اشكالية التقدم و التخلف ،،،، بكالوريا 2019
29-01-2019, 05:58 AM
اشكالية التقدم و التخلف

‎تمهيد إشكالي:
‎اختلفت وتباينت التفاسير والتحاليل وتعدد مفهومي ظاهرة التقدم والتخلف.
‎- فما هو المفهوم المناسب لكل منهما؟
‎- وما هي معايير ومؤشرات تصنيف الدول اقتصاديا؟
‎التمييز بين مفهوم التقدم والتخلف:
‎مفهوم التقدم:
‎التقدم: هو مصطلح اقتصادي يدل على حالة دولة تشهد نموا اقتصاديا متكاملا ومتوازنا بين جميع القطاعات والقدرة على مواكبة التطور الحاصل في العالم بسبب استغلالها الجيد والعقلاني لمواردها الطبيعية والبشرية المتوفرة وتحويلها إلى ثروة متجددة، لهدف تحقيق الازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي والرقي الثقافي.
‎مفهوم التخلف:
‎التخلف: هو مصطلح اقتصادي يدل على حالة دولة تشهد ركودا اقتصاديا وتأخر عن ركب الدول المتطورة بسبب عدم قدرتها على الاستغلال العقلاني لمواردها البشرية والاقتصادية وتحويلها إلى ثروة متجددة تتميز باقتصاد تقليدي استهلاكي غير متوازن يطبعه، قلة الإنتاج والخضوع للتبعية الأجنبية يعتمد على تصدير المواد الخام مما انعكس بالسلب على الجوانب الحضارية ويعود سبب التأخر كذلك إلى السياسة الاستعمارية القائمة على نهب وسلب موارد الشعوب.
‎معايير تصنيف الدول اقتصاديا:
‎يتم تصنيف الدول اقتصاديا إلى متقدمة أو متخلفة تبعا لعدة معايير اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، أهمها:
‎أ - المعايير الاقتصادية ومؤشراتها: وهي أبرز معايير التصنيف، وتتمثل في:
‎‌الدخل الوطني الخام (الناتج الخام، الناتج الداخلي): وهو عبارة عن مجموع السلع المنتجة والخدمات المقدمة في بلد ما خلال سنة ويلاحظ أن 90% من إجمالي الدخل العالمي تسيطر عليه الدول المتقدمة، الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 7000 مليار دولار، اللاووس والصومال أقل من 2 مليار دولار.
‎‌الدخل الفردي السنوي: وهو حاصل قسمة الدخل الوطني الخام على عدد السكان وهو مقياس نسبي لوجود دخل مرتفع في بعض الأقطار المتخلفة كالكويت وليبيا باعتبارهما دول بيترولية وقليلة السكان.
‎المعيار الصناعي: وهذا بمراعاة ما يلي:
‎- حجم استهلاك المواد الأولية الطاقية والمعدنية، فمثلا بالنسبة لاستهلاك البيترول العالمي هي 67% في الدول المتقدمة، وضعية القاعدة الصناعية (تحويلية = تقدم ، استخراجي = تخلف).
‎- نسبة مساهمة الصناعة في الدخل الوطني مثلا 40% في اليابان و15% في مصر.
‎- مقدار إنتاج صناعة الحديد والصلب: باعتبارها أم الصناعات اليوم.
‎- نسبة الأيدي العاملة الصناعية 35% في ألمانيا 13% في الهند.
‎المعيار الزراعي: بقياس ما يلي:
‎- مدى تقدم وتخلف الزراعة فمثلا مردود الهكتار الواحد من القمح في بريطانيا 65 قنطار للهكتار بينما في الهند 20 قنطار.
‎- مدى تحقيق الاكتفاء الذاتي حيث أن الدول المتقدمة مكتفية ذاتيا فيما الدول المتخلفة عاجزة عن تحقيق الاكتفاء.
‎المعيار التجاري: وهذا بقياس ما يلي:
‎- حجم المبدلات التجارية، الصادرات والواردات حيث تتميز بضخامتها في الدول المتقدمة 2040.4 مليار في الولايات المتحدة الأمريكية، و113.7 مليار دولار في البرازيل.
