في حين تكرمّ جميلات بلا تاريخ...جميلة بوحيرد تاريخ بلا تكريم ؟؟؟
15-11-2008, 07:07 PM


هاهو ذا شهر الثورة يلملم أعقاب أيامه الأخيرة، معلنا دخوله مشعلا نيران ذاكرته بعضا من أيامه – كالعادة – على من تعودت الذاكرة الثورية العودة بهم ، في ظل الغياب الرهيب – وكالعادة – لرمز لا يعرف عنه سوى اسمه. اسم لجسد كان من الممكن أن يحتويه قبر لو انفجرت به تلك القنبلة التي كان يحملها أثناء معارك الجزائر ضد المحتل الفرنسي، لكنه آثر– ربما عن جهل مسبق – البقاء على قيد الحياة ليتكفل النسيان بإدخاله المقبرة الجماعية لأحياء لا مكان لهم بين أحياء مثلهم. لكن الأسماء الكبيرة برغم غيابها حاضرة ـ خاصة تلك التي لخصت بطولة المرأة الجزائرية المجاهدة – وبالأخص عندما يكون اسمها بكل بساطة معقدة جميلة بوحيرد.

يتحجج البعض بعدم العودة بجميلة الجزائر الأولى إلى الواجهة الإعلامية و الذاكرة الجماعية لتاريخنا الحافل - خاصة الجيل الحالي الذي يكاد يقطع حبال أوصاله مع ماضيه- لرغبة المجاهدة نفسها البقاء في الضل وأنّ الحديث عن واجب أدته لا طائل منه، والبعض الآخر يجد في صعوبة الاتصال بها سببا وجيها لصرف النظر عن ملاحقتها – مع أن نفسهم أطول من الطول نفسه حين يتعلق الأمر بجميلة أخرى لا تاريخ لها- في حين ينساها البعض الآخر تماما وكأنها لم تكن يوما.

جيلي والذي تلاه وربما حتى الذي سيلينا لا يعرف عن جميلة بوحيرد سوى أنها مجاهدة. ذاكرتنا لا تحمل ولا صورة لها، لا في شبابها ولا حتى بعدما داهمها الزمن منذ الاستقلال، في حين تغزوا صور كل من لا ملامح له حياتنا بالقوة. كل البرامج التلفزيونية الخاصة بتاريخ الجزائر لا تأتي على ذكرها، حتى الذين كانوا أصدقاءها يتحدثون فقط عن بطولاته، ويذهب انتظارنا أدراج الرياح ونحن نمني أنفسنا بسماع حكاية " جميلة". ذاك أنّ الغائب كثيرا ما يشغل البال أكثر من الحاضر.

ماذا نعرف نحن عن جميلة؟ ذاك الفيلم الذي أخرجه يوسف شاهين المخرج المصري عن نضالها في أواسط الخمسينات أدت دور جميلة الفنانة المصرية ماجدة الصباحي ؟ هي الأخرى ماتزال تنتظر حلم تكريمها من طرف وزارة الثقافة، ويبدو أنها ستوارى التراب دون أن تتحقق لها تلك الأمنية.أ م تلك القصيدة التي كتبها الراحل نزار قباني فيها ؟أبرز فيها الجمال الحقيقي لأنثى تعطرت بعطر البارود بدل " كوكو شانيل5" ، مراهقة وجدت نفسها في زنزانة وحيدة في الوقت الذي كانت أخريات يجهزن أنفسهن للاحتفال بليلة زفافهن.أم تلك المدرسة بمدينة خورفكان بإمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة التي يقف تاريخ جميلة بوحيرد على رأس مقررات البرنامج الدراسي بعد أن اختارت تلك المدرسة اسم جميلة الجزائر اسما لها؟ و للأسف كل هذه الأمور لا أثر لها في وطنها الأم.

يتساءل الكثيرون كيف نكرّم امرأة هي نفسها ترفض التكريم؟ كما الأموات…اعتبروها ميتة، نظموا على شرف غيابها أياما دراسية كتلك الأيام التي تنظم تكريما لأصدقاء الجزائر المبعثرين في كل نقطة من هذا العالم، قدموا برامج تلفزيونية تحكي عن حياتها بعد الاستقلال –دون علمها- كما يفعل مع نساء لم يقدمن للجزائر سوى الضجر، وليس في حياتهن ما يفيد. صرن سيدات مجتمع فقط لأنهن يكثرن الحديث بمناسبة وبلا مناسبة، بينما يحجز للتي لم تتأخر حين ناداها وطنها دفاعا عنه مقعدا مع أصحاب الدرجة الثانية حين تستقل طائرة من فرنسا إلى الجزائر. ورغم كل هذا حين تنجز جزائرية الاستقلال أي إنجاز يتفاخر الكل أنها من جميلات الجزائر...ولو نطق التاريخ لأنكر وجودهن عدا الجميلة الكبرى...جميلة بوحيرد.



دعنا اليوم... نحاول نحن تكريمها ولو كان هدا التكريم بطريقتنا الخاصة..

دعنا نغرس في ذاكرتنا ..ولو القليل مما يحمله هدا الاسم الذي قدم لنا الكثير ممااعلمنا به و حتى مما خفي علينا..


دعنا ننقش في ذاكرتنا ولو صورة بسيطة لملامح وجه لم ينحني ابدا للاستعمار..



جميلة بوحيرد مناضلة جزائرية تعد الأولى عربياً،إبّان الثورة الجزائرية على الإستعمار الفرنسي لها، في منتصف القرن الماضي. ولدت في حي القصبة بالجزائر العاصمة عام 1935 كانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد انجبت والدتها 7 شبان، واصلت تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الازياء.

مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية. انضمت إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1

قصة نضالها ضد الإستعمار
كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أمناً لكنها كانت تصرخ وتقول: الجزائر أمناً، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية.

انضمت بعد ذلك الي جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الإستعمار الفرنسي ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على قائمة المطاردين حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقي القبض عليها.

من داخل المستشفى بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام كي تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفوق لتقول الجزائر أمناً.

وحين فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، تقررت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكم بالاعدام عام 1957م، وتحدد يوم 7 مارس 1958م لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الإستنكار من كل أنحاء العالم.

تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي بعد أن أشهر إسلامه في ذاك الوقت.

من الاشعار التي قيلت فيها

قالو لها بنت الضياء تأملي ما فيك من فتن و من انداء

سمراء زان بها الجمال لوائه و اهتز روض الشعر للسمراء

نعم يا جميلة الجزائر..كثر قول الاشعار فيك..و كثر التغني بها.. لكن اين انت من كل هذا

لماذا نسيت انت و يذكر تاريخك..

اهو هروب من الواقع..

اوهو محاولة لطمس الماضي ..


في حين تكرمّ جميلات بلا تاريخ..

جميـــــــلة بوحيـــــرد..تاريــــــــخ بلا تكريـــــــــم..

لن ننساك يا باهرة الجمال والروح..

لن ننساك يا جميلة الجزائر..


منقول تذكيرا ببطلتنا العظيمة جميلة بوحيرد وبمناسبة ذكرى اندلاع ثورتنا المجيدة

قد أختلف معك في الرأي ولكنني مستعد للتضحية بحياتي لكي تعبر عن رأيك