الإرادة ...
24-02-2013, 02:15 PM
بسم الله
الإرادة
اختيار وتعليق : عبد الحميد رميته , الجزائر
1-[ " لا أملك الإرادة " , عبارة يتوارى خلفها العاجزون] .
يتوارى خلفها العاجزون والضعفاء والكسالى .
ويتوارى خلفها ضعفاء الإرادة والعزيمة .
وليعلم كل واحد منا أن الإرادة تنبع من داخلنا لا من خارجنا , وأن العزيمة هي من داخلك أنت بالدرجة الأولى , ولن تأتيك من الخارج .
لا يمكنك أبدا أن تجد من يبيعك كيلو عزيمة أو نصف كيلو إرادة , بل إن الإرادة نحن الذين نعطيها لأنفسنا إن شئنا , وكذلك نحن الذين نمنعها عن أنفسنا إن نحن ضعفنا واستسلمنا لهذا الضعف .
2- لا توجد كلمة " مستحيل" إلا في قاموس الضعفاء .
وأما القوي فإنه يقنع نفسه دوما بأنه قادر بإذن الله على كل شيء جعله الله قادرا على فعله أو قوله ... وأما القوي فليس في قاموسه إلا " كل شيء ممكن شرعا وعقلا وتجربة , هو ممكن بإذن الله بالنسبة إلي " . يقدم المسلم القوي الأسباب المناسبة لفعل ما يريد مهما كان بعيدا وصعبا , ثم يُسلِّـم بعد ذلك أمره لله . إن تحقق له ما يريد فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , وإن لم يتحقق له ما يريد فالحمد لله على كل حال , والصبر الكبير لله والتسليم التام لله والرضا الكامل بقضاء الله .
3-حتى ولو وقف جسمي على عكازين , فإن عقلي لا يمكنه الوقوف على الهامش .
حتى لو بلغ عمري ال 100 سنة فإنني لا أقبل لنفسي أبدا أن أعيش على هامش الحياة , وكأنني زائد فيها أو كأنه لم يبق لي إلا الماء " يحمى " كما يقول بعض الجزائريين . سأحاول ما استطعتُ ( وما دمتُ حيا ) أن أقدم الزيادة على الكون والحياة والإنسان , وأن أفيد وأنفع نفسي وغيري ماديا أو معنويا أو نفسيا أو ... سأحاول أن لا أتوقف عن العطاء إلا عندما يأتيني اليقين أو الموت . " اللهم اختم لنا بالخير" , آمين .
4-السمكة القوية وحدها هي التي تقدر على السباحة عكس التيار .
ومنه فإن الأنبياء والمرسلين هم على رأس من يسبحون ( إن صح التعبير ) عكس تيار الباطل والضلال والغي و...
السباحة ضد التيار هي التي لا يقدر عليها إلا الأقوياء من الناس .
وأما :
• السباحة مع التيار
• وأما " معك يا خالي الذيب ومعاك يا خالي الصيد "
• وأما " أنا مع الواقف ولو كان حمارا "
• وأما الإمعة الذي هو مع الناس إن أحسنوا أو اساءوا ...
فإن كل الناس يقدرون على ذلك ... وهؤلاء لا يستحقون مدحا , بل يستحقون الذم كل الذم .
صحيح أن المسلم لا يجوز له أن يخالف الناس من أجل المخالفة أو من أجل أن يُعرَف , ولكن يجب عليه أن يخالف الباطل والإثم والعدوان .
مطلوب من المسلم أن يوافق الناس ما استطاع فيما لا يُغضب الله , وأما إن كان ثمة ما يُغضب الله فيجب على المسلم عندئذ أن يرضي الله وحده ولو خالف الناس أجمعين , ولو ضحى في سبيل ذلك بنفسه وماله وبأغلى ما يملك .