‎- عدد المواد المصدرة ومدى تنوعها، فالدول المتقدم تصدر أكثر من200 مادة صناعية وغذائية بينما الدول المتخلفة هي قليلة التنوع وعبارة عن مواد أولية خام ومحاصيل نقدية.
‎ب - المعايير الاجتماعية ومؤشراتها:
‎متوسط الدخل الفردي: العالم المتقدم أكثر من 10 آلاف دولار سنويا، بينما في العالم المتخلف أقل من 500 دولار سنويا.
‎نسبة النمو الديمغرافي: حيث أن نسبة الزيادة الطبيعية مرتفعة في الدول المتخلفة 3% بينما تنخفض في الدول المتقدمة 1%.
‎معدل الحياة: معدل عمر الإنسان كما يسمى بأمد الحياة وهو عبارة عن حاصل قسمة مجموع أعمار المتوفين على عددهم خلال سنة وهو يتأثر بعوامل منها الرعاية الصحية والتغذية والاستقرار الإمني وهو مرتفع في الدول المتقدمة بين 74سنة و76سنة والعالم المتخلف 65 سنة.
‎نسبة استهلاك السكان للمياه العذبة الصالحة للشرب: حيث أن الدول المتقدمة مكتفية 90% بينما الدول المتخلفة عاجزة نسبة الاكتفاء للشرب في مدغشقر 6 % .
‎طبيعة الاستقرار البشري: ريفي أو مدني حيث ترتفع نسبة سكان المدن إلى 77.7% في الدول المتقدمة، بينما تنخفض في الدول المتخلفة 40.4%.
‎معدل استهلاك الفرد من السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم يوميا: فإذا كان المعدل المطلوب يوميا 3000 حريرة فهو يرتفع في العالم المتقدم 4000 حريرة، والعالم المتخلف أقل من أو يساوي 2500 حريرة.
‎ج - المعايير الثقافية ومؤشراتها:
‎نسبة التمدرس: العالم المتقدم حوالي 98% العالم المتخلف 60%.
‎نسبة امتلاك أجهزة: الكومبيوتر، الإنترنت وو سائل الإعلام واستخدامها.
‎‌نسبة الأمية: حيث هي مرتفعة في الدول المتخلفة في موريتانيا 48% بينما في الدول المتقدمة شبه منعدمة 0.5%
‎في الولايات المتحدة الأمريكية 0% في أستراليا.
‎‌عدد الكتب المنشورة سنويا: والذي يكشف عن المستوى التعليمي والثقافي والتطور الفكري فعددها في كينيا 120عنوان بينما في ألمانيا يرتفع إلى 72042.
‎التحديد على خريطة الدول المتقدمة والمتخلفة:
‎التحديد على الخريطة:
‎أ - الدول المتقدمة: وتسمي دول الشمال لأن أغلبها يقع في نصف الكرة الشمالية أي الواقعة جغرافيا شمالا خط 30 شمالا في أمريكا وشمال خط 35 شمالا في آسيا تضم (كندا والولايات المتحدة الأمريكية وقارة أوروبا وروسيا واليابان ونمور تنينات آسيا باستثناء الجمهوريات الإسلامية وتركيا وفي نصف الكرة الجنوبي نجد أستراليا ونيوزلندا).
‎ب‌ - الدول المتخلفة: وتسمى دول الجنوب لأن اغلبها يقع في نص الكرة الجنوبي أي الواقعة جغرافيا جنوب خط 30 شمالا في أمريكا وجنوب خط 35 شمالا تضم (أمريكا اللاتينية وقارة إفريقيا آسيا عدا أستراليا ونيوزيلندا المنتمين للعالم المتقدم.
‎استخلاص:
‎تحاول دول الجنوب مواجهة مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية بنهج سياسة تنموية تختلف من بلد لآخر، وبعضها يحاول العمل في إطار اتحادات أو تكثلات جهوية، لكن هيمنة الشمال وانعدام التعاون بين دول الجنوب تحول دون تقليص الهوة بين الشمال والجنوب.