كلاب.. كباش وأحصنة تزاحم المصطافين في الشواطئ
24-08-2020, 02:04 PM






اشتياق المواطنون للبحر بسبب جائحة كورونا التي فصلتهم عنه، والعودة إليه في الوقت بدل الضائع، جعل الكثير من التجاوزات تحدث في النصف الثاني من شهر أوت في مختلف المناطق الساحلية، بما فيها ظهور سلوكيات جديدة وغريبة، كاصطحاب الكلاب والكباش وحتى الأحصنة إلى الرمال وتركها وسط جمع غفير من المصطافين تصول وتجول وأحيانا تعض وترفس كل من وجدته أمامها من شباب وأطفال ونساء ذهبوا للتمتع بأشعة الشمس وافتراش الرمال والانتعاش بمياه البحر فوجدوا أنفسهم فريسة لحيوانات لم تكن أبدا على البال.
زادت ظاهرة اصطحاب الحيوانات إلى البحر انتشارا هذا الصيف، وباتت تتسبب في حوادث خطيرة ومميتة، فبدلا من أن يمتع المصطاف ناظريه بالمياه، يجد نفسه محترسا ومتوجسا خيفة من حيوان يقابله، ويصارع الأمواج مثله، ولا يجد المواطن من حل سوى الابتعاد وربما مغادرة الشاطئ نهائيا وتوقيف عطلته، إذا كان هذا الحيوان من الكلاب المفترسة مثل “البيت بول” والتي قد تهيج وتسبب كوارث قد تصل إلى الموت، وتصبح بذلك السباحة وحتى البقاء عل شاطئ البحر مغامرة لا تحمد عقباها على صغار السن على وجه الخصوص.
والغريب في الأمر هو أننا صرنا نرى على الشواطئ جميع أنواع الحيوانات ولم يعد يقتصر الأمر على الكلاب غير المؤذية مثل الكانيش فقط، وإنما صارت رمال البحر حلبة صراع للحيوانات، حيث هناك من يصطحب الكباش وأمام مرآى المصافين، يوجهونهم للمناطحة على الشاطئ، فينزعون متعة المصطافين ويقلقون راحتهم، وقد زادت هذه الظاهرة بشكل كبير ووصل الحد إلى اصطحاب الأحصنة إلى الشواطئ، وهنا لا نقصد الأحصنة والجمال التي يخصصها أصحابها من أجل أن يلتقط معها المصطافون صورا تذكاريا ويدفعون مقابل ذلك مبالغ رمزية، حيث أن هذه الظاهرة توجد منذ سنوات وفي معظم الشواطئ، ويحترم فيها أصحابها العائلات فيقيدون أحصنتهم ولا يتركونها تسرح وتمرح على الشواطئ كما يحلو لها، مثلما وقع نهاية الأسبوع في الفيديو الذي نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأثار جدلا كبيرا، حيث أظهر الفيديو حصانين وهما يتناطحان على الرمل وسط المصطافين، الأمر الذي أثار رعبهم وجعلهم يتركون أغراضهم ويهربون خوفا من أن تهجم عليها الأحصنة التي فقد أصحابها السيطرة عليها.
وقبل ذلك بأيام، انتشر فيديو لمجموعة من الأبقار تتجول على الرمال وسط المصطافين في أحد الشواطئ بولاية عنابة، من دون الحديث عن الكلاب التي أصبحت وكأنها موضة لدى العديد من الشباب ممن يحضرون كلابهم ويدخلونها إلى الشواطئ أين تسبح معهم بكل حرية، ومن دون مبالاة ولا ذرة احترام للعائلات المتواجدة ولا حتى للخوف الذي يسببونه للأطفال الصغار، وقد أصبحت الظاهرة منتشرة بقوة، فكل من يملك حيوانا يصطحبه معه إلى الشاطئ ويتجول معه بكل حرية من دون حسيب ولا رقيب، وهذا ما جعل المصطافين يطالبون في تعليقاتهم على الفيديو الأخير الخاص بالأحصنة الهائجة التي كانت تتشاجر وتتناطح وسطهم، من السلطات المعنية بالأمر ومصالح حماية الشواطئ، بالتدخل لمنع مثل هذه السلوكيات التي تحدث، وذكروا أنهم يذهبون للبحر للترفيه عن أنفسهم، وليس لمشاهدة تناطح الحيوانات وتحمل أعباء الخوف والرعب من أن يصبهم مكروه جراء ذلك.
كريم زيتوني: شواطئنا بلا رقابة والسياحة الداخلية تحتضر

وقد صرّح في هذا الشأنصاحب وكالة SEA AND ROCk للسياحة والأسفار بقسنطينة كريم زيتوني في اتصال بالشروق، أنّ ظاهرة تواجد الحيوانات في الشواطئ كانت موجودة منذ سنوات، لكن بأقل حدة، وأضاف قائلا “أننا كنا نتغاضى عنها باعتبار أنّ العديد من المصطافين والعائلات الميسورة الحال، كانوا يتجهون لقضاء عطلتهم الصيفية خارج الوطن، لكن في هذه السنة الاستثنائية، حسبه، وفي ظل غلق الحدود والمطارات، صار الجميع مجبرا على قضاء عطلته الصيفية في السواحل الجزائرية”، وهو ما جعل مشكلة اصطحاب
الحيوانات إلى الشواطئ تأخذ هذه الأبعاد في هذا العام، وأضاف زيتوني، أن السياحة الداخلية كارثية بأتم ما تملكه الكلمة من معنى على حد قوله، باعتبار أن هذه السلوكيات لا تظهر إلاّ في شواطئنا، حسبه، معتبرا أمر الفيديوهات التي تنتشر في كل مرة وتظهر أحيانا الأبقار وأحيانا أخرى الكباش والأحصنة والكلاب تسبح وتمرح مع المصطافين في الشواطئ، ليست وليدة وإنما هي سلوكيات للعديد من المواطنين الذين يقطنون بالقرب من الشواطئ، ويتعمدون القيام بهذه التصرفات التي تزيد من سوء السياحة الداخلية، وذكر زيتوني في سياق ذي صلة، أنه حان الوقت من أجل النظر في قانون الاستثمار السياحي، وفتح المجال أمام المستثمرين وتقديم تحفيزات تكون عادلة وقانونية لهم من أجل النهوض بالسياحة الداخلية التي أثبت فيروس كورونا وأزمة غلق المطارات والحدود أنها منعدمة تماما.
مصطفى زبدي: يجب وضع قوانين صارمة لردع هذه التصرفات

من جهته، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده مصطفى زبدي، صرّح في حديثه مع “الشروق”، أن ما وقع الأسبوع الفارط في أحد الشواطئ عندما تم إنزال الأحصنة وسط المصطافين، يعتبر قضية استثنائية، وعادة ما نلاحظ، على حد قوله، هذه الظاهرة في الشواطئ المفتوحة والواسعة وليس الضيقة، واعتبر الأمر بالسلوك غير الحضاري، حيث ذكر في سياق ذي صلة، أن هناك بعض الأشخاص ممن لا يحترمون بعضهم، ولا يحترمون راحة وأمن وسلامة المصطافين، هم من يقومون بهذه التصرفات التي تسيء حسبه، إلى المصطافين وتقلق راحتهم، وتأسف زبدي من ظاهرة إنزال الحيوانات بمختلف أنواعها على الشواطئ، وصرّح في هذا الشأن أنه لا بد من أن تكون هناك إجراءات صارمة لمعاقبة هؤلاء الأشخاص وردع هذه السلوكيات التي تؤثر على أمن وراحة المصطافين في الشواطئ.