إن بعضَ الناس يخلطون أحيانا بين " لا أقدرُ " و " لا أريد " , فمثلا يقول التلميذ " أنا لا أقدر على الاستيقاظ مبكرا من أجل أداء صلاة الصبح في وقتها ثم مراجعة دروسي " , وهو في الحقيقة " لا يريد " . إنه يحتاجُ إلى إرادة قوية وعزيمة قوية , وكل من الإرادة ومن العزيمة تنبعان من داخله , ولا يمكن شراؤهما من السوق أو من الصيدلية . ونفس الشيء مثلا يُقال :
*لمن يشرب الدخان ويقول" أنا لا أقدر على التوقف عن شرب الدخان " .
*لمن يقول " أنا لا أقدر على ممارسة الرياضة " .
*لمن يقول " أنا لا أقدر على الامتناعِ عن الغيبة والنميمة والبهتان و...".
*لمن يقول " أنا لا أقدر على أن أحسنَ إلى من أساء إلي" .
*لمن يقول " أنا لا أقدر على غض بصري عن النظر إلى وجوه النساء الأجنبيات" .
*لمن يقول " أنا لا أقدر على أن أتوضأ قبل النوم في أغلبية الأيام " .
* لمن يقول " أنا لا أقدر على منع نفسي من السرقة ".
* لمن يقول " أنا لا أقدر على قيام الليل ".
* لمن يقول " أنا لا أقدر على منع نفسي من الغش ". وهكذا ...
إن الحقيقة تقول بأن كل واحد من هؤلاء وغيرهم " لا يريد " وليس " لا يقدر " . وهكذا يمكن أن نأتي بآلاف الأمثلة المشابهة التي يقول معها الناس" لا نقدر " وهم في الحقيقة " لا يريدون" , وهم إنما يحاولون خداع أنفسهم من حيث علِموا بذلك أم لم يعلموا .
ملاحظة : الحِـــكــم منقولة من عدة مراجع , منها كتاب " حدائق الحكمة " إعداد نبيل أحمد .
وأما التعليقات البسيطة فهي تعليقاتي .
الإرادة
اختيار وتعليق : عبد الحميد رميته , الجزائر
1-[ " لا أملك الإرادة " , عبارة يتوارى خلفها العاجزون] .
يتوارى خلفها العاجزون والضعفاء والكسالى .
ويتوارى خلفها ضعفاء الإرادة والعزيمة .
وليعلم كل واحد منا أن الإرادة تنبع من داخلنا لا من خارجنا , وأن العزيمة هي من داخلك أنت بالدرجة الأولى , ولن تأتيك من الخارج .
لا يمكنك أبدا أن تجد من يبيعك كيلو عزيمة أو نصف كيلو إرادة , بل إن الإرادة نحن الذين نعطيها لأنفسنا إن شئنا , وكذلك نحن الذين نمنعها عن أنفسنا إن نحن ضعفنا واستسلمنا لهذا الضعف .
2- لا توجد كلمة " مستحيل" إلا في قاموس الضعفاء .
وأما القوي فإنه يقنع نفسه دوما بأنه قادر بإذن الله على كل شيء جعله الله قادرا على فعله أو قوله ... وأما القوي فليس في قاموسه إلا " كل شيء ممكن شرعا وعقلا وتجربة , هو ممكن بإذن الله بالنسبة إلي " . يقدم المسلم القوي الأسباب المناسبة لفعل ما يريد مهما كان بعيدا وصعبا , ثم يُسلِّـم بعد ذلك أمره لله . إن تحقق له ما يريد فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , وإن لم يتحقق له ما يريد فالحمد لله على كل حال , والصبر الكبير لله والتسليم التام لله والرضا الكامل بقضاء الله .
3-حتى ولو وقف جسمي على عكازين , فإن عقلي لا يمكنه الوقوف على الهامش .
