أحداث غيرت مجرى العالم -إعدام سقراط-
20-09-2008, 08:06 PM
كان سقراط من عظماء الفلاسفة الاقدمون مستقين الطبع غير اناني حاول من خلال محاوراته مع الاخرين في شوارع اثينا ان يجعل الناس يفكرون في شؤون انفسهم بانفسهم غير مستسلمين لافكار زائفة عن الحقيقة و كانت له مقولة مشهورة * إعرف نفسك بنفسك و ابحث عن الحقيقة * حيث تاثر به الكثير من الفلاسفة و من عامة الشعب لدرجة ان اصبح له اعداء كثيرون يتربصون به و من بينهم شخص يدعى * ميليتوس meletus * و هو احد مواطني مدينة اثينا الذي وجه اتهام الى سقراط يتلخص في انه افسد اخلاق و عقول شباب اثينا و محاولته هدم قدسية الهتهم المزعومة .
و لما مثل سقراط امام حوالي 500 قاض من قضاة أثينا لمحاكمته وقف الخصوم يطالبون بإنزال اقصى العقوبة بهذا العجوز الذي قارب السبعين من عمره .
سقراط يدافع عن نفسه .. بعدما فرغ خصومه من طلباتهم انتقل سقراط للدفاع عن نفسه و شن هجوما شرسا على من اتهموه و من جمله ما قال *** أن من يدعي العلم من بين كل ما حاورت و ناقشت انما هم جهلاء لا يفقهون من العلم شيئا .. و الحقيقة هي اني أعلم الناس ذلك ان الناس يعتقدون انهم يعرفون شيئا و هم في الواقع لا يعرفون أي شيئ / اما انا فانني اعرف اني لا أعرف ..***
و قد حذر سقراط القضاة من ان يحكوا عليه لانهم لن يجدوا شخصا يدعو للأفكار التي يدعو اليها .
و انتهت الجلسة باداتة سقراط و صوت 280 قاضيا بإدانته فيما برأه 220 قاضيا .
و حكم عليه بالإعدام بتجرع السم المستخرج من احد النباتات السامة و هو نبات الشوكران hemlock على ان يكون تنفيذ الحكم بعد ثلاثين يوما لحين انتهاء الاحتفالات الدينية عند الاثينيين .
و قد اتيحت لسقراط اماكانية الهروب مع تلامذته إلا انه اثر ان يضرب للناس مثالا في الخضوع لاحكام القانون سواء كانت عادلة ام ظالمة .
و قبل تنفيذ الحكم بالاعدام جات زوجته و تىمذته و اجهشت قرينته بالبكاء و على ضريخها فنهاه عن ذلك و طردها و اخذ يحاور تلامذته وسط دهشة الحراس و الجلاد واقف فوق راسه حاملا السم حتى جن جنونه فصاح هيا يا سقراط انته من الحوار حتى لا يفقد السم تاثيره ....
فمسك سقراط السم و تجرعه مرة واحدة و عندما راى تلامذته يبكون طلب منهم المغادرة حتى يموت في هدوء و هو الذي طالما كان يقول لهم مقوله مشهورة ** إن الموت هو الشفاء من مرض اسمه الحياة .


إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر