كأس آسيا: المنتخب الفلسطيني يتسلح بالعائدين للوطن
06-01-2019, 05:15 AM



يحمل أليكسيس نورامبوينا وجوناثان زوريلا الجنسية التشيلية، ولا يجيدان اللغة العربية، لكنهما سيدافعان في كأس آسيا 2019 لكرة القدم عن ألوان المنتخب الفلسطيني، الذي يضم لاعبين لم يعرفوا من الأراضي المحتلة سوى الجذور العائلية، أملاً بتحقيق نتائج إيجابية.

ويستعد المنتخب لمشاركته الثانية (بعد 2015) في البطولة التي تقام في الإمارات بين الخامس من يناير (كانون الثاني) الجاري والأول من فبراير (شباط) المقبل، بتشكيلة تضم في صفوفها لاعبين نشأوا بعيداً عن أرض أجدادهم، الذين هاجروا بسبب ظروف الاحتلال الإسرائيلي والمعاناة المستمرة منذ عقود.

ولد زوريلا في تشيلي عام 1992، وعاد إلى الأراضي الفلسطينية مطلع عام 2017 كلاعب في صفوف أهلي الخليل.

اللاعب الحالي لنادي هلال القدس، اكتسب في الأشهر الماضية تجربة التعرف الى لاعبين آخرين في المنتخب، ويستعد للدفاع عن ألوانه في أول بطولة رسمية له معه.

تجربة المنتخب الفلسطيني ليست فريدة من نوعها، إذ تلجأ العديد من المنتخبات للبحث عن لاعبين متحدرين من بلادها للدفاع عن ألوانها.

وتستفيد المنتخبات من إجازة قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للاعبين باللعب مع منتخب الجذور العائلية (أو منتخب آخر يحملون جنسيته)، بشرط ألا يكونوا قد خاضوا أي مباراة مع المنتخب الأول للبلاد حيث ولدوا.

ويوضح مسؤول سابق في الاتحاد الفلسطيني أن الأخير تواصل مع الجاليات المنتشرة حول العالم للبحث عن مواهب كروية تعود جذورها إلى الأراضي المحتلة، قبل التأكد من شهادات ميلاد الآباء والأجداد، وضمهم للمنتخب الذي يدربه حالياً الجزائري نور الدين ولد علي.

ويضيف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، أن البحث تركز في تشيلي حيث يتواجد فريق يحمل اسم فلسطين "ديبورتيفو بالستينو"، تأسس في 1920 على يد مهاجرين فلسطينيين، وقام لاعبوه أواخر عام 2016 بزيارة الأراضي المحتلة وخوض مباريات فيها.

وتضم تشكيلة المنتخب الفلسطيني للبطولة، والمؤلفة من 23 لاعبا، عشرة لاعبين من جذور فلسطينية يحمل بعضهم كنيات عربية مثل جاكا حبيشة المولود في سلوفينيا، وآخرين "عرّبت" أسماءهم نسبة لذويهم، مثل نورامبوينا المعروف بأليكس نصار والمتحدر من مدينة بيت لحم، وياسر بينتو المعروف بياسر إسلامي.

ويطرح هذا المزيج بين اللاعبين معضلة التواصل في صفوف المنتخب، اذ إن العديد من حاملي الجنسية الأجنبية لا يتقنون اللغة العربية.

ولا يرى المدرب ولد علي أن لعائق اللغة تأثيراً على أداء المنتخب، ويقول عن التواصل بين اللاعبين: "يجب التأقلم، يجب فرض نظام وتنظيم ويجب أن يلتزم الجميع بذلك"، معتبراً أن الجامع بين اللاعبين سيكون كرة القدم، والحافز من أجل التأهل.

في بطولة 2015 في أستراليا، خسر المنتخب مبارياته الثلاث في دور المجموعات، وتلقى مرماه 11 هدفاً مقابل تسجيل هدف يتيم، لكنه حقق في المباريات الودية التحضيرية لبطولة 2019 فوزاً على باكستان وتعادلين مع الصين وإيران وخسارة أمام العراق، ما أعطاه أملاً بتحقيق نتيجة أفضل في الإمارات 2019، على رغم وقوعه في المجموعة الثانية الصعبة التي تضم أستراليا حاملة اللقب والأردن وسوريا.

ويخوض المنتخب مباراته الأولى ضد سوريا الأحد.

وتشكل مشاركة المنتخب على رغم المعاناة من ظروف الاحتلال التي تؤثر سلباً على تنقل اللاعبين وفرص جمعهم للتمارين بشكل دوري، بارقة أمل للفلسطينيين.