الألعاب الإفريقية للشباب، والألعاب المتوسطية بإسبانيا الصيف المقبل وأولمبياد طوكيو في العام 2020 بالإضافة إلى الألعاب المتوسطية التي ستحتضنها وهران صيف العام 2021.