التسويق العاطفي
19-12-2022, 09:32 AM
عملية التسويق على الرغم من كونها عملية تتطلب الكثير من المنطق والعقل إلا إن الجانب العاطفي فيها يُشكل جزءًا مهمًا ودورًا فعالًا في إنجاح العملية التسويقية، فأي شركة للتسويق الالكتروني تعمل باحترافيه في كيفية ادارة مواقع التواصل الاجتماعي، تعلم أن للمشاعر قوة كبيرة في عملية الاقناع والتأثير على سلوك الجمهور المستهدف، فقد كانت تُستخدم المشاعر المختلفة في القدم للتأثير على الجيوش في الحروب من خلال الشعارات والهتافات، وأما في عصرنا الحالي، وهو عصر التسويق الالكتروني، وادارة مواقع التواصل الاجتماعي فقد أصبحت العلامات التجارية تستخدمه في التأثير على العملاء المستهدفين من خلال حملات التسويق العاطفي والتي تركز على احتياجات العملاء فتنشيء تفاعلًا يرغمهم على القيام برد فعل معين، والذي قد يتمثل في قرار الشراء.
عند ادارة مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك، عن طريق أي شركة للتسويق الالكتروني يجب أن تُراعي بين التسويق المنطقي والتسويق العاطفي الذي يتم التركيز فيه على عواطف المستهدفين، لجعلهم يلاحظون ويتذكرون ويشترون. وهذا التسويق العاطفي دائمًا ما يؤثر على عاطفة ما كالسعادة، الحزن، أو الخوف. فاستهداف مشاعر العملاء بواسطة الجهود الإعلانية، يقرب المسافة بين العلامة التجارية والمستوى الشخصي للعملاء. لذا بين الحين والآخر قد يكون استخدام التسويق العاطفي أمرًا رائعًا ودليل على ادارة مواقع التواصل الاجتماعي باحترافية، سواء كان بجعل العملاء يضحكون أو يخافون، مما يعمل على زيادة ارتباط العملاء مع العلامة التجارية والذي يعني زيادة ولاء العملاء حتى بعد قرار الشراء. لا يقتصر تأثير التسويق العاطفي على احتياجات أو رغبات العملاء فحسب، بل يعد طريقة أو استراتيجية لجعل المحتوى أكثر قابلية للمشاركة. فلن يقوم أحد بمشاركة مقطع فيديو أو مقال من دون أن يحرك مشاعره أو يحس أنه جزءًا منه، وفي أغلب الأحيان تجد الأشخاص يقومون بمشاركة المحتوى المضحك والمشوق أو الذي يشعرهم بالخوف.
التسويق العاطفي يعد أداة قوية لزيادة المبيعات يمكنك استخدمها عند ادارة مواقع التواصل الاجتماعي، ويعمل على تشجيع العملاء على ابداء ردود الفعل المختلفة مما يساعد في تنمية العلامة التجارية، فلكل شعور قوة خاصة به وأثر مختلف في النفوس، فالسعادة تجعل العملاء يشاركون ويتفاعلون وبهذه المشاركات سيزداد الوعي بالعلامة التجارية، فمن المعلوم أن الأخبار والمحتوى الجيد ينتشر بسرعة. أما الحزن فهو يجعل العملاء متعاطفين مما يؤدي إلى زيادة العطاء، فعند استخدام الصور والأغاني المؤثرة كحملات لجمع التبرعات. فمشاعر الحزن تدفع الناس لمساعدة الآخرين من خلال العطاء المالي، لذلك عند ادارة مواقع التواصل الاجتماعي لشركتك، حاول بقدر المستطاع التنوع بين هذه المشاعر المختلفة، ولكن كن حذرًا عند استخدام شعور الخوف في حملاتك التسويقية، فعلى الرغم من أن الكثير يخافون من ربط الخوف بعلامتهم التجارية، إلا أن الخوف قد يعكس أهمية استخدام منتج ما أو خدمة ما كوسيلة من وسائل تحقيق الراحة والآمان وتجنب شعور هذا الشعور. وبالمثل شعور الغضب فهو قد يزيد من فرص الانتشار، من خلال انتاج محتوى يثير غضب الناس ويؤدي إلى زيادة المشاهدات والإعجابات على منصات التواصل الأجتماعي، حيث يُمكن أن يكون مقطع الفيديو عن قضية اجتماعية أو سياسية، وقد ينقلب هذا الشعور ضدك إن زاد عن حده، فيجعل جمهورك ينفر منك.
والآن ما هي خطوات التسويق العاطفي الذي تحتاج إليه في ادارة مواقع التواصل الاجتماعي ومحتواك عليها؟
فالتسويق الذي تقوم به أي شركة للتسويق الالكتروني بغض النظر عن نوعه فهو في الأول والآخر تسويق يحتاج للتعرف على طبيعة الجمهور، فقبل القيام بأي نوع من أنواع الحملات التسويقية، يجب التعرف على خصائص الجمهور العاطفية. عند بداية التخطيط للحملة التسويقية، يجب معرفة عواطف العملاء المستهدفين، وما الذي يشعرون به عند شراء المنتج وما هي احتياجات العملاء أو المشكلة التي تدفعهم للبحث عن المنتج ومن ثم إعداد خريطة ذهنية بهذه المشاعر. حيث يجب التركيز على البساطة بقدر الإمكان مع اختيار عاطفة واحدة رئيسية أو اثنين كحد أقصى، من ثم تصميم الحملة بناءً عليها على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بك.
وفي عملية التسويق العاطفي يأتي دور صُناع المحتوى والمصممين القائمين على ادارة مواقع التواصل الاجتماعي لمشروعك، فصناع المحتوى يكون دورهم هو كتابة المحتوى الذي يستميل الجمهور عاطفيًا ويؤثر عليهم. أما المُصممين فهم يقومون باستخدام الألوان باتقان وبشكل محدد؛ حيث أن لكل لون معنى قد يساعد في توصيل الرسالة.
ويمكن اتباع العديد من الأساليب للتأثير عاطفيًا على الجمهور، على سبيل المثال سرد القصص أو الاحتفال بالذكريات لتقوية علاقة العملاء بالعلامة التجارية، ولعل من أكثر الذكريات استخدامًا هي الذكريات السنوية، كالاحتفال بالذكرى الخمسين على تأسيس الشركة التي تقدم الخدمة أو المنتج، فيعمل هذا على ربط العملاء بهذه العلامة، ويجعلهم يتذكرونها في كل عام، كما لو أنه عيد ميلاد أحدهم. ادارة مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام العواطف في محتواك عليها بشكل مباشر، مما يؤثر على عملية شراء الجمهور، فهناك مقولة رائجة قد تعرفها أي شركة للتسويق الالكتروني تقول أن: "لا يشترى الناس لأسباب منطقية بل يشترون لأسباب عاطفية". أي شركة للتسويق الالكتروني تعلم أن بغض النظر عن ما تهدف لاستثارته في إعلانك سواء كان السعادة أو الخوف أو الانتماء أو الثقة، يجب أن تثير المحفزات العاطفية صدى لدى المستهلكين المستهدفين، بالإضافة للأستعانة بحقائق ومعلومات كافية حول منتجاتك ليؤدي إلى زيادة فرصة الشراء.