مجرد أحلام ليس إلا ..!
25-08-2008, 06:26 PM
تلك الأحلام المتسللة من يد القلب ، على حين غرة من عين ذرفت دمعة خفيفة خطت القلب ومضت ،تاركة خطا طويلا على الخد يمتد من بؤبؤ العين الذي احتواها إلى سويداء القلب الذي أحبها ، هاهي لم تصر حقيقية كما تمنى دوما وأبدا ، أو كما تأكد فقط مجرد أحلام يرسمها مثل الأطفال خيالا ويميها ويزخرفها مثل رسومات في الواح الرسامين يضيف لها لونا يزيح عنها آخر وفي الأخير تصير رمادية ، لا يهم ان انقبض قلبه من رماديتها او سودوية ما يعيش فقد لبس الحداد دوما يوم دفن قلبا ذات انعطاف زمن وحين انحدار الليل الى الغياب وانطلاق اول شعاع في روحه لكنه السواد يتململ من لياليه مدأب حياته المسودة اصلا ، ظهرت لتقول له احبك فتصير العتمة بياض شمس من صوتها الذي يهدهده كطفل من روحها التي احتوته كلقيط على قارعة الطريق حين انتشلته يد طاهرة ، هي نفسها هذه اليد ترميه بعنف ، كلها كانت أحلام ولم يكن يدري أن الأحلام التي انتظرها دهرا وعمرا ستتحول على اشباح تطارد حياته ، قبل عام وبضعة ايام واسابيع كان يعيش في قمة الوحدة ، كان الزمن عنده موجعا ولا يتحرك ، وحين ظهرت عاد صخب الحياة كأنه خرج للشمس من جديد طفلا نقيا ليس به أثار من غبار الحياة ، اليوم ينحني كنخلة تهوى من ضربات الريح ، كانت هي الريح العاتية التي اقتلعت القلب من جذوره ، بكل ما اوتيت من قوة ، بحثت طويلا عن سبب لتعيده إلى نقطة الصفر وترجعه إلى الملجأ الذي التقطته منه لقيطا خارج الزمن يعيش بعيدا عن البشر فوجدته سببا ولا يهم ان حزنت للسبب الذي وجدته ان فرحت له او حزنت ، ما يهمها انها عثرت عن سبب كاف لتتخلص من قلبه الذي يبذل لها أكثر من الحب ، ولانه رجل الخيبات بامتياز فهو في نظرها لا يصلح للحب ، ولأنه رجل من اراذل الناس وهي امرأة من علية الناس كان خطأ عليه تداركه قبل فوات الأوان لتلملم نفسها وتنفض غباره من اثوابها وتصفع ذكريات جميلة وترجع على مجتمعها هناك امام الشمس ، فمثله يعيش خلف الشمس في العتمة يطارد الفراشات في الخيال ويرسمها ضحكات من شفتيها وصوت لازال يقفز قلبه كلما نط همسا الى مسامعه ، صار الآن اشلاء ، في الرصيف وكبد تناثرت من حبها وحنينها على التراب فصارت زادا للنمل والدود ، كلوا معشر النمل كبدي فما عادت تصلح سوى طعاما رزقا لكم ذوقوا مرارتها و وتفرجوا على الحنين الذي بها وانسجوا منه دفئا لشتاء قاس واتركوه بلا دفء يتلاشى حتى ينهار ، ها هو اليوم يعود أكثر خيبة يتململ يمينا ، يتململ شمالا يحاول تحسس الطعنة التي في الظهر فما يجد بها ماء فقد شفت من جسده الدماء .
هاهي موجة الخريف القادم على أهبة الحزن تنثر قصر من رمال نسجه من أحلام وتعيده إلى البحر كأن الذي كان ما كان .