حتى لو بلغ عمري ال 100 سنة فإنني لا أقبل لنفسي أبدا أن أعيش على هامش الحياة , وكأنني زائد فيها أو كأنه لم يبق لي إلا الماء " يحمى " كما يقول بعض الجزائريين . سأحاول ما استطعتُ ( وما دمتُ حيا ) أن أقدم الزيادة على الكون والحياة والإنسان , وأن أفيد وأنفع نفسي وغيري ماديا أو معنويا أو نفسيا أو ... سأحاول أن لا أتوقف عن العطاء إلا عندما يأتيني اليقين أو الموت . " اللهم اختم لنا بالخير" , آمين .
4-السمكة القوية وحدها هي التي تقدر على السباحة عكس التيار .
ومنه فإن الأنبياء والمرسلين هم على رأس من يسبحون ( إن صح التعبير ) عكس تيار الباطل والضلال والغي و...
السباحة ضد التيار هي التي لا يقدر عليها إلا الأقوياء من الناس .
وأما :
• السباحة مع التيار
• وأما " معك يا خالي الذيب ومعاك يا خالي الصيد "
• وأما " أنا مع الواقف ولو كان حمارا "
• وأما الإمعة الذي هو مع الناس إن أحسنوا أو اساءوا ...
فإن كل الناس يقدرون على ذلك ... وهؤلاء لا يستحقون مدحا , بل يستحقون الذم كل الذم .
صحيح أن المسلم لا يجوز له أن يخالف الناس من أجل المخالفة أو من أجل أن يُعرَف , ولكن يجب عليه أن يخالف الباطل والإثم والعدوان .
مطلوب من المسلم أن يوافق الناس ما استطاع فيما لا يُغضب الله , وأما إن كان ثمة ما يُغضب الله فيجب على المسلم عندئذ أن يرضي الله وحده ولو خالف الناس أجمعين , ولو ضحى في سبيل ذلك بنفسه وماله وبأغلى ما يملك .
إن بعضَ الناس يخلطون أحيانا بين " لا أقدرُ " و " لا أريد " , فمثلا يقول التلميذ " أنا لا أقدر على الاستيقاظ مبكرا من أجل أداء صلاة الصبح في وقتها ثم مراجعة دروسي " , وهو في الحقيقة " لا يريد " . إنه يحتاجُ إلى إرادة قوية وعزيمة قوية , وكل من الإرادة ومن العزيمة تنبعان من داخله , ولا يمكن شراؤهما من السوق أو من الصيدلية . ونفس الشيء مثلا يُقال :
*لمن يشرب الدخان ويقول" أنا لا أقدر على التوقف عن شرب الدخان " .
*لمن يقول " أنا لا أقدر على ممارسة الرياضة " .
*لمن يقول " أنا لا أقدر على الامتناعِ عن الغيبة والنميمة والبهتان و...".
*لمن يقول " أنا لا أقدر على أن أحسنَ إلى من أساء إلي" .
*لمن يقول " أنا لا أقدر على غض بصري عن النظر إلى وجوه النساء الأجنبيات" .
*لمن يقول " أنا لا أقدر على أن أتوضأ قبل النوم في أغلبية الأيام " .
* لمن يقول " أنا لا أقدر على منع نفسي من السرقة ".
* لمن يقول " أنا لا أقدر على قيام الليل ".
* لمن يقول " أنا لا أقدر على منع نفسي من الغش ". وهكذا ...
إن الحقيقة تقول بأن كل واحد من هؤلاء وغيرهم " لا يريد " وليس " لا يقدر " . وهكذا يمكن أن نأتي بآلاف الأمثلة المشابهة التي يقول معها الناس" لا نقدر " وهم في الحقيقة " لا يريدون" , وهم إنما يحاولون خداع أنفسهم من حيث علِموا بذلك أم لم يعلموا .
ملاحظة : الحِـــكــم منقولة من عدة مراجع , منها كتاب " حدائق الحكمة " إعداد نبيل أحمد .
وأما التعليقات البسيطة فهي تعليقاتي .
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة