سفيــنة تبحــر في بحــار الدمـوع !!
03-09-2019, 07:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم











سفيــنة تبحــر في بحــار الدمـوع !!
قالوا :
نحن اللحظات نقضيها تحت أشجار الصبر .. نحيا الحياة في ظلال من الأوهام .. ونعلم يقيناُ أننا نواكب كذبة كبرى !.. ولكن لا مناص من فروض تلزمنا الطاعة عند الشدة !.. وقد نتخاذل صمتاُ دون البكاء إذا طالبتنا الكرامة والعزة .. نكتم الأوجاع والآهات في الأعماق ونتهرب من الإظهار رغم عنا .. ومن البديهي أن يجاري المرء نوازل السماء والأقدار بطيب خاطر.. ويمارس ذلك الصبر الذي يواكب مناسك الحياة .. وهي تلك الحياة التي لا تطاق في بعض الأحيان .. ولو لا حرمة الانتحار في ديننا الحنيف لوضعنا النهاية لتلك الحياة .. فلا يحسبنا جاهل بأننا نتهرب عن مواجهة الموت خوفاُ من الموت والفناء !.. ولكن نحن أمة تتمسك بدروب الأنبياء حيث مناسك الحلال والحرام .. ويزيدنا فخراُ وعزاُ ذلك الكبرياء والعزة التي تمنع الإشهار بالبكاء .. فنحن تحت الأضواء بالنهار تخلو المآقي فينا من علامات الدموع .. وذلك الحياء والاستحياء يمنعنا من التأفف إسرافاُ وجهاراُ في حضرة العيون .. ولكن نحن نهمس سراُ ولا نقول جهراُ بأننا نلتقي بالهموم والأحزان ليلاُ مجردين من المحيط والمخيط حيث دثار الإحرام ! .. فالليل ميداننا الذي نطارد فيه الأوجاع والآلام في غرف الأسرار .. هنالك تبذل عيوننا الدموع عطاءُ وسخاءُ وتقول ألسنتنا ما تريد دون الخشية من الملام .. نحن أمة تميل الجباه نحو الظلام حتى لا تجلب الشفقة من الآخرين .. ومن يشاهد البشاشة في وجوهنا يظن بأننا أصحاب البساتين في ممالك سبا !.. حيث شيمة الكبرياء والعزة التي تمنعنا من مظاهر الانكسار والمذلة .. وقد نقف صامدين فوق الجمرة الحارقة ليلاُ ونهاراُ ولا نميل وجلاُ وتخاذلاُ حين تلزمنا العزة .. وذلك العصر الحديث يظلمنا كثيراُ حين لا يقول الحق عنا .. ونحن يعرفنا الماضي والتاريخ الذي يصفنا بأننا خير أمة كانت تغدق بالخيرات على الأمم .. ولكن كما يقال فإن دوام الحال من المحال .. وتلك الأيام تداول بين الناس .. فقد يكون هذا اليوم لغيرنا بموجب الأقدار .. كما قد يكون ذلك الغد لنا بموجب الأقدار .. وفي كل الأحوال لابد من مسايرة المشيئة السماوية بكل طيب خاطر .. وذلك بالصبر والتحمل ثم الحمد والشكر لله في السراء والضراء .

ــــــــــ
الكاتب والأديب السوداني / عمر عيسى محمد