انسحب من ثقل الأوراق على سريره ، نظر إلى كل الأدوية التي تحيطه ، ليس الشجاعة في أن يبقى هكذا فالشجاعة أن يكون أكثر من هذا كي لا يستيقظ غدا ، فقد ملته الحياة وعليه أن يخرج منها فان كانت الحياة لا تقبله وهي لا تقبله فهو لن يقبل شيء ولم يعد يهتم بشيء ، أول قرص ابتلعه دون شربة ماء ، ضاعف الجرعة مرتين ، ارتجف ودب الخوف في أوصاله ، قال له ذات مرة إمام المسلم إذا انتحر لن يخلد في النار ، والمسلمين لن يخلدوا في النار ن فكرة جميلة أن لا تخلد في النار فلا ضير ان انتحر واطلق العنان للسانه بذكر الله ، أخطأ فما غفرت له وغفر لها كل ذنوبها وأكثر ، تناول قرصا رابها بارتجاف والحق خلفه كوب ماء صار الخوف مضاعفا ، لم يمضي وقتا طويلا فاصابه الغثيان فرد كل ما ابتلعه ، ربما حتى الموت لم تعد تريده ، جاءته الشجاعة مرة أخرى فاراد ابتلاع كل ما حوله من دواء جرعة واحدة ماذا لو سخر منه الزمن وشفي نهائيا ، لكن ضوء الغرفة انير على حين غفلة منه ودخل من طلب منه أن لا يسهر وأخذ الدواء بعيدا عنه دون أن يشعر أن نوياها ان ينتقم من الحياة ، ربما يجرب حظه غدا ، إن بقي له غد .
حاول اغماض جفنيه فما استطاع ، رائحتها التي كانت ذات هدية في رسالة لازالت تلازمه ، ماد يصرخ ولكنه اختنق بالبكاء وحده فأطبق على نفسه وأدار وجهه لحائط كأنه يريد ابعاد العالم عنه في العتمة تلمس الحائط فوجده باردا ربما كقلبها وأكثر ارتجف فأدار وجهه على الفراغ فكانت العتمة ، العتمة.. العتمة .. العتمة التي تسكنه حياته كلها ، ظهرت فجأة كانت هي كبؤرة ضوء لم يرها ولم يتلمس أناملها ومضت هكذا كوميض برق خطف أحلامه .
لم يدري أي وقت هو فيه الآن هل نام واستيقظ ام استيقظ ونام ، كان الطنين حادا في أذنه ، والأرض تلف بقوة ، اكتشف انه نام بأثوابه لن يغير شيء انتعل حذاءه وانتعل قلبه حزنه ولم يتعطر هذا الصباح بأنفاسها ولكنه تعطر بطعنات لازالت في القلب ، ومضى قبل التاسعة راح كالعادة للعيادة المعتادة في عقد لكشف الضغط ، ولازال ضغط القلب عنده في الخامسة ، كل شيء فيه تعطل ، تحاليل تلوى أخرى من أجل ماذا ؟ من اجل ان يموت وتنتهي احلامه وخيالاته .
تهوى على دلك المقعد ، وقبل أن يسألوه عن تأخره ثار كما لم يثر أبدا ، لم يكتب شيئا فقط ثورة كان يريد أن يحارب كل العالم ويموت.. الكل ينظر على ثورته.. صفق الباب وخرج عائدا والدوار يزيد يجلس مرة ويسير حتى وصل إلى تلك الحافلة اللعينة حشر نفسه مع أجساد مثله ، وحين فتح عينيه وجدها فارغة سوى من نفسه ونومه ورجل يهزه بهدوء ان انتهى المسار ، كان دلك يومه الأول من بداية نهاية حياته ، وتداعى نائما يبتلع خيبته ويتجرع أحلامه المرة حلما حلما .
يصمت وتصرخ روحه خلقت لتكون مجرد خيبة وهي ليست سوى مجرد أحلام ليس إلا .
من مواضيعي
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 رجال المطافئ يشعلون النار ..!؟
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 رجال المطافئ يشعلون النار ..!؟