داعش تتحول إلى علامة تجارية في معرض الجزائر
01-11-2015, 10:28 PM

زهية. م
صحافية مختصة في الشؤون الثقافية
يكفي أن تلصق كلمة "داعش" بأي غلاف ليكون للكتاب صدا لدى الناس وتتلقفه الأيدي والجرائد، بعد أن صار غول الدولة الإسلامية لغزا حير العقول الباحثة عن الفهم لهذه "الظاهرة" التي اكتسحت الأقطار العربية التي تتساقط أمام رعبها مثل أحجار الدومينو.
تحولت داعش إلى" ظاهرة تجارية" أو طابو يستقطب الأقلام الباحثة عن الفهم والإبحار في غياهب تحليل الظاهرة وربطها بالتيارات السياسية الأخرى وحتى الجماعات المسلحة. في هذا الإطار قدمت منشورات الأمة كتاب فاروق طفور "هل خرجت داعش من رحم الإخوان" يحلل فيه الخلفية الفكرية والعقيدة الاديولوجية للإخوان وينفي طيفور أن تكون داعش قد حرجت من رحم الإخوان لعدم وجود أي رابط فري بينهما بالنظر للمراجعات التي عرفتها التيارات الإسلامية في مسيرة تعاطيها للسياسية، في ذات الكتاب يرصد طيفور العلاقة و الروابط "المصلحية" بين داعش و باقي الجماعات الإسلامية المتصارعة خاصة في سوريا مثل جبهة النصرة والجيش الحر..

من جهته يتطرق لخضر رابحي في كتابه "من الخوارج إلى داعش"، قراءة في منهج العنف وعقيدة الدم" حيث يؤكد الكاتب في تحليله أن ظاهرة داعش قد تختفي ولكن ظواهر دواعش أخرى قد تظهر بالنظر للمشاتل الفكرية التي تفرخها حيث يؤكد "الكتاب إن استمرار ثقافة الفرار إلى الأمام والاكتفاء بتهمة المؤامرة لا يقدّم حلاّ بل يزيد الأمر تعقيدا، فإنّ البحث عن فهم الخلل كيف نشأ من داخلنا هو المطلوب أوّلا، وبعد ذلك من السهل تفكيك منظومة الإرهاب وتعطيل الاستفادة منها ومنع الأجنبي من أيّ محاولة لاستغلالها لإحداث الضرر بالأوطان" لخضر رابحي يقدم نقدا ذاتيا وقراءة لجزء من تراثنا القائم على تبرير العنف والإعلاء من شأن الأفعال القائمة على الموت في سبيل فكر أو عقيدة عوض الحياة من أجل التأسيس لها.

وإذا كان فاروق طيفور قد اجتهد واستمات في الدفاع عن الإخوان ومحاولة نفي تهمة العنف والإرهاب عنهم بتنفيذ الاستدلالات التي أسقطت الأفعال الداعيشية على فكرهم وتراثهم فإن لخضر رابحي خلص إلى كون داعش ظاهرة سياسية أكثر منها حركة دينية جعلت منها أمريكا يدها الضاربة في المنطقة العربية.